X
X


موقع اقرا » العناية بالأم والطفل والحمل » هل يجب على الوالدين أن يدفعوا الأطفال لعمل الشيء الصحيح

هل يجب على الوالدين أن يدفعوا الأطفال لعمل الشيء الصحيح

هل يجب على الوالدين أن يدفعوا الأطفال لعمل الشيء الصحيح


كيف يمكن للوالدين دفع الأطفال لعمل الشيء الصحيح دون قمع؟

إنّ التعليم والتشجيع والتّودد من أهم الأساليب في تصحيح السّلوك الطفل، فالتّربية فن وعلم، والمربي النّاجح من يفقه في هذا العلم ويتقن مهاراته، فعلى الوالدين التّعامل مع الطّفل على قدر فهمه دون أن يشعره بإنّه طفل لا يفقه شيء، ومناداته بأحب الأسماء إليّه، وسرد القصص ذات الطّابع القيميّ لغرز المفاهيم السليمة لدى الطّفل.[١]

إنّ مفهوم ّالصح والخطأ” يختلف من مجتمع لآخر، ومن أسرة لأسرة أخرى، وذلك وفق العادات والتقاليد والمعتقدات والقيّم الأخلاقيّة للأسرة. فالمجتمعات الغربيّة تختلف عن المجتمعات الشرقيّة، كذلك المجتمعات ذات الطّابع الدينيّ تختلف عن المجتمعات المتحررة، فعلى الوالدين إيجاد قواعد تربويّة واضحة وسليمة ذات نظرة شموليّة؛ تعتني بشخصيّة الطّفل ونفسيّته، ذات معايير محدّدة ومتوازنة، مما يساعد على تصحيح سلوك الطّفل دون الإيذاء النفسيّ.[٢]

يحتاج الآباء إلى أساليب مجّدية للتّواصل الفعّال مع الأبناء، إذا كان الآباء يرغبون بتحسين التّواصل مع أبنائهم عليهم تنمية مهارة الاستماع لما يقولون والاهتمام بما يشعرون، يتحتّم على الآباء أن يلاحظوا استجاباتهم لأبناءهم كما يلاحظونها عند التّحدث مع الغرباء والضّيوف، إنّ بناء جسر من الاحترام والتّقبل بين الآباء والأبناء يساعد بشكل كبير على تقبل القوانين والضّوابط الأسريّة من قبل الأبناء.[٣]

التربية السلوكيّة

ما هي التنشئة؟

إنّ الأسرة تلعب دورًا مهمًا في تنشئة الطفل والاهتمام به، وتعليمه السلوك، ومرحلة الطّفولة هي من أهم المراحل التي تؤثر على المراحل العمرية المتعاقبة في حياة الطفل، وتعتبر الأسرة هي النّموذج الأساسيّ والأول الذي يتعلم منه الطفل، فالأسرة عبارة عن المواقف والمشاعر والأساليب التربوية والسلوكية المتشابكة داخل المنزل.[٤]

وتنقسم التربية السلوكية إلى عدد كبير من الأساليب التربوية الفعّالة في تعليم الأطّفال السّلوك الصحيح من دون أن يشعروا بالتسلط أو القمع، مثل الاهتمام بالطفل وتفقده الدائم والبعد عن القسوة والشدة وكثرة المحاسبة، فإن أسلوب الشدة يمكن أن يولّد لدى الطفل الكره والعناد ومن الممكن أن تطور إلى اضطرابات نفسية في المستقبل، بل يجب أن يمتاز الأهل بالرفق واللين لتربية الطفل تربية سلوكية سويّة، ففي مرحلة الطفولة يجب إدخال البهجة والسرور على الطفل، ومن الجدير بالذكر أن على الآباء الانتباه إلى المساواة والعدل بين الأبناء وعدم التفرقة بينهم. [٥]

أنماط التربية

هناك أربعة أساليب للتربية داخل الأسر لها دور كبير في عمليّة دفع الأطفال إلى عمل ما هو صحيح أو التمرد من الأطفال ورفض ما يقوله الآباء، وهم كالآتي:[٦]

الأب المتساهل: ذلك الأب الذي لا يسود أسرته قوانين ولا ضوابط، فهو همّه الأساسيّ تلبية احتياجات ورغبات أبنائه، لا يقوم بتكليفهم إلّا بالقليل، يجعلهم يفعلون ما يريدون، يتعامل معهم كأصدقاء ولا ينتظر منهم الطّاعة الوالدية.

الأب المهمل: لا يعرف حاجات ورغبات أبنائه، ولا يكترث بمعرفتها، فهو أب دائمًا مشغول في أعماله الخاص ّة، لا يطلب من أبناءه شيء، لايتدخل في تربية وتعليم أبناءه، ولا يتحدث معهم، وربما تمضي الأيّام دون رؤيتهم لانشغاله بأعماله.

الأب المتسلط: قوانين صارمة في البيت، لا يسمح بالخطء مهما كان صغيرًا أم كبيرًا، كثير الأوامر والطّلبات، كلامه كله بصيغة الأمر، لا يكترث بمشاعر أبنائه، لا يوجد مجال للنّقاش والحوار فالسّلطة العليا والقرارت من الأب فقط.

الأب الحازم: يهتم بمشاعر ورغبات أبنائه، يتعامل معهم بانضباط ولكنه واقعي، يسود أسرته قوانين ولكن تمتاز بالمرونة، يفهم الفروق الفردية بين أبنائه ويتعامل مع كل واحد منهم بما يناسبه، يتحاور ويناقش أبنائه بطريقة فعّالة فيها نوع من الحزم والعطف.

وكمخلص لما تم ذكره فإن نوع الأب يؤثر في كيفيّة التربية، فالأب المتساهل، والمهمل، والمتسلط، لا يساعد على تربية الأطّفال تربية صحيحة، فالتّربية تقوم على تعليم السّلوك الصحيح للطفل، فقد يقوم أحد أفراد الأسرة بدعم بعض السّلوكيات التي يراها من الآخرين داخل الأسرة أو رفضها، فالأب هو النّموذج الأول الذي يتعلم منه الطّفل السّلوك، وعن طريق التّعميم ينطلق هذا السّلوك في معاملة الآخرين خارج نطاق الأسرة.[٧]

الآثار الإيجابية للتربية الوالدية الحازمة في تصحيح سلوك الطفل

لقد تم إثبات أن التّربية الحازمة هي التّربية التي تنمي قدرات الطّفل ( الانفعاليّة، الاجتماعيّة، السلوكيّة)، ولقد وجد الباحثون أن الآباء الذين شاركوا في وقت مبكر في التّربية، وأبدوا اهتمامًا عاليًا في مجالات مختلفة، وسلوكيّات الأبناء، كان له أثر أيجابي في علاقة الأب بأبنائه، ومن هذه الآثار الإيجابية الآتي:

  • يصبح الطّفل ذو شخصيّة قويّة، قادر على مواجهة الحياة بشكل فعّال.
  • القدرة على التكيّف، وإتخاذ القرارات الضحيحة بنفسه.
  • تقبّل الطفل تصحيح سلوكه من قبل والديه.[٨]
  • وزيادة ثقة الطفل بنفسه وبوالديه.[٨]
  • تحقيق الشّعور بالرضا لدى الآباء.[٨]

أساليب والدية فعّالة لتصحيح سلوك الطفل

يحتاج الأطّفال تحديد واضح للسّلوك المقبول والسّلوك الغير مقبول، إنّهم يشعرون بأمان عندما يعرفون حدود الفعل المسموح به، وهناك عدة أساليب لتغيير السّلوك الخاطئ لدى الأطفال:[٩]

  1. التّعويض: أن يقوم الوالدين بنقد السّلوك دون نقد الطفل.
  2. التّوجيه المباشر: الجلوس مع الطّفل والحوار معه بحيث يقوم الطّفل بتصحيح الخطأ.
  3. التّوبيخ: على أن يكون دون استهزاء بالطّفل، وبعبارات حازمة دون انفعال لا تخل بالأخلاق.
  4. العقاب الذاتيّ: اختيار الطّفل أسلوب عقاب يتحمل مسؤوليته.
  5. المقاطعة: وهذه تكون خطوة متقدمة جدًا بعد استخدام الأساليب السّابقة بأن يجلس في غرفته ولا يتحدث معه أحد لمدة زمنية تُحدد من قبل أحد الوالدين.

ومن الجدير بالذكر أن على الوالدين أن يتقبلوا كل ما يصدر من أبنائهم ويستمعوا لهم، ويحق للطفل أن يشعر، ويحلم، ويفكر، بغض النّظر عن المحتوى فهو مقبول، ولكن الطّفل مسؤول عن الكيفيّة التي يعبر بها، فعلى الوالدين تصحيح الأفكار والمعتقدات، والوقوف على ما هو خاطئ، وتعزيز ما هو صحيح.[١٠]

المراجع[+]

  1. محمد مرسي (2008)، فن تربية الأولاد في الإسلام (الطبعة 1)، مصر:دار الأندلس الجديدة، صفحة 102، جزء 1. بتصرّف.
  2. مصطفى أبو سعد (2008)، الحاجات النفسية للطفل (الطبعة 1)، الكويت:دار اقرأ للنشر والتوزيع، صفحة 7. بتصرّف.
  3. هايم جينو، التربية المثالية للأبناء، صفحة 15. بتصرّف.
  4. احمد ابو أسعد (2014)، الإرشاد الزواجي الأسري (الطبعة 1)، رام الله:دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 77-78. بتصرّف.
  5. مصطفى أبو سعد، الحاجات النفسية للطفل، صفحة 12-15. بتصرّف.
  6. مصطفى ابو سعد (211)، هكذا نربي (الطبعة 1)، الكويت:شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع، صفحة 42-45. بتصرّف.
  7. “تربية”، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-17. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت هيئة انقاذ الطفولة، الأبوة الإيجابية، صفحة 12. بتصرّف.
  9. “التربية الأسرية للطفل ” وفق منطلقات التربية الحديثة المعاصرة “”، دار المنظومة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  10. ” التربية الأسرية للطفل ” وفق منطلقات التربية الحديثة المعاصرة “”، دار المنظومة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب