هل هناك دليل على أن الأشخاص قصيري القامة يعيشون لفترة أطول؟

من المعروف أن هناك عدة عوامل تحدد طول الأشخاص مثل الجينات والوراثة، والتغذية أثناء فترة الطفولة، إذ كلما كانت التغذية أفضل، كان من المرجح أن يكون الشخص أكثر صحة وأطول. وقد وجدت عدة دراسات فوائد التمتع بطول القامة، لكن قد يكون لها بعض السلبيات، إذ يمكن أن ترتبط بزيادة خطر بعض الأمراض. وأيضاً هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة بين الطول وزيادة خطر الوفاة.

الدراسة الاولى: الجنود الإيطاليين

أولى هذه الدراسات تمت على الوفيات بين الجنود من أحد القرى الإيطالية، والذين تتراوح سنوات ولادتهم بين 1866-1915، وقد وجدت هذه الدراسة أن الرجال الذين تقل أطوالهم عن 161.1 سم، عاشوا أطول من أولئك الذين تزيد أطوالهم عن 161.1 سم. 

الدراسة الثانية: طول عمر لاعبي كرة السلة السابقين

وجدت دراسة أجريت عام 2017 على 3901 من لاعبي كرة السلة الأحياء والمتوفين الذين لعبوا بين عامي 1946-2010، وشملت الدراسة الطول والعمر لديهم، وقد كانت النتائج أن حجم الجسم الأكبر أدى إلى تقليل طول العمر. وقد كان متوسط ​​ارتفاع اللاعبين 197.78 سم، مات اللاعبون الأطول في أعلى 5% من حيث الطول، وقد تم استثناء أولئك الذين ولدوا بين 1941-1950 من هذه النتائج.

وقد درس الباحثون بعض المتغيرات لهؤلاء اللاعبين، والتي تلعب دوراً في تحديد طول العمر، ومنها:

• النمط الجيني.
• العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
• الرعاية الطبية.
• الوزن .
• التعليم.
• التغذية.
• التمارين الرياضية.
• التدخين.

الدراسة الثالثة: جين FOX03

أجريت هذه الدراسة على 80003 رجل أمريكي من أصل ياباني، وقامت هذه الدراسة بتحليل النمط الجيني على الجين FOX03 وعلاقته بالطول وطول العمر، إذ يرتبط جين FOX03 بالطول، وطول العمر وحجم الجسم في الدراسات البشرية والحيوانية، وقد يكون أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص الأطول أقصر عمراً. وكانت نتائج هذه الدراسة أن الرجال الأقصر من المرجح أن يكون لديهم شكل وقائي من الجين FOX03، ويعيشون أطول فترة من ذوي الأطوال العالية. كما تبين أن الرجال الأقصر لديهم معدل أقل للإصابة بالسرطان، ومستويات أنسولين أقل أثناء الصيام.

لكن السؤال المطروح: لماذا يعيش الأشخاص الأقصر مدة أطول؟

إلى الآن لم تعرف الأسباب، إذ توجد عدة نظريات تتعلق بذلك ومنها نذكر ما يلي:

• النظرية الأولى: تناول كميات أقل من الطعام يزيد العمر؛ إذ إن الأشخاص الأطول لديهم عظام أكبر وأعضاء داخلية أكبر من الأشخاص ذوي القامة القصيرة. مما يعني أنهم بحاجة إلى كمية أكبر من السعرات الحرارية اليومية.
• النظرية الثانية: الأجسام الأقصر يوجد بها عدد أقل من الخلايا من الأشخاص طويلي القامة، مما يعني أنهم أقل تعرضاً للجذور الحرة والعوامل السرطانية

المضاعفات الصحية للأشخاص طوال القامة

يمكن أن تتضمن المضاعفات الصحية التي قد ترتبط بالطول واحد مما يلي:

• الإصابة بالسرطان: إذ يزيد الطول من فرصة الإصابة بالسرطان. فقد أجريت دراسة عام 2016 للكشف عن وجود علاقة بين الطول ومخاطر الإصابة بالسرطان، واشترك في هذه الدراسة 14.440 رجل، و 16390 امرأة، في سن ال 25 وما فوق، وقد كانت نتائج الدراسة كما يلي:
  • الزيادة في الطول أدت إلى زيادة خطر الوفاة بنسبة 2.2% في الرجال، و2.5% في النساء.
  • أدت الزيادة في الطول إلى زيادة خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 7.1 % للرجال، و5.7 % لدى النساء.
•  الجلطات الدموية الوريدية: لوحظ أن تكرار حدوث الجلطات الدموية الوريدية في كثير من الأحيان يحدث في النساء الأطول مقارنةً بالنساء ذوات القامة الأقصر في دراسات متعددة، وقد يعود السبب في ذلك إلى طول الأرجل والأوردة التي تحدث فيها الجلطة.

سبعة منتجات غذائية لشعر صحي وجذاب

تعاني العديد من النساء من مشاكل الشعر التالف وحينما يجري الحديث عما هو مفيد لاكساب الشعر حيوية وجاذبية يقول الاطباء … اقرأ أكثر

عوامل تزيد من العمر والصحة

يمكن أن تؤثر اختيارات نمط الحياة بشكل كبير على اكتساب المرض وطول العمر، لذا حتى يتمتع الشخص بصحة جيدة يتوجب عليه القيام بما يلي:

• التوقف عن التدخين.
• الامتناع عن الكحول.
• ممارسة التمارين الرياضية.
• تناول الأغذية الصحية الغنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة.
• تقليل استهلاك السكر والوجبات السريعة والأطعمة المصنعة.
• فقدان الوزن إذا كان الشخص يعاني من السمنة.
• الحد من التوتر.
• العيش في مكان أقل تلوثاً.

الخلاصة

وجدت دراسات متعددة العلاقة بين الطول وطول العمر. حيث وجدت أن الأشخاص الأقصر قامة لديهم أكثر مقاومة لبعض الأمراض مثل السرطان ويعيشون حياة أطول. لكن هذه الدراسات ليست قاطعة على الإطلاق. إذ إن أفضل شيء يمكن القيام به للتمتع بحياة صحية هو اتباع نمط حياة صحي بغض النظر عن الطول.