هل صلاة التراويح واجبة ، ومن المعلوم أن صلاة التراويح من شعائر الإسلام التي شرعها الله عز وجل في رمضان، وسيخصص هذا المقال للحديث عن صلاة التراويح، حيث سيوضح حكمها بالنسبة للرجال والنساء، والدعاء الخاص بها وغيرها من الأمور.
هل صلاة التراويح واجبة
إن حكم أداء صلاة التراويح العام ليست واجبة باتفاق المذاهب الأربعة، وهي من الأحكام المختلف فيها بين الفقهاء الأربعة من حيث الندب والسنّيّة، وفيما يأتي بيان هذا الاختلاف:
المذهب الحنفي: إن أداء صلاة التراويح من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
المذهب المالكي: إن صلاة التراويح من المندوبات، أي أن فاعلها ينال الأجر العظيم من الله تعالى والدرجات العليا يوم القيامة، وأن تاركها يؤثم.
المذهب الشافعي: اتفق مع المذهب الحنفي في أن أداء صلاة التراويح سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
المذهب الحنبلي: اتفق مع المذهب الحنفي والشافعي في أن أداء صلاة التراويح من السنن المؤكدة، ودليل ذلك: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ”.
صلاة التراويح ليست واجبة كما بينا سابقًا، وبالتالي فإن صلاة الليل ليست واجبة، لا في رمضان ولا في غيره ولكنها سنة مؤكدة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث كان يفعل ذلك، وكان يؤدي صلاة التراويح في السفر والحضور ، بالإضافة إلى صلاة الوتر وأيضًا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها في السفر والحضر، ولكنها غير واجبة.
ومن الجدير بالذّكر أن صلاة التراويح أقلها ركعة بعد صلاة العشاء أو آخر الليل، وكلما زادت كانت أفضل، وكلما زاد عدد ركعته بإحدى عشرة ركعة ، ثم قرأ بعد كل اثنتي. ركعة وركعة واحدة، ويمكن أن تكون ركعة واحدة بثلاث عشرة ركعة ، وربما أقل – صلى الله عليه وسلم -، وعلى ذلك فالسنة للمؤمن والمؤمنة أن يؤدي الصلاة في الليل ولو ركعة واحدة أو ثلاث ركعة كما هي سنة الضحى ، فإن التراويح في رمضان هي الصلاة الرئيسة في شهر رمضان بأكمله من ناحية تأدية السنة النبوية.
[2]
حكم ترك صلاة التراويح
صلاة التراويح سنة مؤكدة ، وهي من سمات شهر الفلورة المبارك ، وأرادها النبي صلى الله عليه وسلم بشهوة أكيدة لمن أتم ليلة القوة بالإيمان. والترقب ، ستُغفر خطاياه الماضية. وهذا سبب لإدراك ليلة القدر وهي خير من ألف شهر فيكون على المسلم أن يهتم بالجماعة إن أمكن إن لم يكن في بيته مع أهله أو بمفرده.
دعاء صلاة التراويح
وفيما يأتي بيان دعاء صلاة التراويح:
“اللهمّ يا ربنا ويا مولانا ويا سميع الدعاء. يا ذا المنّ والعطاء، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ ياقيّوم. يا من ترى مكاننا، وتسمع كلامنا، وتعلم بحالنا. اللهم إنّا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك. ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك بالخير كلّه. فأنت الغنيّ ونحن الفقراء إليك. وكذلك أنت الوكيل ونحن المتوكلون عليك، وأنت يا ربنا القويّ ونحن الضعفاء. وأنت العزيز ونحن الأذلاء إليك. اللهم استرنا فوق التراب، وارحمنا إذا وارانا التراب، وودعنا الأحباب. وارحمنا يوم العرض عليك، اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا يوم العرض عليه، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا اللهمّ من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، يا حنان يا منان، اللهمّ أعنّا على الصيام والقيام وغضّ البصر وحفظ اللسان، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّ اللهم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.
أهمية صلاة التراويح
وردت العديد من الأدلة التي تبين أهمية صلاة التراويح في السنة النبوية الشريفة، وفيما يأتي بيان أهمية صلاة التراويح:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَنقَامَرَمَضَانَإيمَانًاواحْتِسَابًا، غُفِرَلهماتَقَدَّمَمِنذَنْبِهِ“.
روى أبو ذرّ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “منقاممعالإمامِحتىينصرفَكُتبلهقيامُليلةٍ“.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَنقَامَلَيْلَةَالقَدْرِإيمَانًاواحْتِسَابًا، غُفِرَلهماتَقَدَّمَمِنذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًاواحْتِسَابًاغُفِرَلهماتَقَدَّمَمِنذَنْبِهِ“.
إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: هل صلاة التراويح واجبة ؟ بالإضافة إلى العديد من الأمور المتعلقة بها كأهميتها والدعاء الذي يمكن للعبد أن يستعين به وغيرها من الأمور.
المراجع
^ أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى ( 2007)، منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (الطبعة الأولى)، قطر : وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 149 بتصرّف , 10/4/2021
