نبذة عن رواية أن تبقى

صاحبة رواية أن تبقى

خولة حمدي، هي كاتبة تونسيّة، وُلدت عام 1984م في تونس العاصمة، حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة الصناعية وعلى شهادة الماجستير في التَّنجيم وعلى شهادة الدكتوراة في بحوث العمليات، تعمل خولة حمدي أُستاذة جامعية لتقنية المعلومات في جامعة الملك سعود بالرياض، لها العديد من الروايات المشهورة كرواية في قلبي أُنثى عبرية ورواية غُربة الياسمين، وسيتم التّعرُّف في هذا المقال على واحدة من أنجح أعمالها الأدبيّة وأصدقها ألا وهي رواية أن تبقى، لبثّها مشاعر العرب المُهاجرين إلى أوروبّا بتعرُّضهم للاضطهاد المصحوب بالحُزن والأسى.[١]

تعريف حول رواية أن تبقى

كيف نالت رواية أن تبقى شهرتها الواسعة؟

رواية أن تبقى هي رواية للكاتبة خولة حمدي، نُشرت هذه الرواية سنة 2016م، ولقد كانت ظروف تأليف الرواية مُستوحاة من الواقع الذي يعيشه قسم كبير من العرب في بلدانهم، فقد سلطت الضوء على قضية مهمة تتعلق بالهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية، وكثيرًا ما اعتقد القراء أنّها امتداد وإكمال لرواية غربة الياسمين للكاتبة نفسها؛ أي خولة حمدي، والبعض رآى أنها تسليط للضوء على الشخصية السلبية الضعيفة في رواية غربة الياسمين.[٢]

مهما يكن من أمر الرواية فإنها اشتهرت على نطاق واسع بسبب محاكاتها للواقع بأسلوب أدبي مشوق يلفت الأنظار ويأسر العقول، إضافة إلى أنها تنتمي للرواية الواقعية الاجتماعية ذات النهاية المفتوحة التي تطلق الأفق أمام خيال القارئ، ولم يرد في المصادر التي تتحدث عن رواية أن تبقى أنها تُرجمت من العربية إلى لغات أخرى.[٢]

شخصيات رواية أن تبقى

هل كانت الرواية تُركّز على شخصية محددة؟

تدور أحداث رواية أن تبقى في زمنين بعيدين هما: الماضي والمستقبل، وهذه الأحداث تُحرّكها شخصيات الرواية وأبرزها:[٣]

• خليل الشاوي: هو محامي من أصول عربية، من تونس، إلّا أنّه يتنكّر لأصوله العربية، ويعتبرها وصمة عار في حياته، ويوصف في الرواية أنه محام فرنسي ترشح للانتخابات البرلمانية الفرنسية.
• المحامية رنيم: تظهر الفتاة المحجبة المسلمة في روايات خولة حمدي ظهورًا واقعيًا، فقد كانت المحامية رنيم مسلمة محجبة تُحافظ على عفتها وحجابها مع وجود الكثير من الشهوات التي تحيط بها.

• الدكتور عمر: كان ظهور هذه الشخصية في الرواية قليلًا، إلا أنه ضروريّ لاستكمال الأحداث، ومن خلال سرد أحداث الرواية يتمكن القارئ من معرفة مصير الدكتور عمر والمحامية رنيم، وإنْ لم ترد عنهما تفاصيل كثيرة.

ملخص رواية أن تبقى

تَدور أحداث رواية أن تبقى لقصّة محامي فرنسيّ يُعرف باسم خليل دانييل الشيوي، والدهُ جزائريّ هاجر من الجزائر بطريقة غير شرعيّة إلى فرنسا عبر قارب الموت عانى والده الكثير للوصول إلى وجهته فكافح شبح العنصريّة والتمييز والاضطهاد في فرنسا، فروت رواية أن تبقى قصة عثور خليل على رسائل قديمة لوالده كُتبت قبل ثلاثين سنة تروي هذه الرسائل مُعاناة والده وهجرته. طرقت الرواية أبواب التطرُّف والإرهاب لفئة المهاجريين نحو أوروبا، وما خلّفتهُ الهجرة من توابع كازدواج الهوية وشعور الإنتماء النّاقص ومواطنة العربيّ في بلاد غربيّة وما لهُ من حقوق وما عليه من واجبات. نُشرت رواية أن تبقى عام 2016م عن دار الكيان للنّشر والتّوزيع.[٤]

ركّزت خولة حمدي كذلك في مُجريات أحداث روايتها على الإرهاب والعنف الدينيّ الذي يتعرّض له المسلمون على وجه الخصوص في أوروبا، فتصوّرت الكاتبة مُستقبل المجتمعات العربيّة في ظلِّ هذه الآفة وإذا استمر الحال على منواله فخرجت ببعض الحلول التّفاؤليّة للتخلُّص بها من هذا الجُحرِ الدّامس. كُتبت رواية أن تبقى بأسلوب رائع مشوّق بأحداثه الواقعيّة حول هجرة العرب إلى الغرب المُسمّى بالحلم أو الجنّة التي قابلت أحلامهم بالتّعصُّبِ والعنصريّة فكسرتها بصخور وجمود واقعها المرير. تركت خولة حمدي لقُرّائها نهاية مفتوحة مربوطة بواقعية وحتميّة مصيرٍ جأش فتركت خيال القارئ سابحًا في نهاياته المُقترحة، مُرسلةً إشارات حُب الوطن وقيمتهُ والإنتماء إليه وبهوى مُحبّ وبهويةٍ موثّقة.[٤]

تقييم رواية أن تبقى

ما هي آراء القراء في رواية أن تبقى؟

لقد ضجت الأوساط الأدبية والنقدية بالحديث عن روايات خولة حمدي عمومًا، وعن رواية أن تبقى خصوصًا، وذلك لما في رواياتها من واقعية مطلقة، تنقل الواقع الذي يجب أن يكون، لا الواقع الذي يريده المبدِّدون للهوية العربية أن يكون عليه، فتهتم بالهوية الإسلامية والحفاظ على قوتها وعزتها ورفعتها، وتدافع بأسلوب أدبي شيق عن الهوية العربية والانتماء العربي، هذا ما نال إعجاب الكثيرين من قرّاء رواية أن تبقى.[٥]

ممّا قاله أيضًا القراء عن رواية أن تبقى إنّها رواية مليئة بالعبر والدروس العظيمة في مدرسة الحياة، وهذه العبر هي التي تُغطّي على أي سلبية في الرواية أو انتقاد قد يُقدم لها، حتى إن العاقل المتّقد الذهن ينبغي أن يستفيد من هذه العبر دون أن يجربها شخصيًا، بل يتعلمها بناء على ما حصل مع غيره من مشاكل ومواقف عصيبة في حياته، وهي كلها ظهرت في طيات الرواية.[٥]

اقتباسات من رواية أن تبقى

لِتذوّقِ شذى ما قيل بحق رواية أن تبقى، فتاليًا اقتباسات من الرواية:

• “لكنّني كنتُ ثملًا برحيق الحرية”.[٦]
• “ليس كل ما تراه العين حقيقة، عقلك قد يضلِّلكَ.. لكنّ قلبك سيكون دومًا صادقًا”.[٦]
• “الليل مرتع مثالي للأفكار السوداوية المتطفلة، حين ينفرد كل منا بقلبه وعقله، فيتقاذفانه بلا رحمة”.[٧]
• “أن تكون عاريًا من الهوية حافيًا من الإنتماء فذلك أقسى أشكال الفقر، إلى الفقراء الذين لم يدركوا مدى فقرهم”.[٧]
• “بعض الأطفال ينضجون قبل الأوان، تمرِّسُهم الخطوب وتسبغ عليهم التجربة رداء الوقار.. فى حين يشيب بعض الرجال على غفلة ويرحلون عن الدنيا بصحائف بيضاء من ذرة حكمة”.[٧]
• “هل تدري كيف يكون إحساس ورقة الشجر في مهب الريح؟ لا هي تمسكت بغصنها الفتي و ظلت شامخة في عليائها، و لا هي تهاوت إلى أديم الأرض، حيث تجف وتتحلل لتواصل حياة أخرى في بطن التراب، تظل متارجحة، تتخبط في عجز، لا تملك من أمرها شيئًا، وجل ما ترجوه هو أن تلفظها الريح قريبًا، علَّها تحظى ببعض السكينة ولو في العدم”.[٧]

المراجع[+]

1. ↑ “خولة حمدي”، جائزة كتارا، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2021م. بتصرّف.
2. ^ أ ب “أن تبقي”، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 20/04/2021م. بتصرّف.
3. ↑ “أن تبقى”، القارئ الجيد، اطّلع عليه بتاريخ 20/04/2021م. بتصرّف.
4. ^ أ ب “أن تبقى”، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 004-01-2020م. بتصرّف.
5. ^ أ ب “أن تبقى”، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 20/04/2021م. بتصرّف.
6. ^ أ ب “أن تبقى Quotes”، القارئ الجيد، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020م. بتصرّف.
7. ^ أ ب ت ث “أن تبقى”، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020م. بتصرّف.