X
X


موقع اقرا » تعليم » تعبير » موضوع تعبير عن دور المرأة في المجتمع

موضوع تعبير عن دور المرأة في المجتمع

موضوع تعبير عن دور المرأة في المجتمع


دور المرأة في التربية

إن التربية هي إحدى المفاهيم الغامضة لدى شريحة كبيرة من النَّاس، فلما يُقال تربية يتبادر إلى الذهن العقوبة والأوامر والنواهي التي يجب على الشخص أن يفرضها على أبنائه، ولكن من المحزن أنَّ هذا المفهوم هو أحد المفاهيم المشوّهة بشكل كبير، التربية هي العكف على إعداد شخص من الناحية النفسية والجسدية والإيمانيّة والعقائدية بحيث يكون ذلك الإنسان هو محور التربية، وأكثر ما تكون هذه المهمة مناطة بالمرأة لأنَّها الشخص الوحيد الذي يكون على تماس مع الطفل منذ أن كان نقطة في رحمها.

إنَّ تربية الطفل تعني إعداده ليكون عضوًا فاعلًا في المجتمع وبذلك يبرز دور المرأة في تنمية المجتمع، بحيث تُسهم في رفعه وتغيير مساره والأمثلة على ذلك كثيرة، فالشافعي الذي سمي مجدد الدين في القرن الثاني الهجري وهو حجة العلم ورأسه قد عكفت على تربيته امرأة تُعد من أعظم النساء فشاء الله لها أن تنشئ ولدًا لا يفتأ اسمه يذكر في الأرض في أي مجلس علم، فلم يكن يتمه ذريعة تتخذها الأم لجعل ولدها عالة على المجتمع يتأفف النَّاس من قلة تربيته وقلة فهمه وإدراكه.

وما أحمد بن حنبل ببعيد عن مثال الشافعي وهو صاحب المذهب الحنبلي الذي تربى يتيمًا فكانت أمه مصنع الرجال، المرأة هي القادرة على أن تنشئ طفلها من الحضيض إلى فردوس الأرض وذلك عن طريق تربيتها له بغرس المفاهيم الصحيحة قبل معاقبته على خرقها، المرأة هي الأم والأخت والزوجة والمعلمة والمربية ولمَّا تكون تربيتها صحيحة تكون قادرة على إنشاء جيل صالح بأكمله إن أعانها الله، ومخطئ من يظنّ أنَّ تربية الرجل أهم من تربية الأنثى؛ لأنَّ الأنثى هي نواة التربية التي إن صلحت صلح سائر المجتمع وإن هي فسدت فقد فسد.

المرأة هي الحضن الحنون الذي يُربي الطفل بكل أمان وطمأنينة فلا يخاف منها لأنَّه يتربى في كنفها الحنون، وبهذا يعرف الجاهل أنَّ المرأة هي ميزان التربية في هذه الحياة وهي التي كما قالوا عنها قديمًا تهز سرير ابنها بيمنها بينما تهز العالم كله بشمالها، والقادة كذلك والرؤساء والأمراء من الذي عكف على تربيتهم؟ أليست المرأة هي التي قامت إنشاء تلك العقول، وها هو أديسون يعود مطرودًا من مدرسته يحمل لأمه رسالة من معلميه يذكرون لها سوء عقل ابنها فلم تستسلم لآراء الآخرين بابنها لأنَّها كانت تؤمن به.

ربما لو تركت الأم ابنها للشارع حتى يربيه لكان العالم في ظلام دامس فهو الذي اخترع النور له، إنَّ الأم تحمل بين يديها مصباحًا سحريًّا يُعينها على تغيير المجتمع ألا وهو عقل الطفل الذي بين يديها، الطفل الذي تستطيع أن تُحارب به العالم كله غدًا عندما يكون رجلًا يقف مع الحق في وجه الطغيان والظلم.

دور المرأة في سوق العمل

إنَّ عمل المرأة هو ليس وليد اللحظة أبدًا بل هو قديم قدم الإنسان، وكذلك ليس هو إجباريًّا فالمرأة التي تريد أن تعمل فأبواب العمل مفتوحة أمامها على مصراعيها، وكذلك التي تُريد أن تجلس في بيتها فلها ذلك، ولكنّ عمل المرأة من شأنه أن يعزز دورها في االمجتمع بحيث لا تُلحق الضرر بعائلتها ونفسها جراء عملها الطويل، فالمرأة هي الطبيبة التي تُنقذ الأرواح وتُساعد الأطفال فتكون أقرب إليهم من الرجل لأنها تحمل في داخلها عطف الأمومة وحنان الوالدة، كيف لا وهي الأنثى التي تُشكل نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الآخر.

لمَّا تكون تلك المعلمة فإنَّها تأخذ دورها في التربية بشكلٍ آخر، بحيث تُسهم في إنشاء الطلبة إنشاء جيدًا، وهي كذلك ترفع من سوية اقتصاد البلاد وحتى من اقتصاد عائلتها نفسها، فالحياة في هذا العصر لم تعد سهلة كالعصور الماضية، وبات لا بدَّ للمرأة من أن تضع يدها بيد الرّجل الذي تتمكن وإياه من معاركة أمواج الحياة فتُحاول أن تكسب العائلة موردًا جديدًا من المال يمكنها وإياه من رفع مستوى معيشة الأطفال.

تستطيع المرأة كذلك من تحقيق الإبداعات والابتكارات شأنها في ذلك شأن الرجل فباتت المرأة رائدة في مجال التكنولوجيا وهو مجال الحياة الأوَّل في هذا العصر، ولو أمعن الإنسان النظر في مجال علم النفس لوجد أنَّ المرأة سيدة من اختصَّ به وعمل فيه، ولم يقف الشرع الإسلامي في وجه عمل المرأة على العكس بل كان مؤيدًا لذلك مشجعًا إياها على العمل في مجال يحفظ كرامتها ويصون حرمتها، فلا أقدس من المرأة العاملة التي استطاعت أن توفق ما بين مهامها المنزلية وكذلك مهامها العملية.

إنَّ المرأة العاملة هي المرأة التي جسدت القوة في شخص تستطيع العيون أن تراه وتطلع عليه، فكم هي عظيمة تلك التي استطاعت أن تكون يدًا فاعلة في بناء وطنها وبناء أسرتها، والتأثير كذلك على أكثر من صعيد في المجتمع، ومع تطور الحياة وتقدمها توفرت العديد من الفرص التي تُمكن المرأة كذلك من العمل في بيتها، إذ باتت فرص العمل عن بعد متوفرة إلى حدٍ بعيد وخاص ة في الشركات التي لا تتطلب وجود الشخص على رأس عمله بل يُمكنه تقديم العمل على أحسن وجه من موقعه.

يعد هذا النوع من العمل خطوة مهمة في مجال عمل المرأة، خاص ة تلك التي لديها أطفال ما زالوا في طور الرضاعة ولا تستطيع الابتعاد عنهم أو تركهم مع أحد، إنّ المرأة هي الجندي القادر على الوقوف على أكثر من جبهة في آنٍ معًا ثم يخرج من المعركة رافعًا راية الانتصار والقوة.

لقراءة المزيد، ننصحك الاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن عمل المرأة.

دور المرأة في السياسة

إنَّ السياسة لم تعد حكرًا على الرجل ولم يعد تقلد المناصب متاحًا للرجال فقط، بل باتت المرأة قادرة على الخوض في معارك السياسة وتقلد المناصب الكبيرة دون أن يستطيع أي أحد أن يسلب منها ذاك الحق، ولو نظر الإنسان إلى دور المرأة في المجتمع الإسلامي من الناحية السياسية لأبصر كثيرًا وكثيرًا من الأمور، فلمَّا كان صلح الحديبية وأبرم النبي -عليه الصلاة والسلام- صلحًا مع قريش ولم يترك الكفار المؤمنين يدخلون إلى مكة حتى يزوروا بيت الله آلم ذلك المسلمين كثيرًا.

حيث لم ير المسلمون من موقعهم ذاك أي مصالح في الصلح، ورأوا أن شروط الصلح كذلك كانت مجحفة في حقهم، ولمَّا أمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا هديهم لم يطيعوا أمره وكرر عليهم ذلك ثلاث مرات ولكن أحدًا لم يستجب، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على زوجه أم سلمة وكان قد اصطحبها معه، وأخبرها بالخبر كاملًا، فأشارت عليه أم سلمة وهي المرأة العاقلة الحكيمة أن إذا خرج من عندها فلا يُكلّم أي أحد بل يقوم هو في نحر هديه ويحلق رأسه، فلمَّا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- بمشورتها قام المسلمون كلهم فنحروا هديهم وصار بعضهم يحلق للآخر.

بهذا الموقف يتبين الدور السياسي الذي قامت به أم سلمة، فلم ينهرها النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولم يقل لها أنا نبي ولا رأي لك عندي على العكس من ذلك فقد أخذ بمشورة امرأته وهو في الوقت ذاته رجل الدولة والسياسة الذي يحكم المدينة المنورة بأكملها وجميع المسلمين في أي بقاع الأرض يأتمرون بأمره، إنَّ السياسة ليست حكرًا على الرجل فالله تعالى قد وهب العقل للرجال والنساء حتى يفكروا فيه.

إن جعل المرأة مربية في بيتها لا ينقص من قدرها وقيمتها في المجتمع الخارجي، فلها أن تُشارك بالقرار السياسي وأن تصوت في انتخابات رئيس الجمهورية، ويكون لها حق الرفض والموافقة على جميع قرارات الدولة مثلها مثل الرجل في ذلك، وهذا ليس وليد اللحظة فقد شجع الدين الإسلامي على ذلك حتى أنَّ نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- كنّ يراجعن النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الأمور.

ولمَّا كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أميرًا للمؤمنين أوقفته امرأة طاعنة في السن وهي خولة بنت ثعلبة وصارت تأمره بتقوى الله وتحثه على فعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات وتقول له اتق الله يا عمر فقد كنت صغيرًا تسمى في الجاهلية عميرًا ثم صرت عمرًا ثم صرت أمير المؤمنين فاتق الله، فصار عمر وهو رئيس دولة ذلك العصر يبكي من قولها وهي المرأة العجوز الضعيفة، وكان لخولة بهذه القول دور سياسيّ فهي أشبه بتوجيه خطاب وعظ لرئيس دولة في العصر الحالي فأي دور سياسي أعظم من ذلك الدور؟

أخيرًا لا بدَّ لكل امرأة من أن تكون على قدر كبير من الوعي تجاه المهمات التي أناطها الله بها، وتجاه التحديات التي وضعها المجتمع في دربها لتكون أخيرًا تلك القوية المؤثرة في الحياة برمتها.







X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب