X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » من الأشعار الدينية

من الأشعار الدينية

من الأشعار الدينية


قصيدة: إلهي لا تعذّبني فإنّي

نُقِل عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال:[١]

إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي

مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي

بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي

فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا

عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي

لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ طَويلٌ

كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ كَأَنّي

أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً

وَأَفنِي العُمرَ مِنها بِالتَمَنّي

فَلَو أَنّي صَدَقتُ الزَهدَ فيها

قَلَبتُ لَها حَقّاً ظَهرَ المُجَنِّ

قصيدة: قلبي برحمتك اللهم ذو أنس

يقول الإمام الشافعي:[٢]

قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ

في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ

ما تَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي

إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ

لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ

بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ

وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها

وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي

فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا

تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ

وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي

وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ

قصيدة: لله في الآفاق آيات

قال الشاعر:[٣]

لله في الآفاق آيات لعل

أقلها هو ما إليه هداك

ولعل ما في النفس من آياته

عجب عجاب لو ترى عيناك

والكون مشحون بأسرار إذا

حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك

قل للطبيب تخطَّفته يد الردى

من يا طبيب بطبِّه أرْدَاك؟

قل للمريض نجا وعُوفيَ بعدما

عجزت فنون الطب من عافاك؟

قل للصحيح يموت لا من علة

من بالمنايا يا صحيح دهاك؟

قل للبصير وكان يحذر حفرة

فهَوَى بها من ذا الذي أهواك؟

بل سائل الأعمى خَطَا بين الزحام

بلا اصطدام من يقود خطاك؟

قل للجنين يعيش معزولا بلا

راعٍ ومرعى ما الذي يرعاك؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء

لدى الولادة ما الذي أبكاك؟

وإذا ترى الثعبان ينفث سمَّهُ

فاسأله من ذا بالسموم حَشَاكَ؟

واسأله كيف تعيش يا ثعبان

أو تحيى وهذا السمُّ يملأ فَاكَ؟

واسأل بطون النَّحل كيف تقاطرت

شهدًا وقل للشهد من حلاَّك؟

بل سائل اللبن المُصَفَّى كان

بين دم وفرث ما الذي صفَّاك؟

وإذا رأيت الحي يخرج من

حَنَايا ميتٍ فاسأله من أحياك؟

قل للهواء تحثُّه الأيدي ويخفى

عن عيون الناس من أخفاك؟

قل للنبات يجفُّ بعد تعهُّدٍ

ورعاية من بالجفاف رَمَاك؟

وإذا رأيت النَّبت في الصحراء

يربو وحده فاسأله من أَرْبَاكَ؟

وإذا رأيت البدر يسري ناشرًا

أنواره فاسأله من أسْرَاك؟

واسأل شعاع الشمس يدنو وهي

أبعد كل شيء ما الذي أدناك؟

قل للمرير من الثمار من الذي

بالمرِّ من دون الثمار غذاك؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى

فاسأله من يا نخل شقَّ نواك؟

وإذا رأيت النار شبَّ لهيبها

فاسأل لهيب النار من أوراك؟

وإذا ترى الجبل الأشَمَّ مناطحًا

قِمَمَ السَّحاب فسَلْه من أرساك؟

وإذا ترى صخرًا تفجر بالمياه

فسله من بالماء شقَّ صَفَاك؟

وإذا رأيت النهر بالعذب الزُّلال

جرى فسَلْه من الذي أجراك؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأُجاج

طغى فسَلْه من الذي أطغاك؟

وإذا رأيت الليل يغشى داجيًا

فاسأله من يا ليل حاك دُجاك؟

وإذا رأيت الصُّبح يسفر ضاحيًا

فاسأله من يا صبح صاغ ضُحَاك؟

ستجيب ما في الكون من آياته

عجب عجاب لو ترى عيناك

ربي لك الحمد العظيم لذاتك

حمدًا وليس لواحد إلاَّك

يا مدرك الأبصار والأبصار

لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا

إن لم تكن عيني تراك فإنني

في كل شيء أستبين عُلاك

قصيدة: يا من يجيب دعا المضطر

قال الأصمعي: “بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول”:[٤]

يا مَنْ يجيبُ دُعَا المضْطرِّ في الظَلَمِ

ياَ كَاشِفَ الضُّرِّ والبَلوى مع السقَمِ

قد نَامَ وَفدُك حولَ البيتِ وانتبهُوا

وأنتَ يا حيُّ يا قُّيومُ لم تَنَمِ

أدعوكَ ربِّي حزينَاً هـــــائمـــاً قـــلــقـــاً

فارحَمْ بُكائي بحقِّ البيتِ والحَرمِ

إن كان جودُك لا يرجوه ذو سفهٍ

فمَنْ يجودُ علَىَ العاصينَ بِالكَرَمِ

قصيدة: مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي

قال الشاعر:[٥]

مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي

مالي سواك لكشف الضّر يا سندي

حسبي الوقوف بباب الذلّ مُنكسراً

أُمرّغ الخـدّ في الأعتاب لم أَحِـد

مولاي جُد بالرّضا والعفو عمّا مضى

لقد أتيت ذنوباً أتلفت جسدي

ساء المصير إذا لم تنجلي أمـلي

طال المدى فأغثني منك بالمدد

قصيدة: كفى يا نفس ما كان

قال الشاعر:[٦]

كفى يا نفس ما كان

كفاكِ هوى وعصيانا

كفاك ففي الحشى صوت

من الإشفاق نادانا

أما آن المآب، بلى

بلى يا نفس قد آن

خطوت خطاك مخطئة

فسرت الدرب حيرانا

فؤاد يشتكي ذنبي

ويشكو منك ما كان

أعيدي للحمى قلبي

وعودي، عودي الآن

تجاذبني هواً وهدى

وقلبي بعد ما لانا

كأني ما سمعت وما

رأيت الهدي إذ بانا

كأني صخرة فمتى

يلين الصخر إيمانا

أرى آلام أمتنا

كسقف الليل يغشانا

وأمضي مغضياً طرفي

وراء النفس هيمانا

نسيت همومها فمتى؟

أعيش الهم إنسانا

أيا نفسي خبا نفسي

بضيق الصدر أحزانا

ظننت سعادتي لهواً

يزيح الهم سلوانا

فلم أزدد سوى هم

ولو أُضحكت أحيانا

يسافر بالهوى قلبي

بدور اللهو نشوانا

فتوقفه محطات

تهز عراه إيمانا

ألا فارجع وأرجع ما

مضى بالقرب أزمانا

سياط التوب تزجرني

فأحن الرأس إذعانا

وأطرق والحشى يغلي

بما أسرفت نيرانا

أصيح بتوبتي ندما

كفى يا نفس ما كان

المراجع

  1. “إلهي لا تعذبني فإني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
  2. أحمد بن عثمان المزيد، تعظيم الله جل جلاله، صفحة 201.
  3. “لله في الآفاق آيات”، جامع الكتب الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
  4. “مجموعة الفوائد الثانية”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
  5. “مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
  6. “كفى يا نفس ما كان”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب