من هو الدكتور عدنان إبراهيم

الفكر الإسلامي

ترتبط عملية التفكير بوجود الإنسان وامتلاكه للقدرات العقلية التي يختلف البشر في نوعية وكمية استخدامها، ويُقصد بالفكر الإسلامي مجموع ما أنتجه وينتجه العقل المسلم من أفكار تتعلق بجميع قضايا الحياة من خلال تعامله مع مختلف النصوص الإسلامية وفق المناهج العلمية، ويَجمع المفكرون في العالم الإسلامي عند نِقاشهم وبحثهم في أيّ قضية فكرية بين الاجتهاد وإعمال العقل كمطلب أساسي للبحث وبين النصوص الإسلامية التي لا بُدّ أن يستند إليها المفكر، وأن يتخذها نقطة انطلاق ومرجعية لإصدار الأحكام؛ على أن تُراعي نتائج البحث الفكري حياة الناس ومصالحهم ضمن إطار الشريعة الإسلامية، وقد برز عددٌ كبيرٌ من المفكرين الإسلاميين المعاصرين الذين أعادوا قراءة التاريخ وفهم النصوص الإسلامية بطريقتهم، ومن أبرزهم الدكتور عدنان إبراهيم.[١]

من هو الدكتور عدنان إبراهيم

يُعدّ الدكتور عدنان إبراهيم من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين الذين أثاروا جدلًا واسعًا باجتهاداتهم الفكرية والفلسفية والفقهية وقراءاتهم للتاريخ الإسلامي، وولد الدكتور عدنان إبراهيم في مخيم النصيرات في قطاع غزة بفلسطين سنة 1966م، وفيها أتّم دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية، كما حفظ القرآن الكريم في سنٍ صغيرة، واهتم منذ صغره اهتمامًا كبيرًا بحضور دروس الدين، وبمطالعة كتب الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والفكر الإسلامي والدين المقارن، وانتقل بعد المرحلة الثانوية إلى يوغسلافيا؛ حيث درس الطب، ثم اضطر بسبب الحرب الأهلية فيها للانتقل منها إلى النمسا لمتابعة تحصيله العلمي، وهناك حصل على الجنسية النمساوية، والتحق بجامعة الأوزاعي في لبنان، وتخرّج فيها بتفوّق، ثم تابع دراساته الدينية في جامعة فيينا، فحصل على ماجستير في الفلسفة الإسلامية، ثم نال في ذات الجامعة رتبة الدكتوراه في فلسفة الدراسات الإسلامية وبأعلى درجة منحتها الجامعة، وأجاد الدكتور عدنان إبراهيم إضافة إلى العربية اللغات الإنكليزية والألمانية والصربوكرواتية.[٢]

عمل الدكتور عدنان إبراهيم كعضوٍ في هيئة التدريس بالأكاديمية الإسلامية في فيينا؛ لخبرته في مجال التعليم والتربية، وقد درّس فيها علوم الحديث والقرآن والعقيدة، إضافة إلى الفقه الشافعي والحنفي، كما عمل في مسجد الهداية بين عام 1991-2000م؛ ليؤسس بعدها مع بعض أصدقائه جمعية لقاء الحضارات في النمسا، وهو يرأسها منذ عام 2000م، وقد انبثق عن هذه الجمعية مسجد الشورى الذي يخطب فيه الدكتور عدنان إبراهيم، ويلقي فيه دروس الدين والفكر، ولعدنان إبراهيم حضورٌ إعلاميٌ كبيرٌ، وقد قدّم في السنوات الأخيرة عددًا من البرامج الإعلامية على أكثر من قناة، إضافةً إلى ظهوره كضيف في عددٍ كبيرٍ من البرامج الحوارية على العديد من القنوات العربية، وفضلًا عن مشاركاته الواسعة في المؤتمرات والحوارات التي جمعته مع الكثير من المفكرين والعلماء العرب والإسلاميين والغربيين.[٣]

فكر الدكتور عدنان إبراهيم

أثارت أفكار الدكتور عدنان إبراهيم جدلًا واسعًا في العالم الإسلامي، وتتفاوت الآراء حول فكره وفلسفته بين مؤيدٍ ومعارض، ومن الأمور التي وضع الدكتور عدنان إبراهيم بصمته فيها قضية العقل وعلاقته بالدين، وهو يرى ألاّ شيء في الإسلام يتناقض مع العقل، كما أنّه ينكر التعصب الديني، ويرى في هذا السياق أنّ الإسلام مرهون في الوقت الحالي لدى فئة من الشيوخ والتيارات المتحجرة التي تتناقض أفكارها مع أصول الدين الإسلامي، وله كلام واسع في موقف الإسلام من الديانات والحضارات، وله فهمه الخاص في ماهية الجهاد، كما أنّه ينكر أيّ شكل من أشكال التبرير الديني للعنف، ويعارض الدكتور عدنان إبراهيم المذاهب الأربعة في حكم ختان الإناث؛ حيث يرفضه ويدينه، وقد تعرّض الدكتور عدنان إبراهيم لانتقادات شديدة من عدد من علماء المسلمين بسبب آراءه المثيرة للجدل التي طالت شخصيات من صحابة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.[٣]

قام الدكتور عدنان إبراهيم بعدد كبير من الدراسات الفلسفية حول بعض القضايا الفكرية الفلسفية التي يدور حولها جدل كبير كنظرية التطور لدارون؛ التي لا يُخفي الدكتور عدنان إبراهيم إعجابه بها، فيما يتحدث عن معارضته لفكرة أصل الإنسان الواردة في النظرية، فهو يرى عكس النظرية أنّ الإنسان مخلوق منفرد لا ينحدر من سلالات أخرى من الحيوانات، ويوافق في ذلك نظرة الأديان السماوية للموضوع، وله إسهاب في الحديث عن الإلحاد العلمي والإلحاد الفلسفي، ومن أهم مؤلفات الدكتور عدنان إبراهيم:[٣]

• مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد.
• معاوية في الميزان.
• نظرية التطور “المؤيدات والمعارضات”.
• التعريف بمباحث الفلسفة.

المراجع[+]

1. ↑ “معنى الفكر الإسلامي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-02-2020. بتصرّف.
2. ↑ “من هو عدنان إبراهيم – Adnan Ibrahim؟”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-02-2020. بتصرّف.
3. ^ أ ب ت “عدنان إبراهيم (مفكر)”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-02-2020. بتصرّف.