X
X


موقع اقرا » إسلام » منوعات إسلامية » من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف


من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف سؤالٌ يجول في خاطر الكثير من المسلمين، حيث لم يحتفل المسلمون بعيـد المولـد النبـوي الشريـف على عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولا في عهد الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم، إذ أنّ الاحتفـال بهذه المناسبة العظيمة تعدّ من الأمور المستحدثة وليست من السنّة، لذا يهتمّ موقع اقرا بذكر نبذة عن تاريخ المولـد النبـوي، وبيان من هو أول مـن احتفـل بهذه المناسبة العظيمة بتاريخ الأمّة الإسلاميّة.

المولد النبوي الشريف

قبل كل شيء، وقبل الخوض في بيان من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف لا بدّ من التعريف بماهيّته، فالمولـد النبـوي الشريـف هو إحياء لذكرى مولـد الحبيب المصطفى سيّد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، من أرسله المولى -سبحانه وتعالى- رحمةً إلى العالمين أجمعين، سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، والذي يوافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول في كلّ عام من التقويم الهجري الإسلاميّ، ومن الجدير بالذكر أنّ إحياء هذه المناسبة بالاحتفال لم يرد في سنّة الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- ولا في عهد صحابته الكرام، إلّا أنّها كانت من الأمور التي استحدثها المسلمون لاحقًا، لتصبح فيما بعد عطلة رسمية في العديد من الدول الإسلاميّة.[1]

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

إنّ أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف هم الفاطميون، وكان ذلك في دولتي مصر وتونس، حيث عدّ الفاطيّون هذا اليوم عطلة رسميّة فيما بعد وأصبحت الاحتفالات تقام فيه في كلّ عام، وأمّا في الأقوال التي ذكرت في بدايات الاحتفال بهذا اليوم،  فقد وردت العديد من الأقوال، ومنها:[1]

  • ما ذكره تقي الدين في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار عن العبيديين، وكيف أنّ عيد المولد النبويّ كان من ضمن الأعياد التي يحتفلون بها.
  • كما ذكر مفتي مصر السابق الشيخ محمد بخيت في كتابه أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة من الأحكام، أنّ من أحدث المولد النبوي في القاهرة هم الفاطميون، وتحديدًا المعز لدين الله.
  • أمّا ابن الجوزي، فذكر أن أوّل من احتفل بالمولد النبوي الشريف هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري في أواخر القرن السادس الهجري.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

إنّ حكم الاحتفال بالمولد النبوي هو من الأمور المحدثة والبدع في نظر السلفية، فيما قد أجاز بعض أهل السنّة الاحتفال بهذا اليوم، وقد وردت بعض أقوال كبار أئمة السنة حول الحكم الشرعيّ لذلك، ومنها:

  • الإمام السيوطي: “عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف”.
  • الإمام ابن الجوزي: “من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام”.
  • الإمام السخاوي: “لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة، وإنما حدث بعدُ، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم”.
  • الإمام ابن عابدين: “اعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وآله وسلم “. وقال أيضا: “فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات، وأكمل التحيات من أعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات”.

مكانة المولد النبوي في نفوس المسلمين

تكمن المكانة العظيمة للمولد النبوي في نفوس المسلمين في استذكار أخلاق الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلم- وتدارس مآثره وشمائله، وكيف أنّه نهض بالأمّة من الظلمات إلى النور، وحرص على رفعتها، ونشر فيها رسالة التوحيد دون كللٍ أو ملل، ولعلّ هذا التدارس والاستذكار يحرّك شيئًا ما في نفوس المسلمين، فيتطلعون إلى غدهم المشرق بإذن الله سبحانه وتعالى، فقد ترك لنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خير ما نتمسّك به ليرشدنا دومًا إلى طريق الصواب، ألا وهو كتاب الله عزّ وجلّ، وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، فقد روى زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إِنَّي تارِكٌ فيكم مَّا إِنْ تمسَّكتُم بِهِ لنْ تضِلُّوا بعدي، أحدُهما أعظَمُ مِنَ الآخَرِ، كتابُ اللهِ حبلٌ ممدودٌ مِنَ السماءِ إلى الأرْضِ، وعترتي أهْلُ بيتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عَلَيَّ الحوضَ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما“.[2]

مولد النبي صلى الله عليه وسلم جاء رحمة بالعباد

كذلك الخوض في ذكر من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف يدفع إلى ذكر كيف أنّ مولد النبي صلى الله عليه وسلم جاء رحمة بالعباد، حيث كانت جزيرة العرب غارقة في صراعات القبائل والحروب القبلية التي تأكل الأخضر واليابس، كما أنّه لم يكن لجزيرة العرب أيّ أثرٍ في مسرح الحياة الإنسانية، حيث طغت حضارتي الرومان والفرس على معالم التاريخ في ذلك الوقت، إلى أن جاء الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- وكانت أمّه آمنة قد رأت قبل وضعه نورًا أضاء له ما بين المشرق والمغرب، وهو نور العلم والحضارة والرحمة والعدل والخلق الذي نشره النبي الكريم فيما بعد، وبثّ الحياة في الأمّة التي كانت تشتهر بكونها أميّة، فكانت ولادته -عليه الصلاة والسلام- سراجًا منيرًا يهتدي به الناس في ظلمات هذه الدنيا الحالكة حتّى تشرق بهم شمس الحضارة الإسلامية المجيدة.[3]

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف مقالٌ فيه تمّ التعريف بماهيّة المولد النبـوي الشـريف، إضافةً إلى ذكره نبذة عن تاريخ الاحتفـال بهذا اليوم الذي كان علامة فارقة في تاريخ المسلمين، وقد ذكر المقال كيف كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أجمعين.

المراجع

  1. marefa.org , المولد النبوي , 09/09/2023
  2. صحيح الجامع , الألباني/زيد بن أرقم/2458/صحيح
  3. aliftaa.jo , المولد النبوي، استنهاض للأمة , 09/09/2023






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب