معنى اسم الله المهيمن

معنى اسم الله المهيمن

لاسم الله المهيمن معاني ودلالات عديدة، منها: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يطلع على الأمور الخفيّة التي تخفى على العباد؛ وكذلك ما تخفيه صدورهم ويحتفظون به ولا يدري عنه أحدٌ سواه، ومن معاني المهيمن أيضاً: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- مُطلعٌ على أعمال عباده مراقبٌ لهم.[١]

اسم الله المهيمن في القرآن الكريم

وردَ اسم الله المهيمن في كتابه العزيز في قوله تعالى: (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[٢] ومن معاني اسم الله المهيمن أنَّه -سبحانه وتعالى- لا يخفى عليه أيُّ شيءٍ سواءً في الأرض أو في السماء، مهما بلغَ حجمه ومقداره، فالله يعلمُ ما يلفظُ كلَّ مخلوق وما يفعل، والله -سبحانه وتعالى- لا يغيبُ شيءٌ عنه، وقد أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم وجعله مهيمناً على الكتب السماوية السابقة؛ فالقرآن الكريم جاءَ مُصدقاً للكتب السماوية السابقة ومهيمناً عليها أي أنَّه شهيدٌ عليها وأمينٌ عليها وحاكمٌ عليها، قال الله -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)،[٣] فمن المعاني المتعلقة بالمهيمن بالنسبة للقرآن الكريم أنَّه كتابٌ عربي مبين واضح، فيه تفصيلٌ لكل شيء.[٤]

أسرار اسم الله المهيمن

لاسم الله المهيمن -سبحانه وتعالى- أسرار على المسلم أن يتعرّف عليها ويعيها؛ وتالياً بيانها:[٥]

• المهيمن هو الذي لا يضيعُ عنده أجر من أحسنَ عملاً، فهو -سبحانه وتعالى- يعرفُ حال المظلوم ويدركُ ما يناله من ظُلمٍ من قبل الظلمة.
• المهيمن هو الذي لا تضيعُ عنده الودائع، والذي يوفّي من يوفي عهده وميثاقه.
• المهيمن هو الذي يُنزلُ الطمأنينة والسكينة في قلوب عباده المؤمنين؛ ويطمئنهم دائماً ويبعدُ عنهم القلق والحَزن.
• من معاني وأسرار المهيمن أيضاً أنَّه -سبحانه وتعالى- يهدي كُل كائنٍ لما فيه صلاحٌ وخيرٌ له ويرشده للطريق الصحيح الذي فيه رزقه السليم وما يحتاجه من خير ومعونة.

أثر اسم الله المهيمن في حياة المؤمن

لا بد للمؤمن الحقيقي أن يعي ويفهم أسماء الله -سبحانه وتعالى- ويُدرك معانيها كي يعملَ بمقتضى مفهومها ويستشعر ذلك، وتالياً بيانُ أثر اسم الله المهيمن في حياة المؤمن:[٦]

• على المؤمن أن يلجأ لله -سبحانه وتعالى- وحده؛ فالله -سبحانه وتعالى- هو المهيمن على كُل شيء، المُطلع على أحوال العباد، والمراقب لحركاتهم وسكناتهم وهو الذي لا يخفى عليه شيء.
• إنَّ اسم الله المهيمن يدفعُ المؤمن لاستشعار رقابة الله -تعالى-، فليجئُ المؤمن للعبادات والطاعات والقُربات ويبتعدَ عن المعاصي والذنوب والخطايا.
• من الأمور التي يجبُ على المؤمن معرفتها عند معرفة اسم الله المهيمن، أن يعي أن القلوب بيد الرحمن -سبحانه وتعالى- لذلك لا يتعلّق قلبه إلا بالله، فلا يُجهدُ المؤمن نفسه في كسب هذه القلوب في سبيل سخط الله -تعالى- كي ينال المكاسب الدنيوية فحسب، وعليه أن يعلّق قلبه بالله المهيمن عليه.
• من آثار اسم الله المهيمن على المؤمن وحياته أن يطمئن ويترك القلقَ والتوتر والخوف ويعلم أنَّ الأمر كله بيد الله تعالى.
• على المؤمن الذي يعرفُ ويعي معنى اسم الله المهيمن أن يلجأ لله تعالى بهذا الاسم ويذكره في دعاءه طلباً من الله -عز وجل- للحاجة ولكل ما ينزلُ به.

المراجع

1. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 96. بتصرّف.
2. ↑ سورة الحشر، آية:23
3. ↑ سورة المائدة، آية:48
4. ↑ محمد بن ابراهيم التويجري، كتاب موسوعة فقه القلوب، صفحة 151-152. بتصرّف.
5. ↑ د محمد بكر اسماعيل، أسماء الله الحسنى وأسرارها لبكر إسماعيل، صفحة 35. بتصرّف.
6. ↑ د. شريف فوزي سلطان (26/2/2019)، “المهيمن جل جلاله”، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.