X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » عادات وتقاليد » معلومات عن أعراس البادية المغربية

معلومات عن أعراس البادية المغربية

معلومات عن أعراس البادية المغربية


أعراس البادية المغربية

تختلف العادات والتقاليد المُتبّعة في أعراس البادية المغربية عن غيرها من الأعراس في المناطق المختلفة من المغرب، إذ يتّبع المغاربة في أعراس البادية نهج أجدادهم، حيث يُحافظون على موروثهم الثقافي، ويقومون بطقوسٍ تعكس ثقافتهم وحضارتهم.

تظهر في طقوس أعراس البادية المغربية روح المحبة والتعاون بين أفراد العائلة الواحدة، وبين القبائل المختلفة، عربيةً كانت أو أمازيغية، وتمرّ طقوس الأعراس في البادية بالعديد من المراحل ما بين التقدّم لخطبة العروس، ثمّ الاستعداد للاحتفال الزفاف، والاحتفال نفسه، وما بعد الاحتفال.

التقدّم لخطبة العروس في البادية المغربية

تنقسم خطوبة العروس المغربية في البادية إلى مرحلتين، مرحلة الخطوبة الأولى ومرحلة الطُلبة، وتكون طقوس المرحلتين كما يأتي:

مرحلة الخطوبة الأولى

يختار العريس فتاةً ليتقدّم لخطبتها ويخبر والديه عنها، وأحياناً يساعده والداه في اختيار العروس المنتظرة، ثمّ يذهب العريس مع عائلته لزيارة عائلة الفتاة، فإن وافقت العروس ووليّ أمرها على العريس، تتمّ الخطوبة بعد 3 أو 4 أيام، حيث يأخذ أهل العريس هدية مكونة من قالبي سكر لأهل العروس، وتحتفل العائلتان معاً.

مرحلة الطُلبة

يتجّه والد العريس بعد الخطوبة الأولى مع مجموعة من رجال القرية للتقدّم رسمياً للعروس، وتُتلى بعض الآيات القرآنية في بداية الجلسة، ثمّ يتفقُ الطرفان على قيمة الصداق، وعلى ما سيقدّمه العريس للعروس من الزرع والذبيحة، كما يُحدد موعد الزفاف، وفي النهاية تُقرأ سورة الفاتحة بنيّة مباركة زواج العروسين.

الاستعداد للعرس في البادية المغربية

يبدأ والد العروس بالتجهيز لها من مال الصداق، وذلك بعد إتمام مراسم الخطوبة، فيشتري لها الذهب من مدينة فاس المغربية، ويشتري لها الملابس، والحنّاء، والعطور، ومستحضرات التجميل، وكل ما تحتاجه العروس في تجهيزها من سوق قريب من المنطقة، كما أنّه مسؤول عن شراء الأثاث اللاّزم لمنزل ابنته.

طقوس الاحتفال في أعراس البادية المغربية

تمتد أعراس البادية إلى عدّة أيام، يُعبر فيها النّاس عن فرحهم بالعروسين، ويُمارسون طقوساً جميلة تعبر عن ثقافة المنطقة التي يتبعون لها، وتكون الطقوس في كل يوم من أيام العرس كما يأتي:

اليوم الأول

يعلن أهل العروسين عن بدء العرس وبدء الاحتفال، فتنصبُ الأعلام البيضاء والحمراء في أعلى المنازل، ويتجه أهل العريس في اليوم الأول إلى بيت العروس حاملين معهم الهدايا التي تمّ الاتفاق عليها في الخطوبة، وتشمل هذه الهدايا الذبيحة والزرع والجلابة وغيرها،وتسمّى بالدفوع.

تأخذ الفتيات العروس بعد ذلك ليتمّ تحميمها حماماً مغربياً تقليدياً، وبعد الانتهاء يتجهنَ مع العروس إلى غرفة ليقمن بتسريح شعرها وتخليل ضفائرها بالخيوط الصوفيّة، ويتمّ لف خيوط الصوف كخلاخل حول أقدامها، وكأساور حول يديها، كما يتمّ في اليوم الأول تخضيب يدي وأقدام العروس بالحنّاء.

تقوم الفتيات العزباوات أيضاً بتخضيب أيديهنّ وأقدامهنّ الحنّاء تيمناً وتباركاً، إذ يسود الاعتقاد بأنّ الحناء تجلب الحظ السعيد والزواج القريب، وترتفع الأغاني والأهازيج وترقص الفتيات احتفالاً بالعروس الجميلة، وتسمّى هذه الليلة بليلة الحنّاء، وتسمّى طقوس التخضيب بالحنّاء في هذه الليلة بالرّبوط.

اليوم الثاني

يأتي المدعوون إلى حفل الزفاف في اليوم التالي، وتُقدّم وجبة الكسكس المغربي الذي تطهوه النساء بالأفران التقليدية، كما تَحضر نساءٌ أخريات للرقص، والغناء، والتحفيز، ويطلق عليهنّ اسم “اللّعابات” أو “الشيخات”، ويكون هذا اليوم مخصصّاً في نهايته لتخضيب يدي العريس بالحناء.

يرتدي العريس في هذا اليوم جلباباً أبيض اللون، ويضع فوقه وشاحاً أصفر، ويحمل على كتفه خنجراً أحمر، ثمّ يخرج إلى ساحة المنزل لتتم طقوس الربوط الخاص ّة به، وتبدأ الطقوس بترديد بعض الأذكار والأدعية له، ثمّ تأتي المرأة المسؤولة عن تخضيب يديه وعند إنهاء مهمتها يقدم لها العريس المال، ثمّ يقوم الرجال بالرقص والاحتفال.

إنّ أجمل وأغرب العادات على الإطلاق في هذا النّوع من الأعراس، هو مزايدة الرجال على أحد الشباب لتخضيب يديه بحنّاء العريس، يسمّى هذا الشخص بالوزير، إذ يختاره الرجال ليرافق العريس طيلة أيام العرس كوزيرٍ له، ويقدّم العريس المال لهذا الشاب، وفي نهاية اليوم، تُحمل العروس على الفرس وتنتقل إلى بيت زوجها.

يستقبل أهل العريس العروسَ بالأهازيج والزغاريد عند وصولها لمنزل الزوجية، وتقوم الفرقة الفلكلورية “الهيتة” بالغناء والرقص في الساحة، ويُقدّم الطحين للعروس فتمسح يديها به ثم ترمي به خلفها، ويسمّى الطحين المُقدّم في هذه العادة بالميدونة.

اليوم الثالث

يُطلق أهل العريس العيارات النارية في صباح اليوم الثالث، فتأخذ بها أمّ العروس كإشارة لابتداء تجهيز الأطعمة التي ستحضرها معها لزيارة ابنتها، ثم تأتي الأم مع باقي الأهل للاطمئنان على ابنتهم ويحضرون معهم الحلوى لتوزيعها على نساء أهل العريس، كما تقدّم لها أمّها الطعام الذي يشمل المخامر، والبيض، والدجاج، والرغايف، كما يقدمون خروفاً للعروس، ويُذبح بمجرد دخولهم ساحة العريس.

يبقى أحد أفراد أهل العروس لمدة 7 أيام معها في يت زوجها حتى تعتاد حياتها الجديدة، وفي اليوم السابع تذهب العروس في زيارتها الأولى لبيت والدها، وتحمل على رأسها التمر وتجوب به أنحاء المنطقة التي كانت تعيش بها وتوزع التمر على الجيران احتفالاً زيارتها الأولى لأهلها بعد زواجها.

أغاني أعراس البادية المغربية

نظراً لتعايش العرب مع الأمازيغ في المغرب العربي، اعتادت الفئتان على أن تتشارك الأفراح والأعراس، لهذا السبب فإنّ الغناء في أعراس البادية المغربية يكون باللّغة المشتركة بين القبائل الأمازيغية والعربية ألا وهي الدارجة المغربية.

تغني الفتيات للعروس أثناء عملية الحنّاء أغانٍ تصف جمالها وتمتدح العريسين، كما تقوم النساء بترديد الأهازيج الحزينة لفراق العروس، إضافةً إلى الأغاني الشعبية التي تصف جمال نساء المغرب وتثني عليهنّ وتمدحهنّ، كما يغنّي عند وصول الهدايا للعروسين.







مقالات ذات صلة

X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب