موقع اقرا » علوم » مجرات وكواكب » معلومات حول نجم الدب القطبي

معلومات حول نجم الدب القطبي

معلومات حول نجم الدب القطبي


علم الفلك

هو علم طبيعي يهتم بدراسة الأجسام والظواهر التي تحدث في السماء، ويقوم هذا العلم على استخدام وتطبيق علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء في محاولة لتفسير الكيفيّة التي تكوّنت بها جميع تلك الأجسام والظواهر، ومن بين تلك الأجسام التي يدرسها هذا العلم الكواكب والأقمار والنجوم مثل نجم الدب القطبي والسدم والمجرات والمذنبات، وأمّا الظواهر التي يدرسها أيضًا انفجارات المستعرات الأعظمية وانفجارات أشعة جاما، ويُعتبر علم الفلك من أقدم العلوم الطبيعية حيث قامت الحضارات القديمة بمراقبة السماء ورصدها بطريقة علمية ومنهجية مثل البابليين وغيرهم، ويحتوي علم الفلك على مجالات فرعية مثل القياس الفلكي والملاحة التي تعتمد على السماء وعلم الفلك الرصدي وإعداد التقاويم، وسيقدّم هذا المقال معلومات حول نجم الدب القطبي بشكل أوضح.[١]

النجم

قبل الحديث عن نجم الدب القطبي لا بدّ من التعرف على مفهوم النجم، فالنجم هو عبارة عن كرة تحتوي على غازيّ الهيدروجين والهيليوم بكتل كافية حيث تحافظ هذه الكرة على الاندماج والانصهار النووي في المركز أو اللبّ، ومن أشهر الأمثلة على النجوم هي الشمس الموجودة في السماء فهي نجم ولكنها تأتي بأحجام وألوان مختلفة ومتعدّدة، وإنّ ما نسبته 75 ٪ من المادة في هذا الكون يتكون من الهيدروجين وما نسبته 23 ٪ يتكون من الهيليوم؛ حيث أن هذه الكميات من الهيدروجين والهيليوم هي كميّات متبقية من الانفجار الكبير، وهذه العناصر موجودة في الغيوم الضخمة الثابتة والمستقرّة والمحتوية على الغاز الجزيئي البارد.[٢]

وفي مرحلة معينة يحدث اضطراب للجاذبية بفعل عدة عوامل منها انفجار المستعر الأعظم أو تصادم المجرة وهذا الاضطراب يؤدّي إلى حدوث انهيار لتلك السحابة الضخمة من الغاز، وهذا بدوره يؤدي إلى بدء عملية تشكيل النجوم، والانصهار النووي هو ما يعطي للنجم ميّزته، ولكن قد يكون الاختلاف في الكتلة حيث أنّ الكمّيات المتفاوتة من الكتلة قد تضفي للنجم خصائصه التي تميّزه عن غيره، وكتلة أصغر نجم ممكن يساوي تقريبًا 75 ضعف كتلة كوكب المشتري، وبمعنى آخر فأنّه لو تم العثور على 74 كوكبًا إضافيًا وتم مزجها جميعًا معًا فالنتيجة ستكون هو الحصول على نجمة.[٢]

نجم الدب القطبي

إنّ فنجم الدب القطبي أو ما يُدعى “أورسا ميجور” هو واحد من أقدم النجوم وأشهرها على الإطلاق، وقام بطليموس على إدراجه على أنه أحد الأبراج الثمانية والأربعين الأساسية، وقد أخذ دورًا تاريخيًا في كافّة الثقافات والحضارات حتى المسجلة في الأدب التاريخي مثل أعمال “هومر” و “سبنسر” و”شكسبير” و”تينيسون”، ويمكن ذكر بعض المعلومات عنه كالآتي:[٢]

  • تم تصوير هذا النّجم بواسطة “فنسنت فان جوخ” وكذلك فإنّه ذُكِرَ في الكتاب المقدس.
  • يتكون النجم الأولي من أي مكان من 7 إلى 20 نجم فرعي وكذلك فإنّه يغطي مساحة شاسعة تصل إلى 1280 درجة، وهو بذلك يحتلّ المركز الثالث من حيث الحجم.
  • يحدّ نجم الدب القطبي كوكبة او مجموعة نجوم وأبراج “دراكو كاميلوبارداليس”، “لينكس”، “ليو مينور”، “ليو”، “كوما بيرينيسيس”، “كانيس فيناتيكي وبوتيس”، وكذلك يكون مرئيًا لجميع الراصدين والفلكيين المتواجدين في خطوط العرض التي تقع بين 90 درجة موجب و 30 درجة، وتكون أفضل رؤية له عند ذروة شهر أبريل.

وبغضّ النظر عن الحكايات والأساطير القديمة التي تتحدّث عن نجم الدب القطبي وخصوصًا الأساطير اليونانية، فإنّه قد تم الاعتراف من قِبَل عدد كبير من الثقافات بأن هذه المجموعة من النجوم أو ما يُدعى -الكوكبة- هي في الحقيقة دُبّ، ومن الثقافات والشعوب التي اعترفت بذلك أيضًا القبائل الهندية الأمريكية الأصلية والثقافة اليهودية، وبصرف النظر عمّا إذا كان بالإمكان رؤية الدب في النجوم أم لا، فإن النجوم السبعة الأقوى سطوعًا في Ursa Major تكوّن وتشكّل النجمة المشهورة باسم “الدب الأكبر” كما يُطلق عليها في الولايات المتحدة أو المحراث أو المجرفة كما يشار إليها في المملكة المتحدة وإيرلندا، ولقد لعبت كوكبة الدب الأكبر أو كوكبة الدب القطبي دورًا أساسيًّا في إنشاء السكك الحديدية أسفل سطح الأرض والتي كان لها الفضل الكبير في مساعدة العبيد على الهروب من الجنوب قبل الحرب الأهلية، وبواسطة وصل وربط الأنماط النجمية كان بإمكان الهاربين متابعة النجوم ومواصلة التحرّك باتجاه الشمال بشكل سهل.[٢]

استخدامات نجم الدب القطبي

من أهم ما يُمكن ذكره عند الحديث حول نجم الدبّ القطبي هو استخداماته، وبسبب أهميته فإنّه لعب دورًا رئيسيًا في تاريخ الملاحة؛ فبواسطته تمكّن الناس عبر القرون من تحديد موقع نجم البولاريس و نجم الشمال ومن ثمّ ورسم المسار الخاص بهما، وللعثور على نجم Polaris فإنه يتم تمديد مسار وهمي من النجمة في القسم السفلي من المقدمة التي تشبه شكل الوعاء في السماء حيث تُسمّى هذه النجمة “Merak”، إلى النجم الواقع في الجزء العلوي من مقدمة الوعاء نفسه والذي يُسمّى Dubhe، ويستمّر هذا التمديد للمسار الوهمي إلى أن يتم الوصول إلى نجم ساطع معتدل يبعد تقريبًا خمسة أضعاف تلك المسافة الأولى، وهذا النجم هو بولاريس ونجمة الشمال، وكذلك يُعدّ نجم الدب القطبي نقطة انطلاق في تحديد موقع العديد من النجوم والأبراج الأخرى في سماء الليل.[٣]

موقع نجم الدب القطبي

من المعلومات حول نجم الدب القطبي هو تحديد موقع هذا النجم وإمكانية رؤيته، فنجم الدب القطبي يُمكن رؤيته على مدار العام في أماكن خطوط العرض الشمالية، ولكن موقعه في السماء يتغير خصوصًا عندما يخرج الربيع وعندما يختفي الخريف؛ ففي فصل الربيع يرتفع نجم الدب القطبي إلى أعلى في القسم الشمالي الشرقي من السماء، ولكنه في الخريف يتّجه إلى الأسفل في السماء الشمالية الغربية، وقد يكون من الصعب رصده من الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة، ولرؤية النجم يجب أن يكون الراصد شمالًا عند خط عرض 25 درجة جنوبًا.[٣]

المراجع[+]

  1. “Astronomy”, www.en.wikipedia.org, Retrieved 2019-07-06.Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “What is a Star?”, www.universetoday.com, Retrieved 2019-07-06.Edited.
  3. ^ أ ب “The Big Dipper Ursa Major’s Most Famous Star Configuration”, www.thoughtco.com, Retrieved 2019-07-06. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب