X
X


موقع اقرا » تعليم » جغرافيا وتاريخ » مدينة النحاس اين تقع

مدينة النحاس اين تقع

مدينة النحاس اين تقع


مدينة النحاس اين تقع، هناك العديد من المدن الأسطورية التي تحدث عنها التاريخ والمؤرخون، وبعض هذه المدن وثقوها، في حين هناك مدن أخرى قد دحضوا وجودها، ومن أمثلة المدن الأسطورية المفقودة: مدينة أتلانتيس، ومدينة طروادة، ومدينة ممفيس الفرعونية، ومدينة النحاس، والتي سيتم التعرف عليها من خلال موقع اقرا، وسنتعرف على موقعها، وسنذكر قصتها كاملة، والقصيدة التي جاءت في وصفها، كما سنتطرق في حديثنا إلى التعرف على آراء المؤرخون فيها.

ما هي مدينة النحاس؟

يقال بأن مدينة النحاس هي مدينة فيافي الأندلس الموجودة حاليًا في المغرب، ويطلق عليها اسم مدينة تطوان، ومدينة الصفر، وما يميز هذه المدينة طابعها الأندلسي حيث تجمع بين العديد من الثقافات الأندلسية والعربية والفرنسية.

مدينة النحاس اين تقع

تقع مدينة النحاس على ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب دولة المغرب في إفريقيا، بالقرب من مدينة طنجة، وتتواجد بين مرتفعات جبل درسة، وسلسلة جبال الريف قاتمة اللون، وبالقرب من مضيق جبل طارق، إذ تبعد أمتار قليلة عنه، وقد ذكرت هذه المدينة في كتب المؤرخين، حيث صدَّقها البعض، ونفى وجودها البعض الآخر، وهي مدينة أسطورية، دار حولها العديد من الحكايات، والبعض يقول بأنه تم بناؤها على يد الملك ذو القرنين في بلاد الأندلس على المحيط الأطلنطي، وقد سحرها لكي لا يدخلها أحد، والبعض الآخر قال بأن الجن هم من قاموا ببنائها بناءً على رغبة سيدنا سليمان.

قصة مدينة النحاس كاملة

تتمثل قصة مدينة النحاس في العديد من المراحل التي ذُكرت في كتاب (تحفة الألباب ونخبة الإعجاب) لأبي حامد الأندلسي، وقد جاءت كما يأتي:[1]

مرحلة محاولة اكتشاف المدينة

تمت عدة محاولات من أجل الاستدلال على وجود مدينة النحاس، وتمثلت أول مراحل اكتشاف المدينة في الآتي:

  • مدينة النحاس هي المدينة التي بناها الجن لسيدنا سليمان عليه السلام، وتقع في المغرب بالقرب من بحر الظلمات، وقد تم تبليغ خبرها إلى عبد الملك بن مروان، فطلب من عامله الموجود في المغرب أن يذهب إليها ويكتب ما يراه فيها من عجائب.
  • حين وصل كتاب عبد الملك بن مروان إلى عامله موسى بن نصير في المغرب، خرج برفقة عدد كبير من العسكر والعداد، وخرج معه مجموعة من المرشدين ليدلوه على مدينة النحاس، فسار في أرض مدة أربعين يومًا، حتى وصل إلى أشراف مكان واسع، كثير المياه والعيون والوحوش والأشجار والأطيار والأزهار والحشائش، وانبهروا برؤية سور المدينة الذي تمثل بالنسبة لهم أنه ليس من صنع أيدي المخلوقين.
  • أرسل موسى بن نصير قائدًا من قواده من أجل معرفة باب للمدينة، وعندما دار حولها لم يجد لها بابًا، فقاموا بحفر عند سور المدينة إلى أن وصلوا إلى ماء، وكان سور النحاس راسخًا تحت الأرض، فغلبهم الماء ولم يتمكنوا من الدخول إليها.

مرحلة محاولة الاطلاع على المدينة

ذكر الغرناطي في الأندلس العديد من الأساليب التي تمت كمحاولات للدخول إلى مدينة الأندلس، وهي كالآتي:

  • ندب موسى بن نصير مناديًا لينادي بين الناس بأن الذي يصعد أعلى سور مدينة النحاس سوف نعطيه ديته، فانتدب واحد من الشجعان بالصعود، فشدوا على وسط الرجل حبلاً وأمسكوا بطرفه، حتى إذا أراد أن يُلقي بنفسه إلى داخل المدينة منعوه، فصعد الرجل، وعندما أشرف على المدينة ضحك وألقى بنفسه، فسحبوه بالحبل، وسحب الرجل نفسه إلى داخل المدينة حتى قُسم جسده إلى نصفين، وعندما يأس موسى بن نصير من أمر المدينة، شكَّ بأن هناك جن يأخذون كل من طلع على هذه المدينة، وطلب من العلماء الذين معه أن ينسخوا كل ما يرونه على الألواح، وكان من ضمن هذه الألواح، صورة رجل حامل في يده لوح من النحاس مكتوب عليه “ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا”، فأمر موسى بن نصير جماعة من العبيد أن يدخلوا الأرض، فقفز عليهم نمل عظيم من بين الأشجار وقطعوا الرجال مع خيولهم، واتجهوا نحو العسكر كالسحاب، وعندما وصلوا إلى الصورة لم يتخطوها ووقفوا عندها.
  • انصرف العسكر نحو الشرق، ووصلوا إلى بحيرة كبيرة، عندها طير كثير، فنزل الغواصين إلى البحيرة وفقًا لأمر من موسى، وأخرجوا منها جباب من نحاس يوجد عليها أغطية رصاص مختوم، وعندما فتح أحد الجباب خرج منه فارس من نار يوجد على فرس من نار، وفي يده رمح من نار، فطار في الهواء وهو ينادي: يا نبي الله أن لا أعود، وعندما فتح جب آخر خرج منه فارس آخر، وأكدّ موسى لجنده أنه ليس مناسبًا فتح هذه الجباب لأن فيها جن قد قام سليمان عليه السلام بسجنهم بسبب تمردهم، فأعادوا الجباب إلى البحيرة.

قصيدة في وصف المدينة النحاسية

ذُكرت قصيدة لوصف مدينة النحاس في كتاب (آثار البلاد وأخبار العباد)، عن الغرناطي وتلميذه أبو عبد الله بن زكريا القزويني، وهذه القصيدة هي كالآتي:

وتقبّل الملكوت ربعي حيث ما

فلك البروج يجرّ في سجداته

أرض بحيرةٍ التي دانت بها

جنّ الفلا والطّير في غدواته

والرّيح يحمله الرّخاء فإنّما

شهرين مطلعها إلى روحاته

كالطّود مبهمةً بأسٍّ راسخٍ

أعيا البريّة من جميع جهاته

آراء المؤرخون في المدينة النحاسية

اختلفت آراء بعض المؤرخين في المدينة النحاسية، فبعضهم قالوا أنها مدينة أسطورية، وبعضهم الآخر أنكر وجودها، وقد جاءت الآراء وفقًا للآتي:

رأي ابن خلدون في مدينة النحاس

يعد ابن خلدون أحد علماء علم الاجتماع، وقد وجه انتقادًا للمدينة النحاسية في كتابه المعروف (مقدمة ابن خلدون) حيث قال عنها: مدينة النحاس هي مدينة كل بنائها من النحاس، موجودة بصحراء سجلماسة، حصل عليها موسى بن نصير خلال غزوته إلى المغرب، وهي مدينة مغلقة الأبواب، والشخص الصاعد إليها من الأسوار، عند وصوله إلى الحائط يصفق ويرمي بنفسه فلا يعود آخر الدهر، وهذا الحديث مستحيل ويعد من الخرافات، حيث أن صحراء سجلماسة قد نفضها الأدلّاء والركاب، ولم يذكروا خبراً عن هذه المدينة، والأحداث التي ذكرت عن المدينة منافية للطبيعة في بناء المدن، وأنَّ المعادن تستخدم في صناعة الآنية وليس في تشييد المدن.

رأي ياقوت الحموي في مدينة النحاس

ذكر ياقوت الحموي، وهو أحد المؤرخين في كتابه (معجم البلدان) عدم تصديقه لوجود مدينة النحاس، حيث قال إن قصتها بعيدة عن الصحة؛ لأنها مفارقة للعادة، وأوضح أنه يبرئ من عهدتها، وما دونه هو ما وجده في الكتب المشهورة الخاصة بالعقلاء، وبسبب شهرتها كتب عن رأيه فيها.

وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على مدينة النحاس اين تقع، وذكرنا قصة مدينة النحاس كاملة، كما ذكرنا قصيدة جاءت في وصف المدينة النحاسية، وتطرقنا في حديثنا إلى التعرف على آراء المؤرخين في المدينة النحاسية.

المراجع

  1. //islamport.com , آثار البلاد وأخبار العباد , 19/03/2022






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب