موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » مختارات شعرية

مختارات شعرية

مختارات شعرية


مختارات شعرية لنزار قباني

  • من أجمل ما قال الشاعر نزار قباني:
لا أدري ماذا أكتب إليك؟
وفي زمن اللاحوار..
لا أعرف كيف أحاور يديك الجميلتين.
وفي زمن الحب البلاستيكي
لا أجد في كل لغات الدنيا
جملةً مفيدة
أزين بها شعرك الطري..
كصوف الكشمير…
فالأشجار ترتدي الملابس المرقطة
والقمر..
يلبس خوذته كل ليلة
ويقوم بدورية الحراسة
خلف شبابيكنا..[١]
  • كما قال الشاعر نزار قباني في قصيدة حب بلا حدود:
يا سيدتي:
كنت أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأةٍ
بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.
أنت امرأةٌ..
صنعت من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام..[٢]

مختارات شعرية للمتنبي

  • قال المتنبي في قصيدة على قدر أهل العزم تأتي العزائم

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ

وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ

نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ[٣]
  • وفي قصيدة غيري بأكثر هذا الناس ينخدع، قال المتنبي:

غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ

إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا

أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُم

وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ

وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت

أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ

لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ

أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ

أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كِتفي وَأَطلُبُهُ

وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ

وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً

دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أوهى الوَجَعُ[٤]
  • كما قال المتنبي في قصيدته ليالي بعد الظاعنين شكول

لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ

طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ

يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ

وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ

وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً

وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ

وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا

وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ

إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُ

فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبُولُ

وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً

لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ

يُحَرّمُهُ لَمْعُ الأسِنّةِ فَوْقَهُ

فَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إلَيْهِ وُصُولُ

أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا

لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ

ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي

فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ[٥]

مختارات شعرية لأحمد شوقي

  • قال أحمد شوقي في قصيدة ألا حبذا صحبة المكتب

أَلا حَبَّذا صُحبَةَ المَكتَبِ

وَأَحبِب بِأَيّامِهِ أَحبِبِ

وَيا حَبَّذا صِبيَةٌ يَمرَحو

نَ عِنانُ الحَياةِ عَلَيهِم صَبي

كَأَنَّهُمو بَسَماتُ الحَيا

ةِ وَأَنفاسُ رَيحانَها الطَيِّبِ

يُراحُ وَيُغدى بِهِم كَالقَطي

عِ عَلى مَشرِقِ الشَمسِ وَالمَغرِبِ

إِلى مَرتَعٍ أَلِفوا غَيرَهُ

وَراعٍ غَريبِ العَصا أَجنَبي

وَمُستَقبَلٍ مِن قُيودِ الحَيا

ةِ شَديدٍ عَلى النَفسِ مُستَصعَبِ

فِراخٌ بِأَيكٍ فَمِن ناهِضٍ

يَروضُ الجَناحَ وَمِن أَزغَبِ[٦]
  • وفي قصيدة وقف الهدهد في باب قال أحمد شوقي:

وَقَفَ الهُدهُدُ في با

بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه

قالَ يا مَولايَ كُن لي

عيشَتي صارَت مُمِلَّه

متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ

أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه

لا مِياهُ النيلِ تُروي

ها وَلا أَمواهُ دِجلَه

وَإِذا دامَت قَليلاً

قَتَلَتني شَرَّ قتلَه

فَأَشارَ السَيِّدُ العالي

إِلى مَن كانَ حَولَه

قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً

وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه

تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد

رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه

ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا

سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه[٧]
  • وقال أحمد شوقي في قصيدته لي جدة ترأف بي

لي جَدَّةٌ تَرأَفُ بي

أَحنى عَلَيَّ مِن أَبي

وَكُلُّ شَيءٍ سَرَّني

تَذهَبُ فيهِ مَذهَبي

إِن غَضِبَ الأَهلُ عَلَـ

ـيَ كُلُّهُم لَم تَغضَبِ

مَشى أَبي يَوماً إِلَـ

ـيَ مِشيَةَ المُؤَدِّبِ

غَضبانَ قَد هَدَّدَ بِالضَر

بِ وَإِن لَم يَضرِبِ

فَلَم أَجِد لِيَ مِنهُ غَيـ

ـرَ جَدَّتي مِن مَهرَبِ

فَجَعَلتني خَلفَها

أَنجو بِها وَأَختَبي

وَهيَ تَقولُ لِأَبي

بِلَهجَةِ المُؤَنِّبِ

وَيحٌ لَهُ وَيحٌ لِهَـ

ـذا الوَلدِ المُعَذَّبِ

أَلَم تَكُن تَصنَعُ ما

يَصنَعُ إِذا أَنتَ صَبي[٨]

مختارات شعرية لمحمود درويش

  • قال الشاعر محمود درويش في قصيدة لم تأت
لم تأتِ. قُلْتُ: ولنْ…إذاً
سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي
وغيابها:
أطفـأتُ نار شموعها،
أشعلتُ نور الكهرباء ،
شربتُ كأس نبيذها وكسرتُهُ،
أَبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعةِ
بالأغاني الفارسيّة.
قلت: لن تأتي. سأنضو رَبْطَةَ
العنق الأنيقة [هكذا أرتاح أكثر][٩]
  • وفي قصيدة مديح الظل العالي قال محمود درويش:
بحرٌ لأيلولَ الجديدِ. خريفُنا يدنو من الأبوابِ…
بحرٌ للنشيدِ المرِّ. هيَّأنا لبيروتَ القصيدةَ كُلَّها.
بحرٌ لمنتصفِ النهارِ
بحرٌ لراياتِ الحمامِ, لظلِّنا ’ لسلاحنا الفرديِّ
بحرٌ’ للزمانِ المستعارِ
ليديكَ, كمْ من موجةٍ سرقتْ يديكَ
من الإشارةِ وانتظاري[١٠]
  • قال محمود درويش في قصيدة نزل على البحر
نزْلٌ على بحرٍ: زيارتُنا قصيرهْ
وحديثُنا نُقَطٌ من الماضي المهشم منذ ساعهْ
من أيِّ أبيض يبدأ التكوينُ؟
أنشأْ جزيره
لجنوب صرختنا. وداعاً يا جزيرتنا الصغيرهْ.
لم نأتِ من بلدٍ إلى هذا البلدْ
جئنا من الرُّمَّان, من سرِّيس ذاكرةٍ أتينا
من شظايا فكرةٍ جئنا إلى هذا الزبدْ
لا تسألونا كم سنمكث بينكم، لا تسألونا
أيَّ شيء عن زيارتنا. دعونا
نفرغُ السفَنَ البطيئة من بقيَّة روحنا ومن الجسدْ[١١]

المراجع

  1. “إنهم يخطفون اللغة إنهم يخطفون القصيدة”، الديوان.
  2. “حب بلا حدود”، الديوان.
  3. “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”، الديوان.
  4. “غيري بأكثر هذا الناس ينخدع”، الديوان.
  5. “ليالي بعد الظاعنين شكول”، الديوان.
  6. “ألا حبذا صحبة المكتب”، الديوان.
  7. “وقف الهدهد في باب”، الديوان.
  8. “لي جدة ترأف بي”، الديوان.
  9. “لم تأت”، الديوان.
  10. “مديح الظل العالي”، الديوان.
  11. “نزل على البحر”، الديوان.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب