متى يكون الأرق مميتًا

الأرق

الأرق هو اضطراب في النوم يؤثر بشكل منتظم على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم؛ فوفقًا لمؤسسة النوم الوطنية، أفاد 30-40% من البالغين الأمريكيين أنهم أصيبوا بأعراض الأرق خلال الإثني عشر شهرًا الماضية، في حين أن 10-15% من البالغين يدعون أنهم يعانون من الأرق المزمن، وبشكل عام، يجد الأفراد المصابون به صعوبة في النوم أو البقاء نائمين، ويمكن أن ينجم الأرق عن عوامل بدنية ونفسية، وفي بعض الأحيان، قد تكون حالة طبية معينة هي السبب الكامن وراء الأرق المزمن، وعادةً ما يؤدي الأرق إلى النعاس أثناء النهار، إلى جانب الخمول والشعور العام بالإعياء، سواء أكان ذلك عقليًا أم جسديًا، كما تعد التقلبات المزاجية، والتهيج والقلق من أهم الأعراض النفسية الشائعة المرتبطة بالأرق، ومع ذلك يرتبط الأرق أيضًا بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتجعل هذه الآثار بعض الأشخاص يتساءلون حول متى يكون الأرق مميتًا، وفي هذا المقال ستتم الإجابة على ذلك.[١]

متى يكون الأرق مميتًا

تكمن إجابة سؤال متى يكون الأرق مميتًا في التعرف على أحد أنواع الأرق، وهو الأرق الوراثي المميت، والذي يمثل اضطراب نوم نادر جدًا يحدث في بعض العائلات، ويؤثر الأرق الوراثي المميت على بنية في الدماغ يطلق عليها اسم المهاد، والتي تتحكم في العديد من الوظائف المهمة، بما في ذلك التعبير العاطفي والنوم، وفي حين أن العرض الرئيس لهذه الحالة هو الأرق، يمكن أن يسبب الأرق الوراثي المميت أيضًا ظهور مجموعة من الأعراض الأخرى؛ فعلى سبيل المثال، مشاكل الكلام والخرف، وعند الحديث عن متى يكون الأرق مميتًا، فلا يعد الأرق الوراثي المميت فقط من يسبب الوفاة؛ فهناك نوع آخر من اضطرابات النوم أكثر ندرة، ويعرف باسم الأرق القاتل المتقطع، ومع ذلك، وحتى عام 2016 لم يكن هناك سوى 24 حالة إصابة موثقة، ولذلك لا يعرف الباحثون سوى القليل جدًا عن هذا النوع، وبشكل عام لا يبدو أنه وراثي، ويتسبب الأرق الوراثي المميت في الوفاة في غضون عام من بدء ظهور اثنين من الأعراض، ومع ذلك، يمكن أن يختلف هذا الأمر من شخص لآخر.[٢]

أعراض الأرق الوراثي المميت

عند الحديث عن متى يكون الأرق مميتًا، يعد الأرق الوراثي المميت اضطراب نوم وراثي يؤثر حاليًا على حوالي 30 عائلة في جميع أنحاء العالم ، مما يجعله اضطرابًا نادرًا جدًا، ويتميز بضعف شديد في عدم القدرة على الوصول إلى حالة من النوم العميق، الأمر الذي يرافقه الخرف، والذهان، والحركات غير الطبيعية وتغير الوظائف الجسدية كمعدل نبضات القلب، وبشكل عام، تبدأ أعراض الأرق الوراثي المميت بالظهور بين سن 45 و 50، وعلى الرغم من ذلك، فإنه يمكنها أن تبدأ بالظهور في وقت مبكر أو متأخر، ولكن تتطور الأعراض بسرعة كبيرة، ورغم أنه يطلق على هذه الحالة اسم الأرق الوراثي المميت، إلا أن الأرق قد لا يكون أول أعراض المرض ظهورًا، ويذكر من أهم الأعراض:[٣]

• مشاكل النوم: يجد المصاب في صعوبة النوم أو البقاء نائمًا، ومع ذلك، قد تحدث حركات جسدية مفرطة أو يصدر المصاب ضوضاء صوتية عندما ينام.
• الأعراض السلوكية: يعاني معظم الأشخاص المصابين من القلق أو حالة من عدم الاستقرار العاطفي، إلى جانب ضعف إدراكي يتمثل في عدم القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات، وفي النهاية، تُفقد مهارات الرعاية الذاتية تمامًا.
• اضطراب الحركة: غالبًا ما يعاني المصاب من ارتعاش العضلات، ومشاكل في التوازن والتنسيق وحركات غير منتظمة، بالإضافة إلى حركات العين غير المنسقة.
• الخلل اللاإرادي: يحدث خلل في التنظيم الذاتي في العديد من الوظائف الجسدية، والتي يقوم بها الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفرط التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب وتسارعها.

تشخيص الأرق الوراثي المميت

بعد التعرف على إجابة متى يكون القلق مميتًا قد يشهر البعض بالفضول حول كيفية تشخيص هذه الحالة، وفي الواقع، يسبب هذا المرض أعراضًا ملحوظة للغاية، وفي البداية يمكن الخلط بينه وبين حالات أخرى، كالخرف، أو اضطرابات الحركة أو الذهان، ولكن في نهاية المطاف، يشير المزيج غير المعتاد من الأعراض إلى جانب تاريخ العائلة إلى الإصابة بالأرق الوراثي المميت، ومع ذلك، قد تدعم دراسات النوم واختبارات التصوير هذا التشخيص، في حين أن الاختبارات الجينية يمكنها أن تؤكده، وعادةً ما يخضع المصاب إلى عدد من الاختبارات المختلفة أثناء فترة التقييم، يذكر منها الآتي:[٣]

• دراسة النوم: من خلال هذه الدراسة، يمكن ملاحظة تذبذب غير معتاد بين مراحل النوم في مصابي الأرق الوراثي المميت، إلى جانب ظهور انخفاض في الموجات البطيئة ومغازل النوم.
• تقنيات تصوير الدماغ: يمكن أن يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ المصابين علامات المرض في العديد من مناطق الدماغ؛ حيث يظهر اعتلال بيضاء الدماغ في المادة البيضاء.
• تقنيات تصوير وظائف الدماغ: يقيس نوع من تقنيات تصوير الدماغ يعرف باسم اختبار انبعاث البوزيترون PET نشاط الدماغ، وفي حالات الأرق الوراثي المميت، يمكن أن يظهر PET دليلًا على انخفاض عملية الأيض في المهاد.

علاج الأرق الوراثي المميت

عند الحديث متى يكون الأرق مميتًا، من المهم تذكر أنه في الوقت الحالي، لا يوجد علاج للأرق الوراثي المميت، ولكن يعمل الباحثون بنشاط من أجل إنتاج علاجات فعالة؛ فتشير دراسة أجريت على الحيوانات في عام 2016، أن العلاج المناعي قد يساعد في التخلص من هذه الحالة، ولكن يجب إجراء المزيد من الأبحاث، وخاصةً السريرية، ومع ذلك، هناك أيضًا دراسة سريرية تجرى حاليًا، تدرس استخدام دوكسيسيكلين، والذي يعد مضادًا حيويًا، ولكن يعتقد أنه قد يكون وسيلة فعالة لمنع ظهور المرض في الأشخاص الذين يحملون الطفرة الجينية المسببة،[٢] ومع ذلك فإن العلاج الحالي يشتمل على تسكين وعلاج الأعراض، ويستجيب المصابون بشكل سيء للأدوية التقليدية كالمهدئات والبنزوديازيبينات، وغالبًا ما يتم إعطائهم مزيجًا من أدوية أخرى لتحفيز مرحلة نوم الموجة البطيئة ومغازل النوم، ويشير الأطباء إلى أن أي علاج نهائي لهذه الحالة يجب أن يعالج بروتينات البريون المدمرة.[٤]

المراجع[+]

1. ↑ “Insomnia: Everything you need to know”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-04-2020. Edited.
2. ^ أ ب “Fatal Familial Insomnia”, www.healthline.com, Retrieved 15-04-2020. Edited.
3. ^ أ ب “Overview of Fatal Familial Insomnia”, www.verywellhealth.com, Retrieved 15-04-2020. Edited.
4. ↑ “Self Management of Fatal Familial Insomnia. Part 1: What Is FFI?”, www.medscape.com, Retrieved 15-04-2020. Edited.