X
X


موقع اقرا » صحة » مصطلحات طبية » ما هي أمراض المناعة الذاتية

ما هي أمراض المناعة الذاتية

ما هي أمراض المناعة الذاتية


أمراض المناعة الذاتية

تُعرَّف أمراض المناعة الذاتيَّة (Autoimmune diseases) على أنَّها الأمراض الناجمة عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا وأنسجة الجسم السليمة بشكلٍ غير طبيعي على أنَّها أجسام غريبة، وهو على النقيض من وظيفة الجهاز المناعي السليم الطبيعيَّة المتمثِّلة بحماية الجسم من العناصر الغريبة والممرضة، ولم يتمكَّن العلماء حتى الآن من تحديد المسبِّب الرئيسي لأمراض المناعة الذاتيَّة، إلا أنَّ فرط نشاط الجهاز المناعي وإنتاجه للأجسام المضادَّة (Antibodies) نتيجة التعرُّض لمحفِّز مجهول قد يؤدِّي إلى مهاجمة أنسجة الجسم السليمة عوضاً عن مهاجمة الأجسام الغريبة المحفِّزة لها.[١][٢]

كما يرتفع خطر الإصابة بهذه الأمراض في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بها، وقد تؤثِّر أمراض المناعة الذاتيَّة في أيٍّ من أجزاء الجسم المختلفة،[١][٢] ومنها: الدماغ، والقلب، والجلد، والعينان، والأعصاب، والعضلات، والمفاصل، والرئتان، والكلى، والغدد، والأوعية الدمويَّة، والجهاز الهضمي،[٣] فقد تم إلى الآن اكتشاف ما يزيد عن 100 نوع من أمراض المناعة الذاتيَّة التي قد تصيب الإنسان.[٤]

أنواع أمراض المناعة الذاتية

التهاب المفاصل الروماتويدي

يُعرَّف التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) على أنَّه أحد الأمراض الالتهابيَّة المزمنة التي تؤثِّر في المفاصل بشكلٍ رئيسي، إذ يؤثِّر هذا المرض في الجزء المبطِّن للمفاصل ممَّا يؤدِّي إلى حدوث انتفاخ مؤلم فيه، والذي قد يؤدِّي بدوره إلى حدوث تشوُّه في المفاصل وتآكل في العظام المحيطة بها.[٥]

وقد يمتدُّ تأثير مرض التهاب المفاصل الروماتويدي إلى أجزاء أخرى من الجسم في بعض الحالات، مثل الرئتين والقلب والجلد والعينين والأوعية الدمويَّة، ويُعزى حدوث ذلك عن الالتهاب المزمن المصاحب للمرض في العادة، ومن الجدير بالذكر أنَّه على الرغم من أنَّ الحالات الشديدة من التهاب المفاصل الروماتويدي قد تؤدِّي إلى تشوُّهات أو عجز جسدي لدى الشخص المصاب، إلا أنَّ العلاجات الجديدة والمتطوِّرة ساهمت في السيطرة على المرض ومنع تطوُّره إلى مراحل متقدِّمة في العديد من الحالات.[٥]

الصـدفية

تُعدُّ الصدفيَّة (Psoriasis) من أمراض المناعة الذاتيَّة التي تصيب الجلد وتسبِّب ظهور بقع حمراء منتفخة ومتقشِّرة على الجلد، والتي غالبًا ما تؤثِّر في مناطق محدَّدة من الجلد مثل فروة الرأس والركبتين والمرفقين، إلا أنَّها قد تصيب أجزاء الجلد المختلفة أيضًا.[٦]

إضافة لذلك قد تُسبب الصدفيَّة الحكَّة والألم أو الشعور بالوخز والحرق في المنطقة المصابة من الجلد، ويشار إلى أنّه من الأمراض غير المعدية، ويصيب كُلًا من النساء والرجال على حدٍّ سواء، كما يصيب الأشخاص من مختلف الأعراق ضمن معدَّلات مختلفة، ويقسم مرض الصدفيَّة إلى خمسة أنواع مختلفة وهي كما يأتي:[٦]

  • الصدفيَّة المحمِّرة للجلد (Erythrodermic psoriasis).
  • الصدفيّة البثريَّة (Pustular psoriasis).
  • صدفيَّة الثنيات (Inverse psoriasis).
  • الصدفيَّة القطرويَّة (Guttate psoriasis).
  • الصدفيَّة اللويحيَّة (Plaque Psoriasis).

داء الأمعاء الالتهابي

يستخدم مصطلح داء الأمعاء الالتهابي (Inflammatory bowel disease) للتعبير عن نوعين من الأمراض الالتهابيَّة التي قد تصيب الأمعاء، وهما داء كرون (Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرُّحي (Ulcerative colitis)، ويظهر الالتهاب في هذه الحالة في الطبقة الداخليَّة العميقة المبطِّنة للقولون ويكون مصحوبًا بعدد من الأعراض، مثل:[٧][٨]

  • الإسهال المزمن.

التعب والإعياء العام.

  • فقدان الوزن.
  • ألم البطن.
  • النزيف الشرجي أو خروج الدم مع البراز.

ويشار لوجود بعض الاختلافات بين أنواع التهاب الأمعاء التقرحي، نوضحها كالآتي:[٧][٨]

تتمثَّل الإصابة بداء كرون بظهور بقع ملتهبة في مناطق مختلفة من القناة الهضميَّة تكون مجاورة للأنسجة السليمة، وقد يؤثِّر الالتهاب في هذه الحالة بعدَّة طبقات من الجدار المبطِّن للجهاز الهضمي، كما يمكن للالتهاب أن يصيب الأجزاء المختلفة من الجهاز الهضمي بداية من الفم وانتهاءً بالشرج، وفي الغالب يبدأ داء كرون في الأمعاء الدقيقة قبل الأمعاء الغليظة أو القولون.

  • التهاب القولون التقرُّحي:

يظهر هذا المرض على شكل بقع متفرِّفة ويشمل جميع أنسجة المناطق المتضرِّرة، ويقتصر على منطقة القولون والمستقيم فقط، وغالبًا ما يبدأ من منطقة المستقيم لينتقل فيما بعد إلى القولون، ويؤثِّر الالتهاب في هذه الحالة في الطبقة الداخليَّة من بطانة القولون.

التصلب اللويحي

يُعدُّ التصلُّب اللويحي أو التصلُّب المتعدِّد (Multiple sclerosis) أحد أمراض المناعة الذاتيَّة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي (Central nervous system)، ممَّا يؤدِّي إلى اضطراب انتقال المعلومات في الدماغ وبين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة.[٩][١٠]

وتُقدَّر نسبة إصابة النساء بما يزيد عن ثلاثة أضعاف إصابة الرجال بالمرض تقريبًا، وتختلف الأعراض المصاحبة للمرض والناجمة عن اضطراب الإشارات العصبيَّة بين شخص وآخر، كما تختلف الأعراض مع تقدُّم المرض بناءً على نسبة الضرر الحاصل والمنطقة المتأثِّرة بالمرض،[٩][١٠] وفيما يأتي بيان لبعض الأعراض الشائعة التي تصاحب الإصابة بالتصلُّب اللويحي:[١١]

  • الخدر، أو الوخز، أو التنميل.
  • التعب والإعياء.
  • اضطرابات الرؤية.
  • الضعف والخمول.
  • صعوبة المشي.
  • التشنُّج أو التصلُّب.
  • الاضطرابات الجنسيَّة.
  • الدوخة أو الدوار.
  • اضطرابات المثانة.
  • اضطرابات الأمعاء.
  • الألم والحكَّة.
  • الاضطرابات العاطفيَّة.
  • الاكتئاب.
  • الاضطرابات المعرفيَّة أو العقليَّة.

مرض السكري من النوع الأول

تبدأ الإصابة بمرض السكَّري (Diabetes Mellitus) من النوع الأوَّل بشكلٍ مفاجئ في الغالب، وتتمثَّل بانعدام إنتاج هرمون الإنسولين (Insulin) أو إنتاج كميَّات قليلة جدًّا منه، ممَّا يؤدِّي إلى ارتفاع نسبة السكَّر في الدم عن المعدَّل الطبيعي (Hyperglycemia)، بالإضافة إلى اضطراب استقلاب الكربوهيدرات أو السكريَّات والبروتينات والدهون.[١٢]

ويصيب هذا النوع من مرض السكَّري الأطفال والمراهقين في الغالب قبل سنِّ 30 من العُمر، ويمكن السيطرة عليه من خلال اتباع نظام غذائي صحِّي، وممارسة التمارين الرياضيَّة المناسبة واستخدام حُقن الإنسولين، ومن الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السكَّري من النوع الأوَّل ما يأتي:[١٢]

  • ظهور رائحة للفم تشبه رائحة الفواكه.
  • الإرهاق والتعب العام.
  • الإعياء.
  • زيادة الشهيَّة أو النهام (Polyphagia).
  • خسارة الوزن.
  • ارتفاع سكَّر الدم.
  • البيلة الكيتونيَّة (Ketonuria).
  • البيلة السكريَّة (Glycosuria).
  • كثرة التبوُّل أو البوال (Polyuria).
  • العطاش (Polydipsia).

الدراق الجحوظي

يُعدُّ الدراق الجحوظي أو مرض غريفز (Graves’ disease) من أمراض المناعة الذاتيَّة التي تصيب الغدَّة الدرقيَّة (Thyroid gland)، ويسبِّب الإصابة بفرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة (Hyperthyroidism)، ويُعدُّ من أكثر أسباب فرط نشاط الغدَّة شيوعاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ معدَّل إصابة النساء بمرض غريفز يزيد عن معدَّل إصابة الرجال بما يقارب 7-8 أضعاف.[١٣]

وهو النوع الوحيد من فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة الذي قد يكون مصحوبًا بالتهاب العينين وجحوظهما وانتفاخ الأنسجة المحيطة بهما، وفي هذا السياق يجدر القول بأنَّ معظم الأعراض المصاحبة للمرض ناجمة عن زيادة نسبة هرمونات الغدَّة الدرقيَّة، ومنها ما يأتي:[١٣]
  • رجفة اليدين.
  • تسارع نبضات القلب.
  • اضطراب النوم.
  • خسارة الوزن.
  • عدم القدرة على تحمُّل درجات الحرارة المرتفعة.
  • ضعف العضلات.
  • ظهور بعض الأعراض النفسيَّة والعصبيَّة.

التهاب الدرقية لهاشيموتو

يُعرَّف التهاب الدرقيَّة لهاشيموتو (Hashimoto’s disease) على أنَّه أحد أمراض المناعة الذاتيَّة الشائعة بين النساء أكثر من الرجال، ويؤدِّي هذا المرض إلى تدمير خلايا الغدَّة الدرقيَّة ممَّا يؤدِّي إلى قصور نشاط الغدَّة، ويُعدُّ أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بقصور الدرقيَّة (Hypothyroidism)‏ وظهور الأعراض المختلفة، مثل:[١٤]

  • الشعور المفرط بالبرد.
  • الإمساك.
  • التعب.
  • زيادة الوزن.
  • زيادة شدَّة النزيف المصاحب للدورة الشهريَّة لدى النساء.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الأعراض المرافقة للمرض قد لا تظهر إلا بعد عدَّة سنوات من الإصابة به، وغالبًا ما تبدأ هذه الأعراض بملاحظة حدوث انتفاخ في الرقبة نتيجة تضخُّم الغدَّة الدرقيَّة (Goiter)، أو الشعور بصعوبة في البلع أو انتفاخ في الحلق، إلا أنَّه في عدد من الحالات قد لا تظهر أيَّة أعراض واضحة على الشخص المصاب.[١٤]

التهاب الأوعية الدموية

يُعدُّ التهاب الأوعية الدمويَّة أو الالتهاب الوعائي (Vasculitis) من أمراض المناعة الذاتيَّة التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الأوعية الدمويَّة السليمة للشخص المصاب، والتي قد تكون مسؤولة عن تغذية أيِّ عضو من أعضاء الجسم المختلفة، ممَّا قد يؤدِّي إلى ضعف التروية الدمويَّة إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة مثل: الجلد والأعصاب والرئتين، الأمر الذي يُسبب مجموعة واسعة من الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنَّ شدَّة الإصابة بالتهاب الأوعية الدمويَّة قد تتراوح بين الحالات البسيطة التي قد تكون مصحوبة بهبَّة واحدة من هبَّات المرض، والحالات الشديدة جدًّا المصحوبة بالعديد من هبَّات المرض على عدَّة سنوات متتالية.[٢][١٥]

ومن الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بالتهاب الأوعية الدمويَّة كلًا ممّا يأتي:[٢][١٥]

  • التنميل أو الخدران.
  • ضعف في اليدين والقدمين.

ضيق التنفُّس.السعال.ظهور العقيدات أو التقرُّحات أو الفرفريَّة (Purpura) على الجلد.

الداء البطني

يُعرَّف الداء البطني أو مرض حساسيَّة القمح (Coeliac disease) على أنَّه ضرر يصيب الأمعاء الدقيقة نتيجة ردَّة فعل مناعيَّة تجاه مادة الغلوتين (Gluteen)؛ وهي من أنواع البروتين الموجودة بشكلٍ رئيسي في منتجات القمح والشعير والذرة، لذلك يؤدِّي تناول أحد هذه المنتجات من قِبَل الشخص المصاب إلى تفعيل ردَّة الفعل المناعيَّة وظهور الأعراض، والتي تكون ناجمة عن تضرُّر الزغابات المعويَّة (Villi)؛ وهي عبارة عن نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تبطِّن الأمعاء الدقيقة وتساعد على امتصاص العناصر المغذِّية من الطعام، وبذلك يمكن القول بأنَّ تضرُّر هذه الزغابات يؤدِّي إلى اضطراب عمليَّة امتصاص الطعام.[١٦]

ومن الجدير بالذكر أنَّ الأعراض المصاحبة لهذا المرض تختلف بين المصابين، فقد يُصاحب الداء البطني العديد من الأعراض المختلفة،[١٧] ويمكن بيان بعض منها كما يأتي:[١٨]

  • التنميل في الساقين نتيجة انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم وتضرُّر الأعصاب.
  • الاضطرابات الهضميَّة، مثل: الإمساك، والإسهال، وتجمُّع الغازات، وانتفاخ البطن، وتغير لون البراز.
  • فقدان الوزن.
  • الاكتئاب.
  • التهاب الكبد (Hepatitis).
  • فقر الدم غير المبرَّر (Unexplained anemia).
  • ظهور طفح جلدي شديد ومتقرِّح يُعرَف بالتهاب الجلد الحلئي الشكل (Dermatitis herpetiformis).
  • ظهور تقرُّحات في الفم تُعرَف بالتقرُّحات القلاعيَّة (Aphthous ulcers).
  • حدوث اضطراب في النموِّ لدى الأطفال نتيجة اضطراب القدرة على امتصاص العناصر الغذائيَّة.
  • حدوث تشوُّهات في مينا الأسنان، وحدوث اضطرابات عضليَّة هيكليَّة مثل ألم العظام والمفاصل، وتشنُّجات العضلات.

مرض أديسون

يُعدُّ مرض أديسون (Addison’s disease)، أو القصور الكظري الأوَّلي (Primary adrenal insufficiency) من أمراض الغدَّة الكظريَّة الناجمة عن تضرُّر الطبقة الخارجيَّة من الغدَّة المعروفة باسم قشرة الكظرية مما يُسبب انخفاض مستوى الكورتيزول في الدم، الأمر الذي يُسبب مجموعة من الأعراض المختلفة، مثل:[١٩][٢٠]

  • فقدان الوزن.
  • التعب والإرهاق.

ألم المفاصل والبطن والعضلات.

كما قد تظهر بعض الأعراض الأخرى في المراحل المتقدِّمة من المرض، مثل: الغثيان، والتقيُّؤ، والإسهال، والرغبة بتناول الملح، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأعراض المصاحبة لمرض أديسون قد تكون مصاحبة لعدد من المشاكل الصحيَّة الأخرى، وعلى الرغم من أنَّ المناعة الذاتيَّة تُعدُّ أحد أسباب الإصابة بمرض أديسون، إلا أنَّه توجد مجموعة من الأسباب الأخرى التي قد تؤدِّي إلى الإصابة بالمرض أيضاً.[١٩][٢٠]

داء الثعلبة

تتمثَّل الإصابة بداء الثعلبة (Alopecia areata) في فقدان الشعر على شكل بقع في مناطق محدَّدة من فروة الرأس في الغالب، أو في أجزاء أخرى من الجسم في بعض الحالات، وتظهر هذه البقع بشكلٍ مفاجئ.[٢١]

وفي معظم الحالات لا تظهر أيَّة أعراض واضحة عدا فقدان الشعر على الشخص المصاب، لذلك قد لا يشعر الشخص بالإصابة بالمرض إلّا في حال تنبيهه من أحد الأشخاص الآخرين لفقدان جزء من الشعر مثل الحلاق، وفي بعض الحالات قد يشعر الشخص المصاب بوخز أو حرقة في المنطقة المصابة.[٢١]

الوهن العضلي الوبيل

يُعدُّ مرض الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia gravis) واختصارًا MG من أمراض المناعة الذاتيَّة المزمنة التي تتمثَّل بمهاجمة الأجسام المضادَّة لمناطق التواصل العصبي العضلي للعضلات الإراديَّة خصوصاً العضلات المسؤولة عن حركة العينين والفم والحلق والأطراف، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف هذه العضلات واضطراب عملها.[٢٢]

وترتفع نسبة الإصابة بمرض الوهن العضلي الوبيل لدى النساء في الفترة ما بين 20-30 من العُمر، وفي سنِّ 50 أو أكثر لدى الرجال على الرغم من أنَّه قد يصيب أيَّ شخص وفي أيِّ عُمر.[٢٢]

متلازمة غيلان باريه

تُعرَّف متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré syndrome) واختصارًا GBS على أنَّها أحد أمراض المناعة الذاتيَّة النادرة المتمثِّلة بحدوث اضطراب عصبي ناجم عن مهاجمة الجهاز المناعي لأجزاء من الجهاز العصبي المحيطي (Peripheral nervous system)، وهو عبارة عن شبكة من الأعصاب المتفرِّعة عن الدماغ والحبل الشوكي.[٢٣]

وتتراوح شدَّة المرض بين ضعف بسيط في الأعصاب المحيطيَّة إلى شلل المصاب بالكامل، ممَّا قد يؤدِّي إلى انعدام قدرته على التنفُّس بشكلٍ طبيعي، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظم حالات الإصابة بمتلازمة غيلان باريه تتماثل للشفاء حتى في الحالات الشديدة منه، إلا أنَّ ضعف الأعصاب قد يستمرُّ لدى بعض الأشخاص بعد التعافي من المرض، ويصيب هذا المرض الأشخاص من مختلف الفئات العُمريَّة والنساء والرجال على حدٍّ سواء.[٢٣]

أما بالنسبة للأعراض المصاحبة للمرض فغالبًا ما تبدأ بالشعور بإحساس غريب مثل التنميل أو الخدران، أو الألم في الأطراف خصوصًا لدى الأطفال، وفي بعض الحالات تبدأ الأعراض في الجزء العلوي من الجسم ثم تنتقل بشكلٍ تدريجي إلى الأسفل لتشمل الساقين وباقي أجزاء الجسم، وفي العادة تزول الأعراض الأوَّلية بشكلٍ تامٍّ قبل بدء الأعراض الرئيسيَّة والمطوَّلة للمرض، ويُعدُّ الضعف في جانبي الجسم العرض الرئيسي المصاحب للمرض، والذي غالبًا ما يدفع المصاب إلى مراجعة الطبيب، وقد يتمثَّل هذا الضعف في البداية بصعوبة المشي وصعوبة صعود الدرج.[٢٣]

اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن المزيل للميالين

يشبه مرض اعتلال الأعصاب المتعدِّد الالتهابي المزمن المزيل للميالين (Chronic inflammatory demyelinating polyneuropathy) واختصارًا CIDP متلازمة غيلان باريه من ناحية مهاجمة الجهاز المناعي للأعصاب، إلا أنَّه في هذه الحالة يستمرُّ ظهور أعراض المرض لفترة أطول، كما أنَّه قد يؤدِّي إلى لجوء الشخص المصاب لاستخدام الكرسي المتحرِّك مدى العُمر فيما يقارب 30% من الحالات في حال عدم تشخيص المرض والحصول على العلاج في وقت مبكِّر.[٢]

أنواع أخرى

توجد العديد من أمراض المناعة الذاتيَّة الأخرى، ومنها ما يأتي:[٢٤]

  • التهاب الكبد المناعي الذاتي (Autoimmune hepatitis).
  • فقر الدم الخبيث (Pernicious anemia).
  • التهاب العضلات والجلد (Dermatomyositis).
  • تصلُّب الجلد (Scleroderma)، أو التصلُّب المجموعي (Systemic sclerosis)‏.
  • بعض أشكال مرض التهاب العنبيَّة (Uveitis).
  • متلازمة شوغرن (Sjögren’s syndrome).
  • التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis).
  • فقر الدم الانحلالي الناجم عن المناعة الذاتيَّة (Autoimmune hemolytic anemia).

أعراض أمراض المناعة الذاتية الشائعة

على الرغم من تنوُّع واختلاف أمراض المناعة الذاتيَّة إلا أنَّ العديد منها يشترك بمجموعة من الأعراض الشائعة، وفيما يأتي بيان لبعض منها:[٢٥]

  • التعب والإعياء.
  • تورُّم الغدد الليمفاوية.
  • ألم وانتفاخ المفاصل.
  • اضطرابات الجلد.
  • ألم البطن، والاضطرابات الهضميَّة.
  • الحُمَّى المتكرِّرة.
  • ظهور مشاكل في البشرة.

أسباب أمراض المناعة الذاتية

لم يتمكَّن العلماء إلى الآن من تحديد المسبِّب الرئيسي للإصابة بأمراض المناعة الذاتيَّة كما ذكرنا سابقًا،[٢٦][٢٧] إلّا أنَّه توجد مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة بهذه الأمراض، ومنها ما يأتي:[٢٧]

  • العوامل الوراثيَّة:

لوحظ ارتفاع خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتيَّة في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأحد هذه الأمراض، وقد يختلف نوع المرض بين الأشخاص من نفس العائلة، ويجدر التنبيه إلى أنَّ ارتفاع خطر الإصابة بالمرض لا يعني بالضرورة الإصابة به، وإنَّما قد يساهم اجتماع عدَّة عوامل أخرى في تحفيز الإصابة به.

  • العوامل البيئيَّة:

قد تلعب العوامل البيئيَّة دورًا في إصابة الأفراد من نفس العائلة بأمراض المناعة الذاتيَّة بالتزامن مع وجود عوامل وراثيَّة تساهم في الإصابة بالمرض أيضًا.

يرتفع خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتيَّة لدى النساء مقارنة بالرجال، إذ تشكِّل النساء ثلاثة أرباع عدد الإصابات بأمراض المناعة الذاتيَّة مقارنة بالرجال.

  • الهرمونات الجنسيَّة:

ارتبطت زيادة أو انخفاض شدَّة بعض أمراض المناعة الذاتيَّة بالتغيُّرات الهرمونيَّة الرئيسيَّة، مثل الحمل والولادة وانقطاع الطمث (Menopause)، كما يرتفع خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتيَّة خلال سنِّ الإنجاب.

قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع العدوى إلى تحفيز الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتيَّة أو زيادة شدَّتها.

تشخيص أمراض المناعة الذاتية

يصعب على الطبيب تشخيص أمراض المناعة الذاتيَّة في بعض الحالات نتيجة تشابه أعراض بعض أمراض المناعة الذاتيَّة مع العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى، ومصاحبة هذه الأمراض لأعراض مختلفة بين الأشخاص المصابين، وتشابه العديد من أعراض أمراض المناعة الذاتيَّة مع بعضها البعض، وظهور الأعراض على شكل فترات متقطِّعة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ العلاج قد يبدأ قبل تحديد نوع المرض بالتحديد، وذلك بناءً على حالته والتحاليل والاختبارات التي تم إجراؤها.[٢٨][٢٩]

ولتشخيص الإصابة بأحد هذه الأمراض يبدأ الطبيب بإجراء الفحص السريري للشخص المصاب بعد الحصول على التاريخ الصحِّي الكامل، كما قد يطلب إجراء عدد من التحاليل المخبريَّة في حال الشكِّ بالإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتيَّة، وقد تتضمَّن هذه التحاليل إجراء تحليل للدم للكشف عن وجود أنواع محدَّدة من الأجسام المضادَّة الذاتيَّة (Autoantibodies)، والكشف عن سرعة ترسُّب الدم (Erythrocyte sedimentation rate) واختصارًا ESR، والبروتين المتفاعل-C (C-reactive protein) واختصارًا CRP.[٢٨][٢٩]

علاج أمراض المناعة الذاتية

في الحقيقة لا يوجد علاج شافٍ للعديد من أمراض المناعة الذاتيَّة، ويعتمد العلاج على نوع المرض المصاب به الشخص، ويهدف بشكلٍ رئيسي إلى السيطرة على الأعراض المصاحبة للمرض خصوصًا خلال هبَّات وانتكاسات المرض، وفيما يأتي بيان لبعض الطرق العلاجيَّة المتَّبعة:[٣٠]

  • تجنُّب التعرُّض لمحفِّزات هبَّات المرض.
  • العلاج الفيزيائي (Physical therapy).
  • العلاج بالهرمونات البديلة في بعض الحالات.
  • اتباع أسلوب حياة صحِّي، مثل ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام، والحصول على الراحة الكافية، وتجنُّب التوتُّر والضغط النفسي، واتباع نظام غذائي صحِّي.
  • نقل الدم في الحالات التي يؤثِّر فيها المرض في الدم.
  • استخدام بعض الأدوية، مثل: مسكِّنات الألم، ومثبِّطات المناعة (Immunosuppressive medication)، ومضادَّات الالتهاب (Anti-inflammatory drugs) في حال تأثير المرض في المفاصل، وبعض الأدوية الخاص َّة ببعض أنواع أمراض المناعة الذاتيَّة، مثل الأدوية البيولوجيَّة (Biologic drugs) التي تستخدم في علاج بعض حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، كما قد يُلجأ إلى استخدام أدوية الكورتيكوستيرويد للمساعدة على التخفيف من الالتهاب وتثبيط الجهاز المناعي.[٣٠][٣١]

المراجع

  1. ^ أ ب “Autoimmune Diseases”, medlineplus.gov, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج “What Are Autoimmune Disorders”, www.webmd.com, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  3. “Autoimmune Diseases”, www.niams.nih.gov, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  4. “There are more than 100 Autoimmune Diseases”, www.aarda.org, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Rheumatoid arthritis”, www.mayoclinic.org,1-3-2019، Retrieved 6-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب “ABOUT PSORIASIS”, www.psoriasis.org, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  7. ^ أ ب “Inflammatory bowel disease”, www.nhs.uk, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  8. ^ أ ب “What is inflammatory bowel disease”, www.cdc.gov, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “What Is MS”, www.nationalmssociety.org, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  10. ^ أ ب “Symptoms & Diagnosis”, www.nationalmssociety.org, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  11. “MS Symptoms”, www.nationalmssociety.org, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  12. ^ أ ب “Diabetes Mellitus Type 1”, www.physio-pedia.com, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  13. ^ أ ب “Graves’ Disease”, www.thyroid.org, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  14. ^ أ ب “Hashimoto’s disease”, www.womenshealth.gov, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Vasculitis”, www.rheumatology.org, Retrieved 7-6-2020.
  16. “What is Celiac Disease”, celiac.org, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  17. “SYMPTOMS OF CELIAC DISEASE”, www.beyondceliac.org, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  18. “Celiac Disease”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  19. ^ أ ب Tim Newman, “What causes Addison’s disease?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  20. ^ أ ب “Addison’s disease”, www.yourhormones.info, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  21. ^ أ ب “Alopecia areata”, dermnetnz.org, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  22. ^ أ ب “Myasthenia Gravis”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  23. ^ أ ب ت “Guillain-Barré Syndrome Fact Sheet”, www.ninds.nih.gov, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  24. “Types of Autoimmune Diseases”, www.niams.nih.gov, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  25. “What Are Common Symptoms of Autoimmune Disease”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  26. “WHAT CAUSES AUTOIMMUNE DISEASES”, www.gene.com, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  27. ^ أ ب “Autoimmune disorders”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 7-6-2020. Edited.
  28. ^ أ ب “Autoimmune Diseases”, www.childrenshospital.org, Retrieved 28-3-2022. Edited.
  29. ^ أ ب “Autoimmune Diseases”, labtestsonline.org,13-2-2020، Retrieved 7-6-2020. Edited.
  30. ^ أ ب “What is an Autoimmune Disease”, www.diabetes.co.uk,15-1-2019، Retrieved 7-6-2020. Edited.
  31. Carol Eustice (30-11-2019), “Autoimmune Disease Types and Treatment”، www.verywellhealth.com, Retrieved 7-6-2020. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب