X
X


موقع اقرا » تعليم » تعريفات منوعة » ما هو غاز الخردل

ما هو غاز الخردل

ما هو غاز الخردل


تعريف غاز الخردل

يُعرف غاز الخردل (بالإنجليزية: Sulfur mustard) بأنّه مادّة كيميائية ينتج عن ملامستها، أو التعرّض لها تقرّحات جلديّة ونفطات مخاطيّة، ويُطلق على هذه المادة أحيانًا اسم خردل الكبريت، كما يُمكن أنه يوجد بمختلف الحالات الفيزيائية للمادة، وتختلف رائحته، فيكون عديم الرائحة أحيانًا، أو كرائحة البصل والثوم أحيانًا أخرى، أو كرائحة الخردل.[١]

يُرمز لغاز الخردل كيميائيًّا بالرمز C4H8Cl2S، والاسم العلمي له هو كبريتيد ثنائي كلورو إيثيل،[٢] كما يتراوح لون غاز الخردل عمومًا بين اللونين الأصفر والأخضر، أمّا عسكريًّا، فيعد هذا الغاز من الغازات المهمّة في الحرب، ويعمل على إعاقة الخِصم، إذ يمكن أن تظهر أعراضه سريعًا حسب تركيزه،[٣] ويُعرف في هذا المجال بالرموز الآتية:[١]

طريقة تصنيع غاز الخردل

يعدّ الخردل من المركّبات الكيميائية الصناعية التي لا يُمكن العثور عليها في الطبيعة،[١] وبدأ استخدام الخردل منذ عام 1822 م، واستمرّ تصنيعه بنفس النهج تقريبًا، والذي يشمل أساسًا تفاعل كل من غاز الإيثين مع أحادي كلوريد الكبريت، أو ثنائي كلوريد الكبريت، ثمّ حدثت بعض التغييرات الطفيفة على عمليات التصنيع، وظهر بذلك 3 عمليات كما يأتي:[٤]

عملية ماير

تُعرف طريقة ماير بأنّها الطريقة المعتمدة من قبل الألمان، والتي تجري وفق الخطوات الآتية:[٤]

  • معالجة غاز الإيثيلين بحمض الهيبوكلوروس، ثمّ بحمض كبريتيد الصوديوم.
  • تسخين ثنائي هيدروكسي- ميثيل كبريتيد الناتج من عمليات المعالجة بعد إضافة حمض الهيدروكلوريك.
  • يكون الناتج النهائي هو غاز الخردل.

عملية ليفنشتاين

اعتمدت عملية ليفنشتاين في الولايات المتحدة الأمريكية قديمًا، وتتلخّص هذه الطريقة بمفاعلة كل من غاز الإيثيلين وأحادي كلوريد الكبريت في ظروف تضمن درجة حرارة تتراوح ما بين 30-35 درجة مئوية، وبذلك يُمكن الحصول على غاز الخردل المُقطّر مباشرةً، ويكون أكثر سمّيةً من غاز الخردل العادي.[٤]

العملية الحديثة

تعدّ الطريقة الحديثة هي الطريقة المعتمدة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وساهم في التوصّل إليها عددًا من الدول، وتُجرى وفق الخطوات الآتية:[٤]

  • مفاعلة كل من أكسيد الإيثلين وكبريتيد الهيدروجين للحصول على ثنائي- (2-هيدروكسي إيثيل) – ثيوثير.
  • مفاعلة ثنائي- (2-هيدروكسي إيثيل) – ثيوثير مع حمض الهيدوكلوريك للحصول على غاز الخردل.

خصائص غاز الخردل

يُمكن توضيح بعض الخصائص الفيزيائية والكيميائية لغاز الخردل كما يأتي:

خصائص غاز الخردل الفيزيائية

يتميّز غاز الخردل بعدد من الخصائص الفيزيائية، ومن ذلك ما يأتي:[٥]

يكون غاز الخردل بلا لون، وقد يكون أصفر اللون عند درجة حرارة 15 مئوية، و1 ضغط جوي.

  • الحالة الفيزيائية

يكون غازل الخردل في الحالة السائلة الزيتية عند درجة حرارة 15 مئوية، و1 ضغط جوي.

  • درجة الانصهار

تتراوح درجة انصهاره ما بين 13-14 درجة مئوية.

تتراوح درجة غليانه ما بين 215-217 درجة مئوية.

يكون ضغط البخار عند درجة حرارة 0 مئوية 0.025 ملم، بينما يكون 0.09 ملم عند درجة حرارة 30 مئوية.

يتميّز غاز الخردل بأنّ ذائبية قليلة في الماء، إلّا أنّه جيد الذوبان في الدهون، وكذلك في المذيبات العضوية.

تتميّز كثافة غاز الخردل بأنّها أعلى من كثافة الماء.

خصائص غاز الخردل الكيميائية

يتميّز غاز الخردل بعدد من الخصائص الكيميائية، ومن ذلك ما يأتي:[٥]

  • الكتلة الجزيئية تساوي 159.08 غم/ مول.
  • يمكن تحفيز التميؤ (التحلّل المائي) باستخدام القلويات، أو من خلال رفع درجة الحرارة.
  • ينتج عن تحلّله المائي كل من: ثيو ثنائي الغليكول، وحمض الهيدروكلوريك.
  • يتأكسد بوجود الكلورامين، أو مواد التبييض.
  • ينغمر في الماء، وتبقى منه طبقة زيتية سامّة تطفو على السطح.
  • يتفكك في درجات الحرارة المرتفعة، مُنتجًا مواد ومركّبات سامّة، إذ يعد غاز الخردل أحد أنواع الغازات السامة.

أول من استخدم غاز الخردل

كان الألمان أول من استخدموا غاز الخردل عام 1917م، وذلك خلال الحرب العالمية الأولى، و قد أدّى استخدامه عسكريًّا إلى ضرورة استجابة كل من فرنسا وبريطانيا لتطوير الأسلحة الكيماوية، وأقنعة الغاز لديهم في محاولة للرد على الهجمات البشعة التي قامت بها ألمانيا ضدّهم، والتي أسفرت عن آلاف القتلى، وقد كان الألمان حينها يستخدمون مقذوفات غاز الخردل بأعداد كبيرة جدًا.[٦]

استخدامات غاز الخردل

يُستخدم غاز الخردل في العديد من التطبيقات، ومن أبرز استخداماته ما يأتي:[٧]

  • يُستخدم غاز الخردل كمادة في مختبرات البحوث الكيميائية التابعة للعمل العسكري، وتصنيع الأسلحة.
  • تصنيع الأسلحة الكيميائية المستخدمة في الأغراض العسكرية خلال الحروب، كصناعة القنابل الجوية، والقذائف المدفعية، إلّا أنّ بعض الدول تخلّصت من تخزينها.
  • يُستخدم كمضاد للأورام، إلّا أنّ هذا الاستخدام لم يكن مجديًا بسبب درجة السمّية العالية للمادة، واستخدم بدلًا منها خردل النيتروجين، ونجح في ذلك باعتباره مضادًا للسرطان.[٨]

طرق تعرّض الجسم لغاز الخردل

قد يتعرّض الجسم لغاز الخردل من خلال عدد من الطرق، وهي كالآتي:[٩]

  • ملامسة الجلد والعينين

يُمكن تعرّض كل من الجسم والعينين للغاز بسهولة، ويكون تأثيره أكبر على المناطق ذات الجلد الرقيق، وتجاويف الجسم ذات البطانات الرطبة، إضافة إلى أماكن التعرّق.

يعدّ طريقة شائعة وخطيرة، وتحدث سواء كان الغاز على شكل رذاذ أو بخار.

يعدّ ابتلاع غاز الخردل من الأمور نادرة الحدوث، وقد يكون من خلال تناول أطعمة، أو منتجات زراعية ملوّثة برذاذه مثلًا.

تأثير غاز الخردل على الصحة

يعدّ غاز الخردل من المواد ذات التأثيرات الخطيرة على صحّة الإنسان، ويُمكن تلخيص هذه المخاطر من خلال النقاط الآتية:[١٠]

  • ينتج عن التعرّض لغاز الخردل بنسب عالية حروق في العينين، وقد يصل الأمر إلى تلفهما الدائم.
  • يتسبّب التعرّض لغاز الخردل في أضرار كبيرة على جلد الإنسان تظهر على شكل بثور وحروق شديدة.
  • ينتج عن استنشاق غاز الخردل لوقت طويل تهيّج الرئتين، والذي يتسبّب في السعال، وضيق التنفّس.
  • قد يؤدي استنشاق غاز الخردل بكثرة إلى ظهور حالة خطيرة وطارئة تسمّى بالوذمة الرئوية، وهي تراكم السوائل على الرئتين.
  • يؤدي استنشاق غاز الخردل إلى التهاب الشعب والقصبات الهوائية.
  • يصنّف غاز الخردل ضمن المواد المتسببة في أمراض السرطان، وهذه من الأعراض بعيدة المدى.[١١]
  • يُمكن أن يؤدي التعرّض لغاز الخردل إلى آثار بعيدة المدى تؤثر على الإنجاب بالنسبة للذكور، بسبب تأثيره على جهازهم التناسلي.[١١]
  • يؤثر غاز الخردل على الجهاز الهضمي بعد التعرّض له، متسبّبًا في القيء والإسهال والحمّى، والمغص.[٣]

أعراض التعرّض لغاز الخردل

يُمكن ظهور العديد من الأعراض عند التعرّض لغاز الخردل، والتي يُستَدل من خلالها عليه، إذ يتعرّض البعض للغاز دون إدراكه لكونه عديم اللون، كما أنّ علامات التعرّض لغاز الخردل قد تتأخر في الظهور لمدّة تصل أحيانًا إلى 24 ساعة، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:[١٢]

  • احمرار وتهيّج الجلد مع شعور بالحكّة، بعد مرور 2-48 ساعة، وقد يتطوّر هذا الاحمرار بعد ذلك، ليصبح تقرّحات صفراء.
  • احمرار العين وتهيّجها مع التورّم الظاهر والتمزّق، ويحدث هذا بعد مرور نحو 3-12 ساعة، وقد يتسبّب على المدى البعيد في الإصابة بحساسية الضوء، والألم الشديد، كما أنّه قد يتسبّب في الإصابة بالعمى.
  • سيلان الأنف، والعطاس، أو السعال الذي يرافقه خروج دم مع آلام في الجيوب الأنفية، ويختلف ظهور هذه الأعراض تبعًا لشدّة التعرّض للغاز.
  • آلام في الجهاز الهضمي، وتشمل؛ ألم البطن، الحمى، القيء، الإسهال، والغثيان.
  • ضعف نخاع العظم والنزيف، أو الالتهابات الناجمة عن انخفاض الكريات الشامل، أو فقر الدمّ.

كيفية إسعاف الشخص المتعرّض لغاز الخردل

يمكن القول بأنّ التعرّض لغاز الخردل ليس له علاج، لذا يُنصح بتجنّب التعرّض إليه بجدّية، كما يجب على الشخص مغادرة المكان الذي يشك بانتشار هذا الغاز فيه متّجهًا إلى أي مكان مرتفع، لكن إذا لم يكن تجنّبه ممكنًا، وتعرّض شخص ما إليه فلا بدّ من اتّباع الآتي:[١]

  • محاولة التخلّص من أي آثار للمواد السامة على الجسم بأقصى سرعة ممكنة، إذ يمكن أن يُساهم هذا بتقليل آثاره، وحماية أنسجة الجسم من الأضرار الوخيمة.
  • التخلّص فورًا من غاز الخردل إذا كان بصورة سائلة، وأصاب شيئًا من الملابس، ويكون ذلك بوضعها داخل كيسين بلاستيكيين محكمي الإغلاق.
  • استخدام الماء لغسل أجزاء الجسم المتعرّضة للغاز، ويشمل هذا الجلد والعينين، مع التركيز على غسل العينين لمدّة تتراوح بين 5-10 دقائق.
  • تجنّب لفّ العينين بضمادات بعد غسلها، والاكتفاء بنظارات واقية ذات عدسات داكنة.
  • الاكتفاء بشرب الحليب والماء إذا دخل شيء من غاز الخردل إلى الجوف وابتلعه شخص ما، إذ لا يجب إجباره على التقيؤ في هذه الحالة.
  • طلب المساعدة من أشخاص متخصّصين يعدّ من الأمور المهمّة للغاية في حالات التعرّض لغاز الخردل.

يجدر بالذكر والعلم بأنّ العلاج أو الترياق من التعرض لغاز الخردل عندما يكون غير متاح، لا يعني هذا أنّه قاتل دائمًا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Facts About Sulfur Mustard”, CDC, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  2. “Mustard gas”, PubChem, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب “What Is Mustard Gas?”, Live science, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Unknown, SULFUR MUSTARD, Page 1. Edited.
  5. ^ أ ب “Mustard gas”, INCHEM, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  6. “Germans introduce poison gas”, History, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  7. “Mustards and Vesicants”, Science direct, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  8. “SULFUR MUSTARD”, NCBI, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  9. “Sulfur Mustard: Blister Agent”, CDC, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  10. New Jersey Department of Health and Senior Services , Mustard Gas, Page 1. Edited.
  11. ^ أ ب Mustard Gas, New Jersey Department of Health and Senior Services, Page 2. Edited.
  12. “Facts About Sulfur Mustard”, CDC, Retrieved 19/10/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب