X
X


موقع اقرا » إسلام » الصحابة والتابعون » ما معنى ذو النورين

ما معنى ذو النورين

ما معنى ذو النورين


ما معنى ذو النورَيْن

ذو النُّورين هو لقبٌ لقَّبه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- للصَّحابيِّ الجليل عثمان بن عفَّان -رضي الله عنه-؛ وذلك لأنَّه كان متزوِّجاً من بنتين من بنات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهما رقيَّة وأمُّ كلثوم، وهو الوحيد الذي انفرد بهذه الميِّزة، فلم يُعرف أبداً أنَّ أحداً تزوَّج من بنتي نبيٍّ وجمع بينهنَّ في آنٍ واحدٍ.[١]

فنال عثمان بن عفَّان -رضي الله عنه- بهذين الزَّواجين شرفاً ورفعةً، فكأنَّه جمع عنده نورين وضوءين وليس مجرد زوجتين،[١] وقد روي أيضاً عن سبب هذا اللّقب لعثمان بن عفَّان؛ وهو لأنَّه كان كثير الصَّلاة وقراءة القرآن ليلاً، وكأنَّه قد حاز بذلك نور قيام اللَّيل ونور قراءة القرآن فكان ذو النُّورين.[٢]

زواج عثمان بن عفان من بنات الرسول

زواج عثمان من رقية بنت الرسول

رقيَّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي ابنته من السَّيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، كانت متزوِّجةً من عتبة بن أبي لهب، ولكنَّه لم يكن قد دخل بها، وعندما نزلت سورة المَسَد أمرته أُمُّه أمُّ جميل بطلاقها نكايةً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولم تعلم أنَّها كرامةٌ من الله لرقية وهوانٌ لها -أي أمّ جميل- ولزوجها.[٣]

فبادر إلى خطبتها الصَّحابيُّ الجليل عثمان بن عفَّان -رضي الله عنه-، ووافق النَّبيُّ -عليه الصّلاة والسّلام- عليه، فتزوَّجها وهاجر بها إلى الحبشة، ثمَّ عادا إلى مكَّة وعلمت حينها أنَّ أمَّها خديجة قد فارقت الحياة، وهاجرت مع زوجها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوَّرة، وقبل غزوة بدر في العام الثَّاني للهجرة مرضت السيِّدة رقيَّة بمرض الحَصبة، وأذن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعثمان بعدم ذهابه للغزو معهم؛ ليمرِّض زوجته، ولكنَّها ماتت متأثِّرةً بمرضها.[٤]

أنجبت السيِّدة رقية -رضي الله عنها- ولداً وهي في الحبشة أسمته عبد الله، فكان أوَّل أبناء عثمان وتكنَّى به، لكنَّه مات وله من العمر ستُّ سنواتٍ فقط في السَّنة الرَّابعة للهجرة، وكان سبب وفاته بسبب نقر ديكٍ لعينه، ثمَّ ورم وجهه ومات متأثراً بذلك، وصلَّى عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣]

زواج عثمان من أم كلثوم بنت الرسول

تعدُّ أمُّ كلثوم الأخت الأصغر لرقيَّة، وأمُّها أيضاً خديجة، وكانت متزوِّجةً من عتيبة بن أبي لهب، وطلَّقها أيضاً لنفس السَّبب الذي طُلِّقت به أختها من زواجها من أخيه، وكانت بكراً لم يدخل بها، فتزوَّجها عثمان بن عفَّان بعد وفاة أختها رقيَّة في السنة الثَّالثة للهجرة، ولم تلد لعثمان ذكوراً ولا إناثاً،[٥] وتوفِّيت السيدة أمُّ كلثوم في السَّّنة التَّاسعة للهجرة.[٣]

فضائل عثمان بن عفان ومناقبه

امتاز الصَّّحابيُّ الجليل عثمان بن عفَّان -رضي الله عنه- بصفاتٍ رفيعةٍ، وكانت له مكانةٌ مرموقةٌ في الإسلام، ومن أهمِّ فضائله ما يأتي:[٦]

  • يعدُّ أحد العشرة المبشَّرين بالجنَّة.
  • كان أحد السَّابقين للإسلام، فقد أسلم رابع أربعةٍ قد دخلوا في الإسلام.
  • كانت تربطه برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلة قرابةٍ إضافةً للمصاهرة، فهو ابن عمَّة النبيٍّ أروى.
  • وعده رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ونعته بالشَّهادة، وذلك عندما اهتزَّ جبل أحد، وقال النَّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- للجبل: (اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ)،[٧] والصِّديق هو أبو بكر والشَّهيدان هما عمر وعثمان -رضي الله عنهم جميعاً-.
  • اشتهر بحيائه الشَّديد، وكان من شدَّة حيائه يخجل منه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يقول: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).[٨]
  • كان -رضي الله عنه- أحد كُتَّاب الوحي الذين يأتمنهم رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- لكتابة القرآن الكريم، وهو كاتب سرِّ رسول الله، وكان دائماً يجلس بين يديه.[٩]
  • كان شديد السَّخاء والكرم، فقد جهَّز جيش العسرة في غزوة تبوك، وأنفق عليه نفقةً كبيرةً.[٩]
  • كان -رضي الله عنه- أعلم الصَّحابة بالمناسك.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 466. بتصرّف.
  2. علي الصلابي، سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه، صفحة 14-15. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 18-19. بتصرّف.
  4. عمر عبد الكافي، مقتطفات من السيرة، صفحة 10. بتصرّف.
  5. موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 556، جزء 2. بتصرّف.
  6. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 472-475. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3675، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401، صحيح.
  9. ^ أ ب ت محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 28-30. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب