موقع اقرا » إسلام » الصحابة والتابعون » من هو صاحب الهجرات الثلاث

من هو صاحب الهجرات الثلاث

من هو صاحب الهجرات الثلاث


صاحب الهجرات الثلاث 

يعدّ الصحابي الجليل عبد الله بن قيس الأشعريّ صاحب الهجرات الثلاث، الذي يُكنّى بأبي موسى الأشعري، فقد هاجر من اليمن إلى مكة المكرمة حيث المكان الذي يتواجد فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.

ومن ثمّ من مكة المكرمة إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثمّ من الحبشة إلى المدينة المنورة في الهجرة الثالثة، فلذلك سُمّي -رضيَ الله عنه- بصاحب الهجرات الثلاث.[١]

اسمه ونسبه

اسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر،[٢] وأمّه ظبية بنت وهب من بني عكّ.

فقد كانت أمه من الذين دخلوا في الإسلام في المدينة المنورة وماتت فيها، يعود أصله إلى الأشعريّين، ومن إخوته: أبو عامر بن قيس، وأبو بردة بن قيس، وأبو رهم بن قيس، وإبراهيم بن قيس، ومجري بن قيس.[٣]

الصحابي عبدالله بن قيس

إسلامه وجهاده

جاء أبو موسى الأشعريّ إلى مكة المكرمة مع إخوته ضمن مجموعة من الأشعريّين، ودخل في حلف سعيد بن العاص، ثمّ أعلن إسلامه وإخوته معاً، ثمّ كان من الذين هاجروا من مكة إلى أرض الحبشة.

وقيل إنّه رجع إلى بلاده ولم يهاجر إلى الحبشة، والصحيح أنّ أبا موسى عاد إلى بلاده بعدما أعلن إسلامه، ثمّ عاد بعد ذلك مع إخوته في مجموعةٍ تضمّ ما يقرب من الخمسين رجلاً، حتى ركبوا البحر فأخذتهم الريح نحو أرض الحبشة التي كان يحكمها النّجاشي.[٣]

ووافق وصولهم إلى أرض الحبشة خروج جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- منها حين أراد المسلمون العودة إلى المدينة المنورة، فوصلت سفينة جعفر بنفس الوقت الذي وصلت فيه سفينة الأشعرين، وكان ذلك وقت فتح خيبر.[٣]

ولمّا علم رسول الله بقدوم الأشعريّين بشّر أصحابه قائلاً في الحديث الذي رواه أبو أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- فقال: (يَقدَمُ عليكم غدًا أقوامٌ هم أرَقُّ قلوبًا للإسلامِ منكم. قال: فقَدِمَ الأشعريُّون، فيهم أبو موسى الأشعَريُّ، فلمَّا دَنَوْا من المدينةِ جَعَلوا يَرتَجِزون، يقولون:غَدًا نَلقَى الأحِبَّهْ، محمَّدًا وَحِزْبَه).[٣][٤]

ولمّا وصلوا إلى المدينة ولقوا رسول الله بايعوه على الإسلام، فقال فيهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الأَشعَرِيُّونَ فِي النَّاسِ، كصُرَّةٍ فيها مسكٌ)،[٥] والحقيقة أنّهم كانوا قد دخلوا في الإسلام قبل ذلك، وكانت هذه المبايعة تجديداً لإسلامهم، فشهد بذلك أبو موسى فتح خيبر مع رسول الله وأصحابه.[٣]

وكانت هذه أول مشاركة له في غزوات رسول الله، والتي وافقت السنة السابعة من الهجرة، ثمّ شهد مع رسول الله في العام الثامن من الهجرة فتح مكة، ثمّ بعدها غزوة حنين، ثمّ كان من المشاركين في السّرايا التي أخرجها رسول الله من أجل ملاحقة المشركين الذي انهزموا وفرّوا من غزوة حنين.[٣]

المراجع

  1. شمس الدين الكرماني (1981)، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (الطبعة 2)، بيروت :دار إحياء التراث العربي، صفحة 146، جزء 2. بتصرّف.
  2. البلاذري (1996)، جمل من أنساب الأشراف (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر، صفحة 201، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 126-130، جزء 28. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:12582، صحيح.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، الصفحة أو الرقم:3053، مرسل .






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب