X
X


موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » ما هي رحلة الإسراء والمعراج

ما هي رحلة الإسراء والمعراج

ما هي رحلة الإسراء والمعراج


عام الحزن

بعدَ دعوةِ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لقومِهِ، لاقى منهم الصَّدَ والإعراضَ، حتى وصلَ بهمُ الحالُ إلى مقاطعةِ بني عبد المُطلب، حتى يقوموا بتسليمِ رسولِ اللهِ لقتلِهِ، وبعدَ هذا الحصار كانَ عامُ الحزن؛ وسُميَ بذلكَ لحدوثَ أمرين أحزنا رسول الله، وهي وفاةُ عَمِّه أبو طالب، وزوجتهُ خديجة بنت خويلد، وكانا خيرُ مؤنِسٍ لرسولِ الله، فحزن رسول الله لذلك حُزنًا شديدًا، فخرجَ بعدها رسولُ الله في رحلةٍ للطائفِ، والتي تُعَدُ أكبر القبائلِ بعدَ قُريش، لكنَّها لوقيت بالإعراضِ، وعدمِ الاستجابةِ، وبعد ما مرَّ بهِ رسول الله من ظروفٍ عصيبةٍ، جاءت المواساةُ الإلهيّةُُ، والتكريمُ والتثبيتُ لرسول اللهِ، لتجلوّ أحزانَهُ، فأكرمَهُ الله -تعالى- برحلة الإسراء والمعراج.[١]

ما هي رحلة الإسراء والمعراج

بعدَ مُعاناةِ رسول اللهِ في قومِهِ، والمحن التي لاقها، أكرمَهُ اللهُ بما يروِحُ بهِ عن نفسِهِ، ويزيلُ غمامةَ قلبِهِ بعدِ هذا الحزن، فكانت رحلة الإسراء والمعراج، ويُعرفُ الإسراءُ بأنَّهُ إرسالُ الله وبعثِهِ لنبيهِ محمد من المسجدِ الحرامِ في مكةَ المُكرمةَ، إلى المسجدِ الأقصى في القُدس، في وقتٍ من الليلِ، وعودتُهُ في نفسِ الليلةِ، وأمّا المعراجُ فهو صعودُ رسول الله من المسجدِ الأقصى، إلى السمواتِ السبعِ وما فوقها، ثُمَّ رجوعِهِ إلى المسجدِ الأقصى في نفسِ الليلةِ، وقد فرضَ الله -تعالى- الصَّلاةَ على نبيهِ في هذهِ الرحلة، وكانت هذهَ الحادثتين؛ أيّ الإسراء والمعراج في نفسِ الليلة، وقد أُسريَّ برسول الله وصعدَ إلى السموات بالروحِ والجسدِ، ودليلُ ذلكَ قولُ تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ}،[٢] ولا يكونُ هذا إلّا بالروحِ والجسدِ.

ورأى رسول الله في هذهِ الرحلة، نهرَ الكوثر، وهو نهرٌ مخصوصٌ لَهُ، من بابِ التكريمِ، ودلّ على هذا ما رويَ عن رسولِ الله أنَّهُ قال: “بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ، الذي أعْطاكَ رَبُّكَ، فإذا طِينُهُ – أوْ طِيبُهُ – مِسْكٌ أذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ”،[٣] ورأى رسول الله في رحلتِهِ الجنة ونعيمها، كما ورأى من أنواعِ العذابِ في نارِ جهنم الصنوف الكثيرة ، وَتُعدّ رحلة الإسراء والمعراج من مُعجزاتِ رسول الله، ولم تكن لغيرِهِ من البشرِ، ومن أبرزِ ما يُلتفتُ إليهِ في هذهِ الرحلة، هو فضلُ رسول الله وتكريمِ الله -تعالى- لَهُ، وأنَّ الإسلامَ هو الدينُ الذي فطرَ الله -تعالى- النّاسَ عليهِ، وأنَّ الصَّلاة هي عبادةٌ عظيمةٌ ولها أهميةٌ بالغةٌ في الإسلامِ،[٤] حيثُ فرضها الله -تعالى- على نبيهِ في السماء السابعةِ، وفُرضت دونَ واسطةِ الوحي، ففرضها الله -تعالى- مباشرةً على نبيهِ،[٥] وكما بينت هذهِ الرحلة أهميةَ المسجدِ الأقصى للمسلمين.[٤]

الإسراء والمعراج في القرآن الكريم

ثبتت مُعجزةُ الإسراءِ في كتابِ الله تعالى، وفي سُنَّةِ نبيهِ، حيثُ قالَ تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[٢] وأمّا المعراجُ فيرى العُلماء أنَّهُ لم يُذكر صراحةً في القرآن الكريمِ، وإنما وردَ بطريقِ الإشارةِ، مستدلينَ بقولِهِ تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى، ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى، لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}،[٦] ويقولُ ابن كثير في تفسيرِ هذهِ الآيات: “وقد رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبريل عليه السلام، على صورته التي خلقه الله عليها مرتين: الأولى عقب فترة الوحي، والنبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نازل من غار حراء، فرآه على صورته فاقترب منه، وأوحى إليه عن الله تعالى ما أوحى، وإليه أشار الله بقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى، ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى، فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى}“،[٧] والثانية: ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى، وهي المشار إليها في هذه السورة النجم، بقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى}.[٦][٤]

المراجع[+]

  1. “ثلاثة أسباب وراء حدوث معجزة الإسراء والمعراج “، lite.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة الإسراء، آية: 1.
  3. رواه البخاري، في صحيح الخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6581، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ت “الإسراء والمعراج”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  5. “الإسراء والمعراج والصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  6. ^ أ ب سورة النجم، آية: 13-18.
  7. سورة النجم، آية: 5-10.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب