X
X



لماذا يغسل الميت

لماذا يغسل الميت


الحكمة من تغسيل الميت

كان من سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تغسيل الميت عند وفاته، فقد ماتت ابنته زينب قبل وفاته بعام، وذلك في العام التاسع من الهجرة، فأقبلت النّساء من الصحابيّات إليها ليقمن بتجهيزها، ومنهنّ نسيبة الأنصاريّة أمّ عطية، فأتى رسول الله وأمرهن بتغسيل ابنته بحيث يتحصّل من الغسيل النظافة.

وعليه فإنّ الغاية من تغسيل الميت هو تحقيق نظافته بحيث لا يبقى على جسده شيء من الوسخ أو الرائحة.[١]وإن كان الميّت نظيفاً فإنّ الغاية من تغسيله تعبّديّة.

وقد اعتبر بعض العلماء أنّ الموت كالحدث يوجب الغسل للطهارة دون النظر إلى النظافة، فإنّ الرجل إذا كان محدثاً حدثاً أكبر وجب الغُسل عليه حتى لو كان قد اغتسل قبل الحدث أو كان نظيفاً، فيجب عليه أن يغتسل مرة أخرى رفعاً للحدث.

فالموت حدث يجب الاغتسال بعده، فإذا أقبل الناس للصلاة على الميت كان طاهراً، فتقع الصلاة من طاهرٍ على طاهر.[١]

لماذا لا يغسل الشهيد؟

إنّ المعتَبر في سنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الشهيد لا يغسّل ولا يكفّن ولا يُصلّى عليه، وإنّما يُدفن على حاله التي استشهد عليها بدمائه وجروحه.[٢]

فقد جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال في شهداء غزوة أحد: (زمِّلوهم بدمائِهم، فإنَّهُ ليسَ كلمٌ يُكلَمُ في اللَّهِ، إلاَّ أتى يومَ القيامةِ جرحُهُ يدمي لونُهُ لونُ دمٍ وريحُهُ ريحُ المسْك)،[٣] ولم يُنقَل عن سيدنا محمد أنّه قام بتغسيل شهيد قطّ.[٤]

والتغسيل للميت غير الشهيد يقع لتحقيق الطهارة من أجل الصلاة عليه، والشهيد لا يُغسل بإجماع الفقهاء وعليه فلا يصلّى عليه أيضاً، كون تغسيل غير الشهيد غايته الصلاة،[٥] ويستثنى من ذلك ما إن كان الشهيد جنباً فإنه يُغسل، وذلك كما غسّلت الملائكة حنظلة بن أبي عامر.[٢]

ومن السنة كذلك عدم نقل الشهداء من المكان الذي استشهدوا فيه، فقد قام مجموعة من الصحابة بنقل قتلاهم في المعركة إلى المدينة المنورة، فلمّا قدموا بعث رسول الله رسولاً ينادي بالناس ويأمرهم بإرجاع القتلى إلى الأماكن التي قُتلوا فيها.[٢]

كيفية تغسيل الميت

يقع تغسيل الميت بطريقتين، الأولى صفة الوجوب، والثانية صفة الكمال، ففي صفة الوجوب يتحقّق التغسيل بتعميم الماء على جسد الميت، أمّا صفة الكمال فهي كما يأتي:[٦]

  • خلع الملابس عن الميت حتى لا يبقى عليه شيء من ملابسه، ووضعه على مكان مرتفع قليلاً عن الأرض.
  • تغطية عورته بغطاء حتى لا تظهر لمن يحضر التغسيل.
  • الحرص على عدم حضور الغسيل إلّا لمن دعت الحاجة إلى حضوره، ومَن يحضر التغسيل يحافظ على ما يراه من الميت ولا يقوم بنشره بين الناس.
  • يقوم المغسل بالضغط على بطن الميت ضغطاً خفيفاً حتى يخرج منه ما يكون فيه، ثمّ يلفّ يده بقطعة قماش وينجّي بها الميت دون أن تلمس يده عورة الميت.
  • يُوضَّأ الميت مثل الوضوء للصلاة.
  • تغسيل جسد الميت بالماء مع أي منظف؛ كالصابون، ويفضل أن يكون سدراً، ويبتدئ بالجهة اليُمنى من جسده ثمّ اليُسرى.
  • يجعل عدد غسلات الميت ثلاث غسلات، أو خمس، أو يزيد وتراً حتى يرى ذلك مناسباً.
  • يضع في الأخيرة مع الماء طيباً، ويفضّل أن يكون كافوراً لما فيه من المنفعة للميت.

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 4، جزء 27. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ابن قيم الجوزية (1994)، زاد المعاد في هدي خير العباد (الطبعة 27)، بيروت/ الكويت :مؤسسة الرسالة/ مكتبة المنار الإسلامية، صفحة 191-192، جزء 3. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن ثعلبة، الصفحة أو الرقم:3148، صحيح .
  4. صديق حسن خان (2003)، الروضة الندية (الطبعة 1)، الرياض:دار ابن القيم، صفحة 432-433. بتصرّف.
  5. بدر الدين العيني (2008)، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (الطبعة 1)، قطر :وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 402، جزء 7. بتصرّف.
  6. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 189، جزء 2. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب