X
X



لغة التخاطب عند النحل

لغة التخاطب عند النحل


النحل

يوجد أكثر من 20000 نوع من أنواع النحل، ويشمل ذلك نحل العسل المعروف، بالإضافة إلى آلاف النحل الشبيه بالذباب، ويتراوح حجم البالغين من حوالي 2 مليمتر إلى حوالي 4 سنتيمتر، ويعتمد النحل اعتمادًا كليًا على الزهور في الطعام، فالرحيق وحبوب اللقاح هما غذاء النحل الرئيسي، وقد يتم تعديلها وتخزينها في بعض الأحيان على شكل العسل، وأثناء تنقل النحل بين الزهور تعمل على نقل حبوب اللقاح، مما يسهم بشكل كبير في عملية تلقيح النباتات، فالقيمة العملية للنحل كملقحات أكبر بكثير من قيمة إنتاج الشمع والعسل، وتعيش ذكور النحل حياة قصيرة، وليس لها أي دور في عملية تجميع الطعام أو العناية بالبيوض[١].

ذكاء النحل

النحل من الحيوانات الذكية، فقدرة النحل على إنتاج العسل مثيرة للعجب، حيث تعمل على تحويل رحيق الأزهار إلى العسل – الذي لا يفسد – لتخزينه لفصل الشتاء، ومع ذلك ينتج النحل عسلًا أكثر مما يحتاج، وينتهي المطاف بالعسل الزائد موضوعًا في علب على أرفف المطابخ، ومن صور ذكاء هذه الحشرة قدرة الشم لديها، حيث تستخدمها للتمييز بين أنواع الأزهار عند البحث عن الطعام، وأيضًا تستخدمها للتواصل داخل المستعمرة، ولغة التخاطب عند النحل تعد دليلًا قويًا على ذكاء النحل[٢].

قدرة التعلم لدى النحل تدل على مدى ذكائه أيضًا، فالنحل بارع في التعلم الترابطي، الذي يساعد على التكيف وفق الظروف، فالبحث عن المؤن بطريقة فعالة يتطلب هذا النوع من التعلم، فعلى سبيل المثال، يقوم النحل بعدد زيارات أقل للحقول التي تزوده بكمية قليلة من الرحيق، حيث تقوم فرقة الاستطلاع بجولة صباحية لتفقد حقول الأزهار، والحقل الذي يحتوي كمية كبيرة من الرحيق سيقوم النحل بزيارته عدة مرات في اليوم[٣].

لغة التخاطب عند النحل

يوجد في كل خلية نحل فرقة استطلاع للبحث عن مصادر الغذاء، وتقوم فرقة أخرى بالذهاب إلى موقع الغذاء لجمعه، وعملية التواصل بين الفرقة الأولى والثانية غير معروفة على وجه اليقين، وهناك فرضيتان تشرحان كيفية نقل المعلومات؛ الأولى هي فرضية التخاطب بالرقص والتي تعد أكثر قبولًا لدى العلماء، والثانية هي فرضية التخاطب بالرائحة[٣].

فرضية التخاطب بالرقص

تشير هذه الفرضية إلى أنّ نحل فرقة الاستطلاع تقوم برقصات معينة لإرشاد النحل المسؤول عن جمع الطعام إلى موقعه، ويكون الرقص عادةً بنمط دائري وقد يتخلله قليلٌ من النمط المتعرج، وأول من لاحظ هذا السلوك لدى النحل هو أرسطو حيث شرح في كتابه أنّ هذا السلوك يجذب انتباه النحل الآخر، وفي عام 1947 ربط كارل فون فريش، بين أشواط ومنعطفات الرقص مع مسافة واتجاه مصدر الغذاء من موقع الخلية، وذكر أنّ اتجاه الرقص يرتبط بالموقع النسبي بين الشمس وموقع الخلية وموقع الغذاء، وربط سرعة الرقص بالمسافة، وأفاد أيضًا أنّه كلما زادت قوة العرض كان الطعام أفضل، وقد أثبتت الدراسات اللاحقة ملاحظات فون فريش وأضافت الكثير من التفاصيل عليها، حيث وجدوا أنّ غالبية الأنواع المعروفة من النحل تظهر نفس السلوك، ولكن تفاصيل تنفيذه تختلف بين الأنواع، وتوصلوا إلى أنّ الرقص ليس سلوكًا متعلمًا لدى النحل بل يتم تحديده وراثيًا[٣].

فرضية التخاطب بالرائحة

بينما يعتقد الكثير من الباحثين أنّ رقصات النحل تعطي المعلومات الكافية لتحديد موقع الغذاء، فإنَّ مؤيدي نظرية التخاطب بالرائحة يجادلون بأنّ الرقصات تعطي توجيهًا ضئيلًا ولا تعطي معلومات دقيقة لموقع الغذاء، وأن الرائحة هي التي تقوم بهذه العملية، ويأكدون أن الرقص هو ببساطة للفت انتباه النحل العامل للنحل العائد من رحلة الاستكشاف حتى تتمكن من مشاركة رائحة الرحيق معهم، فيستطيعون حينها من تتبع مصدر الغذاء، ويتفق العلماء على أنّ الرائحة تُستخدم لنقل معلومات مصادر الغذاء، لكنهم يتجادلون بشدة في الرأي فيما يتعلق بمحتوى معلومات الرقص[٣].

يثبت هؤلاء العلماء صحة أقوالهم ببعض التجارب، حيث تم إثبات أنّ النحل غير قادر على نقل معلومات موقع الغذاء الذي يحتوي على سكر بلا رائحة، ومن الأمور الأخرى التي يجادل بها أصحاب هذه الفرضية هو وجود صعوبات منطقية في استيعاب أنّ صغر حجم مساحة الرقص داخل الخلية والتي لا تتعدى السنتيمترات يعطي توجيهًا دقيقًا لرحلة قد تصل طولها إلى عدة كيلومترات، ولا تبطل هذه الملاحظات نظرية الرقص، وإنما تشير إلا أنّ الرقص وحده لا يكفي للوصول إلى الموقع المنشود، فلا بد من أنّ الرائحة تلعب دورًا أساسيًا في لغة التخاطب عند النحل[٣].

مجتمعات النحل

إنّ لغة التخاطب عند النحل مكنته من تكوين مجتمعات تعاونية، حيث يوجد هناك تقسيم للعمل، وتتميز بوجود نظام تعاوني لحضانة الصغار، بالإضافة إلى توزيع المهام على البالغين القادرين على الإنجاب أو غير القادرين على الإنجاب، ففي بعض الأنواع يتم إنتاج الذكور من البويضات غير المخصبة الإناث العاملات من البويضات المخصبة، وقد تحتوي بعض خلايا النحل على عاملات شقيقات بنسبة 100%، أو قد يتم تخصيب الملكة من عدد من الذكور فيكون النحل الناتج أنصاف أشقاء، وقد تحتوي بعض المجتمعات على طوائف وطبقات داخل مجتمع الخلية الواحد، ويكون التمايز بينها شكليًا، وجميعها يشترك في بناء خلية النحل ذات التكوين المعقد بغرفة السداسية الشكل، أما النحل الذي لا يعيش في تجمعات ويفتقد إلى لغة التخاطب عند النحل، فهو لا يمتلك ملكة نحل، وكل أنثى فيه قادرة على الإنجاب، ولا يوجد فيه عاملات أو تقسيم للعمل وتوزيع للمهمات[٤].

النحل العامل

بعد التعرف على لغة التخاطب عند النحل، لا بدّ من إلقاء نظرة سريعة على النحل العامل أو إناث النحل، التي دائمًا تفعل ما يلزم للحفاظ على عمل الخلية بسلاسة، مثل إحضار الطعام وتجهيزه، وتقديمه إلى ملكة النحل، وحماية الخلية من الحيوانات المفترسة، وتنظيف الهواء داخل الخلية عن طريق ضرب أجنحتها، وتعيش النحلة العاملة فقط لمدة تتراوح من 5-6 أسابيع، وخلال هذه الفترة تنتج النحلة العاملة الواحدة حوالي 12 ملعقة صغيرة من العسل، ولا تدخل في السبات الشتوي، وإذا ماتت ملكة النحل، تختار العاملات ملكة جديدة، حيث يختارون يرقة صغيرة حديثة الفقس ويقومون بإطعامها طعامًا خاص ًا يسمى غذاء ملكات النحل، مما يساعدها على النمو لتصبح نحلة ملكة خصبة[٢].

المراجع[+]

  1. “bee”, www.britannica.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Honey Bee Information for Kids”, sciencing.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج “Bee learning and communication”, www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  4. “Bee”, en.wikipedia.org, Retrieved 30-12-2019. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب