X
X


موقع اقرا » إسلام » فروض وسنن » كيف أصلي صلاة العيد في البيت

كيف أصلي صلاة العيد في البيت

كيف أصلي صلاة العيد في البيت


هل يمكن أن تقام صلاة العيد في البيت؟

اتفق الفقهاء الأربعة من الحنفيّة، والمالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة على أن صلاة العيد تُصلّى ركعتين،[١] وتعددت آراء أهل العلم في حكمها، يرى الحنفية أنها واجبة،[٢] ويرى فقهاء المالكية[٣] وفقهاء الشافعيّة[٤] أنها سنة مؤكدة عن النبي -عليه الصلاة السلام-، فيما يرى فقهاء الحنابلة أنها فرض على الكفاية.[٥]

ويجوز للمسلم أن يُصلّي العيد في البيت سواءً أكانت صلاته منفرداً أو في جماعة عند جمهورالفقهاء من المالكية،[٦] والشافعية،[٧] والحنابلة.[٨]

هل يمكن أن يصلي أفراد العائلة صلاة العيد في البيت معًا؟

يجوز لمن فاتته صلاة العيد في جماعة أن يُصلي مع اهل بيته من النساء والأطفال، ويجوز للجيران الاجتماع لصلاة العيد في المنزل؛ وذلك لما روي عن أنس -رضي الله عنه- أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه، فصلى بهم ركعتين.[٩]

ويقدم للإمامة أعلم الحاضرين في القرأن الكريم والسنة لقوله -عليه الصلاة والسلام-:(يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فإنْ كَانُوا في القِرَاءَةِ سَوَاءً، فأعْلَمُهُمْ بالسُّنَّةِ).[١٠]

وتصلى صلاة العيد ركعتان، يكون الرجل هو الإمام ثم في الصف الثاني الرجال والأولاد الذكور، ثم النساء.

هل يجوز أن يتبع الشخص الإمام من بيته عبر السماعة الخارجية؟

يجوز عند بعض الفقهاء الاقتداء بالإمام عبر سماعه لمكبرات الصوت من المنزل، ولكن شريطة أن يكون المنزل ملاصقاً للمسجد، أما اذا كان المسجد بعيداً عن المنزل فلا تجوز الصلاة خلف الإمام من خلال سماعات مكبرات الصوت.[١١]

هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيد في بيته؟

لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه صلى العيد في بيته، بل كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي العيدين في المصلى، وهو المصلى الذي على باب المدينة الشرقي، وهو المصلى الذي يوضع فيه محمل الحاج، ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة أصابهم مطر فصلى بهم العيد في المسجد،[١٢] وهديه كان فعلهما في المصلى دائماً.

وروي عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ).[١٣]

ما هي الظروف التي توجب إقامة الصلاة في البيت؟

يجوز للمسلم أن يصلي في بيته في العديد من الأحوال منها ما يلي:-

  • المرض، فلا تجب الصلاة في المسجد على المريض؛ وذلك لعذر المرض، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سمعَ النداءَ فلمْ يُجِبْ مِن غيرِ عذرٍ فلا صلاةَ لَه).[١٤]
  • المطر الشديد، فهو سبب مشروع للمسلمين في الصلاة في البيت، اذا كان المطر شديداً ومن الممكن أن يسبب الأذى للمصلين، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه: (قالَ: ابنُ عبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ: إذا قُلْتَ أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فلا تَقُلْ حَيَّ علَى الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ، فَكَأنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قالَ: فَعَلَهُ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي)، يقصد فعل النبي -صلى الله عليه وسلم.[١٥]
  • البرد الشديد والرياح الشديدة، من الأعذار التي تسقط عن المؤمن صلاة الجماعة روي عن ابن عمر:(أنه أَذَّنَ في لَيْلَةٍ بارِدَةٍ بضَجْنانَ، ثُمَّ قالَ: صَلُّوا في رِحالِكُمْ، فأخْبَرَنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِهِ: ألا صَلُّوا في الرِّحالِ في اللَّيْلَةِ البارِدَةِ، أوِ المَطِيرَةِ في السَّفَرِ).[١٦]
  • الخوف، كأن لا يأمن الإنسان على نفسه من الطريق أو لأي سبب مشروع.

ما حكم إقامة خطبة صلاة العيد في البيت؟

ذهب كل من الشافعية والمالكية والحنابلة وغيرهم من الفقهاء إلى انه لا يوجد خطبة لصلاة العيد جماعة في البيت، ودليلهم في ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فامْشُوا إليها وعليكم السَّكينةُ والوقارُ، فما أدرَكتُم فصَلُّوا، وما فاتَكم فاقضوا)،[١٧]، وما روي عن أنس -رضي الله عنه- أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه، فيصلي بهم ركعتين، يُكبر فيهما.[١٨]

ملخص المقال: يجوز للمسلم أن يصلي صلاة العيد في البيت لمانع أو سبب حبسه، أو ربما تكون قد فاتته الصلاة في المصلى، فيصلي صلاة العيد ركعتان منفرداً أو في جماعة دون آذان ولا إقامة ولا خطبة بعد الصلاة.

المراجع

  1. ابن قدامة المقدسي (1968)، كتاب المغني لابن قدامة، مصر:مكتبة القاهرة، صفحة 279، جزء 2. بتصرّف.
  2. علاء الدين الكاساني (1986)، كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة 2)، صفحة 275، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد بن احمد الدسوقي، الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي، صفحة 396، جزء 1. بتصرّف.
  4. لدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، دمشق:دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 222، جزء 1. بتصرّف.
  5. ابن قدامة المقدسي (1992)، كتاب الكافي في فقه الإمام أحمد (الطبعة 1)، صفحة 338، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد بن عبد الله الخرشي، كتاب شرح مختصر خليل للخرشي، بيروت: دار الفكر للطباعة، صفحة 104. بتصرّف.
  7. اسماعيل المزني، مختصر المزني، بيروت:دار المعرفة، صفحة 125. بتصرّف.
  8. علاء الدين المرداوي، كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (الطبعة 2)، صفحة 433، جزء 2. بتصرّف.
  9. رواه العييني، في نخبة الفكر، عن عبيدالله بن أبي بكر بن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:16/45، اثر طريقه صحيح .
  10. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أبو مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:637، صحيح.
  11. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 10852، جزء 11.
  12. ابن القيم (1994)، زاد الميعاد في هدي خير العباد (الطبعة 27)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 425، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:956 ، صحيح.
  14. رواه العييني، في عمدة القاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5/239، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:901 ، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:632 ، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:10340، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  18. محمد المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2050. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب