X
X


موقع اقرا » إسلام » ثقافة إسلامية » كيفية تدارس السنة وفهمها

كيفية تدارس السنة وفهمها

كيفية تدارس السنة وفهمها


كيفية تدارس السنة

السنة النبوية: هي كلُّ ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفات خُلقية وخَلقية، وينبغي فَهم السنة النبوية والعمل بها؛ لمعرفة كيفية تدارسها، وعلى من يريد تدارس السنة النبوية أن يحرص على ما يأتي:[١]

  • أن يعمل بها ويصدقها، فكيف يدعو إلى الصوم وهو لا يصوم، أو إلى الصلاة وهو لا يصلِّي.
  • أن لا يعمل بها على هواه فيأخذ ما يريد من الأحاديث وينكر الأخرى، فيجب أن يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل ما أمر.
  • الأخذ بالأحاديث التي تكون في مراتب الصحّة ومن الكتب التي ذُكرت بها الأحاديث الصحيحة.

ومن طرق دراسة السنة النبوية ما يأتي:

قراءة السيرة النبوية

السيرة النبوية هي التي تدرس سيرة أشرف الخلق وأعظم رجل في التاريخ وخاتم الأنبياء والمرسلين، فقد وصفه الله تعالى فقال: (إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[٢]ولكن أهميَّة السيرة النبوية تكمن في الاقتداء بخلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- واتباع أوامره واجتناب نواهيه.[٣]

وينبغي للقارئ في السيرة النبوية معرفة منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لكي يعرف كيف يقتدي به في أفعاله، وأقواله، وصفاته، فالعلم أولاً والمعرفة بأمور الدين، ثم التطبيق العملي الذي يبنى على علمٍ مسبق.[٤]

حيث كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قدوةً لنا في كل شيء؛ من أقوال أو أفعال أو صفات، فلما سُئلت السيدة عائشة عن خُلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالت: (كان خلقه القرآن).[٥]

حضور مجالس سماع الحديث

من أهم طرق حفظ الحديث والأخذ به هو حضور مجالس الذكر الخاص َّة بالحديث النبوي الشريف، فعند سماع الحديث في المجالس وتدبُّره، وتكراره ومُدارسته، هذا يُعين على العمل به وحفظه، والاستفادة من الآخرين، وعلى المستمع التحلِّي بآداب الجلسة، ومنها:[٦]

  • حفظ اللسان.
  • حسن الإنصات والاستماع.
  • احترام المتحدِّث ورأيه.
  • عدم التكلم مع الآخرين.

حفظ الاحاديث

إنّ حفظ الأحاديث النبوية ودراستها يساعد على اتباع سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعلى الدارس أن يحاول حفظ الأحاديث ليعمل بها، ويُعلِّم غيره بطريقة صحيحة لا مجال فيها لِلُّبس، وعند سماع الحديث وتكراره مرَّات عديدة يحفظه الدارس ويصبح راسخاً لديه.[٤]

كيفية فهم السنة

لفهم السنة النبوية هناك العديد من الطرق التي تُعين على ذلك، منها ما يأتي:[٧]

  • الأخذ بالأحاديث الصحيحة التي ثبتت بثبوت عدالة الراوي وضبطه للحديث، وأن يكون بسندٍ ومتنٍ صحيحين.
  • مقارنة النصوص المتشابهة من الأحاديث النبوية وفهمها، والتدقيق في معانيها، وعَرض الأحاديث على القرآن لفهمها بشكل دقيقٍ، وبصورة أوضح، وبدون تعارض.

تطبيق ما جاء فيها

قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا،[٨] فعند تطبيق السنة في حياتنا اليومية، تصبح عقيدة راسخة لدينا غير قابلة للتعديل والتبديل على حسب الهوى، بل يُصبح لدى المسلم رادعٌ وخوف من الله -تعالى- وطمع في مرضاته، ويعمل على نصح الآخرين فيأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر؛ بغية الأجر والثواب.[٧]

قراءة كتب شروح الأحاديث

شرح الحديث النبوي الشريف: هو بيان معانيه وتوضيحه، ليصبح مفهوماً لدى القارئ، وعندما يفهم القارئ أو الدارس على يد معلمٍ للحديث الشريف، يُعينه ذلك على فهم السنة النبوية ومقاصدها، ولا يأخذ الحديث بمعنى آخر غير المراد منه. ومن أبرز هذه الشروح ما يلي:[٩]

  • فتح الباري شرح صحيح البخاري.
  • شرح النووي على صحيح مسلم.
  • عون المعبود شرح سنن أبي داود.
  • تحفة الأحوذي شرح الترمذي.

سؤال أهل العلم

قال -تعالى-: (فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ)،[١٠] فأهل الذكر هم أهل العلم الذين هم على دراية بالقرآن والسنة النبوية، وعلى علم بالأحاديث الصحيحة من غيرها.

فيسأل الدارس أهل العلم حتى لا تختلط عليه المسألة، ويصبح في حِيرة من أمره وأهل العلم هم أهل الاختصاص والدراية، فلا يُسأل من هو متهمٌ في دينه، جاهل أو متَّبع للأهواء، فلكل علم أهله.[١١]

ولا يجوز لأي مسلم أن يُفتي، فالفتوى لها أهلها الذين هم على علم واطلاع واسع على العلوم الشرعية الصحيحة، وحتى نتوصل للحكم الشرعي الدقيق، فقد تكَّفل الله -تعالى- بحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.[١١]

المراجع

  1. عبدالرحمن الحجى ( 1420)، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير ، صفحة 40. بتصرّف.
  2. سورة القلم، آية:4
  3. محمد بن عيسى الترمذي، الشمائل المحمدية، صفحة 15. بتصرّف.
  4. ^ أ ب احمد آل ابراهيم العبقري، الأربعون القرآنية، صفحة 12. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الارناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشه ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:25813.
  6. محمد أبو الهدى اليعقوبي، المدخل إلى صحيح البخاري، صفحة 232. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عبد السلام بن برجس بن عبد الكريم، ضرورة الاهتمام بالسنة النبوية، صفحة 12. بتصرّف.
  8. سورة الاحزاب، آية:21
  9. “مؤلفات في شرح الحديث”، اسلام ويب.
  10. سورة النبياء، آية:7
  11. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الاسلامية، صفحة 74. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب