X
X


موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » كيفية أداء العمرة للنساء

كيفية أداء العمرة للنساء

كيفية أداء العمرة للنساء


العمرة

العمرة في اللّغة مأخوذة من الاعتمار، وهو الزّيارة، أمّا اصطلاحًا فهي زيارةُ بيت اللّٰه الحرام على وَجْهٍ مخصوص؛ أي: هي النّسك المعروف المؤلَّفِ من الإحرام والتّلبية والطَّواف بالبيت، والسَّعي بين الصفا والمروة، والحلْق أو التقصير، وهي مشروعة بإجماع الأمّة، ولكن في حكمها عند العلماء خلاف بين الوجوب، أو السّنّة، فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنّها سنّة، مستدلّين بقوله -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- وقد سُئل عن العمرة أواجبة هي، فقال: “لا، وأن تعتمر خيرٌ لك”، ومن الذين قالوا بذلك أبو حنيفة، ومالك، وابن تيمية، وفي إحدى الرّوايتين عن أحمد والشّافعيّ رضي اللّٰه عنهم جميعًا [١]، وفي هذا المقال سيكون فيه جزءٌ مشروح بالتّفصيل كيفية أداء العمرة للنّساء شرحًا وافيًا.

أنواع العمرة

مع أنّ العمرة ليست واجبة على المسلم، ولكنّ المسلمين يأتون من مشارق الأرض ومغاربها لتأديتها، وهذا يدلّ على أنّ المسلمين متمسّكين بسنّة نبيّهم الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ العمرة سُنّة كما تقدّم، فإذا أراد المسلم أن يعتمر فعليه أن يعلم أنّ للعمرة في الإسلام نوعين:

  • عمرة التّمتّع: تسمّى أيضًا “العمرة المقترنة بالحجّ، وهو أن يعتمر المسلم في أشهر الحجِّ، وهي: شوال، أو ذي القعدة، أو الأيّام العشرة الأولى من شهر ذي الحجّة ثم يحجّ من عامه، وهذا يُسمى متمتّعًا، وعليه دم التّمتّع؛ ودم التمتع هو إمّا أن يكون سُبع بدنة، وإمّا سُبع بقرة، وإمّا ثنيّ من المعز، وإمّا جذع من الضّأن يذبح في مكة للفقراء، ويأكل منها صاحبها، ويهدي منها كذلك، حتى وإن سافر بينهما سفرًا قصيرًا كالذي لا تقصر فيه الصّلاة فإنّ ذلك لا يضرّ، كأن يسافر في ضواحي مكة ونحوها، فهذا لا يضرّ، ولا يمنع من الدّم. وأمّا إن سافر سفرًا تُقصرُ فيه الصّلاة كأن يسافر-مثلًا-إلى المدينة أو الطّائف، فهذا فيه خلاف بين العلماء، فمنهم من قال إنّه يكون مفردًا في الحجّ، وعليه فإنّ الدّم يسقط عنه، ويعدّ حجّه مفردًا، وذهب آخرون إلى أنّه يجب عليه الدّم، ويكون متمتّعًا، وهذا الأرجح والأقرب إلى عموم الأدلّة، لقوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [٢]، وهذا العموم يدلّ على أنّه ولو سافر بينهما فإنّ عليه دم التّمتّع، أمّا إذا سافر إلى أهله فإنّ أهل العلم انقسموا فيه قسمين، فمنهم من رأى ألّا دم عليه، وحجّه مفردًا، وهو ما عليه عمر بن الخطّاب وابنه عبد اللّٰه رضي اللّٰه عنهما، وأمّا ابن عبّاس-رضي الله عنهما-فقد اختار أن يكون متمتّعًا وعليه دم. [٣].
  • العمرة المفردة: وهي العمرة في باقي أوقات السّنة ما عدا أوقات عمرة التّمتّع. [٤]

كيفية أداء العمرة للنساء

فيما يأتي بيان كيفية أداء العمرة للنّساء خطوة فخطوة، وكيفيّة أداء العمرة لابدّ منها بالتّفصيل؛ لتتعلّم المرأة كيفية أداء العمرة بلا خوف أو تردّد أو أخطاء. فكيف ستكون عمرة النّساء؟ في هذا الفصل ستمرّ كيفية أداء العمرة للنساء بالتّفصيل:

  • الإحرام للعمرة: إذا نوَتْ المرأة العمرة فإنّه يسن لها أن تغتسل للإحرام، ولو كانت حائضًا أو نفساء، فقد قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-: “والاغتسال عند الإحرام سُنَّةٌ في حق الرجال والنساء، حتى المرأة الحائض والنفساء؛ لأنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أمر أسماء بنت عُميس حين ولدت محمد بن أبي بكر في ذي الحليفة في حَجّة الوداع أمرها فقال: “اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي” [٥]، وبعدها تحرم بالثياب التي تشاء أن تلبسها، شريطة أن تكون نظيفة، وغير متعطّرة، وكذلك يجب على المرأة ألا تكون متبرّجة أو متزيّنة، ولا تغطّي وجهها بالنّقاب، ولا كفَّيها بالقفَّازَين، ويُسنُّ لها أن تجعل إحرامها بعد فريضة، فإن كانت قد صلّت الفريضة قبل الإحرام فإنّها تصلّي ركعتي سنةِ الإحرام، ثمّ تشرع بالنُّسك، فتقول: “لبيك اللّٰهمَّ بعمرة”، ويُسنّ لها أن تكثر من التلبية وذكر الله تعالى بعد تلبُّسِها بالنسك، والأَولى كذلك أن تلزم بتلبية النبي-صلى الله عليه وسلم-: “لبيك اللهم لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ولا بأس بأن تلبّي بغير ذلك من المأثور عن السلف، وينبغي لها ألّا ترفع صوتَها حين تلبي، ولكن تلبي بصوت منخفض؛ إذ هي مأمورة بالتَّستُّر، وإذا كانت المرأة خائفة من عائق يعوقها من إتمام النسك فعليها أن تشترط فتقول: “وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”، فقد أمر النبي-صلى الله عليه وسلم-أمر ضباعة بنت الزبير حين أرادت الحج وهي شاكية أن تشترط، وأما من لا يخاف عائقًا يمنعه من إتمام نُسكه فلا ينبغي له أن يشترط؛ لأنّ النبي-صلى الله عليه وسلّم-أحرم ولم يشترط، وقال: “لتأخذوا عني مناسككم”، [٦]، وتستمر المرأة في التلبية من الإحرام إلى أن تبدأ بالطواف.
  • الدخول إلى المسجد الحرام: إذا وصلت المعتمرة إلى المسجد الحرامَ فإنّه يُسنُّ لها أن تدخل برجلها اليمنى قائلة: “بسم الله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، اللّٰهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذُ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبُسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم”.
  • بدء الطواف: أوّلًا على المرأة أن تكون طاهرة من الحدثين الأصغر والأكبر، مجتنبة للنجاسة؛ لأنّ الطَّوافَ بالبيت صلاةٌ كما روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، وتتقدم بعدها إلى الحجر الأسود لابتداء الطواف، ولا ينبغي لها أن تزاحم الرجال، وأن تحاول ذلك بكل جهدها، ولا تُلام على ما وقع منها بعد ذلك من دون قصد ممّا قد تدعو إليه الضَّرورة، ثمّ تطوف سبعة أشواط جاعلة البيت عن يسارها ولا ترمل-أي تسرع-في أيّ أحد منها، وحين تحاذي الحجر فإنّها تشير إليه وتكبّر، ويستحب لها أن تكثر من الذكر والدعاء، وأن تكثر من القول بين الركنين اليمانيَّين: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار”، وكلما حاذت الحجر فعلت ما ذُكِر، فإذا انتهت من الطواف فعليها أن تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، وإلّا ففي أيِّ مكان من المسجد الحرام تقرأ في الأولى سورة الكافرون، وفي الثانية سورة الإخلاص.
  • السّعي بين الصفا والمروة: بعد الطواف تخرج للسعي بين الصفا والمروة، فإذا اقتربت من الصفا قرأت: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} [٧]، وتسعى بينهما سبعة أشواط بدءًا بالصفا، وختامًا بالمروة؛ ولا ينبغي للمرأة أن تصعد الصفا، ولا المروة، ولا أن تسعى بين العلمين الأخضرين خلافًا الرجل؛ لقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: “ليس على النساء رمل بالبيت، ولا بين الصفا والمروة”، وتكثر من ذكر الله تعالى في السعي، والدعاء بما شاءت.
  • التقصير: إذا فرغت المعتمرة من السعي يجب عليها أن تقصّر من شعرها، وليس عليها حلقٌ بخلاف الرِّجال، وبهذا فإنّ عمرتها تكون قد تمّت. [٨].

فضل العمرة

إن المعتمر من المسلمين له فضل عظيم من الله -سبحانه-؛ إذْ قد وردت أحاديث كثيرة عن فضل العمرة وثوابها، من غفران للذنوب، ومن أنّ المعتمر هو ضيف الرحمن -جلّ وعلا-، وإلى غير ذلك من الأحاديث النبويّة الكثيرة التي تتحدث عن فضل العمرة.

  • من فضل العمرة ما رواه عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: “الغازي في سبيلِ اللهِ عزَّ و جلَّ، والحاجُّ، والمعتمرُ؛ وفدُ اللهِ، دعاهُم فأجابُوه، و سألُوه فأعطاهمْ”. [٩].
  • ومن فضل العمرة الظّاهر كذلك ما رواه سيّد البشر النّبي محمّد-صلّى اللّٰه عليه وسلّم-في ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، إذ قال: “العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما”. [١٠].

المراجع[+]

  1. تعريف العمرة وحكمها, ، “www.alukah.net” اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018
  2. [البقرة: الآية 196]
  3. حكم من اعتمر في أشهر الحج ثم أراد أن يحج من عامة ذلك, ، “binbaz.org.sa”، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 29-12-2018
  4. عمرة التمتع والعمرة المفردة, ، “fatwa.islamweb.net”، اطُّلِعَ عليه بتاريخ 29-12-2018
  5. الرّاوي: جابر رضي اللّٰه عنه، المحدّث: الإمام مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصّفحة أو الرّقم: 1218، خلاصة حكم المحدّث: صحيح
  6. الرّاوي: جابر، المحدّث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصّفحة أو الرّقم: 1297، خلاصة حكم المحدّث: صحيح
  7. {البقرة: آية 158}
  8. صفة العمرة للمرأة, ، ” عليه بتاريخ 29-12-2018
  9. الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: السيوطي، المصدر: الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 5769، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  10. الرّاوي: أبو هريرة، المحدّث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصّفحة أو الرّقم: 1773، خلاصة حكم المحدّث: صحيح






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب