X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » قصيدة أبو فراس الحمداني لسيف الدولة

قصيدة أبو فراس الحمداني لسيف الدولة

قصيدة أبو فراس الحمداني لسيف الدولة


قصيدة أبو فراس الحمداني لسيف الدولة

قال أبو فراس الحمداني مخاطبًا سيف الدولة:[١][٢]

دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ

لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ

وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها

لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ

وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ

وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي

وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً

لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ

وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي

عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ

وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً

بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ

نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي

وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ

وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ

يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ

فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي

وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي

أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ

وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ

دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا

فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ

فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ

وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ

أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى

وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ

وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى

وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ

وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ

بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ

فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا

وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ

وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي

فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ

فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ

رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي

تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها

وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ

فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي

مَعابَ النِزارِينَ مَهلَكَ مَعبَدِ

هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا

وَهُذّون أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ

وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم

يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي

فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ

وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ

وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا

وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ

أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً

وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ

مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ

مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ

فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا

وَأَسرَعَ عَوَّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ

وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم

فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ

يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ

وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ

فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي

أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ

رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ

وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن

لِئورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ

وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها

بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ

فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ

وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ

وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً

فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ

وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي

وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي

وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا

وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ

وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ

مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي

الصور الفنية في قصيدة أبي فراس الحمداني لسيف الدولة

من الصور الفنية في قصيدة أبي فراس الحمداني:[٢]

  • الأَبوابُ تُرتَجُ

شبّه الأبواب بكائن له روح يرتج، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

  • أَموتَ مَوتَ أَكمُدَ

شبه طريقة موته بموت الأكمد، ذكر المشبه والمشبه به وحذف أداة التشبيه ووجه الشبه، فالتشبيه هو تشبيه بليغ.

  • ثَوبَ جَلادَتي

شبّه الجَلادة بإنسان يرتدي ثوبًا، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

  • أُقَلِّبُ طَرفي

شبّه الطرف بشيء يمكن تقليبه، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

معاني المفردات في قصيدة أبي فراس الحمداني لسيف الدولة

من المفردات التي تحتاج إلى توضيح في قصيدة أبي فراس:

المفردة

معنى المفردة

القريح

القريح يعني الجريح ويعني كذلك الحزين.[٣]

المسهد

المسهَّد هو قليل النوم.[٤]

نبل

النبل هو السهم.[٥]

نجاد

نجاد السيف حمالته.[٦]

أكمد

الأكمد هو الذي يعاني الكمَد وهو الهم والغم والحزن.[٧]

الردى

الردى هو الهلاك والموت.[٨]

المراجع

  1. “دعوتك للجفن القريح المسهد”، الديوان. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خليل الدويهي، ديوان أبي فراس الحمداني، صفحة 96. بتصرّف.
  3. “تعريف و معنى القريح في معجم المعاني الجامع”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
  4. “تعريف و معنى مسهد في معجم المعاني الجامع”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
  5. “تعريف و معنى نبل في معجم المعاني الجامع”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
  6. “تعريف و معنى نجاد في معجم المعاني الجامع”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
  7. “تعريف و معنى أكمد في معجم المعاني الجامع”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
  8. “تعريف و معنى الردى في معجم المعاني الجامع”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب