موقع اقرا » إسلام » قصص إسلامية » قصص عن الصبر

قصص عن الصبر

قصص عن الصبر


الصبر

يمكنُ القول إنَّ تعريف الصبر في اللغة هو الحَبْس والامتناع، مع ضرورة أن يترافَقَ هذا الحبس مع الرضا وعدم الشكوى، ويعدّ الصبر قيمة من القيم التي دعا الإسلام المسلمين إلى التحلّي بها والتزامها أيضًا، فالدين الإسلامي يحتاج إلى الصبر على القيام بالطاعات ويحتاج إلى الصبر في اجتناب المحرمات، كما أنَّه يحضّ المسلمين على الصبر عن النوائب والمحن، ويعرَّف الصبر في الاصطلاح على أنَّه الثبات في القيام بالعبادات التي نصَّ عليها الشرع في الكتاب والسنة، والثبات أيضًا في اجتناب المحرمات التي دعا الشرع إلى اجتنابها، وهذا المقال سيتناول ذكر قصص عن الصبر إضافة إلى الحديث عن أهمية الصبر في الإسلام. [١]

قصص عن الصبر

الصبر في الإسلام صفة وشميلة دعا إليها هذا الدين، وأمر الله تعالى على ضرورة التحلّي بها حتَّى دخلت في صُلب العقيدة والعبادات، وخير الصابرين رسول الله ومن معه من الصحابة الكرام الذين صبروا على كلِّ ما لاقوه من طرد وتشريد، وصبروا على القتال من أجل هذا الدين العظيم، فكانوا رجالًا تطال هممهم الأعالي، وتسموا نفوسهم فوق القمم، ومن أشهر ما جاء من قصص عن الصبر في الأثر ما يأتي: [٢]

صبر رسول الله

لقد طُرد رسول الله من مكة فعل حاقديه، وخرج مجبرًا، وصبر على هذا البلاء العظيم الذي فرضه عليه أهله وأقرباؤه وأبناء قبيلته،، وجاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: “علمتُ أنكِ خيرُ أرضِ اللهِ، وأحبُّ الأرضِ إلى اللهِ، ولوْلا أنَّ أهلَكِ أخرَجُوني مِنكِ ما خرجتُ”. [٣]

صبر النبي أيوب -عليه السلام-

لقد عاش نبي الله أيوب -عليه السَّلام- في بلاء من الله -سبحانه وتعالى- ما يزيد على ثمانية عشر عامًا، إلّا فابتعد عنه الناس إلَّا اثنين من أقرب الناس إليه كانا يزورانه بين الفينة والأخرى، فقال أحدهما للآخر: “تعلمُ، واللهِ لقد أذنب أيُّوبُ ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمين ، فقال له صاحبُه: وما ذاك؟ قال : منذ ثمانيَ عشرةَ سنةً لم يرحَمْه اللهُ فيكشِفَ ما به، فلمَّا راحا إلى أيُّوبَ لم يصبِرِ الرَّجلُ حتَّى ذكر ذلك له، فقال أيُّوبُ: لا أدري ما تقولان غير أنَّ اللهَ تعالَى يعلمُ أنِّي كنتُ أمرُّ بالرَّجلَيْن يتنازعان، فيذكران اللهَ فأرجِعُ إلى بيتي فأُكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حقٍّ، قال: وكان يخرُجُ إلى حاجتِه فإذا قضَى حاجتَه أمسكته امرأتُه بيدِه حتَّى يبلُغَ، فلمَّا كان ذاتَ يومٍ أبطأ عليها وأُوحي إلى أيُّوبَ أن ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ فاستبطأته، فتلقَّته تنظُرُ وقد أقبل عليها قد أذهب اللهُ ما به من البلاءِ وهو أحسنُ ما كان، فلمَّا رأته قالت: أيْ بارك اللهُ فيك، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتلَى، واللهِ على ذلك ما رأيتُ أشبهَ منك إذ كان صحيحًا، فقال: فإنِّي أنا هو: وكان له أندَران أي بيدران: أندَرُ للقمحِ وأندَرُ للشَّعيرِ، فبعث اللهُ سحابتَيْن، فلمَّا كانت إحداهما على أندرِ القمحِ أفرغت فيه الذَّهبَ حتَّى فاض، وأفرغت الأخرَى في أندرِ الشَّعيرِ الورِقَ حتَّى فاض” [٤]، فكان أيوب -عليه السلام- صابرًا عابدًا شاكرًا، حتَّى أصبح مثالًا يضرب في الصبر والجلد.

قصة صبر مطرف

يُحكى أن رجلًا اسمه مطرف وله ولد اسمه عبد الله، وقد تُوفِّي عبد الله بن مطرف، فخرج مطرف والد عبد الله مدهنًا، أي خرج متزينًا متطيبًا، فقال له الناس: “يموت عبد الله وتخرج في مثل هذه مدهنًا؟، فقال مطرف والد عبد الله: “قد وعدني ربي تبارك وتعالى عليها خصالًا، كل خصلة منها أحب إلي من الدنيا كلها، قال تعالى: “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” [٥]،  فوالله لو أنَّ الدنيا وما فيها لي وأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غدًا، ما رأيتها لتلك الشربة أهلًا، فكيف بالصلوات والهدى والرحمة؟، وهذه قصة مما جاء من قصص عن الصبر في الأثر، حتَّى يتبين للناس أهمية الصبر في الإسلام.

أهمية الصبر في الإسلام

بعد ما جاء من قصص عن الصبر في الأثر، جدير بالذكر إنَّ الله تعالى جعل للصبر أهمية كبيرة، وجعله صفة وقيمة حقيقة من القيم التي يجب على الإنسان المسلم أن يتحلَّى بها ويتصف بها في كلِّ شؤون حياته، فالصبر على الفقر، والصبر على الغنى أيضًا، والصبر على الصيام وعلى الصلاة على الزكاة وعلى تربية الأطفال وعلى الزواج، فالحياة مبنيّة على التعب، والتعب يحتاج إلى الصبر ولا شيء غير الصبر، وقد وعد الله الصابرين في كتابه العزيز قائلًا: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” [٦]، وجاء في السنة النبوية الشريفة أيضًا، فيما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرِّضَى، ومن سخِط فله السُّخطُ” [٧]، فعلى الإنسان المسلم أن يتخذ الصبر والحلم منهاجًا له في حياته حتَّى يحسن العمل والتصرف والحياة بشكل عام، والله تعالى أعلم. [٨]

المراجع[+]

  1. الصبر, ، “www.saaid.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-02-2019، بتصرّف
  2. ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-02-2019، بتصرّف
  3. الراوي: أبو هريرة، المحدث: الوادعي، المصدر: أحاديث معلة، الجزء أو الصفحة: 438، حكم المحدث: ظاهر إسناده في غاية من الصحة، ولكن معمرا قد خالف أوثق الناس في الزهري فرواية معمر تعتبر شاذة
  4. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الجزء أو الصفحة: 17، حكم المحدث: صحيح
  5. {البقرة: الآية 156-157}
  6. {الزمر: الآية 10}
  7. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: السيوطي، المصدر: الجامع الصغير، الجزء أو الصفحة: 2292، حكم المحدث: حسن
  8. مراتب الصبر وفضله, ، “www.binbaz.org.sa”، اطُّلِع عليه بتاريخ 24-02-2019، بتصرّف






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب