X
X


موقع اقرا » إسلام » قصص إسلامية » قصة يونس عليه السلام

قصة يونس عليه السلام

قصة يونس عليه السلام


بعثة يونس عليه السلام

من هم القوم الذين أُرسل إليهم النبي يونس، وماذا كانوا يعبدون؟

يونس -عليه السلام- من سلالة النبي يعقوب فهو من أنبياء بني إسرائيل إلّا أنّ الله تعالى لم يُرسله إلى بني إسرائيل بل أرسله إلى الآشوريين، أصحاب الحضارة التاريخية الشهيرة، وكانوا يسكنون حول نهر دجلة وروافده، وكانت نينوى وآشور من أهم مدنهم، وهذه المدن تقع مقابل الموصل حاليًا، وقد نشأ الآشوريون في البادية ولكنّهم تغلّبوا على أهل المدينة وبنوا دولة وأسسوا حضارة، وكانوا يأخذون الجزية من الأقوام المجاورة لهم ويبسطون سيطرتهم على شعوب مختلفة، حيث قامت حضارتهم على القسوة والحرب.[١]

وكانوا يعبدون الأصنام ويُلقون عليها أسماء مدنهم وكان الصنم آشور هو الإله الأكبر بالنسبة لهم، وهذا الاسم يُطلق أيضًا على ملكهم، وكانوا يعبدون هذا الملك أيضًا ويتوجّهون إليه بالقُرُبات والهدايا، ويعملون وفقًا لأمره ونهيه، وقد بدأ النبي يونس بدعوتهم من عاصمتهم نينوى، وكانت دعوته تضمّن الإيمان بالله وحده وترك الطباع والعادات السيّئة كالظلم والعدوان، وقد أيّده الله تعالى بالمعجزة وأرسل إليه وحيًا يُعلّمه ما هي الأمور التي يجب أن يُبلّغها قومه.[١]

جحود واستكبار قوم يونس عليه السلام

هل استجاب الآشوريون لدعوة النبي يونس؟

لم يستجب الآشوريون لدعوة النبي يونس، واستمروا في ضلالتهم وأعمالهم الفاسدة، ولم يدخل الإيمان إلى قلوبهم، وجحدوا واستكبروا وتمسّكوا بعبادة الأوثان والملوك، وطال الأمد وهم على هذه الحالة، والنبي يونس -عليه السلام- مستمر في دعوتهم وتذكيرهم.[١]

غضب يونس عليه السلام من قومه

هل انتظر النبي يونس أمر الله حتّى خرج، وماذا فعل القوم عندما تيقّنوا وقوع العذاب؟

غضب النبي يونس -عليه السلام- من عناد القوم وامتناعهم عن الإيمان، فأنذرهم بوقوع عذاب الله تعالى عليهم، بعد ثلاثة أيّام من خروجه، وخرج من بينهم ولمّا تأكدوا من نزول العذاب بهم، تابوا إلى الله تعالى وأنابوا، وأظهروا ندمهم على ما فعلوه بنبيّهم وكفرهم وضلالهم، فلبسوا ملابس رديئة إظهارًا للضعف والانكسار، وبكوا جميعًا رجالًا ونساءً وتضرّعوا ولجأوا إليه سبحانه ليكشف عنهم ما سيقع بهم، ويقول المؤرخون أنّه حتّى البهائم والدواب اسغاثت وجأرت طلبًا للرحمة.[٢]

فرحمهم الله تعالى وطالتهم رأفته وعنايته، فكشف عنهم العذاب بقوّته وحوله، وقد قال تعالى حاكيًا عن قوم يونس عليه السلام: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ}،[٣] أي أنّه لا يوجد في التاريخ قرية آمنت بكاملها بهذه الهيئة إلّا قوم يونس، وقد اختلف المفسّرون في كون إيمانهم هذا سينفعهم في الآخرة كما نفعهم في الدنيا، فقال البعض لا ينفعهم، ولكنّ ابن كثير -رحمه الله- قال إنّ الذي يدلّ عليه السياق أنّه سينفعهم، لأنّ قوله تعالى: “إلى حين”، لا يعني امتناع رفع عذاب الآخرة.[٢]

ولا بدّ من التعريج على خروج النبي يونس من القرية حيث تذكر الآيات القرآنية أنّه خرج مغاضبًا، وذلك لأنّه قام بأمر الدعوة وتحمّل المشاق والصعوبات المرافقة له، ولكنّ استمرار قومه بالتكذيب جعل صبره ينفد فخرج من بينهم وتوعّدهم بالعذاب، وقد عاتبه الله تعالى على نفاد صبره وتعجّله بتركهم، فكان عليه أن ينتظر الأمر الإلهي بالخروج حتّى يخرج، ولذلك فإنّ الله تعالى يأمر النبيمحمد -صلّى الله عليه وسلّم- ألّا يكون كأخيه يونس في الغضب والضجر من قومه.[٤]

ركوب السفينة

ما السبب لاختيار يونس عليه السلام السفر بالسفينة؟

ترك النبي يونس قومه وقصد البحر باغيًا ركوب سفينة والابتعاد عنهم ما أمكن ذلك، فوجد سفينة بها الكثير من الركّاب فصعد معهم وسارت بهم، وولجت في البحر، ولكنّ مجيء الموج أثّر على حركتها وجعلها تثقل بركّابها حتّى توقّفت في عرض البحر.[٥]

القرعة وتكرار اسم النبي يونس

لماذا أُلقي النبي يونس في البحر؟

اتفق ركّاب السفينة أن يرموا أحدهم في البحر ليخفّ حمل السفينة واقترحوا أن يعملوا قرعة ومن يخرج اسمه في القرعة يكون هو من سيُلقى، فخرج اسم النبي يونس فأعادوها لأنّهم لا يُريدون إلقاؤه في البحر بسبب صلاحه وأخلاقه، ولكنّها ظلّت تقع عليه في كلّ مرّة تُعاد، فأُلقي في الماء لأنّه لا مناص من فعل ذلك.[٥]

يونس في بطن الحوت

كيف كان حال يونس عليه السلام وهو في جوف الحوت؟

بعث الله تعالى حوتًا عظيمًا فالتقم النبي يونس عندما أُلقي في البحر وأمر الحوت أن لا يكسر له عظم ولا يهشم له لحم، فبقي سالمًا وعندما تيّقّن ذلك سجد لله شاكرًا وتاب وأناب، وقد سمع صوت تسبيح مخلوقات البحار والحصى والرمال في قاع البحر، وكان يونس – عليه السلام- في ظلماتٍ ثلاث، وهي ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، وقد اختلف المفسّرون في مدّة مكوثه في بطن الحوت فقيل يوم واحد وقيل ثلاثة وقيل سبعة وقيل أربعين.[٦]

كما يمكنك أيضًا الاستزادة والتعرّف على تفصيلات الحوت الذي قطن فيه يونس بالاطلاع على هذا المقال: قصة حوت يونس عليه السلام

دعاء يونس عليه السلام

على ماذا اشتمل دعاء النبي يونس؟

دعا النبي يونس ربّه بدعوة مليئة بالانكسار والخضوع، وقد خُلّدت هذه الدعوة في كتاب الله، حيث قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}،[٧] وقد اشتمل هذا الدعاء على توحيد الله وتنزيهه والاعتراف بالتقصير، ودلّت النصوص الشرعية على أنّ الدعاء بهذه الدعوة َبهذا الإخلاص سيكون مُستجابًا وسببًا في النجاة من الغمّ والكرب بإذن الله.[٨]

كما يمكنك التعرّف أكثر على التفصيلات المتعلقة بدعاء سيدنا يونس بالاطلاع على هذا المقال: دعاء النبي يونس عليه السلام

لفظ الحوت للنبي يونس عليه السلام

هل استجاب الله تعالى لدعاء نبيّه يونس؟

استجاب الله تعالىلدعاء يونس – عليه السلام- فأمر الحوت أن يلفظه وألقاه على الشاطئ، ولكنّه كان ضعيفًا ومحتاجًا للستر والطعام والشراب، فتداركته نعمة ربّه، وأنبت الله عنده شجرة يقطين فتغذّى منها، وكان يشرب لبن إحدى الدواب الجبلية التي هيأها الله تعالى له، وطلّ على هذه الحال حتّى قوي جسده وعاد سليمًا كما كان.[٩]

عودة يونس عليه السلام لدعوة قومه

من هم القوم الذين دعاهم النبي يونس بعد خروجه من بطن الحوت؟

أتمّ الله تعالى نعمته على نبيّه يونس وكلّفه بالدعوة مرّة أخرى، وأرسله إلى قومٍ آمنوا به، وقد اختلف المفسّرون هل هؤلاء هم قومه الأوائل أم قومٌ آخرون، ومن الممكن أن يكون عاد إلى قومه يُذكّرهم ودعا غيرهم معهم فاستجابوا لدعوته، وقد كان ما حصل معه من قبل هو التمحيص الإلهي والتربية الربّانية وإتمام النعمة والفضل، ولا ينبغي لأحد أن يتصوّر فيه النقص، وقد نهى رسول الله أن يقول أحدٌ من الناس أنّ النبي محمّد أفضل من النبي يونس، وخصّه بالذكر لئلّا يتوهّم من يسمع قصّته النقص فيه، فبالغ في ذكر فضله سدًّا لهذه الذريعة.[٩]

العبر المستفادة من قصة يونس عليه السلام

لقصة يونس -عليه السلام- الكثير والكثير من الفوائد ومنها ما يأتي:

  • وجوب الصبر ومجاهدة النفس وتوطينها على الصعاب في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، لأنّ تغيير ما في النفوس من أصعاب أنواع التغيير ويحتاج إلى وقت وجهد.[١٠]
  • ضرورة إخلاص العبودية لله تعالى لتحقيق الأماني، فالصدق مع الله في الدعوة إليه يجعلها مستجابة، والانكسار الصادق بين يديه في الضعف يكشف الغموم ويُزيح الهموم.[١١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 254-255. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن كثير، كتاب قصص الأنبياء، صفحة 387-388. بتصرّف.
  3. سورة يونس، آية:98
  4. أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 258. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 258. بتصرّف.
  6. ابن كثير، كتاب قصص الأنبياء، صفحة 389-391. بتصرّف.
  7. سورة الأنبياء، آية:87
  8. أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 263. بتصرّف.
  9. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 259-260. بتصرّف.
  10. أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 261-262. بتصرّف.
  11. أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 262. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب