X
X


موقع اقرا » إسلام » قصص إسلامية » قصة أيوب عليه السلام

قصة أيوب عليه السلام

قصة أيوب عليه السلام


من هو أيوب عليه السلام؟

هو أيوب بن موص بن زراح بن إسحاق، من ذرية إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ}،[١] نبي أوحيَ إليه، ومن كبار الأنبياء، قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ}،[٢] كان متزوجًا من ابنة عمِّه رحمة بنت يوسف بن يعقوب عليهما السلام.[٣]

حياة أيوب عليه السلام قبل محنه الثلاث

بماذا أنعم الله على نبيه أيوب؟

بُعث أيوب -عليه السلام- إلى حرَّان، ولم يتعرض القرآن الكريم لحياته الدعوية وإنما اكتفى بذكر بعض صفاته، روى الحافظابن حجر أنَّه كانت لأيوب -عليه السلام- نواح من دمشق يمتلكها،[٣] وذلك من نِعم الله تعالى عليه، لكن تلك النواح سُلبت منه شيئًا فشيئًا، وهو صابر محتسب، استمر يدع الناس سبعين عامًا، كان فيها عظيم التقوى، ينفع الناس ويحسن إليهم، يكفل اليتيم ويكرم الضيف، لا يقبل أن ينام شبعانًا وفي الأنحاء من هو جائع، ولا أن يكون بخير وغيره في الأنحاء يعاني من ضائقة مادية، فكان الله تعالى منعم على أيوب -عليه السلام- بالخير الوفير، وكان أيوب -عليه السلام- مؤديًا لحق الله تعالى شاكرًا له.[٤]

مِحَن سيدنا أيوب الثلاث

بماذا ابتلي أيوب عليه السلام؟

وردَ في القرآن الكريم أنَّ نبيَّ الله أيوب -عليه السلام- تعرَّض للابتلاء بالمحن، ومدحه الله تعالى في قوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}،[٥][٣] فبعدَ أن امتحنه الله تعالى بالنِعم وأدَّى شكرها ونجحَ في ذلك الابتلاء، بدأ امتحانه بمحنٍ ثلاث من الله تعالى في أولاده وصحته وماله، ففقدَ في البداية ماله ثمَّ فقدَ أولاده، وأخيرًا ابتلي بصحته، وقد اختلفَ العلماء في البلاء الذي أصيب به جسده، وعاش في هذه المحن مدة طويلة، اختلف العلماء في تحديد مدَّتها ما بين ثلاث سنوات إلى ثماني عشرة سنة حسب بعض الأقوال.[٤]

بقاء سيدنا أيوب وحيدًا

من بقي مع أيوب عليه السلام؟

انصرف الناس جميعهم عن نبي الله أيوب -عليه السلام- بعد أن ابتلاه الله تعالى، فبقي وحيدًا، ولم يبق معه أحدٌ إلا زوجته،[٦] وكانت لشدة حرصها على شفائه تلتمس له الدواء قدر ما تستطيع.[٧]

مواساة زوجة سيدنا أيوب له

كيف أدت زوجة أيوب صبرها على البلاء؟

كانت زوجة أيوب -عليه السلام- نعمَ الزوجة، فقد قامت على خدمته ومساعدته، بكل صبر واحتساب، وروي أنها كانت تعمل عند الناس حتى تستطيع أن تدبر أمرها هي وزوجها وحتى تستطيع علاج زوجها، حتى وصل الأمر في الابتلاء أنَّ الناس رفضوا العمل معها، خوفًا من أن تكون سببًا في نقل العدوى لهم.[٦]

صبر أيوب وزوجته

بماذا أجاب أيوب عندما طُلب منه أن يدع الله لكشف البلاء؟

صبر أيوب -عليه السلام- لما أصابه من بلاء، فلما طلبت زوجته منه بأن يدعو ربه ليكشف البلاء، أخبرها بأنَّ الله أُنعم عليهم مدة طويلة من الزمن، فكيف لا يصبر على ما أصيبوا به من محن، وعن الصحابي الجليل ابن عباس قال: “قالت امرأة أيوب لأيوب: إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك، فقال: كنا في النعماء سبعين سنة، فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة، قال: فمكث في ذلك البلاء سبع سنين”،[٨] فما كان منها إلا الصبر والمواساة لزوجها، والقيام بوفير جهدها لمساعدة زوجها، والإنفاق على بيتها، دون أن تنحرف عن طريق الحق. [٩]

بيع زوجة أيوب شعرها!

كيف أدت زوجة أيوب دورها في الصبر؟

بعدما انقطعت فرص العمل لدى زوجة أيوب عليه السلام، ورفض الناس معاملتها، قامت بقصِّ ضفيرتها، وبيعها لإحدى بنات الأشراف، مقابل حصة وفيرة من الطعام، ثم عمدت للضفيرة الثانية وقامت ببيعها، للإنفاق على زوجها أيوب عليه السلام.[٦]

موقف سيدنا أيوب من فعل زوجته

ماذا فعل أيوب عليه السلام بمعرفته ببيع زوجته لشعرها؟

حين علم أيوب -عليه السلام- أنَّ زوجته باعت ضفيرتي شعرها لمساعدته والإنفاق عليه، تألم كثيرًا وحزن، ورقَّ للحال الذي وصلت إليه زوجته، عند ذلك آثر أن يدعو الله تعالى ليكشف عنهم البلاء الذي جعل زوجته تعمل أيَّ شيء ممَّا أحلَّه الله تعالى لمساعدة زوجها وحتى يتجاوز هذا الامتحان بكامل الصبر والاحتساب.[١٠]

دعاء سيدنا أيوب ربّه

ما الدعاء الذي عُرف عن أيوب عليه السلام؟

بعد أن تمَّ الأجل المقدَّر من الله تعالى لابتلاء أيوب بالمحن، وبتيسير وتقدير الله دعا أيوب ربَّه أن يكشف عنه البلاء الذي أصاب جسده وماله وأولاده، إذ قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين}،[١١] وقال تعالى في موضع آخر: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}،[١٢] حيثُ يظهر فيه أدب أيوب -عليه السلام- في دعائه لربه تعالى، في نسبة الضرر إلى الشيطان.[١٠]

منحٌ بعد المحن!

بماذا كافئ الله تعالى أيوب عليه السلام؟

استجاب الله تعالى لدعاء نبيه أيوب عليه السلام، فانفرجت عنه وعن زوجته الكرب ورفع الله البلاء عنهما، قال تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}،[١٣] فأمره تعالى بأن يضرب رجله بالأرض، لينبع نبع من الماء فيغتسل منه ويتعافى من أي بلاء كان قد أصاب جسده، وضرب برجله في موضع آخر فنبع ماء، فأمره تعالى بأن يشرب منه، وبهذا تكاملت العافية فيه عليه السلام،[١٠] وكوفئ على صبره بفقد الولد بأن أعاد الله له أهله ومثلهم معهم، حيثُ قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ}،[١٤]، واختلف العلماء بطريقة إعادة أهله على أقوال، وهي:[١٥]

  • أنهم أُحيوا بأعيانهم، ورزقه الله -تعالى- مثلهم في الحياة الدنيا، وهو قول ابن عباس وابن مسعود ومجاهد.
  • أنه عليه السلام، خُيِّر ما بين إحضار أولاده بذواتهم، أو تركهم في الجنة، على أن يؤتى له بأمثالهم، فاختار أن يبقوا في الجنة، وان يؤتى بمثلهم في الحياة الدنيا.
  • أنَّ الله أعطاه أجر فقد أولاده في الحياة الآخرة، ورزقه الله تعالى بأمثالهم في الحياة الدنيا.

ومع اختلاف الآراء، كان الاتفاق على أنه كوفئ بالمضاعفة من نعم الله تعالى المادية والمعنوية، على ما قدَّمه من صبر واحتساب في المدة التي ابتلاه الله بها، وأمَّا زوجته فقد أعيدت إلى مرحلة الشباب.[١٥]

العبر المستفادة من قصة أيوب عليه السلام

  • البلاء والامتحان يكونان في جانب العطاء والمنع، ليبتلى المسلم أيشكر في ما أنعم الله تعالى عليه أم يكفر، ويصبر في المحن أم يجزع، فيحرص على أن يؤدي ما عليه في الدنيا كما يرضي الله تعالى بالشكر أو بالصبر.[١٦]
  • ابتلاء الأنبياء أشد من ابتلاء غيرهم من البشر، فمنهم من ابتلي بزوجات غير صالحات، ومنهم من رزقه الله زوجة صالحة، فلا يجزع المسلم إذا امتحنه الله تعالى بزوجة غير صالحة.[١٦]
  • الإدراك بأنه مهما عظمت المحنة والبلاء فلا بدَّ في النهاية أن يأتي فرج من الله تعالى، فيحسن المسلم الصبر والاحتساب، ليلاقي الأجر في الحياة الدنيا والآخرة على الصبر والاحتساب.[١٦]
  • البر باليمين أمر لازم، كما برَّ أيوب -عليه السلام- بيمينه الذي قطعه في حالة مرضه حين شُفِيَ وذهب عنه البلاء، فيحرص المسلم على أن يبرَّ يمينه، وإلا لزمته الكفارة.[٧]
  • الوصول لمرتبة عالية -دنيوية كانت أم دينية- يحتاج إلى صبر، فيحرص المسلم على الصبر في كل ما يتعرض له في حياته العملية، لكي يصل إلى ما يرم إليه.[١٧]
  • العبودية لله تعالى مقام عال مرتفع، كما وصف بذلك أيوب ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء والمعراج، فيسعى لمنزلة العبودية، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.[١٧]
  • الأدب مع الله تعالى في الدعاء واجب، سواء عظم الابتلاء أم صغر، كأيوب عليه السلام، حين نسب الضر إلى الشيطان، فيجب اتخاذ أنبياء الله تعالى قدوة في هذا الأمر وفي كل أمر.[١٧]
  • الإدراك بأنه على المسلم أن يؤدي حق الله تعالى من حمد وشكر في ما رزقه تعالى من نعيم الدنيا، من مال وعلم وصحة وحكمة، كل نعمة وما يناسبها من حق الشكر الذي يرضي الله تعالى.[١٦]
  • التسبيح وذكر الله تعالى من الأمور التي تعين المسلم على المرور بالمحن والابتلاءات، فيعوِّد لسانه على الذكر والتسبيح في حالة الرخاء، حتى لا يستصعب ذلك في حالة الشدة والحاجة.[١٦]
  • المحن في حياة الإنسان هي مقتضى قضاء الله وقدره، وصبره على ذلك ما هو إلا امتثالٌ علمي من المسلم على إيمانه بركن منأركان الإيمان وهو الإيمان بالقضاء خيره وشره.[١٨]

ما رأيك أن تروي حكاية النبي أيوب لأطفالك؟ يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة النبي أيوب للأطفال

المراجع[+]

  1. سورة الانعام، آية:84
  2. سورة النساء، آية:163
  3. ^ أ ب ت أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 240. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 241. بتصرّف.
  5. سورة ص، آية:44
  6. ^ أ ب ت احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 242. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن القيم، كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد، صفحة 803. بتصرّف.
  8. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 107. بتصرّف.
  9. أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 241-244. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 244. بتصرّف.
  11. سورة الانبياء ، آية:83
  12. سورة ص، آية:44
  13. سورة ص، آية:42
  14. سورة ص، آية:43
  15. ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 245. بتصرّف.
  16. ^ أ ب ت ث ج أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 239-245. بتصرّف.
  17. ^ أ ب ت محمد منصور، رحمة للعالمين، صفحة 537. بتصرّف.
  18. احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 239. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب