X
X


موقع اقرا » إسلام » قصص إسلامية » قصة أصحاب الأخدود للأطفال

قصة أصحاب الأخدود للأطفال

قصة أصحاب الأخدود للأطفال


من هم أصحاب الأخدود؟

في إحدى الأمم الماضية، كان هناك ملكٌ ظالمٌ يدعو الناس لعبادته، وكان النَّاس يعيشون في ظلمٍ كبيرٍ حتى تغيَّر حالهم في يومٍ من الأيَّام وصاروا كلهم مؤمنين بالله وحده.[١]

الملك الظالم والساحر

كيف حكم الملك والسَّاحر أهل مملكتهم؟

لقد بدأت قصة معاناة أصحاب الأخدود المؤمنين على يدي ملك ظالم وطاغية وادعى أنَّه هو الرَّب الوحيد وعلى النَّاس عبادته، وبدأ هذا الملك الظالم ينشر الفساد والرُعب بين رعاياه في مملكته الظالمة، وكان يعينه على هذا الأمر ساحرٌ مخادعٌ ويعمل على خداع النَّاس والكذب عليهم؛ كي يبقى الجهل والضَّلال منتشرًا بين النَّاس، ويبقون هم ملوكًا يحكمون هؤلاء النَّاس المظلومين.[٢]

طلب الساحر من الملك غلامًا ليعلمه السحر

لماذا طلب السَّاحر من الملك غلامًا؟

ومرَّت الأيام والسُّنون وهذان الظَّالمان الملك والسّاحر يحكمان النَّاس، وفي أحد الأيام جاء هذا السَّاحر المخادع إلى الملك، وهو يستند إلى عكَّازه وقد أصبح عجوزًا هرمًا، وأخبره عن خوفه من اقتراب أجله وموته وموت أسراره معه، واقترح على الملك أن يبحث له عن غلامٍ ذكيٍّ يعلمه فنون سحره وشعوذته، ويكون عونًا للملك على ظلمه بعد مماته، فأعجب الملك الطَّاغية بهذه الفكرة، وبدأ بالبحث عن غلامٍ يستطيع تعلم الشَّعوذة وهذا الخداع من السَّاحر بوقت قصير.[٣]

موقف الساحر والراهب

كيف كان موقف الغلام من السَّاحر والرجل الصالح؟

وبعد أن طال بحث الملك وجد أخيرًا هذا الغلام الذكي الذي سيستلم مهام السَّاحر، وبدأ السَّاحر يعلمه فنون السِّحر وفي كلِّ مرَّة يشكر من ذكائه المتوقد وعقله المتفتح، ولكن هذا الغلام كان يلفت نظره أثناء ذهابه للسَّاحر بيتًا فيه رجل يبدو عليه الصَّلاح، وفي أحد الأيَّام جلس مع هذا الرَّجل الصَّالح، وسأله عن عبادته وطريقه في حياته، فأحب الغلام الرجل ولكنَّه لم يبح به للسَّاحر ولا لأيِّ إنسان، وبدأ يمرُّ على الرَّاهب كل يومٍ ليتعلَّم منه أمور دينه وذلك قبل الذَّهاب إلى السَّاحر، وما إن يصل هذا الغلام المسكين لعند السَّاحر متأخِّرًا حتَّى ببدأ السَّاحر بالصُّراخ عليه وضربه، وكان أيضًا يتأخَّر في الرُّجوع إلى المنزل، فيجد أهله بانتظاره والغضب في أعينهم ويبدؤون بضربه على تأخره أيضًا.[٤]

وطال الأمر بهذا الفتى المسكين وهو يُضرب في كلِّ مكان يذهب إليه، وفي أحد الأيام بدأ بالبكاء بين يدي الرجل الصالح؛ لأنَّه كان يشعر بالرَّاحة عنده وشكى له هذا الأمر، فمسح له دموعه وأخبره بأنَّه قد وجد له الحل، استبشر الطِّفل بسماع هذه الكلمات من شيخه وسأله عن الحل الذي وجده له، فقال له الرل الصالح إن سألك السَّاحر عن سبب تأخرك وغضب منك فقل له إنَّ أهلك قد أخَّروك في الخروج إليه فلا يضربك بهذا، وإن غضب أهلك من تأخُّرك فقل لهم إنَّك قد تأخَّرت عند الساحر، ومضت الأيام على هذه الحال، ورُفع الضَّرب عن الطِّفل بعد أن وجد له ارجل الصالح الحل.[٤]

ماذا فُعل بالدابة التي اعترضت طريق الناس؟

وعاش هذا الغلام بحيرةٍ وتردد كبيرين بين ما يتعلَّمه عند الرجل الذي يحبُّه، وبين ما يتلقاه من فنون السِّحر والشَّعوذة وأساليب الملك من السَّاحر، وفي أحد الأيام بينما يسير هذا الغلام في طريقه إلى مكان السَّاحر، وإذ به يرى دابَّةً كبيرةً وعظيمةً تُخيف النَّاس وتقطع عليهم الطَّريق فخطرت لباله فكرةٌ تريح قلبه وتخلصه من حيرته، انحنى هذا الغلام إلى الأرض ومسك حجرًا صغيرًا وتوجَّه مقابل هذه الدَّابة، ودعا ربَّه بأن يرح قلبه وذلك بأن يقتل هذه الدَّابة الكبيرة بهذا الحجر الصَّغير إن كان الرَّاهب ودينه أفضل من السَّاحر، ورمى الغلام الحجر على الدَّابة وإذ بها تقع ميتةً بإذن الله، وهنا علم الغلام أنَّ أمر الرجل الصالح ودينه هو الخير.[٥]

على يد مَن شُفي جليس الملك؟

بعد أن عرف الغلام أنَّ دين الرجل هو الحق، التفت إليه وصار يتعلّم منه كل أصول دينه، حتَّى أصبح تقيًّا يستطيع أن يشفي المرضى ومن أصابه البرص بإذن الله، وفي أحد الأيام كان هناك رجلٌ أعمى من أتباع الملك وحاشيته وكان كثير الجلوس معه، فسمع هذا الرجل الأعمى بخبر هذا الغلام الذي يشفي النَّاس بإذن الله، فحمل الهدايا الكثيرة وذهب إليه كي يشفيه، فأخبره الغلام بأنَّه هو لا يملك قدرةً على الشِّفاء ولكنَّه يؤمن بربٍ قادرٍ على كلِّ شيء إن هو آمن به فسيشفيه، فآمن هذا الجليس برب الغلام وشفاه الله بعد أن دعا الغلام له، وما إن رأى الملك هذا الرجل الأعمى وقد عاد إليه بصره، فسأله مستغربًا كيف عاد بصره إليه؟ فأخبره بأنَّ الله هو من أعاد له بصره.[٤]

ماذا فعل الملك بالراهب والغلام؟

لمّا سمع الملك كلام الرَّجل هبَّ واقفًا وهو يصرخ قائلًا ألك رب سواي؟ ثم أحضر الملك الغلام وبدأ بتعذيبه فهو من كان يعدُّه ليصبح ساحرًا فمن أين له هذا الدِّين الجديد، وتحمّل هذا الغلام العذاب الشَّديد الذي صبَّه عليه هذا الملك الظَّالم، ولكن في النِّهاية استسلم جسده الصغير ودلَّ الملك على الرجل الذي علَّمه أصول دينه.[٤]

أمر الملك الجنود بإحضار الرجل حالًا، وذهبوا بسرعةٍ لإحضاره خوفًا من ظلم وغضب الملك، وما إن رأى الملكُ الرجل يقف أمامه، حتَّى سأله مستهزئًا عن هذا الدِّين فأظهر الرجل ثباتًا، وقال له: نعم إنَّ هذا الدِّين هو الصَّحيح وأنَّه يؤمن بالله وحده، حاول معه الملك كي يتراجع عن هذا الدِّين ويكفر بالله ويؤمن به ربًّا، لكنَّ الرجل رفض هذا الأمر وتمسك بدينه، فأمر الملكُ الطَّاغية جنوده أن يحضروا الرجل ويقطعوه إلى نصفين جزاءً على إيمانه بالله وحده، وأمر الغلام بعد ذلك أن يترك دينه وإلَّا سيذيقه العذاب الأليم، فرفض الغلام الكفر وتمسَّك بدينه.[٤]

طلب الملك من مساعديه بأخذ الغلام إلى الجبل

لماذا أمر الملك الجنود بأخذ الغلام إلى الجبل؟

وبعد أن غضب الملك من عناد الغلام وعدم الرُّجوع عن دينه أمر جنوده بأن يقيدوه ويأخذوه إلى أعلى قمَّةٍ من قمم جبال المدينة، وأن يرموه بعد ذلك من سفح الجبل كي يموت لقاء كفره بالملك.[٦]

قول الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت

ماذا قال الغلام حتَّى كفاه الله شرَّ الجنود؟

وبعد طول عناء ومشقة وصل الجنود مع الغلام إلى قمَّة الجبل، فتوجَّه بقلبه الصَّافي والمطمئن بالإيمان إلى الله تعالى، ودعا الله بكلماتٍ مخلصة وقال: اللهم اكفنيهم بما شئت وتولى أمرهم، وما إن انتهى من دعائه حتَّى رجف الجبل بأمرٍ من الله وألقى من على ظهره الجنود الكفرة، وبقيت قدمي الغلام ثابتة، وعاد بعد ذلك لعند الملك وهو ثابتٌ على دينه؛ وليريه أنَّ ربه الأحد كفاه شرَّ جنوده.[٦]

طلب الملك من أعوانه الذهاب بالغلام إلى البحر

كيف حاول الملك قتل الغلام بالمرة الثَّانية؟

وإذ بالملك يستشيط غضبًا ويتوعَّده بالقتل، ولكن هذه المرة أمر جنوده بأن يأخذوه على ظهر سفينةٍ إلى عمق البحر، ويحاولوا معه كي يتخلى عن دينه ويؤمن بالملك ربًا كما الجميع أو يرموه في البحر، ولكن الغلام رفض الكفر فحملوه كي يلقوه في البحر كما أمرهم الملك.[٦]

قول الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت

هل غرق الغلام في البحر؟

وعندما رأى الغلام هذا الأمر من الجنود تضرَّع ثانيةً إلى الله سبحانه وتعالى، وقال له يارب اللهم اكفنيهم بما شئت، فأذن الله للبحر أن يغرقهم جميعًا ويبقى الغلام سليمًا ليعود ساخرًا من الملك مرَّةً أخرى.[٦]

ذهاب الغلام إلى الملك مرة أخرى

كيف كان حال الغلام بعد محاولة قتله الثَانية؟

وبعد أن غرق الجنود عاد الغلام ساخرًا من الملك ومن أتباعه الجنود الذين لم يستطيعوا تحقيق أمره ورغبته، وبعد يأس الملك من طريقة قتل الغلام جلس قلقًا وغاضبًا كيف السَّبيل للتَّخلص منه.[٦]

طلب الغلام من الملك جمع الناس

ما هي النَّصيحة التي قدمها الغلام للملك كي يستطيع قتله؟

وأثناء يأس الملك الظالم وضعفه سمع صوت الغلام وهو يقول له: أنا أدلك على طريقةٍ تقتلني بها، وكان هذا الكلام من الغلام كحبل النَّجاة لهذا الملك الظَّالم، وعندما استفسر منه عن الطَّريقة، أخبره الغلام بأن يجمع النَّاس جميعًا في مكانٍ واحدٍ ويربطه بجذع شجرة، ثمَّ يخرج سهمًا من سهام الغلام ويقول على السهم قبل أن يضربه به، بسم الله رب الغلام، ولم يفكر الملك بهذه الجملة بقدر ما فكر بنتيجتها بأنَّه سيستطيع أن يقتل الغلام، وفعلًا نفَّذ أوامر الغلام وحمل سهمًا قال عليه بصوت واضح وقوي بسم الله رب الغلام وأطلق السَّهم فجاء في صدر الغلام وقتله، وأعلن الملك انتهاء كابوس هذا الغلام ودينه الجديد.[٦]

إيمان الناس برّب هذا الغلام!

هل آمن النَّاس برب الغلام؟

وما إن مات الغلام وحلَّ الصَّمت برهةً بين النَّاس، حتَّى بدأت الحناجر تصدح بالإيمان برب الغلام وبوحدانية الله، ووقف الملك أمام هذا المنظر عاجزًا لا يملك شيئًا فقد وقع ما كان يخافه بغبائه وعدم تفكيره، وبدأ بالصُّراخ لإسكات النَّاس وقتل كلِّ من آمن، ولكنَّ الجنود وقفوا عاجزين فالمدينة بأكملها آمنت.[٦]

ماذا فعل الملك لمن آمن؟

وبعد أن انهزم الملك وأعوانه بإيمان أهل المدينة وأشرقت على المدينة أنوار الدِّين الجديد ووحدانية الله، حفر هذة الملك الظالم الخنادق النَّارية ليحرق أهل المدينة المؤمنين بأكملهم،[٦] وكان من بين المؤمنين امرأة بيدها طفل رضيع خافت عليه وكادت أن تتراجع، وإذ بهذا الطفل الرضيع يتكلم مطمئنًا أمَّه أن الله عنده الجنات الرَّائعة والتي سيدخلون إليها إن هم تمسكوا بدينهم فهم على حق.[١]

ماذا تعلمنا اليوم من قصة أصحاب الأخدود؟

ومن الدُّروس والعبر التي تمَّ أخذها من هذه القصة ما يأتي:[٢]

  • الإيمان بالله وحده هو الطريق إلى الجنة الجميلة.
  • الشِّفاء بيد الله وعلى المؤمن الدُّعاء من أجل ذلك.
  • الثَّبات على الحقِّ يؤدي إلى الانتصار على الظالمين.

ما رأيك في الليلة القادمة أن نقرأ قصة آل ياسر؟ بالاطلاع على هذا المقال: قصة آل ياسر للأطفال

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ابن جزي الكلبي، تفسير ابن جزي التسهيل لعلوم التفسير، صفحة 468-469. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ياسر برهامي، القصص القرآني، صفحة 3-4. بتصرّف.
  3. المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 159. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج أبو إسحق الحويني، دروس أبو إسحق الحويني، صفحة 2. بتصرّف.
  5. حسن أبو الأشبال الزهيري، دروس الشيخ حسن أبو الأشبال، صفحة 4. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 25-26-. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب