X
X


موقع اقرا » إسلام » معارك وغزوات » في أي يوم من شهر رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى

في أي يوم من شهر رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى

في أي يوم من شهر رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى


تاريخ وقوع غزوة بدر الكبرى

وقعت غزوة بدر الكُبرى في السنة الثانية من الهجرة، في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المُبارك،[١] وقد وافق ذلك يوم الجمعة، هذا اليوم الذي أعزّ الله فيه الإسلام والمسلمين، وسُمّي يوم بدر بيوم الفرقان،[٢] خرج فيه رسول الله والمسلمون إلى بدر، وجعل عبد الله بن أمّ مكتوم في المدينة يؤمّ النّاس بالصّلاة، ثمّ سلّم الأمر لأبي لبابة بن عبد الله بن المنذر.[٣]

وكانت غزوة بدر هي الباب الذي فتح حركة الجهاد والدّفاع عن النّفس، وإيقاف العدوّ عن عدوانه، وردّ المظلمة، فكلّ ما كان بعدها من الغزوات كان دفاعاً عن النّفس وتجهيزاً لطريق الدّعوة من أجل السّير فيه دون عوائق ومحددات.[٤]

معلومات عن غزوة بدر

سبب غزوة بدر الكبرى

كانت قريش قد استولت على أموال المسلمين ومُمتلكاتهم في مكّة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، فبعدما هاجر رسول الله وصحابته إلى المدينة أمرهم باعتراض قافلة تجاريّة لقريش قادمة من الشّام ومتوجهةً إلى مكّة، وذلك تعويضاً للصّحابة عمّا استولت عليه قريش من قبل، لكنّ أمير القافلة وهو أبو سفيان عَلِم بخطة المسلمين بالسّيطرة على القافلة، فقام بإرسال رسولاً إلى قريش يطلب منهم النّجدة، وسلك طريق الساحل وهو غير الطريق المعتاد الذي كانت تسير فيه القوافل التجاريّة.[١]

فلم يستطع المسلمون تحقيق ما يريدون من السّيطرة على القافلة، ولمّا علم رسول الله بذلك استشار أصحابه، فأشاروا عليه بالقتال والجهاد في سبيل الله، ذلك أنّهم إن عادوا إلى المدينة ستظنّ قريش أنّهم خافوا منهم فعادوا هروباً إلى المدينة، فسيشيع خبرهم في الجزيرة العربيّة، ممّا يؤثر سلباً على قوة الدّولة الإسلاميّة، فكان القتال هو الحلّ الأمثل عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم-،[١] فأرادوا أن يوجّهوا لهم ضربة عسكريّة وسياسيّة واقتصاديّة يخرجون منها بخسائر فادحة.[٥]

وكانت قافلة قريش قد اشتملت على أموال كثيرة، حيث لم يكن أحدٌ من قريش إلّا وأرسل أموالاً له مع أبي سفيان، فبلغ المال خمسين ألف دينار وألف بعير، وهذا المال كان لجميع أفراد قريش إلّا حويطب بن عبد العُزّى، وكان ذلك دافعاً لعدم خروجه للقتال مع قريش، وكان على هذه الأموال في القافلة ثلاثين رجلاً أو أربعين.[٦]

نتيجة غزوة بدر الكبرى

انتهت غزوة بدر بانتصارٍ عظيم للمسلمين، وخسارة فادحة للمشركين، شملت أرواحهم وأموالهم ومكانتهم، فقُتل منه سبعون، وأُسر سبعون آخرون، وهرب الباقون ناجين بأرواحهم من ساحة القتال، وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة، أمّا المسلمين فقد استشهد منهم أربعة عشر شهيداً، وتحقّق وعد الله لهم بالنّصر على أعدائهم،[٧] وكان ممّن قُتل من كبار المشركين؛ أبو جهل، وأميّة بن خلف، وحنظلة بن أبي سفيان، وغيرهم.[٨]

وقد استشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه في التّصرّف في الأسرى، فكان رأي أبو بكر -رضيَ الله عنه- أخذ الفدية، ورأي عمر -رضيَ الله عنه- قتلهم، لكن لم يكن الأمر بالقتل مشروعاً حينها، فوقف رسول الله موافقاً لرأي أبي بكر، لكن الآيات تنزّلت بعد ذلك بموافقة رأي عمر -رضيَ الله عنه-.[٩]

قال الله -تعالى-: (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُريدونَ عَرَضَ الدُّنيا وَاللَّـهُ يُريدُ الآخِرَةَ وَاللَّـهُ عَزيزٌ حَكيمٌ*لَولا كِتابٌ مِنَ اللَّـهِ سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ)،[١٠] كما نزلت الآيات توضّح تقسيم الغنائم في قول الله -تعالى-: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ).[١١][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 12. بتصرّف.
  2. موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت :المكتبة العامرية، صفحة 329، جزء 2. بتصرّف.
  3. أبو مدين الفاسي (2004)، مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 238. بتصرّف.
  4. محمد الطيب النجار ، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت :دار الندوة الجديدة، صفحة 219. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين ، التعريف بالإسلام، صفحة 224. بتصرّف.
  6. موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت :المكتبة العامرية، صفحة 331، جزء 2. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 14. بتصرّف.
  8. أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، بيروت :مؤسسة الرسالة، صفحة 280. بتصرّف.
  9. ^ أ ب صالح عبد الواحد (1428)، سُبُل السَّلام مِن صَحيح سيرة خَير الأنَامِ عَليه الصَّلاة وَالسَّلام (الطبعة 2)، الأردن :مكتبة الغرباء، صفحة 329-330. بتصرّف.
  10. سورة الأنفال ، آية:67-68
  11. سورة الأنفال ، آية:41






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب