X
X



فوائد الذكر

فوائد الذكر


مفهوم الذكر

إنّ الذِكر هو أحد العبادات العظيمة التي حثّ الشرع على لزومها، ومعنى الذِكر في اللغة: “الشيء الذي يجري على اللسان، وتارةً يُقصد به الحفظ للشيء”، كما عرّفه الراغب الأصفهاني بأنّه: “هيئةٌ للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يُقال اعتبارًا باحترازه، والذِكر يُقال اعتبارًا باستحضاره، والذِكر ضربان: ذِكرٌ عن نسيان، وذِكرٌ لا عن نسيان، بل عن إدامة الحفظ”، فالمراد بالذِكر هو كثرة التكرار، أمّا الذِكر بالمعنى الشرعي فهو: “كلُّ قولٍ سيق للثناء والدعاء، أيّ ما تعبّد الخالق عباده بلفظٍ منهم يتعلّق بتعظيمه والثناء عليه، بأسمائه وصفاته، وتمجيده وتوحيده، وشكره وتعظيمه، أو بتلاوة كتابه، أو بمسألته ودعائه”، وسيتحدّث هذا المقال عن فوائد الذِكر.[١]

فوائد الذكر

إنّ الذِكر هو منحةٌ ربّانية، فالسعيد من نالها وداوم عليها، ويكفي في معرفة فوائد الذكر ما رواه أبو هريرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: “يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ”،[٢] وقد أحصى علماء الإسلام الكثير من فوائد الذِكر وفيما يأتي بعضٌ منها:[٣]

  • الذِكر هو سبب في نوال رضا الرحمن وطرد الشيطان، كما أنّه يُزيل الهم ويجلب السعادة، وينير الوجه والقلب ويُقوّي البَدَن.
  • الذِكر مجلبة للرزق والعطاء، ويُضفي على الذاكر الهيبة والوقار، ويزرع في نفسه المحبة لله ودوام استشعار مراقبته.
  • الذاكرون لله -عزّ وجلّ- هم أهل الإنابة، كما نالوا القرب منه سبحانه بكثرة ذِكرهم له.
  • الذِكر هو سبب في فتح أبواب المعرفة، وتنمية مهابة الله وخشيته في النفس والقلب.
  • الله -عزّ وجلّ- يذكر الذاكرين من عباده ويتعرّف إليهم في الشدّة، ويمحو خطاياهم وينجيهم من العذاب.
  • مجالس الذِكر محفوفة بالملائكة مغشيّة بالرحمة والسكينة بعيدة عن الغيبة والنميمة.
  • من فوائد الذِكر أنّه سهلٌ يسير ولكنّه من أجلِّ العبادات، والثواب المترتب عليه عظيم.
  • فضل الذِكر يعدُل عتق الرقاب والجهاد في سبيل الله والصدقة.

أفضل الذكر

إنّ للذِكر أنواع وأفضل أنواعه قراءة القرآن الكريم وأفضل سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، أمّا عن أفضل الذِكر بالمعنى الخاص وهو الأذكار المخصوصة التي جاءت الأحاديث الشريفة ببيان فضلها؛ فجميعها مُشتمل على توحيد الخالق العظيم مع اختلاف الصيغ ووجود زيادة أو نقصان من حديث إلى آخر، وفيما يأتي بعضٌ من هذه الأحاديث التي ذكرت أفضل الذِكر:[٤]

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أفضلُ الذكرِ: لا إلَه إلَّا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ”.[٥]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ”.[٦]
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ”.[٧]

المراجع[+]

  1. “المبحث الأول: تعريف الذكر الجماعي”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7405، حديث صحيح.
  3. “من فوائد وفضائل الذكر”، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  4. “أفضل أنواع الذكر وكيفية الشكر”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1104، حديث حسن.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 35، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3293، حديث صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب