X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » غزل مسلم بن الوليد

غزل مسلم بن الوليد

غزل مسلم بن الوليد


قصيدة: وساحرة العينين ما تحسن السحرا

وَساحِرَةِ العَينَينِ ما تُحسِنُ السِحرا

تُواصِلُني سِرّاً وَتَقطَعُني جَهرا

أَبَت حَدَقُ الواشينَ أَن يَصفُوَ الهَوى

لَنا فَتَعاطَينا التَعَزِّيَ وَالصَبرا

وَكُنّا أَليفَي لَذَّةٍ شَملَ صَفوَةٍ

حَليفَي صَفاءٍ ما نخاف لَهُ غَدرا

فَعُدنا كَغُصنَي أَيكَةٍ كُلَّما جَرَت

لَها الريحُ أَلقَت مِنهُما الوَرَقَ الخُضرا

وَزائِرَةٍ رُعتُ الكَرى بِلِقائِها

وَعادَيتُ فيها كَوكَبَ الصُبحِ وَالفَجرا

أَتَتني عَلى خَوفِ العُيونِ كَأَنَّها

خَذولٌ تُراعي النَبتَ مُشعَرَةً ذُعرا

إِذا ما مَشَت خافَت تَميمَةَ حَليها

تُداري عَلى المَشي الخَلاخيلَ وَالعِطرا

فَبِتُّ أُسِرُّ البَدرَ طَوراً حَديثَها

وَطَوراً أُناجي البَدرَ أَحسِبُها البَدرا

إِلى أَن رَأَيتُ اللَيلَ مُنكَشِفَ الدُجى

يُوَدِّعُ في ظَلمائِهِ الأَنجُمَ الزُهرا

خُذاها فَأَمّا أَنتَ فَاِشرَب وَهاتِها

لِأَسقيَها هَذا مُعَتَّقَةً بِكرا

وَهاتِ اِسقِني مِن طَرفِها خَمرَ طَرفِها

فَإِنّي اِمرُؤٌ آلَيتُ لا أَشرَبُ الخَمرا

أَرودُ بِعَيني مَنظَرَ اللَهوِ وَالصِبا

وَأَهوى ظِباءَ الإِنسِ وَالبَقَرِ العُفرا

وَبِنتَ مَجوسيٍّ أَبوها حَليلُها

إِذا نُسِبَت لَم تَعدُ نِسبَتُها النَهرا

تَجيشُ فَتُعدي جَوهَرَ الحَلي خِدرَها

وَتُغضي فَتُعدي نَكهَةَ العَنبَرِ الخِدرا

أَخَصُّ النَدامى عِندَها وَأَحَبُّهُم

إِلَيها الَّذي لا يَعرِفُ الظُهرَ وَالعَصرا

بَعَثتُ لَها خُطّابَها فَأَتوا بِها

وَسُقتُ لَها عَنهُم إِلى رَبِّها المَهرا

وَما زالَ خَوفاً مِنهُمُ في جُحودِها

يُقَرِّبُهُم فِتراً وَيُبعِدُهُم شِبرا

إِلى أَن تَلاقَوها بِخاتَمِ رَبِّها

مُخَدَّرَةً قَد عُتِقَت حِجَجاً عَشرا

إِذا مَسَّها الساقي أَعارَت بَنانَهُ

جَلابيبَ كَالجادِيِّ مِن لَونِها صُفرا

أَناخَ عَلَيها أَغبَرُ اللَونِ أَجوَفٌ

فَصارَت لَهُ قَلباً وَصارَ لَها صَدرا

قُلوبُ النَدامى في يَدَيها رَهينَةٌ

يَصيدونَها قَهراً وَتَقتُلُهُم مَكرا

أَبَت أَن يَنالَ الدُنُّ مَسَّ أَديمِها

فَحاكَ لَها الإِزبادُ مِن دونِها سِترا

إِذا ما تَحَسّاها الحَليمُ أَخو النُهى

أَسَرَّ بِها كِبراً وَأَبدى بِها كِبرا

وَدارَ بِها ظَبيٌ مِنَ الإِنسِ ناعِمٌ

تَرودُ عُيونُ الشَربِ جانِبَهُ شَزرا

فَحَثَّ مِطِيَّ الراحِ حَتّى كَأَنَّما

قَفا أَثَرَ العَنقاءِ أَو سايَرَ الخِضرا

إِذا ما أَدارَ الكَأسَ ثَنّى بِطَرفِهِ

فَعاطاهُمُ خَمراً وَعاطاهُمُ سِحرا

إِلى أَن دَعا لِلسُكرِ داعٍ فَمُوِّتوا

وَكانَ مُديرُ الكَأسِ أَحسَنَهُم سُكرا

أَدارَ عَلى الراحِ البَياتَ فَصَيَّرَت

وِساداً لَهُ مِنهُ التَرائِبَ وَالنَحرا

ظَلِلنا نَشوفُ الجِلدَ بِالجِلدِ لا نَرى

لَهُ وَلَها في طيبِ مَجلِسِنا قَدرا

سَلَكنا سَبيلاً لِلصِبا أَجنَبِيَّةً

ضَمِنّا لَها أَن نَعصِيَ اللَومَ وَالزَجرا

بِرَكبٍ خِفافٍ مِن زُجاجٍ كَأَنَّها

ثُدِيُّ عَذارى لَم تَخَف مِن يَدٍ كَسرا

عَلَينا مِنَ التَوقيرِ وَالحِلمِ عارِضٌ

إِذا نَحنُ شِئنا أَمطَرَ العَزفَ وَالزَمرا.[١]

قصيدة: دار الغواني بدلت آياتها

دارُ الغَواني بُدِّلَت آياتُها

حورَ المَها وَشَوادِنَ الغِزلانِ

لَعَبَت بِها حَتّى مَحَت آياتِها

ريحانِ رائِحَتانِ باكِرَتانِ

أَتَزيدُ كَم لَكَ مِن يَدٍ وَصَنيعَةٍ

عَمَّت فَقامَ بِشُكرِها الثَقَلانِ

لَولا بِرازُكَ لِلوَليدِ وَخيلِهِ

عَمرَ البِلادَ خَليفَتانِ اِثنانِ

جُمِعَت لِقَلبِكَ نَجدَةٌ وَسَماحَةٌ

ضَعُفَت بِحَملِها قُوى الأَبدانِ

وَإِذا المُلوكُ رَأوكَ يَوماً بارِزاً

جَعَلوا النُحورَ مَواقعَ الأَذقانِ

ذَهَبَت يَمينُكَ بِالسَماحِ فَما لَها

إِلا لِسانُكَ أَو ضَميرُكَ ثاني

لَولا سُيوفُ اللَهِ مِن شَيبانَ قَد

فُلَّت سُيوفُ خَليفَةِ الرحمن.[٢]

قصيدة: نبا به الوساد

نَبا بِهِ الوِسادُ

وَاِمتَنَعَ الرُقادُ

وَصادَهُ غَزالٌ

يُرمى فَما يُصادُ

وَيلي أَنا مَريضٌ

مالِيَ لا أُعادُ

أَبكي عَلى فُؤادي

إِذ ذَهَبَ الفُؤادُ

وَلَو بَكى لِشَيءٍ

بَكى لِيَ البُعادُ

أَصبَحتُ في جِهادٍ

إِنَّ الهَوى جِهادُ

يا قاتِلي وَقَتلي

في غَيرِهِ السَدادُ

صَرَمتَني وَمِنّى

صَفا لَكَ الوِدادُ

عُوِّدتُ مِنكَ حَتّى

قَد مَلَّني العُوّادُ

حُمِّلتُ مِنكَ مالاً

تَحمِلُهُ الأَطوادُ

مِمَّ وَفيمَ قَتلي

أَما لَكُم مَعادُ

لي في الصِبا اِرتِيادٌ

ما مِثلُهُ اِرتِيادُ

وَرُبَّ لَذَّةٍ لي

يَتبَعُها القِيادُ

أَحيَيتُها وَإِلفي النَ

عيمُ وَالسُهادُ

وَقَهوَةٍ شَمولٍ

مَنشَؤُها السَوادُ

كانَت بِعَهدِ نوحٍ

أَو عَصَّرَتها عادُ

سَبَأتُها وَحَولي

خَضارِمٌ أَنجادُ

لَيسَ لَهُم نَديدٌ

وَلا لَهُم أَندادُ

سَوَّدتُهُم بِفَضلي

وَسُؤدَدي فَسادوا

كَلامُهُم عَلَيها ال

غِناءُ وَالإِنشادُ

حُلِيُّها مِن ماءٍ

وَلُبسُها الإِزبادُ

إِذا دَنَت مِن نارٍ

جَلَّلَها اِرتِعادُ

قُلوبُنا سُيوفٌ

لِسِرِّنا أَغمادُ

وَخُلدُنا مُقيمٌ

لَيسَ لَهُ نَفادُ

أَكواسُنا مِلاءٌ

صادِرَةٌ وُرّادُ

لَها مِنَ الظِباءِ ال

أَعناقُ وَالأَجيادُ

وَعِندَنا فَتاةٌ

تُزهى بِها الأَعوادُ

وَعِندَنا غَزالٌ

بِطَرفِهِ يَصطادُ

مِن كَفِّهِ إِصدارُ النَ

عيمِ وَالإيرادُ

كَأَنَّهُ قَضيبٌ

في غَرسِهِ مَيّادُ

فَلَم يَزَل يَسقينا

صِرفاً لَها اِتِّقادُ

حَتّى اِنثَنى صَريعاً

كَفِّي لَهُ وِسادُ

كَأَنَّ شارِبيها

في سوقِهِم أَقيادُ

مُحَمَّدُ اِبنُ مَنصو

رٍ الفَتى الجَوادُ

ما بَعدَهُ جَوادٌ

لِجودِهِ يُرتادُ

جَزلُ النَدى تُداوى

بِحِلمِهِ الأَحقادُ

كَالبَدرِ لَيسَ يَغتا

لُ طولَهُ النِجادُ

أَحيا فِعالَ قَومٍ

كانوا هُمُ فَبادوا

وِراثَةً إِيّاها

وَرَثَّهُ زِيادُ

إِذا شَكاهُ مالٌ

لَهُ بِهِ يُجادُ

أَثنَت عَلى يَدَيهِ ال

قَواطِعُ الحِدادُ

دَفّاعُ مُعضِلاتٍ

لِحَملِها مُعتادُ

أَفنى طَريفَ ما يَم

لِكُ النَدى التِلادُ

لَو فَقَدتهُ يَوماً

لَاِغبَرَّتِ البِلادُ

غَيثٌ سَماءُ جودٍ

تَحيا بِهِ البِلادُ

لَيسَ لَهُ إِخلافٌ

وَلا لَهُ ميعادُ

آباؤُهُ أَنجادٌ

أَبناؤُهُ أَمجادُ

كَم مَعشَرٍ شِحاحٍ

صافَحَهُم فَجادوا

هُوَ الحَيا الَّذي لا

تَذُمُّهُ الرُوّادُ

عَطاؤُهُ اِبتِداءٌ

مُكَرَّرٌ مُعادُ

وَبَحرُهُ فَيّاضٌ

يَحمُدُهُ الوُرّادُ

وَهَمُّهُ إِمضاءٌ

وَفِعلُهُ اِعتِمادُ

وَسَيبُهُ إِسرافٌ

ما مَعَهُ اِقتِصادُ

بَثَّ النَوالَ حَتّى

أَحَبَّهُ الحُسّادُ

كَأَنَّما الأَنامُ

بِبابِهِ أَجنادُ

جَرى بِهِ مَنصورٌ

إِذ بَلَّدَ الجِيادُ

فَجاءَ حينَ فاتَ

يَسبُقُ أَو يَكادُ

مَدَحتُهُ وَمَدحي

مُحَمَّداً رَشادُ

عَلى الإِخاءِ مِنهُ

يُمسِكُهُ اِعتِقادُ

إِذا جَرَت شَمالٌ

أَو وَقَعَ الصُرادُ

أَو أَخلَفَت سَماءٌ

أَو أَصلَدَت زَنادُ

المُلكُ في قُرَيشٍ

لِهاشِمٍ مُنقادُ

فَهُم لَهُ رُواقٌ

وَأَنتُمُ أَوتادُ.[٣]

المراجع

  1. “وساحرة العينين ما تحسن السحرا”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
  2. “دار الغواني بدلت آياتها”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
  3. “نبا به الوساد “، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب