X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » علامات الاسم والفعل

علامات الاسم والفعل

علامات الاسم والفعل


علامات الاسم

ما هو الفرق بين الاسم والفعل؟

ينقسم الكلام في اللّغة العربيّة إلى اسمٍ وفعلٍ وحرفٍ، ولكلِّ قسمٍ من هذه الأقسام علاماتٌ تميّزه، وتعريف الاسم هو: ما وُضع لكي يدلّ على معنى مستقلٍ بالفهم مجرّدٍ عن الزّمن، ومعنى كونه مستقلًّا في الفهم أنّه المعنى يُفهم من ذكره وحيدًا، ومعنى أنّه مجرّد عن الزمن أي أنّه لا يحتوي على زمنٍ بين طيّاته، وهذا الاسم قد يدلُّ على إنسان أو حيوان أو جماد أو نبات أو معنى، وذلك مثل: “خالد، وعصفور، ودار، والعلم، والخوف، والصبر”، فجميع الأسماء السّابقة قد دلّت على معنًى مجرّد عن الزمن.[١]

يُقصد بعلامات الاسم أنّها الدّلائل والبراهين التي تختصّ بالاسم دون غيره من أنواع الكلِم “الحرف والفعل”، وللاسم علامات تميزه من غيره من أقسام الكلام؛ بمعنى أنّ له دلائل وقرائن لا تكون إلّا مع الاسم وهي:[٢]

دخول اللام

يتفرّد الاسم دون غيره من نوعي اللفظ -أي الفعل والحرف- بقبوله أل التّعريف قبله، مثال: “جاء الرجل“، و”التلميذ مجدٌّ“، و”السماء صافيةٌ“، و”الحلمُ محقّقٌ” فإنّ كلًّا من “التلميذ والسماء والحلم” اسمٌ دلّت عليه أل التعريف، فلو أدخلت هذه الـ”ال” على الفعل لفسد، فـ”قرأ” لا يمكن أن يقال “القرأ“.[٣]

دخول حروف الجر

يقبل الاسم الجرّ بحرف الجرّ، على عكس الفعل الذي لا يقبلها، وذلك في مثل: “ذهب الطالب إلى الدرسِ”، و”ذهبتُ إلى زيد“، و”عدتُ إلى البيتِ” فكلٌّ من “الدرس وزيد والبيت” أسماءٌ قد قبلتْ دخول أحرف الجر عليها، وهنا أيضًا لو أدخل حرف الجر إلى أحد الأفعال لفسد المعنى، فلا يمكن القول: “إلى يلعب“.[٤]

دخول التنوين

يلحق التنوين الاسم ويكون على أربعة أنواع، إمّا تنوين التّمكين وهو الذي يلحق الأسماء المعربة ليبيّن شدّة تمكّنها في الاسميّة، وذلك في مثل: “جاء قاضٍ” و” قابلتُ رجلًا“، أو تنوين التنكير وهو الذي يلحق الأسماء المبنيّة للدلالة على تنكيرها، مثل: “صهٍ ومهٍ”، أو تنوين عوض وهو إمّا أن يكون عوضًا عن مفرد إذا ألحق بـ”كل وبعض وأي” مثال: “رأيتُ كلًّا من الطلّاب” وإمّا أن يكون عوضًا عن جملة إذا ألحق بإذ، وهذا التّنوين لا يمكن أن يدخل على الفعل، فلا يمكن القول: “قرأً“.[٤]

دخول أدوات النداء

ممّا يختصّ به الاسم دون غيره أيضًا دخول أدوات النداء عليه، وذلك مثل: “يا أحمدُ“، “يا رجلَ العلمِ“، “يا دارنا” وإذا دخلت أحرف النداء على غير الاسم كالحرف مثلًا فهي ليستْ أداة نداء هنا، وذلك مثل: “يا ليتَ الحلمَ يتحقّقُ” فهنا دخلتْ يا النداء على الحرف المشبّه بالفعل فلمْ تعُدْ للنداء، وهذه الأحرف لا يمكن أن تدخل على الفعل فلا يمكن القول: “يا أكلَ“.[٤]

قبل ختام علامات الاسم الدالة عليه هناك سؤال قد يسأله بعض الدارسين وهو: هل التاء المربوطة من علامات الاسم؟ ولعلّ الجواب الأسلم هو القول إنّ ما عليه أكثر علماء اللغة العربيّة المُعتبرينَ -ومنهم ابن هشام الأنصاري- أنّ التاء المربوطة ليستْ علامة من علامات الاسم، فلذلك لم يذكرها ابن هشام مع العلامات المميزة للاسم، ولكن قد ذهب بعض النحاة -كما ذكر ابن هشام في حاشيته على شرح قطر الندى- أنّ علامات الاسم قد بلغَت نحوًا من ثلاثين علامة، ومن هذه العلامات التي ذكروها كانت التاء المربوطة.[٥]

علامات الفعل

ما الذي يميز الفعل عن الحرف والاسم؟

إنّ لفظة الفعل تُطلَقُ في اللغة العربية على ما دلَّ على معنى مستقل في نفسه مقترنًا بالزمن، وذلك مثل: “قال ويقول وقلْ”، وينقسمُ هذا الفعل بحسب دلالته على الزمن إلى فعلٍ ماضٍ يدلُّ على أمرٍ حدث وانتهى، وفعلٍ مُضارعٍ يدلُّ على أمرٍ يحدث في الوقت الحاضر، وفعل أمرٍ يدلُّ على طلب القيام بفعلٍ معيّنٍ، ولكلٍّ من هذه الأفعال علامة تميّزه عن الاسم وتميّزه عن بقية الأنواع من الأفعال أيضًا، وهذه العلامات هي:[٦]

دخول حرف قد

هذا الحرف يدخل على الفعلين الماضي والمضارع، ولا يدخل على الأمر، وهو مختصٌّ بالفعل يميّزه عن الاسم، وذلك مثل: “قد يفلح الطلّاب“، و”قد أفلح الطلاب“، وحرف “قد” إذا دخلَ على الفعل الماضي أفاد التحقيق والتوكيد، وإذا دخل على الفعل المضارع أفاد التّقليل، ولذلك لو أدخل هذا الحرف على الجملة الاسميّة لفسدتْ، مثال: “السماءُ صافيةٌ” إذا دخل عليها الحرف قد فإنّها تصبح “قد السماء صافيةٌ” وهذه الجملةُ جملةٌ غير صحيحة.[٧]

دخول حرفي الاستقبال

وهي علامة الفعل المضارع التي تميّزه عن الاسم وتميّزه عن الفعلين الماضي والأمر، فالفعل المضارع فقط هو الذي يقبل العلامات الدّالّة على الاستقبال وهي: “السين وسوف”، مثال: “يقرأُ الطالب الدرس” فيُمكن القول في هذه الجملة: “سوف يقرأُ الطالب الدرس”، أو “سيقرأُ الطالبُ الدّرس”، ولكن لا يمكن القول: “سوف الطالب”.[٧]

دخول الضمير المتصل التاء

وهذه العلامة خاص ة بالفعل الماضي تميّزه عن الاسم وعن كلٍّ من الفعلين المضارع والأمر أيضًا، فلا تتّصل “تاء الرفع المتحرّكة أو تاء التّأنيث السّاكنة” إلّا في الفعل الماضي، وذلك مثل: “قابلتُ صديقي“، و”الفتاة لعبتْ بالكرة“، فكلٌّ من “قابلتُ ولعبتْ” فعلان ماضيان وليسا اسمين، إذ دخلتْ عليهما تاء الرفع المتحرّكة وتاء التّأنيث السّاكنة، فلا يمكن أن تدخل التّاء على كلٍّ من الفعلين المضارع أو الأمر، فلا يُمكن القول: “يدرستُ” أو “ادرستْ”، ولا يمكن أن تدخل على الاسم أيضًا، فلا يمكن القول: “الطالبتْ“.[٧]

دخول ياء المخاطبة

وهي من الضمائر المتصلة، وتختصُّ هذه العلامة بكلٍّ من فعلي الأمر والمضارع، بينما لا تدخل على الفعل الماضي، وذلك في مثل: “اقرئي الدّرس”، و“تقرئين الدرس”، فكلٌّ من اقرئي وتقرئين قد دخلتْ عليه ياء المؤنّثة المخاطبة.[٧]

دخول الجوازم

وهذه العلامة تختصّ بالفعل المضارع فقط دون الفعلين الماضي والأمر، فهي علامة تميّزه عن الاسم وكذلك تميّزه عن الفعلين الماضي والأمر، وذلك مثل: “لم يكتبْ الطالب الوظيفة“، و”لتقمْ بواجبك“، و”لمّا يؤدِّ العامل عمله“، و”لا ترمِِ القمامة إلا في مكانها المخصّص لها“، فكلٌّ مِن: “يكتبْ وتقُم ويؤدِّ وترمِ” فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بأحرفٍ جازمة، فهي أحرفٌ مختصّةٌ بالفعل المضارع، فلا يمكن أن تدخل على كلٍّ من الفعلين الماضي والأمر، فلا يمكن القول: “لم ذهبَ ولم اذهبْ” ولا تدخل على الاسم فلا يمكن القول: “لمْ الطالب“.[٧]

الدلالة على الطلب

وهذه القرينة خاص ّة بالفعل الأمر دون غيره من الأفعال فهي تميّزه عن الاسم وتميّزه عن الفعلين الماضي والمضارع، فهذان الفعلان مجرّدان عن الطلب، فإذا دلّ الفعل على طلبٍ كان فعل أمرٍ، وذلك على نحو: “اغلقْ الباب”، و“أكمل حديثك”، و“اصبر كثيرًا” فإنّ كلٍّا من “اغلق واصبر وأكمل” أفعالٌ قد دلّت على طلب القيام بفعل معيّن.[٧]

تدريبات على علامات الاسم والفعل

كيف يُمكن للدارس أن يفهم القواعد أعلاه؟

1. جاء الطالب: الطالب اسمٌ، والعلامة التي دلّت عليه هي “ال” التعريف.

2. ذهبتُ إلى حديقةٍ: حديقة اسمٌ، والعلامة التي دلّت عليه هي دخول حرف الجر عليه والتّنوين.

3. يا زيدُ تقدّم: زيد اسمٌ، والعلامة التي دلّت عليه هي النداء بـ “يا”.

4. قرأتُ الدرسَ: قرأتُ فعل، والعلامة التي دلّت عليه تاء الرفع المتحرّكة وهذه العلامة خاص ّة بالفعل الماضي.

5. الطالبة كتبتْ الوظيفة: كتبت فعل، والعلامة التي دلّت عليه تاء التّأنيث السّاكنة وهذه العلامة خاص ة بالفعل الماضي.

6. قد تبلغ المجد: تبلغ فعل، والعلامة التي دلّت عليه “قد”، وهنا جاءت قد حرف تقليل لأنّها جاءت مع الفعل المضارع.

7. قد بلغَ الفتى مراده: بلغ فعل، والعلامة التي دلّت عليه “قد”، وهنا جاءت حرف تحقيق وتوكيد لأنّها جاءت مع الفعل الماضي.

8. لم يرضَ الطالب بعلامته: يرضَ فعل، والعلامة التي دلّت عليه دخول حرف الجزم “لم” وهذه العلامة خاص ّة بالفعل المضارع.

9. سيتحقّقُ ما كان بالأمس صعبًا: سيتحقّق فعلٌ، والعلامة التي دلّت عليه سين الاستقبال، وهي علامة خاص ّة بالفعل المضارع.

10. أنتِ تكتبين الوظيفة: تكتبين فعلٌ، والعلامة التي دلّت عليه ياء المؤنّثة المخاطبة.

11. اقرأْ الدرس: اقرأ فعلٌ، والعلامة التي دلّت عليه هي دلالته على الطّلب، وهي علامة خاص ّة بالفعل الأمر.

الاسم هو لفظٌ يدلُّ على معنى محدّد وهذه النقطة يشترك فيها مع الفعل، بينما الاختلاف بينهما يكون في أنّ الفعل مقترنٌ بالزمان، بينما الاسم مجردٌ عنه، ولكلّ منهما علاماتٌ ودلائل تميّزه وتدلّ عليه، فعلامات الاسم هي: “دخول ال التّعريف ودخول أحرف الجر ودخول أحرف النداء والتنوين”، بينما خصائص الفعل كالآتي: الفعل الماضي يقبل “تاء الرفع المتحرّكة وتاء التّأنيث”، والفعل المضارع يقبل “أحرف الاستقبال والأحرف الجازمة”، وفعل الأمر “يدلّ على طلبِ القيام بأمرٍ معيّنٍ”.

المراجع[+]

  1. مُصطفى الغلاييني، جامعُ الدّروس العربيّة، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 9، جزء 1. بتصرّف.
  2. مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 9، جزء 1. بتصرّف.
  3. ابن عقيل، شرحُ ابنُ عقيل على ألفيّة ابن مالك، الرياض:الطلائع، صفحة 19، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الرياض:الطلائع، صفحة 19، جزء 1. بتصرّف.
  5. ابن هشام (2012)، سبيل الهدى على شرح قطر الندى (الطبعة 4)، دمشق:مكتبة دار الفجر، صفحة 6. بتصرّف.
  6. مصطفى الغَلاييني، جَامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 11، جزء 1. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح ابن عَقيل، شرح ابن عقيلٍ على ألفية ابنِ مالِك، الرياض:الطلائع، صفحة 24، جزء 1. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب