علاج بروز القفص الصدري

علاج بروز القفص الصدري

وأيضًا يسمى بالصدر الجؤجؤي، وهو عيب خلقي غير شائع الحدوث يؤدي إلى بروز عظام صدر الطفل للخارج، وعادةً ما لا يلاحظ هذا البروز إلّا بعد سن المراهقة، وفي معظم الأحيان وعند معظم الأطفال والمراهقين فإنَّ المشكلة الرئيسة لهذه الحالة تكمن في التشوه الذي يظهر عليهم، ولكن وفي بعض الأحيان أيضًا قد يؤدي بروز القفص الصدري إلى الشعور بضيق التنفس،[١] ويصاب الأشخاص بهذه الحالة نتيجة التطور غير الطبيعي للغضروف الذي يربط الأضلاع، والسبب الدقيق للإصابة غير مكتشف بعد، ولكن يوجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة، ومنها الآتي:[٢]

• متلازمة مارفان.
• متلازمة إهلرز- دانلوس.
• اضطرابات التمثيل الغذائي.
• متلازمة نونان.
• متلازمة موركيو.
• مرض هشاشة العظام.
• متلازمة كوفين لوري.
• خلل الكروموسومات.
• المتلازمة القلبية الوجهية الجلدية.

وجدار الصدر يحيط بالقلب والرئتين ويعمل على حمايتهم، ونتيجةً ذلك فإن الإصابة ببروز القفص الصدري قد يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض التي تؤثر على القلب والرئتين، ومن هذه الأعراض الآتي:[٣]

• الشعور بضيقٍ في التنفس، خاصةً أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
• تسارع دقات القلب.
• الشعور بالتعب.
• الشعور بألم في الصدر.
• التعرض لالتهابات متكررة بالجهاز التنفسي أو الإصابة بمرض الربو.

كما يقوم الطبيب بتشخيص بروز القفص الصدري عن طريق الفحص البدني أو عن طريق اختبارات التصوير كالتصوير بالأشعة السينية، ومن ثم سيقوم بتحديد طريقة العلاج المناسبة، ويوجد العديد من طرق العلاج، وهي كالآتي:[٤]

• استخدام سناد.
• الجراحة.
• التمارين.

استخدام سناد

هل يسبب استخدام السناد مضاعفات؟ عادةً ما لا يكون العلاج ضروريًا عند معظم الأشخاص المصابين، ولكن وعند الحاجة إلى علاج وخاصةً في الحالات الخفيفة والمتوسطة فسيتم استخدام السناد، وهو عبارة عن دعامة مبطنة تقوم بتصحيح البروز الخارجي للصدر من خلال الضغط المستمر على الغضروف، وهذا الضغط سيساهم في إعادة تشكيل الغضروف بشكلٍ تدريجي مع مرور الوقت، كما ويعد العلاج الأكثر شيوعًا[٤].

وتجدر الإشارة إلى أنَّه يجب ارتداء السناد لمدة لا تقل عن ثماني ساعات كل يوم ولمدة ستة أشهر على الأقل، ويختلف مقدار الضغط المطلوب في العلاج باختلاف شدة الإصابة، والطبيب هو من يقوم بتحديد الضغط المناسب، وعادةً ما تظهر النتائج خلال الأشهر الأولى، [٤]واستخدام السناد آمن جدًا، ولكن عند البعض قد يؤدي إلى تهيج الجلد الملامس له.[٥]

عندما يؤدي السناد إلى تهيج الجلد فيجب التوقف عن استخدامه، ومن ثم التوجه للطبيب المختص ليقوم بتعديله.[٥]

الجراحة

من هم الأشخاص الذين يحتاجون العلاج بالجراحة؟ تختلف العلاجات التي يقررها الطبيب تبعًا للحالة الخاصة بكل حالة، تعد الجراحة العلاج الأنسب للأشخاص الذين يعانون مما يأتي:[٦]

• تشوه حاد في القفص الصدري.
• الأشخاص الذين لم يشعروا بتحسن بعد استخدام السناد.
• الأشخاص الذين يعانون من ثبات وعدم توافق في صدورهم.
• الذين يعانون من تقعر القفص الصدري بالإضافة إلى بروزه.

ولكن وبالرغم من الفوائد التي قد تعود على المريض بعد إجراء الجراحة، إلا أنها قد تؤدي إلى ظهور بعض المضاعفات شأنها شأن أي عملية جراحية أخرى، ومن تلك المضاعفات الآتي:[٥]

• استرواح الصدر.
• النزيف.
• الانصباب الجنبي.
• التهاب التامور.
• الالتهابات.
• تكرر الإصابة ببروز القفص الصدري.

والهدف من علاج بروز القفص الصدري هو تحسين الشكل العام للجسد، وأيضًا تخفيف الأعراض التي قد تظهر على المصاب[٢]، ويوجد العديد من الإجراءات الجراحية التي يمكن استخدامها، وهي كالآتي:

الاستئصال بالمنظار للغضروف الضلعي مع قطع عظم القص

هذا النوع من الجراحة يساعد في علاج بروز القفص الصدري عند الأطفال في سن ما قبل دخول المدرسة، وذلك بسبب مرونة جلدهم، وأيضًا بسبب سهولة فصل عظام القفص الصدري مقارنةً بالأشخاص الكبار البالغين، وفي دراسة أجراها الدكتور فونكالسرود في عام 2008 م في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تفاصيلها كالآتي:[٧]

• منذ عام 1970 حتى 2008 خضع 260 مريضًا منهم 89% من الذكور.
• جميع المرضى يعانون من ضيق التنفس، عدم القدرة على التحمل، وتسارع في النفس أثناء القيام بمجهود بدني.
• كانت أعراض مرض الربو ظاهرةً على 22% من المرضى.
• كان البروز غير المتماثل ظاهر على 126 مريضًا بنسبة 48%.
• كان متوسط عمر المرضى 18.2 سنة.

• كان هناك بروز مشترك في الجزء العلوي والسفلي من الصدر عند 17 مريضًا.
• كان هناك درجات متفاوتة من البروز على جانب واحد أو جانبين من أسفل الصدر على 36% من المرضى.
• تم علاج التشوهات المتكررة عند 16 مريضًا.
• عند آخر 181 مريضًا تم استئصال أجزاء صغيرة من أطراف الغضاريف المشوهة وإعادة وصلها باستخدام الغرز.
• تم استئصال قطعة من عظمة القص عند جميع المرضى، ولكن تم وضع دعامة أمامية لعظمة القص لمدة 6 أشهر عند 242 مريضًا بنسبة 93%.

وقد خلص الباحث إلى أن: ” هذا النوع من الجراحة أقل تكلفةً من الجراحات المفتوحة، وأيضًا يؤدي إلى تقليل حدوث المضاعفات وتخفيف الألم، وتقليل فترة المكوث بالمشفى كما يعطي نتائج تجميلية جيدة “.

الإصلاح الجراحي المفتوح

يتضمن هذا النوع من الجراحة لعلاج بروز القفص الصدري إجراءً يسمى إجراء رافيتش Ravitch procedure، والذي يتم من خلال اتباع الخطوات الآتية:[٥]

• عمل شق في منتصف الصدر.
• ومن ثم إزالة الغضروف الأمامي.
• ثم وضع دعامات من الفولاذ المقاوم للصدأ من خلال منطقة الصدر الأمامي لدعم عظمة القص وبالتالي رفعها إلى أعلى.
• يتم إزالة هذه الدعامات لاحقًا عن طريق الجراحة أيضًا.

الإصلاح بالوصول الطفيف

تسمى أيضًا بتقنية أبرامسون Abramson technique، وعادةً ما يتم استخدامها عند الأشخاص الذين يفضلون الجراحة بدلًا من السناد أو الذين لم يشعروا بأي تحسن بعد استخدام السناد أو عند الأشخاص الذين يكون جدار الصدر عندهم صلب، حيث أفادت دراسة تم إجراؤها في عام 2016 م في جامعة يونسي في كوريا الجنوبية، وكانت تفاصيلها كالآتي:[٨]

• خضع 16 مريضًا ببروز القفص الصدري بين يوليو 2011 ومايو 2015 إلى جراحة الإصلاح بالوصول الطفيف.
• كان جميع المرضى من الذكور وبلغ معدل أعمارهم 13.20-24.35 عام.

وقد خلص الباحثون إلى أنَّ: ” الإصلاح بالوصول الطفيف يعد علاجًا فعالًا، وخاصةً عند الأشخاص البالغين “.

سيتم اختيار نوع الجراحة من قبل الطبيب وبناءً على تفضيلات المريض، ولكن إجراء الجراحة باستخدام المنظار يعد من أفضل أنواع الجراحة، وذلك لأنَّ لها العديد من المزايا كتخفيف فترة المكوث بالمشفى وتخفيف الألم.

التمارين

هل يمكن للتمارين أن تساعد على العلاج؟ في السنوات القليلة الأخيرة تم استخدام التمارين الرياضية في علاج بروز القفص الصدري، وهذه التمارين تعمل على تحسين مظهر البروز في منطقة الصدر الخارجي عن طريق استهداف العضلات المحيطة بتلك المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ العلاج باستخدام التمارين لا يساعد على شفاء الحالات المتوسطة والشديدة، ولا يوجد أبحاث تثبت فاعلية التمارين في العلاج، كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه.[٤]

عند ممارسة التمارين الرياضية لعلاج بروز القفص الصدري فيجب العمل مع أشخاص يمتلكون الخبرة في هذا المجال.

نصائح بعد علاج بروز القفص الصدري

متى يمكن العودة لممارسة الأنشطة بعد الجراحة؟ بعض الأشخاص قد لا يستطيعون ممارسة الأنشطة الطبيعية بعد الخضوع للعلاج، وخاصةً الأشخاص الذين كانوا يعانون من ضيق التنفس، لذلك هناك العديد من النصائح التي قد تساعد على تحسين الأعراض بعد الخضوع للجراحة، والنصائح كالآتي:[٩]

• التنفس بشكلٍ عميق ومتكرر.
• تقليل تحريك الصدر ولفه لمدة 4 أشهر من الجراحة.
• تجنب رفع الذراعين بشكلٍ سريع لمدة 4 أشهر من الجراحة.
• البدء بممارسة التمارين التي تعمل على تقوية الأطراف السفلية بعد أسبوعين من الجراحة.
• استخدام الأوزان الخفيفة لتقوية العضلة ذات الرأسين والعضلة المثلثة.
• البدء باستخدام عضلات الصدر والبطن بعد 3-4 أسابيع من الجراحة.
• عدم توجه الأطفال الذين في سن المدرسة إلى الصالات الرياضية لمدة 5 أشهر.
• ممارسة تمارين الإطالة التي تساعد في شد عضلات الكتف، وذلك لتحسين وضع الجسم.

عادةً ما تبدأ الأعراض بالتحسن، وسيستطيع المريض العودة لممارسة الأنشطة بشكلٍ طبيعي في خلال 3-6 أشهر من الجراحة.

المراجع[+]

1. ↑ “Pectus carinatum”, mayoclinic, Retrieved 19/3/2021. Edited.
2. ^ أ ب “What is pectus carinatum and can it be treated?”, medicalnewstoday, Retrieved 19/3/2021. Edited.
3. ↑ “Chest Wall Disorder: Pectus Carinatum”, kidshealth, Retrieved 19/3/2021. Edited.
4. ^ أ ب ت ث “Everything You Should Know About Pectus Carinatum”، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. Edited.
5. ^ أ ب ت ث “Pectus Carinatum”, my.clevelandclinic, Retrieved 19/3/2021. Edited.
6. ↑ ” hopkinsmedicine, Retrieved 19/3/2021. Edited.
7. ↑ “Surgical correction of pectus carinatum: lessons learned from 260 patients.”, reference.medscape, Retrieved 19/3/2021. Edited.
8. ↑ “Minimally Invasive Repair of Pectus Carinatum in Patients Unsuited to Bracing Therapy”, www.ncbi.nlm.nih, Retrieved 19/3/2021. Edited.
9. ↑ “Pectus Carinatum Treatment & Management”, emedicine.medscape, Retrieved 19/3/2021. Edited.