عادات عيد الأضحى حول العالم
أشهر عادات وتقاليد عيد الأضحى حول العالم
في بلاد الشام
تتنوع طرق التعبير عن الفرحة بعيد الأضحى، فتختلف تقاليد وطقوس العيد في بلاد الشام عن غيرها من الدول، ففي دول بلاد الشام مثلًا، يبدأ الناس بتحضيرات العيد بالذهاب إلى الأسواق لشراء ملابس جديدة للأطفال، وصنع الكعك بالتمر والمعمول المحشو بالتمر والمكسرات وغيرها من أنواع الحلويات مثل الغريبة المشهورة تحديدًا في فلسطين، إلى جانب صنع الحلويات الشرقية كالكنافة والبلورية في لبنان، والتي تُقدّم في أيام العيد إلى جانب القهوة العربية، وفي صباح يوم العيد يتجه جميع الناس من النساء والرجال والأطفال إلى الصلاة، ويتصافحون ويهنئون بعضهم، ثمّ يتوجهون إلى ذبح الأضاحي، لتجتمع العائلة بعد ذلك لتناول وجبة الإفطار، وفي الأردن تتكون وجبة الفطور عادة من الحمص والفلافل، إلى جانب كبدة الخروف المحشية بالثوم والبقدونس، ومن الجدير بالذكر أن مصطلح بلاد الشام يطلق على كل من؛ فلسطين، والأردن، وسوريا ولبنان.[١]
في دول الخليج العربي
يتوجه الخليجيون في صبيحة يوم عيد الأضحى إلى أماكن الصلاة بالتلبية والتهليل والتكبير، وبعد صلاة العيد تجتمع العائلة لذبح الأضحية، ثمّ يتبادل الأهل والأقارب الزيارات وتُقدّم لهم “فوالة العيد” أو “جعالة العيد” إذ تقوم النساء بتجهيزها في أطباقٍ مناسبة وتتكوّن من المكسرات؛ كالزبيب واللوز والفستق، والعديد من الحلويات الأخرى والهدايا الصغيرة، وتجتمع العائلة في بيت الأجداد أو بيت كبير العائلة على وجبة الغداء التي يُقدّم فيها جزء من الأضحية التي ذُبحت في الصباح، وينطلق الأطفال إلى الشوارع باللباس المحلي وهم يرددون أغاني العيد القديمة، وتُعطى لهم العيدية، ولكل دولة تقاليد وطقوس مختلفة للعيد؛ إذ تختلف تقاليد العيد في قطر، عن تقاليد العيد في الإمارات، عنها في عُمان، والسعودية، والكويت.[٢]
في دول المغرب العربي
يرتدي أهالي دول المغرب العربي الزي التقليدي الخاص لكل دولة، عند الذهاب إلى صلاة العيد، وبعد عودتهم يباشرون في ذبح الأضحية وتوزيعها، ويتسم العيد في هذه الدول بمظاهر الفرح والسرور، وكل دولة يُميزها طبق خاص بها، ففي الجزائر يشتهر أكل “البوزلوف” وهو رأس الخروف، بينما يأكل التونسيون أيضا رأس الخروف، ولكن بعد طهوها مع مرق أو على البخار إلى جانب الأعشاب الجبلية، وأما المغرب فتشتهر بطبق “البولفاف” وهو قطع من كبد الخروف مشوية، وملفوفة في شرائح من الشحم، وفي تونس وليبيا والجزائر يشتهر طبق “العصبان”؛ وهي الأمعاء بعد حشوها بالأرز وقطع اللحم، والكبد وإضافة الخضار والبهارات إليها.[٣]
في مصر
يحتفل المصريون باستقبال عيد الأضحى قبل حلوله بشهرٍ على الأقل، وتبدأ بتجهيز أسواق الماعز والمواشي والسكاكين للذبح، وفي يوم العيد يتجه المصريون إلى الصلاة ومن ثمّ ذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء، لتبدأ بعدها فعاليات العيد المميزة، ومن أشهر الطقوس وجبة الفتة والرقاق باللحمة، واجتماع العائلة عليها، وفي الليل تمتلئ المنتزهات ودور السينما التي تشهد إقبالاً كبيراً.[٤]
في تركيا
تستقبل تركيا عيد الأضحى المبارك بطريقة مميزة وجميلة وبالعادات والتقاليد الّتي توارثتها الأجيال على مر الزمن، إذ تُحنّى الأضحية في يوم عرفة، وفي صباح يوم العيد يتوجه الرجال إلى المساجد للصلاة، وتهنئة بعضهم ثم العودة للمنزل لتهنئة الأهل، ثمّ ذبح الأضحية، وتبدأ النساء باستقبال العيد بتنظيف المنزل وتحضير الحلويات الخاصة بالمناسبة، ويُطبخ كبد الخروف في نفس اليوم، أما الطبق المشهور في هذا العيد هو “الكاورما”؛ وهي عبارة عن طبخ لحم الخروف مع الدهن، بالإضافة إلى تقديم الشاي الساخن والبقلاوة للضيوف.[٥]
في إندونيسيا
تتسم مظاهر العيد في إندونيسيا بالفرح والسرور، وتبدأ بالصلاة وذبح الأضحية، وتتميز الطقوس لديهم وتتنوّع ومن أبرزها؛ تقديم طبق الحلويات المشهور لديهم والمعروف باسم “لابيتس ليجيتس”، والذي يتكوّن من عدّة طبقات من العجين، ويتم شواؤه بعد إضافة القليل من البهارات والتوابل إليه، ويشتهرون أيضاً بطبق “الرينداج”؛ والذي يتألف من اللحم المتبل بالعديد من أنواع البهارات الحارة وحليب جوز الهند، في حين يشتهر هذا الطبق أيضاً في دول أخرى مثل ماليزيا والفلبين وبروناي.[٦]
في ماليزيا
يبدأ عيد الأضحى في ماليزيا مساء يوم عرفة بعد أن يُعلن عنه وفقاً للحساب الفلكي، ويُسمى أيضاً بعيد القرابين، ويستقبلونه بالتهليل والتكبير، وفي صبيحة العيد يرتدي المصلون ملابس تقليدية زاهية الألوان ومزركشة تُعرف باسم “بباجو ملايو”، وطاقية ملايوية اسمها “السكونكؤ”؛ والتي تُظهر مدى سعادتهم وفرحهم بالعيد، ويذهبون إلى صلاة العيد لإقامة شعائرها، وبعد الانتهاء من الصلاة يذهب المصلون إلى أماكن ذبح الأضاحي، إذ يتم الأمر بشكل منظم وسريع، ويُسمح لصاحب الأضحية بالاقتراب من مكان الذبح، وذكر الله على أضحيته.[٧]
ومما سبق نلاحظ بأن الاحتفال بعيد الأضحى يتسم بالبهجة والسرور في جميع الدول الإسلامية، وذبح الأضاحي وتجهيزها، وتقديم حلويات العيد التقليدية في مختلف البلدان هو من أبرز ما تتشابه به جميع الدول في عيد الأضحى.
أغرب عادات وتقاليد عيد الأضحى في العالم
تختلف العادات والتقاليد في العيد من دولة لأخرى، إذ تشتهر بعض الدول بوجود عادات وطقوس غير مألوفة، وفيما يأتي بعضًا من عادات الشعوب في الاحتفال بالعيد في بعض دول العالم:
تحجيج الأضاحي
تنتشر عادة تحجيج الخراف في بعض المناطق التونسية، وهي من أغرب الطقوس في عيد الأضحى، إذ لا يقوم التونسيون بتقطيع الخروف في أول أيام العيد، ويكتفون بذبحه وسلخه فقط، وقد سميت هذه العادة بتحجيج الأضاحي نظرًا لتزامنها مع موسم الحج.[٨]
طباعة كف الأطفال على الجدران بدم الأضحية
تُعد عادة طباعة كف الأطفال على الجدران بدم الأضحية الأبرز والأكثر انتشاراً في قرى ومحافظات مصر، إذ يقوم الأطفال بتلطيخ أيديهم بدم الأضحية بعد ذبحها وطباعتها على جدران المنزل أو على السيارات، وهي من العادات الّتي توارثتها الأجيال عبر الزمن، ولا زالت حاضرة إلى يومنا هذا، وفيها تأكيد على أن هذه العائلة قد ذبحت الأضحية.[٩]
تكحيل الأضحية
تقوم النساء في ليبيا بتكحيل عيني الأضحية بالكحل العربي، ثمّ إشعال البخور والنار بالقرب منها، استعدادًا لمراسم عيد الأضحى، وعند الذبح يقوم جميع أفراد العائلة بالتكبير والتهليل، ولا بدّ في الأضحية أن تكون كبشًا ذا قرون.[٨]
مصارعة الأضاحي
تنتشر عادة مصارعة الأضاحي المُدهشة والغريبة في الجزائر، ويتم تنظيم هذه الفعالية قبل حلول العيد، وتجهيز مساحة واسعة وأماكن للمتفرجين الذين يأتون من كل مكان لمشاهدة هذه المصارعة.[٨]
المقارنة بين قلب الأضحية والذابح
تُعدّ هذه العادة من العادات الغريبة المنتشرة في مصر، إذ ينظر النّاس إلى قلب الأضحية، ويتم مقارنتها مع قلب صاحبها، فإن كان لونها مائلًا للأبيض أو الأسود فهو يُعبّر عن قلب من قام بذبح الأضحية.[٨]
عادة بو جلود
يُعد كرنفال “بوجلود” أحد الطقوس الغريبة في عيد الأضحى عند المغاربة، وهو يشبه الحفلة التنكرية، إذ يلبس فيها أحدهم لباسًا مصنوعًا من جلود الماعز أو الخراف؛ بعد تنظيفها وتنشيفها، ويدور في الشوارع، ويلحق خلفه الأطفال، مرددين الأغاني التراثية ناشرين جوًّا من البهجة والمزاح والضحك، ثم يذهبون للعائلات لالتقاط الصور، وأخذ العيدية.[٨]
عادة الحية بية
تُعد “الحية بية” أحد التقاليد المنتشرة في عيد الأضحى بمملكة البحرين، إذ يقضي الأطفال وقتاً ممتعاً مع ذويهم على شاطئ البحر وهم يرتدون الأزياء الشعبية، وهي يرددون أغنية “الحية البية” المشهورة لديهم التي تقول “حية بية.. راحت حية وجات حية.. على درب لحنينية.. عشيناك وغديناك وقطيناك.. لا تدعين علي حلليني يا حيتي”.[٨]
وتُعرف “الحية بية” بأنّها عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل، ويُزرع فيها الحبوب مثل القمح والشعير، إذ يتم تعليقها في المنازل حتى تكبر وترتفع، وفي يوم وقفة عرفات يلقي الأطفال بها في البحر، مع الأدعية بأن يجعل الله عيدهم سعيداً، وأن يعود حجاجهم من بيت الله الحرام سالمين معافين، ويُذكر أن أصل كلمة “الحية بية” هي “الحجي بيجي” وهي إشارة إلى أن الحاج سوف يعود بعد انتهاء موسم الحج.[٨]
المراجع[+]
- ↑ “4 من مظاهر الاحتفال وتقاليد عيد الفطر في بلاد الشام”، إدارابيا، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “عيد الأضحى في الخليج.. “الجعالة والفوالة” أبرز مظاهر الاحتفال.. أنشطة ترفيهية بـ”عمان”.. ليال كوميدية بـ”الإمارات”.. كبسة اللحم والجريش بالسعودية.. والبقلاوة تحلو بالكويت”، البوابة، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “هذه أبرز عادات عيد الأضحى في كل بلد مغاربي”، أصوات مغاربية، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “أشهر عادات العرب في عيد الاضحى”، مجلة سيدتي، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “ماذا تعرف عن أجواء وتقاليد عيد الأضحى في تركيا؟”، تي آر تي عربي، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “عادات وتقاليد عيد الفطر في إندونيسا”، إيه عربي، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “عادات وتقاليد الأعياد في ماليزيا”، العربي ، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ “”تحجيج الخراف” و”الحية بية” و”بو جلود”… أغرب عادات عيد الأضحية في بعض الدول”، سبتونك عربي، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ “«دماء الأضحية».. كفوف حمراء على جدران المصريين”، أخبار اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
