X
X



صفات أبي هريرة

صفات أبي هريرة


صفات أبي هريرة الأخلاقية

شدّة تعلّقه برسول الله صلى الله عليه وسلم

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- من أكثر الصّحابة مُلازمةً لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكانَ يُحبّهُ ويثقُ به، ويُسَرُّ لخدمته، ويحفظُ كلامه وأفعاله بأدقِّ تفاصيلها، وقد أُثِرَ عنه في روايته للحديث أنه يقول: (أوصاني خليلي)،[١]، أو (سمعت خليلي يقول)[٢] وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على قربهِ من رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وتعلّقه به.[٣]

وقد رافق رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أربعةَ أعوامٍ طلباً للعلم ونيلاً لشرف خدمته -صلى الله عليه وسلم-، فكانَ زاهداً في الدّنيا غير متعلّقٍ بها وطالباً ما عند الله -عز وجل- من أجر وثواب،[٤] حتّى أنّه كان يجلس إلى خادم رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أنس بن مالك -رضي الله عنه- ليحدّثه عن حياةِ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته إلى المدينة، حيث كانَ حريصاً على معرفةِ أخبارِ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكانَ يغبطُ أصحابَ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- المقرّبين منه كعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، متمنّياً أن يكونَ منهم.[٥]

محبته للعلم وأهله

كان لأبي هريرة -رضي الله عنه- باعٌ طويلٌ في العلم الشرعي، وهو فقيهٌ وراوٍ للحديثِ، حيث كانَ موهوباً بشكلٍ فريدٍ، يُتقِنُ الحفظَ ويُحسِنُ التّلقينَ والفتوى، وقد حاول المروان بن الحكم عندما كانَ والياً للمدينةِ أن يختبر حفظه، فدعاه وطلب منه أن يحدّثه، وجعلَ أحداً يكتب ما يُحدّثُ به أبو هريرة -رضي الله عنه- دونَ أن يعلم، ثمّ دعاه بعدَ عامٍ كامِل وطلبَ أن يحدّثه بما حدّثه سابقاً ففعلَ ولم يُخطِئ في حرفٍ واحد، فكانَ هذا اختباراً تفوّقَ فيه أبو هريرة -رضي الله عنه- بقوّة حفظه وإتقانه،[٦] ومن أبرزِ الشّواهدِ على قوّة علمه؛ كثرةُ من رووا عنه الحديثَ من الصّحابةِ الكرام -رضي الله عنهم- والتابعين، حتّى أنّ الإمامَ البُخاري زعمَ أنّ عدد الرّواةِ عنه قد يزيدُ عن الثمانِمئة راوٍ، وأبزر من روى عنه نذكرهم فيما يأتي:[٧]

  • روى عنه من الصّحابة: حيث روى عنه الكثير من الصحابة ومنهم:
    • زيد بن ثابت -رضي الله عنه-.
    • أبو أيّوب الأنصاري -رضي الله عنه-.
    • عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
    • عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-.
    • عبد الله بن الزّبير -رضي الله عنه-.
    • أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه-.
    • جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
    • عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-.
    • أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه-.
    • أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
    • أبو رافع مولى رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم من الصحابة-.
  • روى عنه من التّابعين: حيث روى عنه الكثير من التابعين ومنهم:
    • سعيد بن المسيّب -رحمه الله-.
    • عروة بن الزّبير -رحمه الله-.
    • سالم بن عبد الله بن عمر -رحمه الله-.
    • أبو سلمة بن عبد الرحمن -رحمه الله-.
    • عطاء بن أبي رباح -رحمه الله-.
    • مجاهد -رحمه الله-.
    • الشعبي -رحمه الله-.
    • ابن سيرين -رحمه الله-.
    • عكرمة -رحمه الله-.
    • نافع مولى ابن عمر -رحمه الله-.

إنّ كثرة روايةِ أبي هريرة -رضي الله عنه- للحديثِ جعلت منه محطّاً للأنظار في المدينة، وإنّ من النّاسِ من كانَ ينتقدُ كثرة روايتهِ للأحاديثِ، وانفراده ببعضِ الأحاديث التي لم يروِها غيره من الصّحابة الآخرين،[٨] وقد تكفّل -رضي الله عنه- بالدّفاعِ عن نفسه، إذ صحَّ عنه أنّه قال: (إنَّ إخْوَانِي مِنَ الأنْصَارِ كانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَرَضِيهِمْ، وإنَّ إخْوَانِي مِنَ المُهَاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ، وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى مِلْءِ بَطْنِي، فأشْهَدُ إذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إذَا نَسُوا، وَلقَدْ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَوْمًا: أَيُّكُمْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ، فَيَأْخُذُ مِن حَديثِي هذا، ثُمَّ يَجْمَعُهُ إلى صَدْرِهِ، فإنَّه لَمْ يَنْسَ شيئًا سَمِعَهُ فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ، حتَّى فَرَغَ مِن حَديثِهِ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي، فَما نَسِيتُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ شيئًا حدَّثَني به).[٩]

كما يشهدُ لولعهِ بطلبِ العلمِ طعامهُ الّذي كانَ يأكله ولباسه الّذي كان يلبسه؛ حيث صحَّ عنه -رضي الله عنه- أنّه قال: (وإنِّي كُنْتُ ألْزَمُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِبَعِ بَطْنِي حتَّى لا آكُلُ الخَمِيرَ ولَا ألْبَسُ الحَبِيرَ، ولَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ ولَا فُلَانَةُ، وكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بالحَصْبَاءِ مِنَ الجُوعِ، وإنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ، هي مَعِي؛ كَيْ يَنْقَلِبَ بي فيُطْعِمَنِي، وكانَ أخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بنُ أبِي طَالِبٍ؛ كانَ يَنْقَلِبُ بنَا فيُطْعِمُنَا ما كانَ في بَيْتِهِ).[١٠][١١]

فقره وزهده

هاجر أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في صغره، تاركاً وراءه حبّ المالِ والتّجارةِ والسعي للعيشِ الرّغيدِ، ليهنأ فقط في طلبه للعلم وتحصيلهِ له، حيث لم يكن أبو هريرة -رضي الله عنه- فقيراً عن عجزهِ في طلبِ الرّزق، وإنّما كانَ فقيراً لأنّه لم يتفرّغ لطلب الرّزق قط طيلةَ مُلازمتهِ لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكرنا فيما تقدّم كيفَ كانَ طعامهُ ولباسهُ، ولكن يجدرُ بنا ذكر أنّ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يُهمل أو يغضَ الطرفَ عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- وأمثالهُ ممّن تفرّغوا للجهادِ وطلبِ العلمِ، وقد كانوا يُسمَّوَنَ بأهلِ الصّفة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يكرمهم، ويُرسِلُ إليهم الطعامَ أو الشّرابَ، وكانَ يُحبهم -صلى الله عليه وسلم- وكثيراً ما يُجالِسهم ويأكلُ معهم.[١٢]

وأهل الصّفة هم فئة من النّاس لا مالَ لهم ولا ولد، سمّوا بأهلِ الصّفة لأنّهم كانوا غالباً ما يجلسون على صُفّةٍ في مسجدِ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهُم في غالبهم من المهاجرينَ، وفيهم من أخيارِ الصّحابةِ، إذ يتفرّغونَ للجهادِ أو طلبِ العلمِ، وكانَ من النّاسِ من يُطلِقُ عليهم لقب أضيافِ الإسلامِ، كما كانَ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- يُكرِمُهُم، ويَحثُّ النّاس على إكرامهم.[١٣][١١]

ومن المواقِفِ العظيمةِ التي صحّت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في يومٍ اشتدَّ فيه الجوعُ عليه،[٨] فمّرَ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلمَ ما به من جوع، فدعاه إلى بيته، وكان عنده قدحٌ من لبنٍ كانَ قد أهديَ إليه، فأمره أن يذهبَ إلى أهلِ الصفّة فيدعوهم إلى المجيءِ لينالوا نصيباً من اللبنِ، فحزّ ذلك في نفس أبا هريرة -رضي الله عنه-، إذ خشيَ أن لا يبقى له شيءٌ، ولكنه لم يعترض على أمرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتى بأهل الصفة وأخذوا مجالسهم، ثمّ أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يسقيهم من اللبنِ واحداً تلوَ الآخر، حتى سقاهم كلهم ولم يتبقَّ غيرهما، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشربَ من اللبنِ قَبْله، فشَرِب، ثمّ أمره أن يشربَ ثانيةً، فشَرِبَ، فجعلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرهُ أن يشربَ حتّى امتلأ بطنهُ، ثم أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدحَ وشَرِبَ ما بقيَ منه بعدما شَرِبَ القومُ.[١٤]

كثرة عبادته

كانَ أبو هريرةَ -رضي الله عنه- رجلاً وَرِعاً تقيّاً كثيرَ العبادةِ والذّكر، كيفَ لا بعدما صَحِبَ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أربعَ سنين من حياته،[١٥][١٦] ومن مظاهرِ عبادته ما صحّ من الأحاديثِ عن صحابيٍ باتَ عنده سَبعَ ليالٍ، فقال فيه: (كانَ هو وامْرَأَتُهُ وخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أثْلَاثًا: يُصَلِّي هذا، ثُمَّ يُوقِظُ هذا)،[١٧] فكانَ يصومُ النّهارَ ويقومُ اللّيل، وقد اجتمعت فيه الصفات الحميدة؛ فكانَ تقيّاً حسنُ الأخلاقِ، مُتسامِحاً، زاهداً في الدّنيا، يبتغي ما عندَ الله -عز وجل- فحسب.[١٨]

برّه بأمه

كانَ أبو هريرة -رضي الله عنه- بارّاً بأمّه يحبُّها حبّاً جمّاً، وكانَ حريصاً على دعوتها للإسلامِ، وقد مرّت رحلتهُ في دعوةِ أمّهِ للإسلامِ بمرحلةٍ نوعيّة، إذ يروي القصّة بنفسه -رضي الله عنه- قائلاً: (كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ وَهي مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فأسْمعتْنِي في رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما أَكْرَهُ، فأتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قُلتُ يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا اليومَ فأسْمعتْنِي فِيكَ ما أَكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ)،[١٩] ونرى في الحديثِ حرقته الشّديدة وبكاؤه من سماعه لما قالته أمّه، ويستكملُ الحديثَ بقوله: (فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إلى البَابِ، فَإِذَا هو مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقالَتْ: مَكَانَكَ يا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المَاءِ، قالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ البَابَ، ثُمَّ قالَتْ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)،[١٩] فرجعَ أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى رسولُ الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يبكي من شدّة الفرحِ بإسلامِ أمّه.[٢٠]

كما أنّه -رضي الله عنه- كانَ يطلبُ من رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يدعوا له ولأمّه، فقد صحَّ عنه الحديثُ الآتي: (قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إلى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إلَيْنَا، قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ، فَما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلَا يَرَانِي إلَّا أَحَبَّنِي).[١٩][٢١]

صفات أبي هريرة الخَلقية

كانَ الصّحابيّ أبو هريرة -رضي الله عنه- رجلاً ذا هيبةٍ ووقارٍ، ووُصِف بأنّه رجل عريضَ المنكبينِ، أسنانه مفروقة، وبشرتهُ سمراءٌ من أشعةِ الشّمسِ، وفي أصلها بيضاء، وكانَ شعرهُ مُضفَّر على اثنتينِ، ويتَّبِعُ في شعر وجهه سنةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيطلِقُ لحيتهُ ويحفُّ شاربهُ، وكانَ يُصَفِّرُ لحيته، أو يُحنّيها فتكون بذلكَ حمراءَ اللّونِ.[٢٢][٢٣]

اسم أبي هريرة ونسبه وكنيته وإسلامه ووفاته

نذكرُ اسم أبي هريرة -رضي الله عنه- ونشأته وإسلامه وكنيته ووفاته فيما يأتي:

  • اسمه: يرجعُ نسبه إلى قبيلة دوس، وقد اختلفَ العلماءُ في تحديدِ اسمه واسم أبيه، وأرجحُ الاحتمالاتِ ثلاثة، نذكرها فيما يأتي:[٢٤][٢٥]
    • الأول: اسمه عُمير بن عامر بن عبد ذي شرى
    • الثاني: اسمه عبد الله بن عامر أو عبد الله بن شمس.
    • الثالث: اسمه كانَ في الجاهليةِ: عبد شمس، وفي الإسلامِ: عبد الرحمن، وقيل عبد الرحمن بن صخر بن عبد ذي شرى.[٢٦]
  • نشأته وإسلامه: نشأ أبو هريرة -رضي الله عنه- في اليمن، وبقي هناك حتّى بلغَ الثلاثين، وكانَ فيها جاهليّاً فقيراً، ثمّ هاجر إلى رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في السنة السابعة للهجرة، وكانَ له ما كانَ من مكانةٍ في علم الحديثِ والفقه،[٢٦] وقد اختلفوا بعضَ الشيءِ في قصّةِ إسلامه -رضي الله عنه- على رأيينِ اثنين، نذكرهما فيما يأتي:
    • الأول: أسلمَ في السّنة السابعةِ للهجرةِ وهاجر فور ذلكَ وشهدَ خيبرَ مع رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-.[٢٧]
    • الثاني: أسلم مُبكّراً وعمره ثلاثٌ وعشرون على يد الطّفيل بن عمرو الدوسي، وهو من قبيلته، وكانَ أبو هريرة -رضي الله عنه- من أوائلِ من أسلم مع الطفيل من قومهم، وكان يدعوا القومَ للإسلامِ حتى هاجرَ بعد سنينٍ عدّة إلى المدينة.[٢٨]
  • كنيتهُ: اشتهرَ أبو هريرة -رضي الله عنه- بهذه الكنية، وقد سأله أحدُ الصحابةِ عن سبب تكنيته بها فقال: (كُنْتُ أرعى غَنَمَ أهلي، وكانَتْ لي هُرَيرةٌ صغيرةٌ، فكُنْتُ أضَعُها باللَّيلِ في شجَرةٍ، فإذا كان النَّهارُ ذهَبْتُ بها معي فلعِبْتُ بها، فكنَّوْني أبا هُرَيرةَ)،[٢٩] وكانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكنّيه بأبي هِر، وهو يحبُّ منه ذلك.[٣٠]
  • وفاته: توفّيَ أبو هريرة بالمدينةِ المنورة عن عمرٍ يناهزُ الثامنة والسبعين، واختلفوا أكانَ ذلكَ في السنة السابعة والخمسين للهجرة أم في الثامنِ والخمسين أم في التاسع والخمسين، وقد اعتمد الإمامُ ابن حجر العسقلاني الرأي الأول.[٣١]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 721، صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 250، صحيح.
  3. د.حارث بن سليمان (2007م)، أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، الكويت: مبرة الآل والأصحاب، صفحة 18-19. بتصرّف.
  4. محمد عبد الله حواء، أبو هريرة (الصحابي المفترى عليه)، القاهرة: دار الشعب، صفحة 14. بتصرّف.
  5. محمد علي دولة (1992م)، أبو هريرة تلميذ النبوة النجيب (الطبعة الثانية)، دمشق: دار القلم، صفحة 43. بتصرّف.
  6. عطية سالم، شرح الأربعين النووية، www.islamweb.net، صفحة 7، جزء 29. بتصرّف.
  7. د.حارث بن سليمان (2007م)، أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، الكويت: مبرة الآل والأصحاب، صفحة 21-22. بتصرّف.
  8. ^ أ ب عطية سالم، شرح الأربعين النووية، www.islamweb.net: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 5، جزء 29. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2492، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3708، صحيح.
  11. ^ أ ب عبد الرحمن رأفت الباشا (1992م)، صور من حياة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار النفائس، صفحة 483-484. بتصرّف.
  12. محمد عجاج الخطيب (1982م)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة الثالثة)، القاهرة: مكتبة وهبة، صفحة 173-174. بتصرّف.
  13. منير عرفة، أبو هريرة وخمسونَ عاماً بعد وفاةِ الرسول، صفحة 20. بتصرّف.
  14. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛لا نص تم توفيره للمراجع المسماة uInK7sF8p4
  15. د.حارث بن سليمان (2007م)، أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، الكويت: مبرة الآل والأصحاب، صفحة 23.
  16. شمس الدين الذهبي، العبر في خبر من غبر، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 46، جزء 1. بتصرّف.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5441، صحيح.
  18. عبد الرحمن رأفت الباشا (1992م)، صور من حياة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار النفائس، صفحة 485. بتصرّف.
  19. ^ أ ب ت رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2491، صحيح.
  20. عطية سالم، شرح الأربعين النووية، www.islamweb.net: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 4، جزء 29. بتصرّف.
  21. د.حارث بن سليمان (2007م)، أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، الكويت: مبرة الآل والأصحاب، صفحة 27. بتصرّف.
  22. محمد الخطيب (1980م)، السنة قبل التدوين، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 411، جزء 1. بتصرّف.
  23. سبط ابن الجوزي (2013م)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 419، جزء 7. بتصرّف.
  24. محمد عبد الله محمد حواء، أبو هريرة (الصحابي المفترى عليه)، القاهرة: دار الشعب، صفحة 9. بتصرّف.
  25. محمد الخطيب (1982م)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة الثالثة)، مصر: مكتبة وهبة، صفحة 167. بتصرّف.
  26. ^ أ ب عبد الستار الشيخ (2003م)، أبو هريرة (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 31، جزء 90. بتصرّف.
  27. عبد الستار الشيخ (2003م)، أبو هريرة (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 59. بتصرّف.
  28. محمد علي دولة (1992م)، أبو هريرة تلميذ النبوة النجيب (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار القلم، صفحة 19-23. بتصرّف.
  29. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن رافع، الصفحة أو الرقم: 3840، إسناده حسن.
  30. عبد الستار الشيخ (2003م)، أبو هريرة (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 36-37. بتصرّف.
  31. د.حارث بن سليمان (2007م)، أبو هريرة: دراسة حديثية تاريخية هادفة (الطبعة الأولى)، الكويت: مبرة الآل والأصحاب، صفحة 15. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب