X
X



شعر معاصر

شعر معاصر


أن الشاعر المعاصر هو الشاعر الذي كتب في عصرنا الحالي، سواء كان ميتًا أو حيًا؛ ويوجد الكثير من الشعراء المعاصرين، مثل؛ الشاعر أحمد شوقي، وإبراهيم ناجي، وحافظ إبراهيم، وغيرهم الكثير، وفي هذا المقال سنذكر بعضًا من القصائد لشعراء معاصرين.

قصيدة “رَزَقَ اللَهُ أَهلَ باريسَ خَيراً” للشاعر المعاصر أحمد شوقي

رَزَقَ اللَهُ أَهلَ باريسَ خَيراً

وَأَرى العَقلَ خَيرَ ما رُزِقوهُ

عِندَهُم لِلثِمارِ وَالزَهرِ مِمّا

تُنجِبُ الأَرضُ مَعرِضٌ نَسَقوهُ

جَنَّةٌ تَخلِبُ العُقولَ وَرَوضٌ

تَجمَعُ العَينُ مِنهُ ما فَرَقوهُ

مَن رَآهُ يَقولُ قَد حُرِموا الفِر

دَوسَ لَكِن بِسِحرِهِم سَرَقوهُ

ما تَرى الكَرمَ قَد تَشاكَلَ حَتّى

لَو رَآهُ السُقاةُ ما حَقَّقوهُ

يُسكِرُ الناظِرينَ كَرماً وَلَمّا

تَعتَصِرهُ يَدٌ وَلا عَتَّقوهُ

صَوَّروهُ كَما يَشاؤونَ حَتّى

عَجِبَ الناسُ كَيفَ لَم يُنطِقوهُ

يَجِدُ المُتَّقي يَدَ اللَهِ فيهِ

وَيَقولُ الجَحودُ قَد خَلَقوهُ

قصيدة “قلت للبحر إذ وقفت مساء” للشاعر المعاصر إبراهيم ناجي

قلتُ للبحر إذ وقفت مساءَ

كم أطلت الوقوف والإصغاءَ

وجعلت النسيم زاداً لروحي

وشربت الظلالَ والأضواءَ

لكأنَّ الأضواء مختلفات

جَعَلَت منكَ رَوضَةً غنّاءَ

مَرَّ بي عطرها فأسكَرَ نفسي

وَسرَى في جوانحي كيف شاءَ

نشوة لم تطل صحا القلب منها

مثلَ ما كان أو أشدّ عناءَ

إنما يفهم الشبيه شبيهاً

أيها البحر نحن لسنا سواءَ

أنت باقٍ ونحن حرب الليالي

مَزَّقتنا وصيرتنَا هباءَ

أنت عاتٍ ونحن كالزبد الذا

هبِ يعلو حيناً ويمضي جفاءَ

وعجيبٌ إليك يممتُ وَجهي

إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ

أبتغي عندك التأسّي وما تَم

لِك رَدَّاً ولا تجيب نداءَ

كل يومٍ تساؤلٌ ليت شعري

من ينبّي فيحسن الإِنباءَ

ما تقول الأمواج ما آلَم الشم

سَ فولّت حزينة صفراءَ

تركتنا وخلفت ليلَ شكٍّ

أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ

وكأنَّ القضاء يسخر مني

حين أبكى وما عرفتُ البكاءَ

ويح دَمعي وويح ذلة نفسي

لَم تدع لي أحداثه كبرياءَ

قصيدة “حال بين الجفن والوسن” للشاعر المعاصر حافظ إبراهيم

حالَ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ

حائِلٌ لَو شِئتَ لَم يَكُنِ

أَنا وَالأَيّامُ تَقذِفُ بي

بَينَ مُشتاقٍ وَمُفتَتِنِ

لي فُؤادٌ فيكَ تُنكِرُهُ

أَضلُعي مِن شِدَّةِ الوَهَنِ

وَزَفيرٌ لَو عَلِمتَ بِهِ

خِلتَ نارَ الفُرسِ في بَدَني

يا لَقَومي إِنَّني رَجُلٌ

حِرتُ في أَمري وَفي زَمَني

أَجَفاءً أَشتَكي وَشَقاً

إِنَّ هَذا مُنتَهى المِحَنِ

يا هُماماً في الزَمانِ لَهُ

هِمَّةٌ دَقَّت عَنِ الفِطَنِ

وَفَتىً لَو حَلَّ خاطِرُهُ

في لَيالي الدَهرِ لَم تَخُنِ

يا أَميرَ الحَجِّ أَنتَ لَهُ

خَيرُ واقٍ خَيرُ مُؤتَمَنِ

هَزَّكَ البَيتُ الحَرامُ لَهُ

هِزَّةَ المُشتاقِ لِلوَطَنِ

فَرِحَت أَرضُ الحِجازِ بِكُم

فَرحَها بِالهاطِلِ الهَتِنِ

وَسَرَت بُشرى القُدومِ لَهُم

بِكَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنِ

أبيات من قصيدة “المطر” للشاعر المعاصر بدر شاكر السياب

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحر

أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمر

عيناكِ حين تبسِمان تورِقُ الكُروم

وترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهر

يرجُّه المجداف وهناً ساعة السَّحر

كأنما تنبضُ في غوريهما النّجوم

أنشودة المطر

مطر .. مطر .. مطر

تثاءبَ المساء والغُيوم ماتزال

تسِح ماتسِح .. مِن دُموعِها الثقال

كأنَ أقواسَ السَّحاب تشرب الغُيوم

وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر

وتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسن شفيف

كالبحر سرَّح اليدين

فوقه المساء .. دفءُ الشِتاء

وارتِعاشةُ الخريف

ويهطُلُ المطر

مطر .. مطر .. مطر

قصيدة “أم السعد” للشاعر المعاصر محمد مهدي الجواهري

يا أُم سعدٍ والليالي قُلَّبُ

عَجيبةٌ وما تخبّي أعجبُ

تجمعُنا كما تلاقَى سارباً

إلى الغديرِ رَبربٌ وربرب

فهي تذرّينا كأنّا لم يَكُن

لنا مراحٌ عندَها ومَلعب

يا أُم سعدٍ والليالي فلكٌ

لكل ما يُشْرِقُ فيه مَغْرِب

في أمسِ كاليومِ حوانا منزلٌ

منكِ لنا أهلٌ به ومرحب

راق به منكِ الصفاءُ والندى

والسَمَرُ الحُلوُ الشَهيُّ الطّيب

فهل تَريْنَهُ غداً يَجمعُنا

أم نحنُ من دونِ تلاقٍ نَذهب

يا أُم سعدٍ إن تناءتْ دارُنا

فالذكرياتُ بيننا تُقَرِّب

قصيدة “أبعد الدهر في الفضاء مكره” للشاعر المعاصر معروف الرصافي

أبعد الدهر في الفضاء مكرّه

عالقاً في مكرّه بالمجرةّ

إن أم النجوم بنت زمانٍ

لم تزل حادثاته مستمرةّ

في فضاء لو سافر البرق فيه

ألف قرن لما أتى مستقرةّ

ولو الشمس ضوعفت ألف ضعف

لم تكن في أثيره غير ذرةّ

ولو الفكر غاص فيه مغذّاً

لم يكن بالغاً يدّ الدهر قعره

سعة تحسب المجرة فيها

حَلْقةً ألقيت بصحراء قفره

يقف الفكر دونها مكوئداً

مقشعرّاً وتأخذ العقل حيره

لو أضفنا إلى الفضاء فضاءُ

مثله لم يزد ولا قيد شعره

إن تكن هذه المجرة نهراً

مستفيضاً فشمسنا منه قطره

أو تكن أرضنا من الشمس جزءاً

فهي سقط من جمرة مستحرّه

إن تسائل عنّا فنحن هباءٌ

ذُرّ من صنعة القوى بِمِذَرّه

صادفتنا أشعة من حياة

فظهرنا وهل لأول مرّة

كل من جاوز الأشعة منّا

فهو هاوٍ في ظلمة مكفهرّه

فعلام الحقود يضمر حقداً

وعلام الجهول يظهر كبره

قصيدة “بكائية ليلية” للشاعر المعاصر أمل دنقل

للوهلة الأولى

قرأت في عينية يومه الذي يموت فيه

رأيته في صحراء ” النقيب ” مقتولا ..

منكفئا .. يغرز فيها شفتيه ،

وهي لا تردّ قبلة ..لفيه !

نتوه في القاهرة العجوز ، ننسى الزمنا

نفلت من ضجيج سياراتها ، وأغنيات المتسوّلين

تظلّنا محطّة المترو مع المساء .. متعبين

وكان يبكى وطنا .. وكنت أبكي وطنا

نبكي إلى أن تنصبّ الأشعار

نسألها : أين خطوط النار ؟

وهل ترى الرصاصة الأولى هناك .. أم هنا ؟

والآن .. ها أنا

أظلّ طول اللّيل لا يذوق جفني وسنا

أنظر في ساعتي الملقاة في جواري

حتّى تجيء . عابرا من نقط التفتيش والحصار

تتّسع الدائرة الحمراء في قميصك الأبيض ، تبكي شجنا

من بعد أن تكسرت في ” النقب ” رأيتك !

تسألني : ” أين رصاصتك ؟ “

” أين رصاصتك “

ثمّ تغيب : طائرا .. جريحا

تضرب أفقك الفسيحا

تسقط في ظلال الضّفّة الأخرى ، وترجو كفنا !

وحين يأتي الصبح – في المذياع – بالبشائر

أزيح عن نافذتي السّتائر

فلا أراك .. !

أسقط في عاري . بلا حراك

اسأل إن كانت هنا الرصاصة الأولى ؟

أم أنّها هناك ؟؟







X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب