X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » شعر الشنفري الأزدي في الحب

شعر الشنفري الأزدي في الحب

شعر الشنفري الأزدي في الحب


يعود نسب الشنفرى الأزدي إلى بني الحارث بن ربيعة بن الأواس بن الحجر بن الهنء بن الأزد، وقد شاع لدى الدارسين أن الشنفرى لقبه الذي عرف به ولم يرد أي شعر يُنسب إلى اسمه وإنما كان منسوبًا إلى لقبه، ولكن الجوهري وصاحب الخزانة ذهبوا إلى أن الشنفرى اسمه لا لقبه، ومما ورد عنه أنه عاش قبل الإسلام بزمنٍ طويل.[١]

شعر الشنفري الأزدي في الحب

أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ

إِذا أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ

وَبيضانِ القُرى لَم تَحذَريني

فَإِمّا أَن تَوَدّينا فَنَرعى

أَمانَتَكُم وَإِمّا أَن تَخوني

سَأُخلِي لِلظَّعينَةِ ما أَرادَت

وَلَستُ بِحارِسٍ لَكِ كُلَّ حينِ

إِذا ما جِئتِ ما أَنهاكِ عَنهُ

وَلَم أُنكِر عَلَيكِ فَطَلِّقيني

فَأَنتِ البَعلُ يَومَئِذٍ فَقومي

بِسَوطِكِ لا أَبا لَكِ فَاِضرِبيني[٢]

أَلا لَيتَ شِعرِيَ وَالتَلَهُّفُ ضَلَّةٌ

أَلا لَيتَ شِعرِيَ وَالتَلَهُّفُ ضَلَّةٌ

بِما ضَرَبَت كَفُّ الفَتاةِ هَجينَها

وَلَو عَلِمَت قُعسوسُ أَنسابَ وَالِدي

وَوالِدِها ظَلَّت تَقَاصَرُ دونَها

أَبي اِبنُ خِيارِ الحُجر بَيتاً وَمَنصِباً

وَأُمّي اِبنَةُ الأحرَارِ لَو تَعرِفينَها

إِذا قُلتُ بَعضَ القَولِ بَيني وبَينَها

تَؤُمُّ بَياضَ الوَجهِ مِنِّي يَمينَها[٣]

وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ

وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ

عَلَيكُم وَلَكِن أَبشِري أُمَّ عامِرِ

إِذا ضَرَبوا رَأسي وَفي الرَأسِ أَكثَري

وَغودِرَ عِندَ المُلتَقى ثَمَّ سائِري

هُنالِكَ لا أَرجو حَياةً تَسُرُّني

سَجيسَ اللَيالِي مُبسَلاً بِالجَرائِرِ

لَقُلتُ لها قَد كانَ ذَلِكَ مَرَّةً

ولَستُ على ما قَد عَهدتُ بِقادِرِ[٤]

قصيدة ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت

أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ

وَما وَدَّعَت جيرانَها إِذ تَوَلَّتِ

وَقَد سَبَقَتنا أُمُّ عَمرو بِأَمرِها

وَكَانَت بِأَعناقِ المَطِيَّ أَظَلَّتِ

بِعَينَيَّ ما أَمسَت فَباتَت فَأَصبحَتَ

فَقَضَّت أُموراً فَاِستَقَلَّت فَوَلَّتِ

فَوَا كَبِدا عَلى أُمَيمَةَ بَعدَما

طَمِعتُ فَهَبها نِعمَةَ العَيشِ زَلَّتِ

فَيا جارَتي وَأَنتِ غَيرُ مُليمَةٍ

إِذ ذُكِرتُ وَلا بِذاتِ تَقَلَّتِ

لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها

إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ

تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها

لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ

تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها

إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ

كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ

عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ

أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها

إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ

إِذا هُوَ أَمسى آبَ قُرَّةَ عَينِهِ

مَآبَ السَعيدِ لَم يَسَل أَينَ ظَلَّتِ

فَدَقَّت وَجَلَّت وَاِسبَكَرَّت وَأُكمِلَت

فَلَو جُنَّ إِنسانٌ مِنَ الحُسنِ جُنَّتِ

فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَنا

بِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ

بِرَيحانَةٍ مِن بَطنِ حَليَةَ نَوَّرَت

لَها أَرَجٌ ما حَولَها غَيرُ مُسنِتِ

وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها

وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ

خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ

وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي

أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني

لِأَنكِيَ قَوماً أَو أُصادِفَ حُمَّتي

أُمَشّي عَلى أَينِ الغَزاةِ وَبُعدَها

يُقَرَّبُني مِنها رَواحي وَغُدوَتي

وَأُمَّ عِيالٍ قَد شَهِدتُ تَقوتُهُم

إِذا أَطعَمَتهُم أَوتَحَت وَأَقَلَّتِ

تَخافُ عَلَينا العَيلَ إِن هِيَ أَكثَرَت

وَنَحنُ جِياعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ

وَما إِن بِها ضِنُّ بِما في وِعائِها

وَلَكِنَّها مِن خيفَةِ الجوعِ أَبقَتِ

مُصَعِلكَةٌ لا يَقصُرُ السِترُ دونَها

وَلا تُرتَجى لِلبَيتِ إِن لَم تُبَيَّتِ

لَها وَفضَةٌ مِنها ثَلاثونَ سَيحَفاً

إِذا آنَسَت أولى العَدِيَّ اقشَعَرَّتِ

وَتَأتي العَدِيَّ بارِزاً نِصفُ ساقِها

تَجولُ كَعَيرِ العانَةِ المُتَلَفَّتِ

إِذا فَزِعوا طارَت بِأَبيَضَ صارِمٍ

وَرامَت بِما في جَفرِها ثُمَّ سَلَّتِ

حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ

جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ

تَراها أمامَ الحَيِّ حينَ تَشايَحوا

لدى مَنكِبَيها كُلُّ أبيَضَ مُصلِتِ

تَراها كَأَذنابِ الحَسيلِ صَوادِراً

وَقَد نَهِلَت مِنَ الدِماءِ وَعَلَّتِ

قَتَلنا قَتيلاً مُهدِياً بِمُلَبَّدٍ

جِمارَ مِنًى وَسطَ الحَجيج المُصَوَّتِ

فَإِن تُقبِلوا تُقبِل بِمَن نيلَ مِنهُمُ

وَإِن تُدبِروا فَأُمُّ مَن نيلَ فَيأتِ

جَزَينا سَلامانَ بنَ مُفرِجَ قَرضَها

بِما قَدَّمَت أَيديهِمُ وَأَزَلَّتِ

وَهُنَّئَ بي قَومٌ وَما إِن هَنَأتُهُم

وَأَصبَحتُ في قَومٍ وَلَيسوا بِمُنيَتي

شَفَينا بِعَبدِ اللَهِ بَعضَ غَليلِنا

وَعَوفٍ لَدى المَعدى أَوانَ اِستَهَلَّتِ

إِذا ما أَتَتني مِيتَتي لَم أُبالِها

وَلَم تُذرِ خالاتي الدُموعَ وَعَمَّتي

وَلَو لَم أَرِم في أَهلِ بَيتي قاعِداً

إِذَن جاءَني بَينَ العَمودَين حُمَّتي

أَلا لا تَعُدني إِن تَشَكَّيتُ خُلَّتي

شَفاني بِأَعلى ذي البُرَيقَين غَدَوتي

وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي

وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ

أَبيٌّ لِما آبي سَريعٌ مَباءَتي

إِلى كُلَّ نَفسٍ تَنتَحي في مَسَرَّتي[٥]

المراجع

  1. لأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي ت 195 هـ، شعر الشنفرى الأزدي، صفحة 1-92. بتصرّف.
  2. “إذا أصبحت بين جبال قوو”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022.
  3. “ألا ليت شعري والتلهف ضلة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022.
  4. “وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ”، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  5. “ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 4/1/2022.






مقالات ذات صلة

X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب