شعر عنترة بن شداد في الغزل
قصيدة: يا عبلَ إنّ هواكِ قد جاز المدى
قال عنترة بن شداد:[١]
زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى
-
-
- لِمُتيَّمم نَشوانَ مَحلولِ العُرى
-
فَنَهَـضتُ أَشكو ما لَقيتُ لِبُعدِها
-
-
- فَتنَفَّست مسكًا يُخالِطُ عَنبرا
-
فَضَمَمتُها كَيما أُقَـبِّل ثَغرَها
-
-
- وَالدَمعُ مِن جَفنَيَّ قَد بَلَّ الثَرى
-
وَكَشفتُ بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها
-
-
- حَتى أَعادَ اللَيلَ صبحًا مُسفِرا
-
عَرَبِيَّة يَهتَزُّ لينُ قَوامِها
-
-
- فَيَـخالُهُ العُشّاقُ رُمحًا أَسمَرا
-
مَحجوبَةٌ بِصَوارِمٍ وَذَوابِلٍ
-
-
- سُمرٍ وَدونَ خبائِها أُسدُ الشرى
-
يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى
-
-
- وَأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى
-
يـا عَـبـلَ حُـبُّك في عِظامي مَع دَمي
-
-
- لَما جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى
-
وَلَقَد عَلِقـتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِ
-
-
- عَبسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا
-
يا شَأسُ جِرني مِن غَرامٍ قاتِلٍ
-
-
- أَبَـدًا أَزيدُ بِهِ غَرامًا مُسعَرا
-
يا شَأسُ لَولا أَنَّ سُلطانَ الهَوى
-
-
- ماضي العَزيمَةِ ما تَمَلَّكَ عَنتَرا
-
قصيدة: ولقد ذكرتكِ والرماح نواهل
قال عنترة بن شداد:[٢]
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبي
-
-
- فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِي
-
قَالتْ: رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
-
-
- والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمي
-
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
-
-
- رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ
-
لعَمْرًا غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي
-
-
- والكُفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المنْعِمِ
-
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
-
-
- إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
-
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
-
-
- مني وبيض الهند تقطر من دمي
-
فوددت تقبيل السيوف لأنّها
-
-
- لمعت كبارق ثغرك المتبسم
-
أثني علي بما علمتِ فإنني
-
-
- سمح مخالقتي إذا لم اظلمي
-
فإذا ظلمت فإنّ ظلمي باسلٌ
-
-
- مر مذاقته كطعم العلقم
-
قصيدة: دعني أجدّ إلى العلياء في الطلبِ
قال عنترة بن شداد:[٣]
دَعني أَجِدُّ إِلى العَلياءِ في الطَلبِ
-
-
- وَأَبلُغُ الغايَةَ القُصوى مِنَ الرُتَبِ
-
لَعَلَّ عَبلَةَ تُضحي وَهيَ راضِيَةٌ
-
-
- عَلى سَوادي وَتَمحو صورَةَ الغَضَبِ
-
إِذا رَأَت سائِرَ الساداتِ سائِرَةً
-
-
- تَزورُ شِعري بِرُكنِ البَيتِ في رَجَبِ
-
يا عَبلَ قومي اِنظُري فِعلي وَلا تَسَلَي
-
-
- عَنّي الحَسودَ الَّذي يُنبيكِ بِالكَذِبِ
-
إِذ أَقبَلَت حَدَقُ الفُرسانِ تَرمُقُني
-
-
- وَكُلُّ مِقدامِ حَربٍ مالَ لِلهَرَبِ
-
فَما تَرَكتُ لَهُم وَجهًا لِمُنهَزِمٍ
-
-
- وَلا طَريقًا يُنَجّيهِم مِنَ العَطَبِ
-
فَبادِري وَاِنظُري طَعنًّا إِذا نَظَرَت
-
-
- عَينُ الوَليدِ إِلَيهِ شابَ وَهوَ صَبي
-
خُلِقتُ لِلحَربِ أُحميها إِذا بَرَدَت
-
-
- وَأَصطَلي نارَها في شِدَّةِ اللَهَبِ
-
بِصارِمٍ حَيثُما جَرَّدتُهُ سَجَدَت
-
-
- لَهُ جَبابِرَةُ الأَعجامِ وَالعَرَبِ
-
وَقَد طَلَبتُ مِنَ العَلياءِ مَنزِلَةً
-
-
- بِصارِمي لا بِأُمّي لا وَلا بِأَبي
-
فَمَن أَجابَ نَجا مِمّا يُحاذِرُهُ
-
-
- وَمَن أَبي ذاقَ طَعمَ الحَربِ وَالحَرَبِ
-
قصيدة: سأضمرُ وجدي
قال عنترة بن شداد:[٤]
سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ
-
-
- وَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ
-
وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُ
-
-
- وَأَلزَمُ مِنهُ ذُلَّ مَن لَيسَ يَرحُمُ
-
وَأَرجو التَداني مِنكِ يا اِبنَةَ مالِكٍ
-
-
- وَدونَ التَداني نارُ حَربٍ تَضَرَّمُ
-
فَمُنّي بِطَيفٍ مِن خَيالِكِ وَاِسأَلي
-
-
- إِذا عادَ عَنّي كَيفَ باتَ المُتَيَّمُ
-
وَلا تَجزَعي إِن لَجَّ قَومُكِ في دَمي
-
-
- فَما لِيَ بَعدَ الهَجرِ لَحمٌ وَلا دَمُ
-
أَلَم تَسمَعي نَوحَ الحَمائِمِ في الدُجى
-
-
- فَمِن بَعضِ أَشجاني وَنَوحي تَعَلَّموا
-
وَلَم يَبقَ لي يا عَبلَ شَخصٌ مُعَرَّفٌ
-
-
- سِوى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ فَأَسقَمُ
-
وَتِلكَ عِظامٌ بالِياتٌ وَأَضلُعٌ
-
-
- عَلى جِلدِها جَيشُ الصُدودِ مُخَيِّمُ
-
وَإِن عُشتُ مِن بَعدِ الفُراقِ فَما أَن
-
-
- كَما أَدَّعي أَنّي بِعَبلَةَ مُغرَمُ
-
وَإِن نامَ جَفني كانَ نَومي عُلالَةً
-
-
- أَقولُ لَعَلَّ الطَيفَ يَأتي يُسَلِّمُ
-
أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّم
-
-
- غَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ
-
بَكَيتُ مِنَ البَينِ المُشِتِّ وَإِنَّني
-
-
- صَبورٌ عَلى طَعنِ القَنا لَو عَلِمتُم
-
قصيدة: أحبّكِ يا ظلوم
قال عنترة بن شداد:[٥]
أُحِبُّكِ يا ظَلومُ فَأَنتِ عِندي
-
-
- مَكانَ الروحِ مِن جَسَدِ الجَبانِ
-
وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحي
-
-
- خَشيتُ عَلَيكِ بادِرَةَ الطِعانِ
-
قصيدة: عجبت عبيلة
قال عنترة بن شداد:[٦]
عَجِبَت عُبَيلَةُ مِن فَتىً مُتَبَذِّلِ
-
-
- عاري الأَشاجِعِ شاحِبٍ كَالمُنصُلِ
-
شَعثِ المَفارِقِ مُنهَجٍ سِربالُهُ
-
-
- لَم يَدَّهِن حَولاً وَلَم يَتَرَجَّلِ
-
لا يَكتَسي إِلّا الحَديدَ إِذا اِكتَسى
-
-
- وَكَذاكَ كُلُّ مُغاوِرٍ مُستَبسِلِ
-
قَد طالَما لَبِسَ الحَديدَ فَإِنَّم
-
-
- صَدَأُ الحَديدِ بِجِلدِهِ لَم يُغسَلِ
-
فَتَضاحَكَت عَجَباً وَقالَت يا فَتى
-
-
- لا خَيرَ فيكَ كَأَنَّها لَم تَحفِلِ
-
فَعَجِبتُ مِنها حينَ زَلَّت عَينُه
-
-
- عَن ماجِدٍ طَلقِ اليَدَينِ شَمَردَلِ
-
لا تَصرِميني يا عُبَيلَ وَراجِعي
-
-
- فِيَّ البَصيرَةَ نَظرَةَ المُتَأَمِّلِ
-
فَلَرُبَّ أَملَحَ مِنكِ دَلّاً فَاِعلَمي
-
-
- وَأَقَرَّ في الدُنيا لِعَينِ المُجتَلي
-
وَصَلَت حِبالي بِالَّذي أَنا أَهلُهُ
-
-
- مِن وُدِّها وَأَنا رَخِيَّ المِطوَلِ
-
يا عَبلَ كَم مِن غَمرَةٍ باشَرتُه
-
-
- بِالنَفسِ ما كادَت لَعَمرُكِ تَنجَلي
-
فيها لَوامِعُ لَو شَهِدتِ زُهائَه
-
-
- لَسَلَوتِ بَعدَ تَخَضُّبٍ وَتَكَحُّلِ
-
إِمّا تَرَيني قَد نَحَلتُ وَمَن يَكُن
-
-
- غَرَضاً لِأَطرافِ الأَسِنَّةِ يَنحَلِ
-
فَلَرُبَّ أَبلَجَ مِثلِ بَعلِكِ بادِنٍ
-
-
- ضَخمٍ عَلى ظَهرِ الجَوادِ مُهَيَّلِ
-
غادَرتُهُ مُتَعَفِّراً أَوصالُهُ
-
-
- وَالقَومُ بَينَ مُجَرَّحٍ وَمُجَدَّلِ
-
فيهُم أَخو ثِقَةٍ يُضارِبُ نازِل
-
-
- بِالمَشرَفِيِّ وَفارِسٌ لَم يَنزِلِ
-
وَرِماحُنا تَكِفُ النَجيعَ صُدورُه
-
-
- وَسُيوفُنا تَخلي الرِقابَ فَتَختَلي
-
وَالهامُ تَندُرُ بِالصَعيدِ كَأَنَّم
-
-
- تُلقي السُيوفُ بِها رُؤوسَ الحَنظَلِ
-
وَلَقَد لَقيتُ المَوتَ يَومَ لَقيتُهُ
-
-
- مُتَسَربِلًا وَالسَيفُ لَم يَتَسَربَلِ
-
فَرَأَيتُنا ما بَينَنا مِن حاجِزٍ
-
-
- إِلّا المِجَنَّ وَنَصلُ أَبيَضَ مِفصَلِ
-
ذَكَرٍ أَشُقُّ بِهِ الجَماجِمَ في الوَغى
-
-
- وَأَقولُ لا تُقطَع يَمينُ الصَيقَلِ
-
وَلَرُبَّ مُشعِلَةٍ وَزَعتُ رِعالَه
-
-
- بِمُقَلَّصٍ نَهدِ المَراكِلِ هَيكَلِ
-
سَلِسِ المُعَذَّرِ لاحِقٍ أَقرابُهُ
-
-
- مُتَقَلِّبٍ عَبَثاً بِفَأسِ المِسحَلِ
-
نَهدِ القَطاةِ كَأَنَّها مِن صَخرَةٍ
-
-
- مَلساءَ يَغشاها المَسيلُ بِمَحفَلِ
-
وَكَأَنَّ هادِيَهُ إِذا اِستَقبَلتَهُ
-
-
- جِذعٌ أُذِلَّ وَكانَ غَيرَ مُذَلَّلِ
-
وَكَأَنَّ مَخرَجَ رَوحِهِ في وَجهِهِ
-
-
- سَرَبانِ كانا مَولِجَينِ لِجَيأَلِ
-
وَكَأَنَّ مَتنَيهِ إِذا جَرَّدتَهُ
-
-
- وَنَزَعتَ عَنهُ الجُلَّ مَتنا إِيِّلِ
-
وَلَهُ حَوافِرُ موثَقٌ تَركيبُه
-
-
- صُمُّ النُسورِ كَأَنَّها مِن جَندَلِ
-
وَلَهُ عَسيبٌ ذو سَبيبٍ سابِغٍ
-
-
- مِثلِ الرِداءِ عَلى الغَنِيِّ المُفضِلِ
-
سَلِسُ العِنانِ إِلى القِتالِ فَعَينُهُ
-
-
- قَبلاءُ شاخِصَةٌ كَعَينِ الأَحوَلِ
-
وَكَأَنَّ مِشيَتَهُ إِذا نَهنَهتُهُ
-
-
- بِالنَكلِ مِشيَةُ شارِبٍ مُستَعجِلِ
-
فَعَلَيهِ أَقتَحِمُ الهِياجَ تَقَحُّم
-
-
- فيها وَأَنقَضُّ اِنقِضاضَ الأَجدَلِ
-
قصيدة: رمتِ الفؤادَ مليحة عذراءُ
قال عنترة بن شداد:[٧]
رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
-
-
- بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
-
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
-
-
- مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
-
فاغتالني سقمِيْ الَّذي في باطني
-
-
- أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
-
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حرَّكتْ
-
-
- أعْطَافَهُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
-
ورنتْ فقلتُ: غزالةٌ مذعورةٌ
-
-
- قدْ راعهَا وسطَ الفلاةِ بلاءُ
-
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَةَ تِمِّهِ
-
-
- قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
-
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
-
-
- فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
-
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ
-
-
- لجلالهِا أربابنا العظماءُ
-
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ
-
-
- عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ
-
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
-
-
- في همِّتي لصروفهِ أرزاءُ
-
قصيدة: سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ
قال عنترة بن شداد:[٨]
سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ
-
-
- وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ
-
صحا بعدَ سُكْرٍ وانتخى بعد ذِلَّةٍ
-
-
- وقلب الذي يهوىْ العلى يتقلبُ
-
إلى كمْ أُداري من تريدُ مذلَّتي
-
-
- وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ
-
عُبيلةُ أيامُ الجمالِ قليلةٌ
-
-
- لها دوْلةٌ معلومةٌ ثمَّ تذهبُ
-
فلا تحْسبي أنَّي على البُعدِ نادمٌ
-
-
- ولا القلبُ في نارِ الغرام معذَّبُ
-
وقد قلتُ إنِّي قد سلوتُ عَن الهوى
-
-
- ومَنْ كان مثلي لا يقولُ ويكْذبُ
-
هَجرتك فامضي حيثُ شئتِ وجرِّبي
-
-
- من الناس غيري فاللبيب يجرِّبُ
-
لقدْ ذلَّ منْ أمسى على رَبْعِ منْزلٍ
-
-
- ينوحُ على رسمِ الدَّيار ويندبُ
-
وقدْ فاز منْ في الحرْب أصبح جائلًا
-
-
- يُطاعن قِرنًا والغبارُ مطنبُ
-
نَدِيمي رعاكَ الله قُمْ غَنِّ لي على
-
-
- كؤوسِ المنايا مِن دمٍ حينَ أشرَبُ
-
ولاَ تسقني كأْسَ المدامِ فإنَّها
-
-
- يَضلُّ بها عقلُ الشُّجَاع وَيذهَبُ
-
قصيدة: يا طائر البان قد هيجت أشجاني
قال عنترة بن شداد:[٩]
يا طائِرَ البانِ قَد هَيَّجتَ أَشجاني
-
-
- وَزِدتَني طَرَبًا يا طائِرَ البانِ
-
إِن كُنتَ تَندُبُ إِلفًا قَد فُجِعتَ بِهِ
-
-
- فَقَد شَجاكَ الَّذي بِالبَينِ أَشجاني
-
زِدني مِنَ النَوحِ وَاِسعِدني عَلى حَزَني
-
-
- حَتّى تَرى عَجَبًا مِن فَيضِ أَجفاني
-
وَقِف لِتَنظُرَ ما بي لا تَكُن عَجِلًا
-
-
- وَاِحذَر لِنَفسِكَ مِن أَنفاسِ نيراني
-
وَطِر لَعَلَّكَ في أَرضِ الحِجازِ تَرى
-
-
- رَكبًا عَلى عالِجٍ أَو دونَ نَعمانِ
-
يَسري بِجارِيَةٍ تَنهَلُّ أَدمُعُه
-
-
- شَوقًا إِلى وَطَنٍ ناءٍ وَجيرانِ
-
ناشَدتُكَ اللَهَ يا طَيرَ الحَمامِ إِذا
-
-
- رَأَيتَ يَومًا حُمولَ القَومِ فَاِنعاني
-
وَقُل: طَريحًا تَرَكناهُ وَقَد فَنِيَت
-
-
- دُموعُهُ وَهوَ يَبكي بِالدَمِ القاني
-
قصيدة: أتاني طيف عبلة في المنام
قال عنترة بن شداد:[١٠]
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ
-
-
- فَقَبَّلَني ثَلاثًا في اللَثامِ
-
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيبًا
-
-
- أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
-
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي
-
-
- وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
-
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي
-
-
- أَغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
-
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي
-
-
- وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
-
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَومًا
-
-
- وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
-
وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي
-
-
- بِغَيرِ الصَبرِ يا بِنتَ الكِرامِ
-
إِلى أَن أَرتَقي دَرَجَ المَعالي
-
-
- بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
-
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتِ عَنهُ
-
-
- رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي
-
أَروحُ مِنَ الصَباحِ إِلى مَغيبٍ
-
-
- وَأَرقُدُ بَينَ أَطنابِ الخِيامِ
-
أَذِلُّ لِعَبلَةٍ مِن فَرطِ وَجدي
-
-
- وَأَجعَلُها مِنَ الدُنيا اِهتِمامي
-
وَأَمتَثِلُ الأَوامِرَ مِن أَبيها
-
-
- وَقَد مَلَكَ الهَوى مِنّي زِمامي
-
رَضيتُ بِحُبِّها طَوعًا وَكَرهًا
-
-
- فَهَل أَحظى بِها قَبلَ الحِمامِ
-
وَإِن عابَت سَوادي فَهوَ فَخري
-
-
- لِأَنّي فارِسٌ مِن نَسلِ حامِ
-
وَلي قَلبٌ أَشَدُّ مِنَ الرَواسي
-
-
- وَذِكري مِثلُ عَرفِ المِسكِ نامي
-
وَمِن عَجَبي أَصيدُ الأُسدَ قَهرًا
-
-
- وَأَفتَرِسُ الضَواري كَالهَوامِ
-
وَتَقنُصُني ظِبا السَعدِي وَتَسطو
-
-
- عَلَيَّ مَها الشَرَبَّةِ وَالخُزامِ
-
لَعَمرُ أَبيكَ لا أَسلو هَواها
-
-
- وَلَو طَحَنَت مَحَبَّتُها عِظامي
-
عَلَيكِ أَيا عُبَيلَةُ كُلَّ يَومٍ
-
-
- سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ
-
قصيدة: هل غادر الشعراء من متردم
قال عنترة بن شداد:[١١]
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
-
-
- أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
-
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
-
-
- وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
-
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
-
-
- فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
-
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
-
-
- بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
-
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
-
-
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
-
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
-
-
- عَسِرًا عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
-
عُلِّقتُها عَرَضًا وَأَقتُلُ قَومَها
-
-
- زَعمًا لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
-
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
-
-
- مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
-
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها
-
-
- بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
-
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما
-
-
- زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
-
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها
-
-
- وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
-
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
-
-
- سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
-
إِذ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ
-
-
- عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ
-
وَكَأَنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
-
-
- سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ
-
أَو رَوضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبتَها
-
-
- غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ
-
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
-
-
- فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
-
سَحًّا وَتَسكابًا فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
-
-
- يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ
-
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ
-
-
- غَرِدًا كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ
-
هَزِجًا يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ
-
-
- قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ
-
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ
-
-
- وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ
-
وَحَشِيَّتي سَرجٌ عَلى عَبلِ الشَوى
-
-
- نَهدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المَحزِمِ
-
هَل تُبلِغَنّي دارَها شَدَنِيَّةٌ
-
-
- لُعِنَت بِمَحرومِ الشَرابِ مُصَرَّمِ
-
خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ
-
-
- تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ
-
وَكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ عَشِيَّةً
-
-
- بِقَريبِ بَينَ المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ
-
تَأوي لَهُ قُلُصُ النَعامِ كَما أَوَتْ
-
-
- حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لِأَعجَمَ طِمطِمِ
-
يَتبَعنَ قُلَّةَ رَأسِهِ وَكَأَنَّهُ
-
-
- حِدجٌ عَلى نَعشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
-
صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ
-
-
- كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ
-
شَرِبَت بِماءِ الدُحرُضَينِ فَأَصبَحَت
-
-
- زَوراءَ تَنفِرُ عَن حِياضِ الدَيلَمِ
-
قصيدة: صحا مِنْ بعْدِ سكرته فؤَادي
قال عنترة بن شداد:[١٢]
صحا مِنْ بعْدِ سكرته فؤَادي
-
-
- وعاود مقْلتي طِيبُ الرُّقاد
-
وأصبح من يعاندني ذليلًا
-
-
- كَثيرَ الهَمّ لا يَفْدِيهِ فادي
-
يرى في نومهِ فتكات سيفي
-
-
- فَيَشْكُو ما يَرَاهُ إلى الوِسادِ
-
ألا يا عبلُ قد عاينتِ فعلي
-
-
- وبانَ لكِ الضلالُ من الرَّشاد
-
وإنْ أبْصَرْتِ مِثْلِي فاهْجُريني
-
-
- ولا يَلْحَقْكِ عارٌ مِنْ سَوادي
-
وإلاَّ فاذكري طَعني وَضَربي
-
-
- إذا ما لَجّ قَوْمُك في بِعادي
-
طَرَقْتُ ديار كِنْدَةَ وهي تدْوي
-
-
- دويَّ الرعدِ منْ ركضِ الجياد
-
وبَدَّدْتُ الفَوارِسَ في رُباها
-
-
- بطعنٍ مثلِ أفواه المزادِ
-
وَخَثْعَمُ قد صَبَحْناها صَباحًا
-
-
- بُكُورًا قَبْلَ ما نادى المُنادي
-
غدوا لما رأوا من حد سيفي
-
-
- نذير الموت في الأرواحِ حاد
-
وعُدْنا بالنّهابِ وبالسَّرايا
-
-
- وبالأَسرَى تُكَبَّلُ بالصَّفاد
-
قصيدة: أشاقكَ مِنْ عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ
قال عنترة بن شداد:[١٣]
أشاقكَ مِنْ عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ
-
-
- فقلبكَ فيه لاعجٌ يتوهجُ
-
فقَدْتَ التي بانَتْ فبتَّ مُعذَّبا
-
-
- وتلكَ احتواها عنكَ للبينِ هودجُ
-
كأَنَّ فُؤَادي يوْمَ قُمتُ مُوَدِّعًا
-
-
- عُبَيْلَة مني هاربٌ يَتَمعَّجُ
-
خَليلَيَّ ما أَنساكُمَا بَلْ فِدَاكُمَا
-
-
- أبي وَأَبُوها أَيْنَ أَيْنَ المعَرَّجُ
-
ألمَّا بماء الدُّحرضين فكلما
-
-
- دِيارَ الَّتي في حُبِّها بتُّ أَلهَجُ
-
دِيارٌ لذَت الخِدْرِ عَبْلةَ أصبحتْ
-
-
- بها الأربعُ الهوجُ العواصِف ترهجُ
-
ألا هلْ ترى إن شطَّ عني مزارها
-
-
- وازعجها عن أهلها الآنَ مزعجُ
-
فهل تبلغني دارها شدنيةٌ
-
-
- هملعةٌ بينَ القفارِ تهملجُ
-
تُريكَ إذا وَلَّتْ سَنامًا وكاهِلًا
-
-
- وإنْ أَقْبَلَتْ صَدْرًا لها يترَجْرجُ
-
عُبيلة ُ هذا دُرُّ نظْمٍ نظمْتُهُ
-
-
- وأنتِ لهُ سلكٌ وحسنٌ ومنهجُ
-
وَقَدْ سِرْتُ يا بنْتَ الكِرام مُبادِرًا
-
-
- وتحتيَ مهريٌ من الإبل أهوجُ
-
بأَرْضٍ ترَدَّى الماءُ في هَضَباتِها
-
-
- فأَصْبَحَ فِيهَا نَبْتُها يَتَوَهَّجُ
-
وأَوْرَقَ فيها الآسُ والضَّالُ والغضا
-
-
- ونبقٌ ونسرينٌ ووردٌ وعوسجُ
-
لئِنْ أَضْحتِ الأَطْلالُ مِنها خَواليًا
-
-
- كأَنْ لَمْ يَكُنْ فيها من العيش مِبْهجُ
-
فيا طالما مازحتُ فيها عبيلةً
-
-
- ومازحني فيها الغزالُ المغنجُ
-
أغنُّ مليحُ الدلَّ أحورُ أَكحلٌ
-
-
- أزجُّ نقيٌ الخدَّ أبلجُ أدعجُ
-
لهُ حاجِبٌ كالنُّونِ فوْقَ جُفُونِهِ
-
-
- وَثَغْرٌ كزَهرِ الأُقْحُوَانِ مُفَلَّجُ
-
وردْفٌ له ثِقْلٌ وَقدٌّ مُهَفْهَفُ
-
-
- وخدٌّ به وَرْدٌ وساقٌ خَدَلَّجُ
-
وبطنٌ كطيِّ السابريةِ لينٌ
-
-
- أقبّ لطيفٌ ضامرُ الكشح أنعجُ
-
لهوتُ بها والليلُ أرخى سدولهُ
-
-
- إلى أَنْ بَدا ضَوْءُ الصَّباح المُبلَّجُ
-
أراعي نجومَ الليلُ وهي كأنها
-
-
- قواريرُ فيها زئبق يترجرجُ
-
وتحتي منها ساعدٌ فيه دملجٌ
-
-
- مُضِيءٌ وَفَوْقي آخرٌ فيه دُمْلجُ
-
وإخوانُ صدق صادقينَ صحبتهمْ
-
-
- على غارة من مثلها الخيلُ تسرجُ
-
تَطوفُ عَلَيْهمْ خَنْدَرِيسٌ مُدَامَةٌ
-
-
- تَرَى حَبَبًا مِنْ فَوْقِها حينَ تُمزَجُ
-
ألا إنَّها نِعْمَ الدَّواءُ لشاربٍ
-
-
- أَلا فاسْقِنِيها قَبْلما أَنْتَ تَخْرُج
-
فنضحيْ سكارى والمدامُ مصفَّفٌ
-
-
- يدار علينا والطعامُ المطبهجُ
-
وما راعني يومَ الطعانِ دهاقهُ
-
-
- إلى مثلٍ منْ بالزعفرانِ نضرِّجُ
-
فأقبلَ منقضَّا عليَّ بحلقهِ
-
-
- يقرِّبُ أحيانًا وحينًا يهملجُ
-
فلمَّا دنا مِني قَطَعْتُ وَتِينَهُ
-
-
- بحدِّ حسامٍ صارمٍ يتفلجُ
-
كأنَّ دماءَ الفرسِ حين تحادرتْ
-
-
- خلوقُ العذارى أو خباءُ مدبجُ
-
فويلٌ لكسرى إنْ حللتُ بأرضهِ
-
-
- وويلٌ لجيشِ الفرسِ حين أعجعجُ
-
وأحملُ فيهمْ حملةً عنتريةً
-
-
- أرُدُّ بها الأَبطالَ في القَفْر تُنبُجُ
-
وأصدمُ كبش القوم ثمَّ أذيقهُ
-
-
- مرارَةَ كأْسِ الموتِ صبْرًا يُمَجَّجُ
-
وآخُذُ ثأرَ النّدْبِ سيِّدِ قومِهِ
-
-
- وأضرُمها في الحربِ نارًا تؤجَّجُ
-
وإني لحمالٌ لكلِّ ملمةٍ
-
-
- تَخِرُّ لها شُمُّ الجبالِ وَتُزْعَجُ
-
وإني لأحمي الجارَ منْ كلّ ذلةٍ
-
-
- وأَفرَحُ بالضَّيفِ المُقيمِ وأَبهجُ
-
وأحمي حمى قومي على طول مدَّتي
-
-
- إلى أنْ يروني في اللفائفِ أدرجُ
-
فدُونَكُمُ يا آلَ عَبسٍ قصيدةً
-
-
- يلوحُ لها ضوْءٌ منَ الصُّبْح أبلَجُ
-
ألا إنها خيرُ القصائدِ كلها
-
-
- يُفصَّل منها كلُّ ثوبٍ وينسجُ
-
قصيدة: بين العقيق وبينَ برْقَة ثَهْمَد
قال عنترة بن شداد:[١٤]
بين العقيق وبينَ برْقَةِ ثَهْمَدِ
-
-
- طللٌ لعبلةَ مستهلُّ المعهدِ
-
يا مسرحَ الآرام في وادي الحمى
-
-
- هل فيكَ ذو شجنٍ يروحُ ويغتدي
-
في أَيمَن العَلميْن دَرْسُ مَعالمٍ
-
-
- أوهى بها جلدي وبانَ تجلدِي
-
منْ كلّ فاتنةٍ تلفتَ جيدُها
-
-
- مرحًا كسالفةِ الغزالِ الأغيد
-
يا عبْلُ كمْ يُشْجَى فُؤَادي بالنَّوى
-
-
- ويرُوعني صَوْتُ الغُرابِ الأَسودِ
-
كيف السُّلوُّ وما سمعتُ حمائمًا
-
-
- يَنْدُبْنَ إلاّ كُنْتُ أوَّلَ منْشِدِ
-
ولقدْ حبستُ الدَّمع لا بخلًا بهِ
-
-
- يوْم الوداعِ على رُسوم المَعهَدِ
-
وسألتُ طير الدَّوح كم مثلي شجا
-
-
- بأنينهِ وحنينهِ المتردّد
-
ناديتهُ ومدامعي منهلةٌ
-
-
- أيْن الخليُّ منَ الشَّجيِّ المُكْمَدِ
-
لو كنتَ مثلي ما لبثت ملوّنًا
-
-
- وهتفت في غصن النقا المتأوّد
-
رَفعوا القبابَ على وُجوهٍ أشْرَقَتْ
-
-
- فيها فغيّبت السهى في الفرقد
-
واسْتوْقفُوا ماءَ العُيونِ بأعينٍ
-
-
- مَكحولة بالسِّحْر لا بالإثمِدِ
-
والشمسُ بين مضرَّجِ ومبلجٍ
-
-
- والغُصنُ بين موَشَّحٍ ومقلَّدِ
-
يطلعنَ بين سوالفٍ ومعاطف
-
-
- وقلائد منْ لؤلؤٍ وزبرجدِ
-
قالوا اللّقاء غدًا بمنْعَرَج اللِّوى
-
-
- وأطولَ شَوْقِ المستَهامِ إلى غدِ
-
وتخالُ أنفاسي إذا ردَّدتها
-
-
- بين الطلول محتْ نقوشَ المبْرد
-
وتنوفةٍ مجهولةٍ قد خضتها
-
-
- بسنان رمحٍ نارهُ لمْ تخمدِ
-
باكرتها في فتيةٍ عبسيةٍ
-
-
- منْ كلِّ أرْوعَ في الكريهةِ أصيدِ
-
وتَرى بها الرَّاياتِ تَخفُقُ والقنا
-
-
- وَتَرى العَجاجَ كمثْل بَحرٍ مُزْبدِ
-
فهناك تنْظرُ آلُ عَبْسٍ مَوْقفي
-
-
- والخيْلُ تَعثُر بالوشيج الأَمْلدِ
-
وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ
-
-
- في عارض مثلِ الغمام المرعدِ
-
وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها
-
-
- تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد
-
وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا
-
-
- مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفدِ
-
باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها
-
-
- أطفأتُ جَمرَ لهيبها المتوقِّدِ
-
وكررتُ والأبطالُ بينَ تصادمٍ
-
-
- وتهاجمٍ وتحزُّبٍ وتشدُّدِ
-
وفَوارسُ الهيجاءِ بينَ ممانعٍ
-
-
- ومُدافعٍ ومخادعٍ ومُعربدِ
-
والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسلٌ
-
-
- والقومُ بين مجدَّلٍ ومقيدِ
-
ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّرابِ وغيرُهُ
-
-
- فوقَ الترابِ يئنُ غير موسَّدِ
-
والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئةٌ
-
-
- والأفقُ مغبرُّ العنانِ الأربدِ
-
أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجةٍ
-
-
- بسنان رمحٍ ذابلٍ ومهندِ
-
رَغَّمتُ أنفَ الحاسِدينَ بسَطْوتي
-
-
- فغدوا لها منْ راكعين وسجَّدِ
-
قصيدة: هاج الغرام فدر بكأس مدام
قالعنترة بن شداد: [١٥]
هاجَ الغَرامُ فَدُر بِكَأسِ مُدامِ
-
-
- حَتّى تَغيبَ الشَمسُ تَحتَ ظَلامِ
-
وَدَعِ العَواذِلَ يُطنِبوا في عَذلِهِم
-
-
- فَأَنا صَديقُ اللَومِ وَاللُوّامِ
-
يَدنو الحَبيبُ وَإِن تَناءَت دارُهُ
-
-
- عَنّي بِطَيفٍ زارَ بِالأَحلامِ
-
فَكَأَنَّ مَن قَد غابَ جاءَ مُواصِلي
-
-
- وَكَأَنَّني أومي لَهُ بِسَلامِ
-
وَلَقَد لَقيتُ شَدائِدًا وَأَوابِد
-
-
- حَتّى اِرتَقَيتُ إِلى أَعَزَّ مَقامِ
-
وَقَهَرتُ أَبطالَ الوَغى حَتّى غَدَو
-
-
- جَرحى وَقَتلى مِن ضِرابِ حُسامي
-
ما راعَني إِلّا الفِراقُ وَجَورُهُ
-
-
- كفَأَطَعتُهُ وَالدَهرُ طَوعُ زِمامي
-
المراجع[+]
- ↑ “زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى”، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “معلقة عنترة بن شداد”، ويكي الاقتباس، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “دعني أجد إلى العلياء في الطلب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “سأضمر وجدي في فؤادي وأكتم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “أحبك يا ظلوم فأنت عندي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “عجبت عبيلة من فتى متبذل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “رمت الفؤاد مليحة عذراء”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “سلا القلب عما كان يهوى”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “يا طائر البان قد هيجت أشجاني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “يا طائر البان قد هيجت أشجاني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “هل غادر الشعراء من متردم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “صحا مِنْ بعْدِ سكرته فؤَادي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “أشاقكَ مِنْ عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ”، ويكي مصدر، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَد”، ويكي مصدر، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ “هاج الغرام فدر بكأس مدام”، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.