موقع اقرا » إسلام » تأملات قرآنية » سبب نزول ادفع بالتي هي أحسن

سبب نزول ادفع بالتي هي أحسن

سبب نزول ادفع بالتي هي أحسن


سبب نزول قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن)

قال الله تعالى: (ولا تَسْتَوِي الحسنة ولا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ)،[١] وقد ورد في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنّ أبا جهل كان يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان هذا مما يبغضه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويشتدّ على نفسه، فنزل الأمر من الله -تعالى- له بالصفح والتجاهل.[٢]

تفسير قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن)

تنوّعت أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية الكريمة، وكلّها يكمّل بعضها بعضاً، وفيما يأتي توضيح ذلك:

  • تفسير عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-

يرى أنّ الآية الكريمة تحثّ المؤمنين على الصبر في حالة الغضب، والعفو عند الإساءة إليهم، ولهم بسبب ذلك الجزاء العظيم من الله -تعالى-، ومن ذلك أنّه -سبحانه- يحميهم من شر الشيطان الرجيم، ويُخضع أعداءهم لهم.[٢]

  • تفسير الإمام النسفي

إذا تعرّض الإنسان إلى إساءة الناس له، فقابل إساءتهم بالعفو والمسامحة، وتقديم المعروف بدلًا من الإساءة لهم، فسيلقى الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا تنقلب عداوة من أساء له إلى مودة، ولا يُقدِم على مثل هذا الخلق إلا صابر، أما الجزاء في الحياة الآخرة فهو الأجر الجزيل والثواب العظيم من الله -تعالى-،[٣] ويُقصد بالعفو الوارد معناه في الآية الكريمة ترْك الإنسان لمحاسبة من قام بالإساءة إليه.[٤]

الثواب المترتب على العفو

يترتّب على العفو عند المقدرة ثواباً عظيماً وأجراً جزيلاً، وفيما يأتي توضيح ذلك من خلال النصوص الشرعية:[٥]

  • العفو سبب لدخول الجنّة بلا حساب

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إذا وَقفَ العبادُ للحسابِ جاءَ قومٌ واضِعي سيوفِهم علَى رقابِهم تَقطرُ دمًا، فازدَحَموا علَى بابِ الجنَّةِ، فقيلَ، مَن هؤلاءِ؟ قيلَ الشُّهداءُ، كانوا أحياءَ مُرزَقينَ، ثمَّ ينادي مُنادٍ: ليَقُم مَن أجرُهُ علَى اللَّهِ فيدخُلِ الجنَّةَ، قيل: ومَن ذا الَّذي أجرُهُ علَى اللَّهَ؟ قال العافونَ عنِ النَّاسِ، ثمَّ ينادي الثَّانيةَ: ليَقُمْ مَن أجرُه علَى اللَّهِ فيدخُلِ الجنَّةَ، قالَ: ومن ذا الَّذي أجرُه علَى اللَّهِ؟ قالَ العافونَ عنِ النَّاسِ، ثمَّ يُنادي الثَّالثةَ: ليَقُمْ مَن أجرُهُ علَى اللَّهِ فيَدخُلِ الجنَّةَ، فقامَ كذا وَكذا ألفًا فدَخلوها بغيرِ حِسابٍ).[٦]

  • الاتّصاف والاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-

عن عَائِشَةَ -رضي الله عنه- لما وصفت خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: (لم يكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فاحشًا ولا متفحِّشًا، ولا صخَّابًا في الأسواقِ، ولا يُجزيءُ بالسيئةِ، ولكن يعفو ويصفحُ).[٧]

  • من أفضل الأخلاق التي يمكن للمسلم أن يتخلق بها

ففي الحديث: (ألا أدلُّكُم علَى خيرِ أخلاقِ أَهلِ الدُّنيا والآخرَةِ؟ أن تصِلَ مَن قطعَك، وتُعطِيَ من حرمَكَ، وتعفوَ عمَّن ظلمَكَ).[٨]

  • العفو من الله -تعالى- على عثرات من يعفو عن الناس في يوم القيامة.
  • سبب للمغفرة ولمحبة الله والناس لصاحبها، وسبب لرفع درجات المؤمن.

المراجع

  1. سورة فصلت، آية:34
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة التفسير المأثور، صفحة 483. بتصرّف.
  3. أبو البركات النسفي، كتاب تفسير النسفي، صفحة 236-237. بتصرّف.
  4. أبو هلال العسكري، كتاب معجم الفروق اللغوية، صفحة 363. بتصرّف.
  5. الطبراني، كتاب مكارم الأخلاق للطبراني، صفحة 331-333. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في البدور السافرة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:135، إسناده حسن.
  7. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:298، صحيح.
  8. رواه البيهقي، في شعب الإيمان، عن ابن أبي حسين، الصفحة أو الرقم:2811، مرسل حسن.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب