دورة التحرير الكتابي: محتواها، مخرجاتها وأهميتها للعمل

مفهوم التحرير الكتابي

كان مصطلح التحرير يعني قديمًا في لغة العرب إطلاق سراح سجين ما أو مدينة أو أيّ شيء يقع تحت نير الغصب والاحتلال، ولكنّه في العصر الحديث صار له معنًى مختلف وهو الكتابة والإنشاء، فيقولون مثلًا: هذه الرسالة من تحرير فلان؛ أي إنّ فلانًا هو من كتبها،[١] ويرى مؤلّفو كتاب التحرير الكتابي إنّهم قد اختاروا للكتاب هذا الاسم كون التحرير هو العِتق من الأسر، والكتابة هي الشد والجمع والتدوين، وفي ذلك تناسب بين الدلالة اللغوية والأدبية؛ إذ إنّ المعاني تُحرَّر من الذهن وتخرج كسَيلٍ من الأفكار المتداعية إلى الكتابة والتدوين بوجوه وطرائق تعبيريّة مختلفة بحسب حاجة الكاتب والدافع للكتابة،[٢]

وتختلف مجالات التحرير الكتابي باختلاف مجالات الكتابة فيما إذا كانت كتابة وظيفيّة كالتقرير والمحضر والسيرة الذاتية والرسالة الإداريّة وغيرها، أو إذا كانت كتابة فنية كالمقال والقصة والمسرحية والخاطرة وغير ذلك، وسيتوقّف هذا المقال مع الحديث على دورة التحرير الكتابي من حيث المحتويات والمخرجات والأهميّة.[٣]

محتوى دورة التحرير الكتابي

إنّ التحرير الكتابي أمر معروف عند العرب منذ القديم ولكن بأسماء مختلفة، وهذا المصطلح حديث كما مرّ آنفًا، وقد باتت دورة التحرير الكتابي مطلبًا مهمًّا في هذا العصر؛ نظرًا لوجود أشكال مختلفة من التعبير الكتابي كالكتابة الصحفيّة أو المنشورات والقرارات الرسميّة أو الكتابة الفنيّة بمختلف أنواعها، وفيما يأتي وقفة مع محتوى هذه الدورة الذي ينبغي له أن يُدرَّس فيها، وذلك من خلال تقسيم الدورة إلى محاور، وفي كلّ محور أمور ينبغي دراستها وتسليط الضوء عليها، فيما يأتي:[٤]

• المحور الأوّل: وهو مدخل الدورة حيث تُدرَس فيه الكتابة من حيث تاريخها ونشأتها وأنواعها ومعناها.[٤]
• المحور الثاني: ويُدرس فيه قواعد الرسم الإملائي من حيث:[٤]
  • قواعد رسم الهمزة.
  • ما يُزاد من الحروف وما يُحذف عند الكتابة.
  • إضاءة على أبرز الأخطاء الكتابيّة الشّائعة.
• المحور الثالث: وتُدرس فيه علامات الوقف أو علامات الترقيم على اختلاف التسمية.[٤]
• المحور الرابع: وتُدرس فيه عناصر بناء النص وهي:[٤]
  • اللفظة.
  • الجملة.
  • الفقرة.
  • أدوات الربط.
  • الرسالة الإداريّة.
  • التقرير.
  • السيرة الذاتية.
  • التلخيص.
  • المقال.
  • الخاطرة.
  • القصة.
  • المسرحية.
  • التشبيه.
• الاستعارة.

مخرجات دورة التحرير الكتابي

لكلّ دورة من الدورات التعليميّة مُخرجات تسعى إلى تحقيقها مع نهاية الدورة ممثّلة بنتائج ينبغي ظهورها على التلاميذ كي تكون الدورة ناجحة، أو على الأقل هذه النتائج يُتوقّع من الخاضعين لهذه الدورة أن يُتقنوها، ويُمكن تلخيص تلك المُخرجات في أربع مهارات يُتوقّع أن يكون الطالب قد أتقنها، وهي:[٥]

• مهارات معرفيّة: ومن المهارات المعرفيّة التي ينبغي للطالب أن يكتسبها في نهاية الدورة:[٥]
  • اكتساب المهارات اللغوية اللازمة من أجل إجادة اللغة العربيّة من حيث الكتابة ومن حيث تذوّق تلك الكتابة وتمييز جيّدها عن رديئها.
  • توظيف المعلومات المكتسبة في كتابة القصص والمسرحيّات وغير ذلك من أنواع الكتابة الفنيّة.
  • إجادة المتخرّج في هذه الدورة كتابة الخطابات الرسميّة.
  • معرفة مواطن الجمال في النصوص المقروءة.
  • معرفة البحث في المعاجم لانتقاء المفردات المناسبة.

• مهارات إدراكيّة: ومن تلك المهارات الواجب اكتسابها في نهاية الدورة:[٥]
  • تطبيق ما اكتُسِب في الدورة من خلال الحديث والكتابة بلغة عربيّة سليمة خالية من اللحن.
  • إجادة استخدام الشبكة العنكبوتيّة “الإنترنت” في البحث عن المعلومات باللغة العربيّة.
  • توظيف علامات الترقيم في الكتابة على نحو سليم.
  • معرفة الأخطاء الإملائيّة والأسلوبيّة والنحويّة واللغويّة الشائعة التي يقع فيها معظم الكتّاب باللغة العربيّة.
  • معرفة كيفيّة التعامل مع المعاجم العربيّة والبحث فيها ومعرفة كيفية إيجاد المعنى الصحيح للمفردة في المعاجم المختلفة.

• مهارات شخصيّة: وهذه المهارات لها علاقة بجعل الطالب يتحمّل المسؤوليّة تجاه نفسه ويرفع من معنويّاته، فيُتوقّع من الطالب في نهاية هذه الدورة أن:[٥]
  • يمتلك القدرة على كتابة أبحاثه العلميّة على نحوٍ سليمٍ وصحيحٍ وفق أصول البحث العلمي المعروفة بين طلبة العلم الأكاديمي.
  • يستطيع تلخيص النصوص المختلفة على نحوٍ سليم.
  • يستطيع استعمال ما تعلّمه في الدورة في الكتابة الوظيفيّة بإتقان كبير.

• مهارات الاتصال: وهذه المهارات تتعلّق بالمعلوماتيّة الحديثة وتقنيّاتها واستعمال الحاسوب على نحوٍ مُفيد، ومن تلك المهارات:[٥]
  • تنمية مهارات الطالب في مجال الحاسوب، وبذلك فإنّه يستطيع الحصول على المعرفة بنفسه لتنمية معارفه ذاتيًّا.
  • توظيف مهارات الطالب في سبيل الحصول على ما يريد من علوم اللغة العربيّة من خلال البحث في “الإنترنت”.

أهمية دورة التحرير الكتابي للعمل

إنّ الكاتب عندما يريد أن يكتب ما يعبّر عمّا يدور في خلجات صدره فإنّ الصعوبة عنده تكمن في إيصال ما يريد على نحو صحيح ومفهوم، فهنا تكمن المشكلة، وإنّما يتمايز كاتب عن آخر وحتى الشعراء إنّما يمتاز بعضهم عن بعض في معرفة كيفيّة إيصال ما يريد من دون أن يُخطئ المتلقّي الفَهم ويصله معنًى لم يكن يريده الشاعر أو الناثر، وقد تنبّه العرب لهذه المسألة قديمًا فقال ابن الرومي يصف هذه المسألة:[٦]

وفضَّلني في القول والشعر أنّني  أقول على علمٍ، وأعلم ما أعني

فابن الرومي يرى أنّه يمتاز عن غيره من الشعراء في إدراكه ما يقول وقوله إيّاه على النّحو الذي ينبغي،[٦] وهذا يمكن القول عنه باختصار حول أهميّة دورة التحرير الكتابي في العمل؛ فهي تمنح المتدرّب القدرة على تطوير الخطاب في مكان عمله سواء كان مؤسّسة إعلاميّة أو جامعة أو غير ذلك، فالكلام الواضح والخطاب السليم ومعرفة كيفيّة إيصال الكلام بطرائق سهلة كلّ ذلك سيؤدّي للارتقاء بالمؤسّسة وبالتالي ارتقاء موظّفيها، فإذا كانت المؤسّسة تشعر أنّ الموظّفين هم جزء منها، فإنّها ستسعى إلى تطويرهم من خلال دورات كهذه، وبالتالي سترتقي درجة أو درجات على سلّم الحضارة والتطور، ومن هنا كانت أهميّة هذه الدورة للأفراد والمؤسّسات كونها ترتقي بهم على سلّم معرفة فنون الكتابة المختلفة وإتقانها على النحو الذي ينبغي.[٧]

المراجع[+]

1. ↑ “تعريف و معنى تحرير في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-05. بتصرّف.
2. ↑ مجموعة من المؤلفين (2008)، التحرير الكتابي (الطبعة 1)، جدة:مركز النشر العلمي في جامعة الملك عبد العزيز، صفحة 5. بتصرّف.
3. ↑ “التحرير الكتابي”، salharthi1.kau.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-05. بتصرّف.
4. ^ أ ب ت ث ج مجموعة من المؤلفين، مقرر التحرير الكتابي (الطبعة 1)، الرياض:منشورات جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، صفحة 5. بتصرّف.
5. ^ أ ب ت ث ج “التحرير الكتابي 201″، galaufe.kau.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-05. بتصرّف.
6. ^ أ ب “فن الكتابة أو كيف ندرس فن الإنشاء”، www.hindawi.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-05. بتصرّف.
7. ↑ “وكيل الجامعة يكرم المشاركين في دورة التحرير الكتابي وإعداد الخطابات”، www.kau.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-05. بتصرّف.