X
X



دفن سعد بن معاذ

دفن سعد بن معاذ


دفن سعد بن معاذ

تولّى النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- بنفسه دفن الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، ولمّا انتهى من دفنه بدأت دُموعه تنزلُ على لحيته ويده، وأخبر النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- عن وفاة سعد فقال: (اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ)،[١] ولمّا وصل إلى النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- خبر خفّة جنازته، أخبرهم بأنّ الملائكة كانت تحمله،[٢] وكان النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- جالساً على قبر سعد -رضي الله عنه- وهو يُدفن، فسبّح مرتين ثُمّ كبّر، وقد ردّد الصحابة خلفه، فأخبرهم بأنّه شُدّ عليه في قبره، ثُمّ فُرج عنه، وأنّ الملائكة استبشرت بروحه.[٣]

وقال الواقديّ: إنّ المسك كان يفوح من قبر الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه- وهو يُحفر له بالبقيع، وكانت وفاته إثر جُرحٍ أصابه في غزوة الخندق، وصلّى عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلاة الجنازة، ونزل في قبره أربعةُ رِجال، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- واقفٌ على قبره، وأخبرهم بأنّ للقبر ضمّة أو ضغطة لو نجا منها أحدٌ لكان سعد بن معاذ هو الناجي، وبشّر النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بأنّه في الجنة، وأن عرش الرحمن قد اهتزّ لموته،[٤] ودُفن سعد بن معاذ -رضي الله عنه- في البقيع،[٥] وجاء عن أبي سعيد الخُدريّ -رضي الله عنه- أنّه كان ممّن شارك في حفر قبر سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، وأخبر أنّه كان يشمُّ رائحة المسك تفوح من تُراب قبره.[٦]

وفاة سعد بن معاذ

خرج الصحابي الجليل سعد بن مُعاذ -رضي الله عنه- إلى غزوة الخندق، فضربهُ أحدُ المُشركين بسهمٍ، فبدأ الدم ينفجرُ من مكان إصابته، وأمر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأن تُنصب لسعد بن معاذ خيمةٌ في المسجد؛ ليكون قريباً منه، فدعا سعد أن يُبقيه الله -تعالى- إلى أن ينتقم للنبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- من الذين آذوه إن كان بقي بينهم حرب، وإن لم يبقى أن يكون من الشُهداء، وألّا يُميته حتى يقرّ عينه من بني قُريظة، فتوفّي بعدها بشهر بعد أن اختارته بنو قُريظة ليحكُم فيهم بعد غدرهم ونقضهم العهد مع المُسلمين، فأحضروه وهو محمولٌ على الدّابة من شدّة المرض، فحكم بقتل مُقاتلوهم، وتقسيم أموالهم، وسبي نسائهم.[٧][٨]

ثُمّ وضعه النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجره، ودعا له، ففتح سعد عينيه؛ ليكون آخر ما يراه من الدُّنيا هو وجه النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتشهّد بالشّهادتين، وبشّره النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- بالخير.[٧][٨] ولمّا انفجر الدم من يد سعد ذهب إليه النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- وضمّه إليه والدّم ينفح في وجهه الشريف ولحيته، ثُمّ وضعه في حجره، وغطّاه بثوبٍ أبيض.[٩]

التعريف بالصحابيّ سعد بن معاذ

هو الصحابيّ الجليل سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت، ويُكنّى بأبي عمرو، أسلم في المدينة بين بيعة العقبة الأولى والثانية على يد الصحابيّ الجليل مُصعب بن عُمير -رضي الله عنه-، وشهد معركة بدر، وأُحد، والخندق،[١٠] ولمّا أسلم ذهب إلى قومه بني عبد الأشهل وقال لهم: إنّ كلام رجالكم ونسائكم حرامٌ عليّ حتى تُسلموا، فأسلموا جميعهم بعد أن أخبروه بأنّهُ سيّدهم وأفضلُهم،[١١][١٢] وأخبر عنه النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- أنّه سيد بني قُريظة أو خيرُهم بعد أن جيء به للحُكم فيهم.[١٣] وأُمّه من الصّحابيات، وهي: كبشة بنتُ رافع -رضي الله عنها-.[١٠]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2466، صحيح.
  2. محمود شلبي (1988)، حياة سعد بن معاذ (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة 214-217. بتصرّف.
  3. شمس الدين الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث، صفحة 173-174، جزء 3. بتصرّف.
  4. شمس الدين الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث، صفحة 177-181، جزء 3. بتصرّف.
  5. خير الدين بن محمود الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة الخامسة عشر)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 88، جزء 3. بتصرّف.
  6. خالد محمد خالد (2000)، رجال حول الرسول (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 372. بتصرّف.
  7. ^ أ ب راغب الحنفي السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 14، جزء 28. بتصرّف.
  8. ^ أ ب خالد محمد خالد (2000)، رجال حول الرسول (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 371-372. بتصرّف.
  9. محمد يوسف الكاندهلوي (1999)، حياة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 195، جزء 3. بتصرّف.
  10. ^ أ ب يوسف بن عبد الله النمري (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة 602، جزء 2. بتصرّف.
  11. شمس الدين الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث، صفحة 172، جزء 3. بتصرّف.
  12. عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 461، جزء 2. بتصرّف.
  13. أبو نعيم الأصبهاني (1998)، معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 1243، جزء 3. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب