X
X


موقع اقرا » إسلام » حياة الرسول والصحابة » دروس وعبر من حياة الصحابة

دروس وعبر من حياة الصحابة

دروس وعبر من حياة الصحابة


دروس وعبر من حياة الصحابة

لقد ضرب الصحابة الكرام أروع الأمثلة في جميع شؤون الحياة من حسن عبادة واعتقاد وجميل خلق ومنهج حياة، وهذه بعض الدروس المستفادة من قصصهم وسيرهم الرائعة:

  • كان الصحابة أصدق الناس إيماناً بالله -تعالى-

وقد شهد لهم القرآن بذلك، يقول الله -تعالى- في حقّهم: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)،[١] وقد نالوا رضى الله -تعالى- بسبب صدق إيمانهم ووفاء عهدهم.

  • كان الصحابة الكرام نماذج حيّة للمسلم الرباني الذي يريده الله ورسوله

وهذا طلحة بن عبيد الله يضرب أروع الأمثلة في التضحية والدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، حتى أصبحت يده شلّاء لكثرة ما أصابها من جراح وهو يدافع عن رسول الله، وقد جعل جسده ركوبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- يصعد عليها.[٢]

  • الصحابة الكرام حملوا هم الدعوة إلى الله

ونشروا الإسلام في شتى أصقاع الأرض وحملوا هذا الدين؛ فالإسلام لم يصل إلينا عبر بطاقات دعوية مزركشة ملونة، بل وصلنا بتضحيات هؤلاء الصحابة الكرام.

  • كانوا يخدمون رسول الله بكلّ ما أوتوا

حيث كان الصحابة اليد اليمنى للنبي -صلى الله عليه وسلم- والسيف الذي يضرب به والقلم الذي يكتب به، فكانوا خداماً له، وحملوا معه الدين ونصروه بكل ما يملكون من مال وولد، وبذلوا نفوسهم في ذلك، فمنهم من كان يحمل رسائله للملوك، ومنهم من كان يكتب الوحي له، ومنهم من كان يقاتل عنه، فقد كانوا خير سند وعون للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

  • كانوا يقتدون بالنبيّ ويحبّون بعضهم

حيث كان الصحابة الكرام مضرب المثل في الطاعة وحسن الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وفوق ذلك كله كانوا خير معشر مجتمعين، تراهم على قلب رجل واحد، يحب كل واحد منهم الخير لأخيه مؤثرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.

معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة

يعتقد أهل السنة والجماعة فضل الصحابة على ما سواهم من الناس، ويعتبرونهم أمناء على شريعة الإسلام، ويعتقدون بأنهم جميعاً على خير عظيم، وقد حملوا هذا الدين ونقلوه بأمانة وإخلاص للأجيال التي بعدهم، وقد طافوا البلاد وملأوا الأرض علماً وعدلاً ونوراً؛ وبناءً عليه وجبت محبتهم.[٣]

يقول الإمام الطحاوي -رحمه الله-: “ونحبُّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرِّط في حب واحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم، ولا نذكُرهم إلا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغضهم كفرٌ ونفاق وطغيان”.[٤]

أفضلية الصحابة على غيرهم من الناس

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ مِن بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهادَتُهُمْ أيْمانَهُمْ، وأَيْمانُهُمْ شَهادَتَهُمْ)،[٥] فقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بخيريّتهم على جميع الناس وكفاهم فخراً بهذه الشهادة.

وإنّ صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم خير خلق الله -تعالى- بعد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير القلوب فاصطفاه لنفسه، فابتعثه الله برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد”.[٦]

ويقول في موضع آخر: “من كان منكم متأسيا فليتأسّ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم”.[٦]

المراجع

  1. سورة الفتح، آية:18
  2. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 246. بتصرّف.
  3. الشيخ صلاح الدق (4-4-2017)، “عقيدة أهل السنة في الصحابة”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2022. بتصرّف.
  4. خالد المصلح، شرح الطحاوية، صفحة 7.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6429 ، صحيح.
  6. ^ أ ب عبد الهادي العمري، الإصابة في الذب عن الصحابة، صفحة 14.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب