X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » خصائص شعر المدح في العصر الجاهلي

خصائص شعر المدح في العصر الجاهلي

خصائص شعر المدح في العصر الجاهلي


شعر المدح في العصر الجاهلي

المديح هو حسن الثّناء، ولقد كان للمديح في العصر الجاهلي طبيعته الخاصة، فقد كان مستمداً من البيئة الصّحراوية التّي يعيشون فيها، كما كان يحاكي حياتهم الاجتماعية التّي تعلي الأخلاق، فكان المدح في مقامه الأول عندهم هو لمدح القيم الإنسانية بهدف تكريسها، وتعزيزها في النّفوس، فلقد مدح شعراء الجاهلية الشّجاعة، والفروسية، والإباء، والعزة، وإكرام الضّيف، وصفاء النّسب، ورعاية حقوق الجار.[١]

خصائص شعر المدح في العصر الجاهلي

المدح هو من أهم، وأقدم أغراض الشّعر العربي، ومن أهم خصائص الشّعر الجاهلي يُذكر ما يلي:[٢][٣]

  • يتناول المدح الجاهلي فضائل ثابتة كالشّجاعة، والكرم، وغيرها، وينتقد الرّذائل كالجبن، والبخل، وغيرها، الأمر الذي يوضح أهمية الشّعر في دعم الأخلاق، والتّربية، ونشر الوعي، والفضائل.
  • يمتاز المدح بالصّدق والعفوية، وقد استخدم المدح لمجرد الإعجاب، ومن ثم الثناء على الفضائل، حتى وإن ذهب الشّاعر إلى مرحلة المبالغة، ولكنَّ ذلك كان ينبع من الإعجاب، والنّظرة الجميلة التي تجسدت في الممدوح.
  • يغلب عليه المدح الجماعي للقبيلة، والعشيرة، أكثر من كونه مدحاً للأفراد، فكان الشّعراء يعلون من شأن قبائلهم، كما كانت القبيلة تحتفل بولادة شاعرٍ فيها، لأنه يرفع من قيمتها، وقدرها، وبالإضافة إلى ذلك عُنيَّ الشّعراء بمدح المدن، والأحزاب، والفرق.
  • يكون المدح جزءاً من القصيدة وموضوعاتها، وليس موضوعاً تفرد له القصائد، فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالغزل، والفخر، ثمَّ المدح وما يليه، ولقد عرفت القصيدة الجاهلية بتعدد موضوعاتها، وكون هذه الموضوعات وفق ترتيبٍ معين لا يخرج عنه الشّاعر.
  • تحول المدح للتكسب في أماكن محددة هي قصور الملوك، كملوك الغساسنة، والمناذرة، وكان ذلك على خلاف ما عرفته العرب في حياتها البدوية الأولية، وكانت هذه ظاهرة جديدة عرفها شعراء الجاهلية، واتخذها بعضهم مهنةً يتكسب بها.

اتجاهات المدح في الشعر الجاهلي

برز المدح في الشّعر الجاهلي كأحد الموضوعات المهمة، وكان للشّعراء في هذا المدح اتجاهين مختلفين هما:[٤]

  • الاتجاه الأول: كان هذا الاتجاه هو الأقدم والأصل في الشّعر الجاهلي، وهو الذي يقوم على المدح بصدق، وعفوية، إذ كان المدح تعبيراً عن اعتزاز الشّاعر بممدوحه، وإعجابه به، ومن أمثلة هذا المدح هو ما قاله زهير بن أبي سلمة في هرم بن سنان، والحارث بن عوف، وذلك بعد تحملهما لديات القتلى في حرب داحس، والغبراء، وحقنهما لدماء العرب.
  • الاتجاه الثاني: هو الاتجاه الذي يهدف إلى التّكسب عن طريق المدح، وكان هذا الاتجاه هو الأبرز، والأكثر وضوحاً، خاصةً في الفترة التي برزت فيها الممالك على أرض الجزيرة العربية، والتّي كانت تتنافس في النفوذ، فكان الشّعراء يقصدون بلاط ملوك هذه الممالك، ويتسابقون في مدحهم لينالوا العطايا، ولينعموا في رغد العيش في هذه الممالك، وقصورها الفارهة، مثل ممالك الغساسنة، والمناذرة، ومن الشّعراء الذين كانوا يمدحون ملوكها النابغة الذبياني، وحسان بن ثابت، وغيرهما.

المراجع

  1. سراج الدين محمد، المديح في الشعر العربي، صفحة 8. بتصرّف.
  2. منتصر حمود جابر العوادي (16/10/2017)، “خصائص الشعر الجاهلي و موضوعاته”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
  3. سراج الدين محمد، المديح في الشعر العربي، صفحة 9. بتصرّف.
  4. “الأدب في العصر الجاهلي”، جامعة أم القرى، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب