خصائص الحكم الشرعي

خصائص الحكم الشرعي من حيث المصدر

الحكم الشرعي في الإسلام يمتاز بمجموعة من الخصائص التي جعلت له قدسية شرعية، وجعلته مميزاً عن باقي الأحكام غير الشرعية، ومصدر الحكم الشرعي هو الشرع؛ أي كتاب الله وسنّة رسوله، ولا يقبل أي حكم شرعي إلا بالنظر إلى الأدلة المصاحبة له فيما إذا كانت موافقة لكتاب الله وسنة نبيه.[١]

قال الله -تعالى-: (وَلا تَقولوا لِما تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هـذا حَلالٌ وَهـذا حَرامٌ لِتَفتَروا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذينَ يَفتَرونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لا يُفلِحونَ)،[٢] ومصادر الحكم الشرعي هي:[٣]

• القرآن الكريم

وهو المصدر الأول للأحكام الشرعية في الإسلام.

• السنة النبوية

قال الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم).[٤]

قال الله -تعالى-: (وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).[٥]

خصائص الحكم الشرعي من حيث التحريم والتحليل

ينقسم الحكم الشرعي التكليفي من حيث الإيجاب والتحريم إلى خمسة أقسام؛ وهي:[٦]

• الواجب.
• الحرام.
• المندوب.
• المكروه.
• المباح.

خصائص عامةَّ للحكم الشرعي

للحكم الشرعي خصائص عامة تتضمن طبيعته والأسس المبني عليها، وهي كما يأتي:[٧]

• الأحكام الشرعية تحقق مصالح الناس وتمنع المفاسد عنهم[٨]

حيث إن كثير من الأحكام الشرعية راعت هذا الجانب؛ كمنع السرقة والزنا وغيرها، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[٩]

• الأحكام الشرعية مبنية على تحصيل أعلى المصلحتين وإن فات أدناهما، ودفع أعلى المفسدتين وإن وقع أدناهما.
• ليس من مقصود الشارع مشقة العباد

قال الله -تعالى-: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)،[١٠] فالله تعالى يشرع ما يحقق المصلحة ويمنع المفسدة.

• الأحكام الشرعية مبنية على النظر إلى المآل

حيث إنّ مآل الأمر ونتيجته هو أساس الحكم الشرعي، فمثلاً الحكم الشرعي للزنا التحريم؛ لما له من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، من ضياع الأنساب وفساد المجتمع.[١١]

• الأحكام الشرعية مبنية على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين

حيث شُرعت الرخص؛ كالإفطار للمسافر، وغيرها من الأحكام التي تيسّر على المسلم وترفع عنه الحرج.

• الأحكام الشرعية منها الثابت ومنها المتغير بتغيير الزمان والمكان

وهذا يقع ضمن الاجتهاد، فالأحكام التي تتغير بتغير الزمان والمكان هي الأحكام المبنية على العرف، والأمور المستجدة التي لم تعرف من قبل.[١٢]

• الأحكام الشرعية قد تختلف حسب حال الشخص وظروفه.
• الأحكام الشرعية أساسها الغالب العام في الأمور وليس الشاذ النادر.
• العبرة بالأمور بالمقاصد والنيات والأمور بظواهرها، وهذه الخاص ية التي يعتمد عليها الحكم الشرعي.
• الأحكام الشرعية موافقة للعقل.
• الأحكام الشرعية واضحة مبينة وجليّة لا لبس فيها ولا تعارض.
•  العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
• يجب الإيمان التام بالحكم الشرعي

إذ إن ورد من أحكام شرعية مثل وجوب الصلاة لا يقبل من المسلم أن ينكرها وأن لا يأخذ بها.

• حكم الحكم الشرعي فرض كفاية على الأمة كلٌّ حسب حاجته.

المراجع

1. ↑ محمد حسين الجيزاني، كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، صفحة 355. بتصرّف.
2. ↑ سورة النحل، آية:116
3. ↑ “مصادر التشريع الإسلامي”، الإسلام سؤال وجواب.
4. ↑ سورة الأنفال، آية:24
5. ↑ سورة البقرة، آية:143
6. ↑ نور الدين الخادمي، كتاب علم المقاصد الشرعية، صفحة 150.
7. ↑ محمد حسين الجيزاني، كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، صفحة 356-364.
8. ↑ “المعيار الشرعي لمعرفة المصلحة والمفسدة”، صيد الفوائد. بتصرّف.
9. ↑ سورة الأنبياء، آية:107
10. ↑ سورة الحج، آية:78
11. ↑ محمد المنتصر، كتاب تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 1. بتصرّف.
12. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 2695. بتصرّف.