X
X


موقع اقرا » إسلام » منوعات إسلامية » حكم عمل المرأة في العسكرية

حكم عمل المرأة في العسكرية

حكم عمل المرأة في العسكرية


حكم عمل المرأة في العسكرية من الأحكام التي لا بُد من معرفتها، حتى تتمكن المرأة من ممارسة الأعمال التي وجبت لها بشكل الصحيح، ولهذا سيتم التعرف في موقع اقرا على حكم عمل المرأة في العسكرية، وما هي ضوابط عمل المرأة وما حكم عمل المرأة في الجيش، وفي مكان مختلط، وسنتطرق للحديث عن جهاد المرأة في هذا المقال.

ضوابط عمل المرأة

إنَّ عمل المرأة مما أجمع العلماء على جوازه إن التزمت بالضوابط والأحكام الشرعية، رغم أن الأصل لها أن تقر في بيتها وتقوم بالحفاظ على المسؤولية التي وجبت عليها، لكن إن احتاجت إلى ذلك فهذا مما أجازه الشرع، لعدم وجود دليل يمنعها منه، ولكن يشترط لعمل المرأة عدة شروط ومن أهمها:[1]

  • ألا يؤدي عمل المرأة إلى فتنة؛ كالاختلاط المحرم بالرجال، أو الخضوع بالقول مع الرجال.
  • ألا يسبب ذلك تقصيرًا في حق الزوج والأولاد والوالدين والبيت.
  • أن يكون العمل مباحًافي ذاته؛ فلا يجوز لها العمل في أماكن المحرمات؛ كالسينما والمسارح وأماكن شرب الخمور، أو اختلاط الرجال بالنساء اختلاطًا يؤدي إلى فتنة.
  • أن يتحقق بعمل المرأة نفع فعلي لها أو لأمة الإسلام، فلا يكون العمل مجرد إهلاك للوقت، وخروج للترويح والنزهة.
  • الالتزام باللباس الشرعي؛ فلا يجوز لها أن تتزين وتتجمل في أماكن العمل العامة؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى الفتنة.
  • ملاءمة العمل طبيعة المرأة؛ فلا تعمل بوظائف خارجه عن استطاعتها الجسدية أو طبيعتها الأنثوية.
  • عدم مس الطيب لها؛ فلا تتعطر ولا تمس الطيب عند خروجها؛ بُعدًا عن الحرمة والفتنة.
  • أمن الفتنة في مكان عملها؛ فلا تعمل في مكان تشعر أنها سببًا في فتنة الرجال.

حكم عمل المرأة في العسكرية

إن التزمت المرأة بالضوابط الشرعية فيجوز عملها في العسكرية وإلا فلا يجوز لها ذلك، فقد اختلف العلماء في حكم عمل المرأة في العسكرية؛ ولهذا من قال بالجواز اشترط أن تلتزم المرأة بالضوابط الشرعية، لأن مجرد عمل المرأة في المجال العسكري لا يُعد تشبهًا بالرجال، وضوابط العمل العسكري؛ أن تلتزم المرأة بالحجاب الشرعي، وألا تختلط بالرجال الاختلاط المعهود، وألا تلبس ثيابًا يختص بها الرجال دون النساء، مع الحذر من الخلوة المحرمة والتبرج، قال تعالى: روَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}،[2] وقال سبحانه وتعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}،[3] وعليه إن أمنت الفتنة والإختلاط المنهي عنه فيجوز لها ذلك، أما إن تشبهت في الرجال بالثياب وكان الاختلاط يعرضها للفتنة فلا يجوز لها ذلك كما قال بعض العلماء، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال”، فإن كان العمل في العسكرية يتطلب من المرأة التنازل عن الحدود الشرعية؛ فهذا لا يجوز ولا يحق لها العمل في هذا المجال حينها.[4]

هل تجاهد المرأة

مما ورد عن أهل العلم أن ليس جهاد الكفار بالقتال واجبًا على المرأة، وليس على المرأة التجنيد والجهاد والقتال في صفوف المسلمين، ولكن جهاد المرأة يكون جهاد الدعوة إلى الحق، وبيان التشريعات في الحدود التي لا يجب أن تنتهك فيها حرمتها، وهذا يأخذ الضوابط نفسها؛ من لبس ما يستر عورتها، وعدم الاختلاط بالرجال غير المحارم، وعدم الخضوع بالقول والخلوة بالأجانب حيث قال تعالى في نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}،[5] وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “قلتُ يا رسولَ اللهِ : هل على النساءِ جهادٌ ؟ قال نعم عليهن جهادٌ لا قتالَ فيه : الحجُّ ، والعمرةُ“،[6] وثبت عنها أيضًا أنها قالت: “يَا رَسولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: لَا، لَكِنَّ أفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ“.[7]

عمل النساء في الجيش

لقد ضربت المرأة المسلمة أمثلة رائعة في الدفاع عن دينها وعرضها في المعارك الغزوات في عهد رسول الله والتابعين، ومن ذلك ما فعلته أم سليط يوم أحد، حيث قال عنها عمر -رضي الله عنهما- لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني”، ومن النساء التي ذكرت السيرة عن قيامها بالدفاع عن راية الإسلام أيضًا؛  أم عمارة “نسيبة بنت كعب” التي أخبرت عن نفسها؛ قالت: “خرجت يعني يوم أحد ومعي سقاء ماء فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي”. فكانت مشاركة هاتين المرأتين في القتال تدل على أصل جواز حضور النساء للقتال بل ومباشرتهن له إن اضطر الأمر لذلك، لأنه مع ذلك إلا أنه على المرأة أن تأخذ بالاحتياط في التستر والبعد عن كلما من شأنه أن يثير فتنة، وإذا اضطرت للعمل وجب عليها أن لا تعمل في مكان تختلط فيه مع الرجال، وإن كانت طبيعة عملها تستوجب التعامل مع الرجال فليكن ذلك بدون اختلاط. وبغاية قصوى من الحذر. ويجب عليها أن تكون متحجبة بالحجاب الشرعي ومحتشمة، وانطلاقًا مما ذكرنا يتبين أن المرأة ليس لها أن تعمل في مجال تختلط فيه مع الرجال ما لم تضطر إلى ذلك العمل، فيباح لها حينئذ من باب أن الضرورات تبيح المحذورات، حتى لو كان العمل في الجيش، لأن العديد من نساء المؤمنات شاركن في القتال، وإن لم يكن كذلك؛ فقد شاركن في سقي الماء ومداواة الجرحى وما إلى ذلك.[8]

عمل المرأة في مكان مختلط

إنَّ عمل المرأة مما أجازه الشرع مع الأخذ بالضوابط الشرعية التي تكون بعيدة عن الاختلاط؛ إلا أن عمل المرأة المتحجبة في الأماكن المختلطة لا يخلو من حالتين وهما كالآتي:[9]

  • الحالة الأولى: أن تكون المرأة مضطرة للعمل لضرورة حقيقية معتبرة شرعًا، حيث لا يكون لها من يقوم عليها ويوفر لها ضروريات الحياة. ولم تجد مكانًا غير مختلط تعمل فيه، ولم تكن تحسن صنعة تعملها في بيتها كالخياطة والحياكة والنسيج، ففي هذه الحالة يجوز لها أن تعمل في مكان مختلط مع الالتزام والحذر التام ومراعاة الضوابط الشرعية عند خروجها، فلا تخرج إلا محتشمة وبالحجاب الشرعي الكامل، وكما يجب عليها أن تحذر مس الطيب عند خروجها، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذّر النساء من الخروج متطيبات إلى المسجد، وغير المسجد كذلك، حيث ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقبل اللهُ من امرأةٍ صلاةً خرجت إلى المسجدِ وريحُها تعصِفُ حتى ترجعَ فتغتسلُ”،[10] فإذا تحققت هذه الحالة والتزمت المرأة بهذه الضوابط يجوز لها العمل ما دامت بحاجة إليه فإذا زالت حاجتها أو وجدت فرصة عمل لا يوجد فيها اختلاط وجب عليها ترك ذلك العمل.
  • الحالة الثانية: أن لا تكون مضطرة إلى العمل في الأماكن المختلطة؛ إما لعدم حاجتها إلى العمل أصلًا وإما لوجود فرصة عمل غير مختلطة؛ ففي هذه الحالة لا يجوز للمرأة أن تعمل في الأماكن المختلطة لما يترتب على ذلك من مفاسد ومخاطر، لأنه إذا اختلطت المرأة بالرجل في مكان واحد باستمرار يصعب عليهما أن يمتثلا أمر الله سبحانه في غض البصر الذي أوجب الله عليهما، حيث إنه ليس كل الرجال الذين تتعامل معهم من الأتقياء الأعِفَّاء غالبًا، وعليه فإن الأسلم للمرأة في دينها وعرضها أن تشتغل في مجالها الخاص بها وأن تبتعد عن مكان الريبة والفساد.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم عمل المرأة في العسكرية، وبيّنا الاختلاف في ذلك الذي يحمل الجواز وعدم الجواز إن تعدت الضابط الشرعي في ذلك، ثم ذكرنا ضوابط عمل المرأة، وعمل المرأة في الجيش، وحكم عملها في أماكن مختلطة.

المراجع

  1. islamweb.net , ضوابط عمل المرأة , 02/09/2021
  2. سورة الأحزاب , الآية 33
  3. سورة النور , الآية 31
  4. islamweb.net , حكم عمل المرأة في المجال العسكري , 02/09/2021
  5. سورة الأحزاب , الآية 34
  6. إرشاد الفقيه , ابن كثير، عائشة أم المؤمنين، 300/1، إسناده صحيح
  7. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 1520، صحيح
  8. islamweb.org , عمل المرأة في مجال الجيش , 02/09/2021
  9. islamweb.net , حكم عمل المرأة في مكان فيه رجال , 02/09/2021
  10. صحيح الترغيب , الألباني، أبو هريرة، 2020، حسن لغيره






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب