X
X


موقع اقرا » إسلام » منوعات إسلامية » حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة

حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة

حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة


حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة، حكمٌ يهمّ كلّ مسلم والذي من الهامّ في  حياة المسلمين أن يعرفوا الحكم الشرعي له، وأقوال أهل العلم فيه، ومع اقتراب موعد يوم المولد النبوي الشريف يكثر البحث عن حكم الاحتفال بهذا اليوم، فلقد شاع بين المسلمين عادة الاحتفال فيه، وانتشار الولائم والاحتفالات والإنشاد في مدح النبي، وذلك من حبّ المسلمين للنّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وكان لزامًا على موقع اقرا بيان حكم المولد النبوي للمسلمين، وفي المذاهب الأربعة مع بيان فضل النبي على أمته وأقوال بعض أهل العلم في المولد.

المولد النبوي

لمعرفة حكم المولد النبوي في المذاهب الأربعة ينبغي للمسلم أن يعرف متى وُلد النبي، فإنّ أهل العلم لم يتّفقوا على تاريخ ولادة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- فكان يوم ولادته محلّ شكٍّ لدى الكثيرين، وقد اتفق العلماء على أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قد ولد يوم الاثنين، وهذا في الصحيح الثابت، واتّفقوا أنّه ولد في عام الفيل، والرّاجع الغالب في القول بالنّسبة للشّهر، فإنّه ربيع الأول، أما موضع خلاف أهل العلم، فقد كان في تاريخ اليوم الذي وُلد في النّبي -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول، فقد ورد أنّه وُلد في اليوم الثاني، وقيل في الثّامن وقيل في الثّاني عشر وهو المشهور بين المسلمين، ويبقى علم اليوم الصحيح عند الله ومجرد تحديده هو اجتهاد وتتبع للروايات الواردة في هذا الأمر والله ورسوله أعلم.[1]

حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة

حكم المولد النبوي في المذاهب الأربعة له صورتان رئيستان واحدة محرّمة بإجماع المذاهب الاربعة وواحدة مُختلفٌ فيها بين الإباحة والكراهة، حيث أنّ أهل العلم لم يتّفقوا في هذه المسألة، ولكلّ صورةٍ أحكامها وضوابطها، فالصّورة الأولى ممنوعة بالإجماع، وهي غير جائزةٍ بالمُطلق، وهي أن يكون الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف مصاحبًا للمنكرات والمحرّمات، كأن يختلط الرّجال بالنّساء، أو أن يحتفل المسلمون باستعمال المعازف والمغاني المحرّمة شرعًا، أو أن يكون هناك غلوًّا في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وإطلاق عليه شيئًا من صفات الألوهيّة والرّبوبية، وهنا يدخل النّاس بالتّحريم المطلق، وقد يصل بهم الأمر للشّرك بالله، وهذه الصّورة من صور الاحتفال محرّمةٌ شرعًا، أمّا الصّورة الثّانية والتي يقوم النّاس بالاحتفال على شاكلتها بيوم المولد النبوي الشريف، فهي أن يجتمع النّاس في يوم المولد أو حتّى غيره من الأيّام، ويقومون بقراءة القرآن وذكر الله وتدارس السيرة النبوية الشريفة، والإكثار من الصلاة على النّبي -صلى الله عليه وسلم- ويُطعمون الطّعام إن وُجد، والإكثار من الأعمال الصالحة، فهذه الصّورة فيها قولان، أجازها جمهور أهل العلم، وكرّهها بعضهم، وقالوا فيها أنّها من البدع والعلم عند الله.[2]

أدلة على جواز المولد النبوي

وقد قدّم العلماء الذين أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي عديد الأدلة، ومنها:[3]

  • إنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- كان يصوم يوم الاثنين وعندما سُئل عن ذلك أخبر أنّه يوم ولادته، وقد اعتبر أهل العلم أنّ ذلك يعدّ إشارةً للاهتمام بيوم المولد، وإحيائه بالعبادة دون المنكرات.
  • إنّ الله تعالى أمر النّاس بالفرح والسرور بالرّحمة، وكان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- مُرسلًا رحمةً للعالمين.
  • أمر الله عباده بتعظيم شعائره وشعائر الإسلام، واعتبر أهل العلم أنّ الاحتفال بيوم المولد من تعظيم شعائر الله.
  • وقد ورد أنّ أبو جهل أعتق جاريةً يوم بُشّر بولادة النّبي -صلى الله عليه وسلم- فرحًا بهذا النّبأ، وورد أنّه يُخفّف عنه العذاب في النّار كلّ ليلة اثنين بهذا العمل، والذي اعتبره أهل العلم احتفالًا بيوم المولد.

أدلة على عدم جواز المولد النبوي وكراهته

حكم المولد في المذاهب الأربعة الراجح فيه هو كراهته وعدم جوازه، ومن الأدلة التي اتّخذها أهل العلم في عدم جواز المولد ما يأتي:[4]

  • إنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة من بعده والتّابعين، لم يحتفلوا بيوم المولد النبوي.
  • لو كان في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف نفع لأخبر به النّبي -صلى الله عليه وسلّم- فهو خير من بلّغ.
  • إنّ الاحتفال بيوم المولد هو بدعة أحدثه العبيديّون الذين عدّهم أهل العلم خارجين من الملّة وضالّين بعيدين عن منهج رسول الله.
  • إنّ الدّين اكتمل بوجود النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ومن زاد عليه وأحدث أمرًا فذلك لا يجوز.

أقوال أهل العلم في حكم المولد النبوي

باختلاف حكم المولد النبوي في المذاهب الأربعة، تعدّدت أقوال أهل العلم بين من يمنعه ويحرّمه، وبين من يجيزه ويُبيحه، وكلٌّ استند على أدلّةٍ وبراهين قدّمها في قوله، وفيما يأتي سيتمّ تقديم أقوال أهل العلم بين المجيزين والمانعين للاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف:[5]

أقوال المجيزين للاحتفال بيوم المولد النبوي

  • قول الإمام السيوطي: أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسّر من القرآن، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم طعامٌ يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
  • قول الدكتور نوح القضاة مفتي الأردن: لا شكّ أن مولد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من أعظم ما تفضل الله به علينا، ومن أوفر النّعم التي تجلّى بها على هذه الأمة؛ فحق لنا أن نفرح بمولده صلى الله عليه وسلم.
  • قول الدكتور وهبة الزحيلي: ذا كان المولد النّبوي مقتصراً على قراءة القرآن الكريم، والتّذكير بأخلاق النّبي -عليه الصلاة والسلام- وترغيب النّاس في الالتزام بتعاليم الإسلام وحضّهم على الفرائض وعلى الآداب الشرعيّة، ولا يكون فيها مبالغة في مديحٍ ولا إطراء، إذا كان هذا الاتجاه في واقع الأمر لا يُعد من البدع.

أقوال المانعين للاحتفال بيوم المولد النبوي

  • ابن عثيمين يقول: إنّ يوم ولادة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- غير معلومٍ على الوجه القطعي، بل إنّ بعض العلماء حقق أنّها ليلة التاسع من ربيع الأول، فالاحتفال في الثاني عشر لا أصل له تاريخيًّا، أمّا النّاحية الشّرعيّة، فلا أصل للاحتفال فيه ولم يبلّغه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وقد وضع الله طريقًا واضحًا لعبادته والتّقرّب إليه، فكيف يُسوّغ للنّاس أن يرسموا طرقهم الخاصّة للتّعبد، فالمولد بدعةٌ مُحدثة حصلت بعد مضي ثلاثة قرون من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.[6]
  • يقول ابن تيمية: إنّ ما يحدثه بعض الناس يُشابه ما يفعله النّصارى في ميلاد نبيّ الله عيسى -عليه السّلام- ومحبّة النّبي -صلى الله عليه وسلم- هي ما قد يُثاب عليها المسلمون، لا على البدع من اتّخاذ مولد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- عيدًا مع اختلاف النّاس في مولده، وهذا الأمر لم يكن يفعله السّلف الصّالح، فلو كان خيرًا لكانوا قاموا به وهم أحقّ منّا به.

فضائل النبي وفضله على أمته

من فضل الله ومنّته أن بعث في أمّة الإسلام خير الرّسل، النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو الرّسول المصطفى والنبي المجتبى، خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد اختصّه الله -سبحانه وتعالى- دون غيره من الرسل بفضائل وخصائص كثيرة، تكريمًا وتشريفًا له، وقد ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “فُضِّلْتُ على الأنبياءِ بسِتٍّ: أُعطيتُ جوامعَ الكلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعبِ، وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ وجُعِلت لي الأرضُ طَهورًا ومسجدًا، وأُرسِلْتُ إلى الخَلقِ كافَّةً وخُتِم بي النَّبيُّونَ”.[7] ومن فضائله صلى الله عليه وسلم:

  • إنّ الله مدح صفاته وأثنى على عظيم أخلاقه، والتي منها الرّحمة.
  • جعله الله من أولي العزم من الرّسل.
  • أرسله الله للنّاس كافّة وكان خاتم الأنبياء والمرسلين.
  • رفع الله تعالى قدره وذكره في الدنيا والآخرة.
  • إنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم.
  • وهو أول من يدخل الجنّة واختصّه الله بالشّفاعة والوسيلة والفضيلة.

وهنا نصل لنهاية مقال حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة، والذي تمّ فيه الحديث عن تاريخ مولد النّبي، وفضائل النبي وفضله على أمّته، كما تمّ بيان حكم المولد النبوي وأقوال المجيزين والمانعين فيه من أهل العلم، وختم المقال بتحديد موعد يوم المولد 2021.

المراجع

  1. alukah.net , متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ , 09/09/2023
  2. docs.google.com , حكم الاحتفال بالمولد النبوي , 09/09/2023
  3. assaimdeema.net , النجوم الزاهرة في جواز الاحتفال بمولد سيد الدنيا والآخرة , 09/09/2023
  4. islamweb.net , حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وأول من أحدثه , 09/09/2023
  5. marefa.org , المولد النبوي , 09/09/2023
  6. ar.islamway.net , حكم الاحتفال بالمولد النبوي رابط المادة: , 09/09/2023
  7. صحيح ابن حبان , ابن حبان/ أبو هريرة/2313/ أخرجه في صحيحه






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب