X
X


موقع اقرا » إسلام » أحكام شرعية » حكم الاحتلام في رمضان

حكم الاحتلام في رمضان

حكم الاحتلام في رمضان


الاحتلام لغة واصطلاحا

الاحتلام لغةً من الفعل: احتلمَ، ومن المصدر احتلام، واحتلم الصبيُّ أيْ أدرك: البلوغ، وهو فطرة فطر الله تعالى البشرَ عليها، فهي حالةٌ يمرُّ بها كلُّ البشر قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ، ومن هنا يمكن تعريف الاحتلام اصطلاحًا بأنَّه ما يراهُ النائم من معاشرةٍ وجماعٍ تؤدي به إلى البلوغ أو خروج المذي أو المني من صلبِ الرجل أثناء نومه وبشكل لا شعوريّ، وقد ورد في محكم التنزيل قوله سبحانه وتعالى: “وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، [١]. في هذا المقال سيتم توضيح حكم الاحتلام في رمضان.

حكم الاحتلام في رمضان

أجمعَ العلماء في مسألة حكم الاحتلام في رمضان على رأي واحدٍ، مُستندين على كثيرٍ من الأدلّةِ الواردة في السنة الصحيحة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكانَ إجماعُهم على أنَّ الاحتلام في نهار رمضان لا يُبطل الصوم لأنه أمرٌ خارجٌ عن إرادة الإنسان واستطاعته، وتندرج الدلائل على حكمه على النحو الآتي:  [٢]

  1. الدليل الأول: كونه يحدث في نوم الإنسان ويخرج عن قدرتِهِ، فذلك يندرج تحت حكم الآية القرآنية الكريمة: “لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا” [٣].
  2. الدليل الثاني: يقول ابن قدامة في كتابه المغني: “لَوْ احْتَلَمَ لَمْ يَفْسُدْ صَوْمُهُ، لِأَنَّهُ عَنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ مِنْهُ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ دَخَلَ حَلْقَهُ شَيْءٌ وَهُوَ نَائِمٌ”.

وجوب الغسل بعد الاحتلام

إذا حدث الاحتلام فإنه يُوجب الغُسل في حال خروج المني، وهذا واجب في رمضان وفي غير رمضان بعد نزول المني، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أم سلمة دليلًا على وجوب الغسل بعد نزول المني أو الماء في لفظ الحديث الوارد في الصحيحين، “جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الماء”، [٤]). [٥]

سن بدء الاحتلام

إن سن بدء الاحتلام  عند الإنسان سواء أكان ذكرًا أم أنثى، هي سن تسع سنين قمريّة فما فوق للذكر والأنثى، وإذا حدث قبل هذه السنّ أي احتلام أو ما شابه فهو ليس منيًا ولا يترتب عليه ما يترتب على المني من غسل وغيره. [٦]

الفرق بين الاحتلام والعادة السرية

يختلفُ الاحتلام عن العادة السريّة أو الاستمناء اختلافًا كبيرًا في معنى الاحتلام والاستمناء وفي حكم كل منهما في الإسلام، حيث يعرف جميع الناس الفرق بينهما في الآلية كون إحداهما تتم في حالة يقظة والأخرى أثناء النوم، لكن الكثيرين يجهلون الفرق في الحكم الشرعي بينهما إضافة لإغفال الكثيرين عن أي منهما لها أضرار على جسم الإنسان، وسيتم توضيح الفروق بين الاحتلام و العادة السرية في أغلب الأوجه المهمة على النحو الآتي: [٧]

  • الاحتلامهو  فطرة فطر الله تعالى البشرَ عليها، فهي حالةٌ يمرُّ بها كلُّ البشر قبل الوصول لمرحلة البلوغ، ومن هنا يمكن تعريف الاحتلام اصطلاحًا بأنَّه ما يراهُ النائم من معاشرةٍ وجماعٍ تؤدي به إلى البلوغ أو خروج المذي أو المني من صلبِ الرجل أثناء نومه وبشكل لا شعوريّ، وهو غير محرّم لأنه أمر خارج عن إرادة الإنسان واستطاعته، إذًا فإنّ حكم الاحتلام في رمضان كما ذكرتُ سابقًا، لا يُفطرُ الصائم.
  • العادة السريّة: هي الاستمناء، أي طلب خروج المني عن قصد وفي حالة اليقظة والوعي التام، ويكون هذا عن طريق تحريض الأعضاء الجنسية باليد أو بالفراش أو ما شابه، مما يستدعي نزول المني، وهي تستوجب الغسل أيضا كالاحتلام، وهي تُفطرُ إن حدثتْ في نهار رمضان, وأما عن حكم العادة السرية أو الاستمناء فهي محرمة، كون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرشدِ الشباب إلى الاستمناء (العادة السرية) ولو كان خيرًا لأرشدهم إليه، وإنما أرشد إلى الزواج أو الصوم فقال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”، و وجاء هنا تعني الوقاية من الزنا والباءة تعني القدرة على الإنفاق، أخرجه البخاري ومسلم. [٨]

الرأي الطبي في مسألة الاحتلام والعادة السرية

الاحتلام: أثبتتْ الدراسات أنَّهُ لا ضرر على الإطلاق من الاحتلام، فهو ظاهرة فسيولوجيَّةٌ طبيعيةٌ، تحدثُ لكلِّ الأصحَّاءِ، ولا تسبب أيّ مشكلة جنسيَّة، ولا تسبب أي ضررٍ على الجسد، مهما اختلف معدل حدوث الاحتلام زمنيًّا، وهذا يتراوح بين مرةٍ يوميًّا إلى مرة في الأسبوع، أو مرة في الشهر، فهو مُفيدٌ لأنَّه يساعدُ على التخلّص من السائل المنوي المتجمع، وأما في حال الأشخاص المتزوجين أو الممارسين للعادة السريّة، فإن الاحتلام يحدث نادرًا عندهم، بسبب التفريغ الدائم للسائل المنوي.  [٩]

العادة السريّة: أقرَّ الأطباء أن ممارسة العادة السرية تؤدي إلى أضرارٍ بدنية ونفسية منها:

  1. استنفاد قوى البدن.
  2. ضعف في النظر على المدى البعيد.
  3. قد تتسبب بالضعف الجسدي عند المدمنين، والوهن العامّ.
  4. قد تكونُ سببًا لحدوث حالة من الاكتئاب والعزلة النفسية.
  5. احتقان المجاري التناسلية.
  6. عدم القدرة على التركيز وضعف الذاكرة. [١٠]

المراجع[+]

  1. {النور: الآية 59}
  2. ما حكم الاحتلام في نهار رمضان؟, ، “www.islamqa.info “، اطلع عليه بتاريخ 27-07-2018، بتصرف.
  3. {البقرة: الآية 286}
  4. رواه البخاري (الغسل-373) ومسلم (الحيض- 471
  5. الغسل بعد الاحتلام؟, ، “www.islamqa.info “، اطلع عليه بتاريخ 27-07-2018، بتصرف
  6. ما هو سنُّ الاحتلام؟, ، “www.islamweb.com “، اطلع عليه بتاريخ 27-07-2018، بتصرف
  7. ما الفرق بين الاحتلام والعادة السرية؟, ، “www.islamweb.com “، اطلع عليه بتاريخ 27-07-2018، بتصرف
  8. ما حكم العادة السرية؟, “www.islamweb.com “، اطلع عليه بتاريخ 29-07-2018، بتصرف
  9. هل للاحتلام أضرار على الجسد؟, .”www.islamweb.com” اطلع عليه بتاريخ 29-07-2018، بتصرف.
  10. ما هي أضرار العادة السريّة؟, .”www.islamweb.com” اطلع عليه بتاريخ 29-07-2018، بتصرف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب