X
X


موقع اقرا » علوم » اكتشافات واختراعات » حقيقة السفر عبر الزمن

حقيقة السفر عبر الزمن

حقيقة السفر عبر الزمن


الزمن

لطالما كانت ركيزة حقيقة السفر عبر الزمن هي في الحقيقة مفهوم الوقت ذاته وهو ما يعرفه العلماء على أنه التقدم المستمر لأجل غير مسمى للوجود والأحداث التي تتابع بلا رجعة فيها على ما يبدو من الماضي، وحتى الوقت الحاضر، إلى المستقبل، والوقت عبارة عن كمية من القياسات المختلفة المستخدمة لتسلسل الأحداث، لمقارنة مدة الأحداث أو الفواصل الزمنية بينهما، ولتقدير معدلات تغير الكميات في الواقع المادي أو في التجربة الواعية، ومنذ وقت طويل وموضوع الوقت محل دراسة في مختلف المباحث، كالدين والفلسفة والعلوم، لكن رغم الجهد المبذول في معرفة ماهيته إلا أنّه لا زال يستعصي على فهم تعريفه بصورة يمكن تطبيقها في شتى المجالات والآن يشار إليه غالبًا على أنه البعد الرابع إلى جانب ثلاثة أبعاد مكانية أخرى.[١]

حقيقة السفر عبر الزمن

شغلت حقيقة السفر عبر الزمن الناس منذ أزمنٍة بعيدٍة، حتى أنه مفهوم حي في الأساطير والأدب القديم، والحكايات الشعبية والميثولوجيا، وقد أدرك اللغويون صعوبة فصل حقيقة السفر عبر الزمن عن مفهوم المكان نفسه، فإذا ما تم النظر لحقيقة السفر عبر الزمن على أنها رجوع للوراء “الماضي” أو تقدم للأمام “المستقبل” فهذا يعني أننا نفكر في التحرك عبر الفضاء الثلاثي الأبعاد وهو ما يؤكد حقيقة الارتباط الوثيق بين الزمان والمكان.[٢]

وبسبب هذا الارتباط بين المكان والزمان، يمكن القول بأنّ إمكانية قضاء الوقت بطرق مختلفة والانتقال عبره لها جذور مبكرة بشكل مدهش، فواحدة من أولى الأمثلة المعروفة للسفر عبر الزمن تظهر في ماهابهاراتا، وهي قصيدة سنسكريتية ملحمية قديمة جُمعت حوالي 400 قبل الميلاد.[٢]

بين كل ما قد تحويه حقيقة السفر عبر الزمن من خيال وفنتازيا، إلا أنها حقيقة مثبتة بشكل رياضي وفيزيائي نظري، أي أن هناك ما يؤكد إمكانية السفر عبر الزمن، وهو ما طرحه العالم “ألبرت أينشتاين”، كان أينشاتين عالم فيزياء ورياضيات في أوائل القرن العشرين، وساهم بالعديد من النظريات وأهمها نظرية النسبية التي تناقش حقيقة السفر عبر الزمن وتشرح الترابط بين الزمان والمكان.[٣]

درس أينشتاين الحركات المتناقضًة للضوء على ما يبدو بسرعات عاليٍة، مما أدى به إلى نظريته النسبية الخاص ٍة في عام 1905، وفي وقت لاحق أدرك أن الجاذبية تشكل مفارقًة مماثلًة، ودرس كيف يتلوى الوقت حول أجسام كبيرة للغاية من الكتلة، مثل الثقوب السوداء، ونُشر هذا العمل في عام 1915 ويعرف باسم نظرية آينشتاين العامٍة للنسبية.[٣]

فإذا كان شخص ما على متن حافلٍة ورمى كرة للأمام، فإن سرعة الكرة بالنسبة لمراقب ما زال خارج الحافلة ستكون سرعة الحافلة، بالإضافٍة إلى سرعة الكرة، فسرعة الكرة مرتبطة بالمراقب، مما يعني أنها تتغير حسب المكان الذي تكون فيه، وهذا هو ما يحدث عادة.[٣]

ومع ذلك، لا يعمل الضوء بهذه الطريقة، لأن سرعة الضوء هي نفسها دائما، فإذا كان لدى الشخص ضوء على الحافلٍة، فستكون سرعة الضوء هي نفسها لكل من الشخص الموجود على الحافلة والمراقب على الأرض، وهذا مثال على كيفية عدم تطابق شيء ما في الفيزياء النيوتونية مع ما يعرف عن الضوء.[٣]

يسير الضوء دائمًا بنفس السرعة، لذلك على الرغم من اختلاف المسافة المقطوعة، لا يبدو أن الضوء يسير بسرعات مختلفٍة مثل الكرة النسبية للضوء، استخدم أينشتاين المعادلة الرياضيًة للسرعة، أو المسافة المقطوعة مقسومة على الوقت، لحل هذه المشكلة، ونظرًا لأن سرعة الضوء ثابتة، ولكن المسافة المقاسة لكل شخص مختلفة، يجب أن يتغير الوقت حسب المكان الذي توجد فيه الحركة، لذلك اكتشف آينشتاين أنه بالنسبة لشخص ما على الأرض، يجب أن يمر الوقت بسرعٍة أكبر لحساب سرعة الضوء الثابتٍة.[٣]

الثقوب الدودية وآلة الزمن

يطرح الفيزيائيون ما يسمى بالثقوب، وهي”نفق” نظري، تنبأت به نظرية النسبية لآينشتاين، ويربط بين مكانين في الزمان والمكان، لسوء الحظ، فإنّ هذه الأنفاق في الوقت الحقيقي هي أصغر من أن يتمكن الإنسان من المرور بها ومن هنا تظهر آلات الزمن في الصورة، ويعتقد العلماء أنه قد يكون من الممكن التقاط فتحة ثقيلة وتوسيعها تريليونات المرات لجعلها كبيرًة بما يكفي لدخول سفينة بشرية أو حتى مركبة فضائية بها، ولكن توجد مشكلة كبيرًة في الثقوب الدودية، والتي يتم تفسيرها باستخدام التناقضات مثل ما يسمى بمفارقة الجد، يأتي الاسم من الوصف الشائع للمفارقة، كشخص يسافر إلى الماضي ويقتل جده، ويمنع وجود والده أو والدته، وبالتالي وجوده، وهذا النوع من آلات الزمن سوف ينتهك قاعدة أساسيًة تحكم الكون بأكمله الذي يحدث قبل التأثير وليس العكس، وهناك مباشرة في وسط درب التبانة، 26000 سنة ضوئية منا، ويكمن أثقل كائن في المجرة، وهو ثقب أسود يحتوي على كتلة من أربعٍة ملايين شمس تم سحقها في نقطة واحدٍة بسبب ثقلها، وللثقب الأسود تأثير كبير في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى إبطائه أكثر بكثير من أي شيء آخر في المجرة، وهذا يجعلها آلة الزمن الطبيعي، فعلى مقربٍة من هذا الكائن الضخم، سيتم إبطاء الوقت وهذا قد يشكل هاجسًا في حقيقة السفر عبر الزمن.[٤]

المراجع[+]

  1. “Time”, www.wikiwand.comRetrieved 2020-1-22. Edited.
  2. ^ أ ب “Where Does the Concept of Time Travel Come From?”, www.livescience.comRetrieved 2020-1-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ” Albert Einstein & Time Travel Theory”, www.study.com Retrieved 2020-1-22. Edited.
  4. “Why couldn’t we make a time machine?”, www.quora.com,2020-1-22، Retrieved 2020-1-22. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب