X
X



حد الزنا

حد الزنا


غاية الحدود في الإسلام

يمكنُ القول إنَّ تعريف الحدِّ في الإسلام هو العقوبة أو الجزاء التي وضعَها الله تعالى وشرَّعها الإسلام على كلِّ من يقترف ذنبًا شُرِّع له الحد، كالسرقة والتي حدها قطع اليد والردِّة التي حدها القتل، ويمكن القول أيضًا إنَّ الغاية من الحدود هي ضبط المجتمعات الإسلامية وتقليل عدد الجرائم والذنوب التي تسبب الخلل في المجتمعات، كالسرقة مثلًا، فكانت حدود الله تعالى رحمة للناس لأنَّها تحفظ أموالهم من السرقة بسبب حد السرقة وتحمي أعراضهم من الانتهاك بسبب وجود حد الزنا وهذا المقال سيتناول الحديث عن حد الزنا في الإسلام بالإضافة إلى الحديث عن حكم الزنا لغير البالغ. [١]

حد الزنا

لا يختلفُ اثنان في مسألة تحريم الزنا في الإسلام، وفي كون الزنا كبيرة من الكبائر التي حذَّر الله -سبحانه وتعالى- المسلمين جميعًا من الاقتراب منها بأيّ شكل من الأشكال، يقول تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [٢]، ولا يشكّ عاقلان في أنَّ الزنا كبيرة من الكبائر بل هو من أكبر الكبائر بعد الشرك وقتل النفس. أمَّا فيما يتعلَّق بحد الزنا فإنَّ حدَّه يعتمد على حالة الزاني الاجتماعية في كونه متزوجًا محصنًا أو غير متزوج في حياته، ويكون الاختلاف في الحالتين على الشكل الآتي: [٣]

  • الزاني المحصن: إنَّ الحدّ الذي اتفقَ عليه أهل العلم في الزاني المتزوج هو الرجم حتَّى الموت، سواء كان هذا الزاني رجلًا أو امرأة فلا فرق في الحكم بينهما، وقد جاء في الحديث الصحيح إنَّ الحد الذي ينبغي تطبيقه على الزاني المحصن هو الجلد مئة جلدة ثمّ الرجم حتَى الموت، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “خُذوا عني، خُذوا عني، قد جَعَل الله لهنّ سبيلًا، البكْر بالبِكْر جَلْدُ مائة ونَفْيُ سَنَة، والثّيّبُ بالثّيّبِ جَلْدُ مائة والرّجْم” [٤].
  • الزاني غير المحصن: اتفق أهل العلم على أنَّ حد الزاني غير المحصن أو غير المتزوج هو جلد مئة جلدة مع النفي خارج البلاد سنة، وهذا ما جاء في حديث رسول الله السابق حيث قال: “البكْر بالبِكْر جَلْدُ مائة ونَفْيُ سَنَة”، وقال تعالى في محكم التنزيل: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [٥].
  • العبد الزاني: وجديرٌ بالذكر إنَّ عقوبة العبد الزاني في الإسلام هي الجلد خمسين جلدة، ولا فرق في كون العبد رجلًا أو امرأة أو في كونِه متزوجًا محصنًا أو غير متزوّج، والدليل قوله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [٦]، والله تعالى أعلم.

حكم الزنا لغير البالغ

إنَّ تطبيق الحد في الإسلام على أحد المسلمين يتطلّب شروطًا محدّدة، بيَّنها الشرع وأوضحها للناس أجمعين، ومن أهمّ هذه الشروط البلوغ والعقل، فإذا زنى الإنسان رجلًا كان أو امرأة وهو دون سن البلوغ فلا حدَّ عليه وإنَّما يجب أن تتم توعية هذا الصغير وتوبيخه وتوضيح الخطأ الكبير الذي ارتكبه، والدليل على عدم وقوع الحد على من هم دون سن البلوغ في الإسلام هو حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حين قال: “رُفِعَ القلَمُ عَنْ ثلاثَةٍ: عنِ النائِمِ حتى يستيقِظَ، و عن الصبيِّ حتى يشِبَّ، وعنِ المعتوهِ حتى يعْقِلَ” [٧]، ويقول ابن قدامة: “أما البلوغ والعقل فلا خلاف في اعتبارهما في وجوب الحد”، لذلك فإنَّه لا حد على من يبلغ الحلم بعد في الإسلام، والله تعالى أعلم. [٨]

المراجع[+]

  1. ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف
  2. {الإسراء: الآية 32}
  3. عقوبة جريمة الزنا, ، “www.islamweb.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف
  4. الراوي: عبادة بن الصامت، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 1690، حكم المحدث: صحيح
  5. {النور: الآية 2}
  6. {النساء: الآية 25}
  7. الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 3513، حكم المحدث: صحيح
  8. زنت وهي صغيرة فهل يُقام عليها الحد, ، “www.islamqa.info”، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب